تقارير وتحليلات
لجأ الشباب للمخدرات والجنس لتجاوز الصدمة..
كيف أصبح مصير إخوان مصر بعد سقوط مرسي؟
قالت مصادر من جماعة "الإخوان"، إن عددًا من شباب الجماعة، الذين يعيشون في الجانب الأوروبي من تركيا، انحرفوا سلوكيًا وأخلاقيًا، وأنهم يذهبون للبارات والملاهي الليلية، منذ سفرهم بأشهر قليلة.
وسافر العشرات من شباب "الإخوان" لتركيا عقب عزل الرئيس محمد مرسي، الرئيس الإخواني، من منصبه في 30 يونيو، وفض اعتصامي رابعة والنهضة، وملاحقة العديد منهم أمنيًا.
وحظرت الحكومة جماعة "الإخوان" واعتبرتها جماعة إرهابية في ديسمبر 2013 عقب تفجير استهدف مديرة أمن الدقهلية.
وأوضحت المصادر، أن تحولا كبيرا طرأ على سلوك العديد من شباب الجماعة، الذين سافروا لتركيا، كشرب "الشيشة" و"الحشيش" و"الكحوليات"، أو مرافقة الفتيات في تركيا، وأن بعضهم يمارس الجنس مع فتيات الليل في أسطنبول.
وأضافت المصادر، أنها فوجئت ببعض فتيات "الإخوان" أيضًا يخلعن الحجاب.
ويقول حمزة، وهو اسم مستعار لأحد شباب الجماعة، إنهم "فوجئوا بالأخ مسؤول الأسرة (أصغر وحدة تنظيمية بالجماعة)، يشرب الحشيش، بعد سفره لتركيا بفترة، وأنهم عرفوا فيما بعد أن ذلك نتيجة للصدمة التي تعرض لها الإخوان بفض الاعتصام وسقوط محمد مرسي".
ويرى الكاتب الكويتي محمد السبتي، في كتاب بعنوان "الإخوان المسلمون... شهادة المؤسس الحقيقي ضدهم"، أن الانحراف السلوكي في الإخوان قديم، ويحكي استنادًا لوثائق نسبها لأحمد السكري، أحد مؤسسي الجماعة، عن ما قال إنه "انحرافا سلوكيا" في تصرفات عبد الحكيم عابدين القيادي في جماعة "الإخوان" وزوج شقيقة حسن البنا، مؤسس الجماعة.
ويقول السكري، وفقا للكتاب، إن عابدين بحكم صلته بالمرشد أنشأ نظاماً أُسرياً للجماعة، والهدف منه توثيق الروابط بين اُسر "الإخوان"، وبالتالي لتأسيس مجتمع إخواني مغلق، يتناسب وسرية التنظيم وإغلاقه، ومنه استطاع عبد الحكيم عابدين التعرف على زوجات "الإخوان" وإقامة علاقات عاطفية وجنسية مع نساء مِن أقارب "الإخوان" مِن الذين دخل بيوتهم.
والانحراف السلوكي، يصاحب "الإسلاميين"، في الأوقات التي يشعرون فيها بالمحنة. وتظهر وثائق أفرجت عنها الإدارة الأمريكية، قبل أيام من وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلطة، كانت بحوزة أسامة بن لادن، يبيح فيها لأتباعه المختبئين، ما سماه بـ"الاستمناء الحلال"، لتخفيف التوتر الجنسي.
كما كشفت الوثائق، التي تفرج عنها الإدارة الأمريكية تباعا منذ عام 2012، أن زعيم تنظيم "القاعدة"، كان يمتلك العديد من أفلام "البورنو" في مقر إقامته.
وسهلت تركيا من دخول شباب "الإخوان"، وسمحت لهم بالدراسة في الجامعات التركية، كما سهلت للقيادات العيش بحرية، من دون قيد، وسمحت لهم بفتح قنوات تليفزيونية.
وتصرف الجماعة شهريا ما يقرب من 400 دولار لـ"الأخوات" المقيمات في أسطنبول، ووفرت لهن سكنًا خاص، وتشترط على شباب الجماعة الراغبين في الزواج من الفتيات، العمل للإنفاق عليهن والولاء للجناح القديم للتنظيم.
ويقول معاوية، اسم مستعار لأحد شباب الجماعة، إن الزواج داخل الجماعة معقد ونمطي، إذ أن الأخ لابد وأن يتزوج من أخت، وأن الزواج من خارج الجماعة غير محبب، وأن ذلك قد يكون من ضمن أسباب الكبت.
ويحكي أنه أحد "الأخوة المسؤولين"، جمع من يرغبون منهم في الزواج، وأخذ يحدثهم عن فضائل "الأخوات" وان زواجهم محبب عن غيرهم.
وتشهد الجماعة صراعا بين شبابها وقياداتها، حول الطريقة التي يجب أن يدار بها الصراع مع النظام في مصر.
وأوضحت المصادر أن شعور هؤلاء الشباب بالاغتراب، علاوة على صدمة فض اعتصام رابعة، الذي كانوا جزءًا منه، إلى جانب الخلاف مع القيادات، كان عاملا رئيسيا في توجه هؤلاء الشباب نحو الانحراف السلوكي.
وتشير المصادر إلى أن هذا الانحراف لا يقتصر على الشباب صغير السن، الذي لم يتجاوز العشرين من عمره أو تجاوزها بأشهر قليلة، ولم ينل حظًا وافرا من المناهج التربوية للتنظيم، بل وصل أيضا لقيادات شابة ومؤثرة، كان لها دورها التنظيمي في الجماعة.
وتؤكد المصادر أن هذا الانحراف السلوكي لا يقتصر على شباب الجماعة في الخارج فحسب، بل وصل أيضًا لبعض الذين يعيشون في مصر.