تحليلات

خلط أوراق الحكومة الإيرانية وتبدد كل آمال الخروج من أسوأ أزمة..

إيران عالقة بين ضغوط رجال الدين والضغوط الاقتصادية وكورونا

تخفيف اجراءات العزل قفز بعدد الوفيات بفيروس كورونا في ايران

طهران

تستعد إيران على ما يبدو لاحتمال إعادة فرض تدابير صارمة لمواجهة تفشي فيروس كورونا بعد أن سجلت رقما قياسيا جديدا في عدد الوفيات بالفيروس في ظرف وجيز في الوقت الذي كانت فيه التصريحات والبيانات الرسمية تشير إلى قرب السيطرة على الوباء.

وأعادت المخاوف من موجة انتشار ثانية للفيروس أشد قسوة من الأولى، خلط أوراق الحكومة الإيرانية التي تكابد منذ أشهر للخروج من أسوأ أزمة على الإطلاق في تاريخ الجمهورية الإسلامية بعد أن فرض ظهور فيروس كورونا على السلطات تشديد إجراءات العزل والتنقل بين المدن.

ويبدد ارتفاع عدد الوفيات بالفيروس الآمال الحكومية بالسيطرة على الوباء كما يبدد كل آمال التعافي الاقتصادي.

وتجد السلطات الإيرانية نفسها عالقة بين حتمية تنشيط الاقتصاد المتعثر ومواجهة الوباء العالمي في الوقت الذي لا تملك فيه خطة واضحة للتحرك في الاتجاهين معا بأقل الأضرار الممكنة.

وتحركت السلطات بشكل متأخر جدا في مواجهة الفيروس ما تسبب في تجاوز عدد الوفيات عتبة التسعة آلاف، لتجد الحكومة نفيها في مأزق عمّق أزمتها في ظلّ عقوبات أميركية مشددة وانهيار في قيمة العملة واقتصاد على حافة الهاوية.

وخففت لاحقا إجراءات العزل تحت وطأة الأزمة الاقتصادية وضغوط رجال الدين الذين دفعوا لإعادة فتح المساجد والمزارات الشيعية وحركة التنقل بين المدن، فيوضع يستحيل معه تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي.

وأغلقت إيران في مارس/اذار المدارس وأرجأت فعاليات عامة رئيسية ومنعت التنقل بين المدن لاحتواء الفيروس، قبل أن تقوم بتخفيف تلك الإجراءات تدريجيا في أبريل/نيسان.

وحذرت وزارة الصحة الإيرانية الاثنين من احتمال إعادة فرض تدابير صارمة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد لضمان التباعد الجسدي وذلك بعد أن سجلت أكثر من مئة وفاة لليوم الثاني على التوالي.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري إن 113 وفاة إضافية ترفع إلى 8950 حصيلة الوفيات بكوفيد-19 منذ رصد الوباء للمرة الأولى في فبراير/شباط.

وأضافت أن 2449 شخصا آخرين ثبتت إصابتهم بالفيروس في فحوص أجريت في الساعات الـ24 الماضية ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات في الجمهورية الإسلامية إلى 189 ألفا و876 إصابة.

وتعكس الأرقام الرسمية نمطا تصاعديا في الحالات المؤكدة منذ مطلع مايو/ايار بعد أن سجل عدد الإصابات اليومية أدنى معدل له منذ قرابة الشهرين.

ونسب المتحدث الحكومي علي ربيعي ذلك إلى عدم تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي في مواقع مقدسة وعلى متن وسائل النقل.

وقال خلال مؤتمر صحافي "في قطار الأنفاق (في طهران) رغم أن 90 بالمئة من الركاب يضعون أقنعة واقية، إلا أن التباعد الاجتماعي لا يتم التقيد به"، مضيفا "في بعض المحافظات وصلنا إلى ذروة المرض، لكن هذا لا يعني أنها ذروة جديدة".

وتابع "منحى الوفيات ليس حادا بعد" مع تراجع طفيف في طهران لكن تم تسجيل زيادة في بعض المحافظات الأخرى، موضحا "إذا وجدنا أن انتشار الفيروس يخرج عن السيطرة ... سنطبق حتما قرارات صارمة مجددا".

وأعلنت إيران أمس الأحد عن وفاة 107 من مواطنيها بكوفيد-19، وهي المرة الأولى التي تتخطى فيها حصيلة الوفيات عتبة المئة منذ 13 أبريل/نيسان.

وقالت لاري إن خمس محافظات من أصل 31 هي حاليا مصنفة باللون الأحمر وهو أعلى مستوى لقياس مخاطر الوباء.

وتبرز شكوك في الداخل والخارج بشأن الأرقام الرسمية لحصيلة كوفيد-19، وسط مخاوف من أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى بكثير.

وثائق مسرّبة تفضح هيكل العمليات السرية للنظام الإيراني في أوروبا وأمريكا


تحذيرات من الجيش الإسرائيلي: خطة الحكومة تعرض حياة المحتجزين للخطر


قمة ترمب وبوتين: بين استعادة النفوذ الروسي وطموح نوبل للسلام


د. زينب البدول لـ(اليوم الثامن): المرأة الإيرانية في طليعة معركة الحرية… والنظام شوّه الإسلام وقيم المساواة