بحوث ودراسات

"اليوم الثامن" تبحث في ابعاد الصراع التأريخي..

تحليل: اليمن.. حروب عبثية دموية من الإمامة إلى الجمهورية 2-3

الامامة بصورتها القديمة الجديدة - ارشيف

وبعد وفاة المطهر سنة 980 هـ اضطربت أمور الإمامة الزيدية ، واشتعلت الصراعات السياسية بين أولاده الذين تقاسموا البلاد وتفرقوا ، ثم تحالف بعضهم مع القوات التركية التي وجدت في ذلك فرصة لبسط نفوذها وتوطيد سلطتها .
ثم بدء فصل جديد من الحروب مع الأتراك الذين استجلبهم أولاد المطهر ، وخلال هذا الصراع نشأت الدولة القاسمية نسبة إلى الإمام القاسم بن محمد عام 1006 هـ واستمرت حتى عام 1382 هـ ، والإمام القاسم هو من أحفاد الهادي ونسل الناصر أحمد وذرية الداعي يوسف ، ودخل في حروب كثيرة ضد الإمام المتوكل عبدالله المؤيدي وحلفائه الأتراك ، وكان يغلبهم تارة ويسيطر على مناطق واسعة ثم يغلبونه تارة أخرى ويخرجونه منها .

 اقرأ المزيد من اليوم الثامن> تحليل: اليمن.. حروب عبثية دموية من الإمامة إلى الجمهورية (1-3)


وبعد وفاة الإمام القاسم خلفه أبنه محمد المؤيد الذي أزاح الأتراك عام 1045 هـ من اليمن بعد صراعات عديدة وضعف وتراجع نفوذ الأتراك ، وتميزت فترة إمامته بالاستقرار النسبي ، لكن بعد وفاته دبت الصراعات والحروب بين إخوته على كرسي الإمامة ، حتى استقر الحكم للإمام المتوكل إسماعيل بن القاسم الذي جمع بين الملك والإمامة ، وواته الفرصة لغزو الجنوب بعد الخلافات بين العائلة الحاكمة في السلطنة الكثيرية في حضرموت وتمكن من غزو كامل الإمارات الجنوبية بقوة السلاح ونتيجة لتوحد سلاطين الجنوب ورفض الحكم التعسفي الإمامي من قبل الجنوبيين لم يدم حكمه لها أكثر من 38 عاما في أقصاه حيث تمكنوا من قهر جنوده وطردهم من الجنوب نهائيا عام 1092 هجرية .
لكن حرصه على نشر فقه الهادوية وتعصبه لمذهبه أوحى إليه بالقول بالتكفير بالإلزام ، أي تكفير كل من يخالفه وعلى رأسهم الأتراك ومن والاهم ، حيث أن الأتراك كما يقول كفار ، والكفار إذا دخلوا بلاد وحكموها فتعتبر بلاد كفر لأن أهلها أقاموا تحت أوامر وقيادة الكفار. .
وترتب على هذا الحكم أن أصبح اليمن الأسفل بلاد كفر يحق له أن يستبيحها رغم أن أهلها لم يظهروا أي كفر ، سوى سيطرة الأتراك عليهم ، وهي ذات النظرة والحكم التي يطلقه الإماميون الجدد ـ الحوثيون ـ اليوم على مخالفيهم تحت مسميات داعش والقاعدة وغيرها ، وعلى أساسها استباحوا مناطق اليمن الأسفل والجنوب وأشعلوا الحرب في عموم اليمن. .
وعقب وفاة الإمام المتوكل برز عدد من عشاق الزعامة وهواة الإمامة من بيت القاسم وغيرهم من البيوت الفاطمية ، واندلعت الصراعات والحروب فيما بينهم وتشرذمت البلاد وقسمت إلى ممالك وإمارات عديدة ، وأظهر المتصارعون بأسا شديدا فيما بينهم ، وخرج من بين ظهورهم سفاحون كثر عمدوا إلى البطش والتنكيل بكل من يخالفهم أو يوالي غيرهم .
وفي عام 1189 هـ ورث المنصور علي بن المهدي عباس الإمامة عن والده ، وخلال فترة حكمه بزغ نجم الإمام الشوكاني الذي عينه المنصور قاضي القضاة عام 1209 هـ ، وكان الشوكاني بحق هو منارة العلم والنجم المضيء في سماء الإمامة المظلم ،
وقام بأدوار عظيمة في خدمة وتجديد القضاء والحياة السياسية والفكرية في عصره ، وعاصر الشوكاني الرافضي يحي بن محمد الحوثي ـ جد عبدالملك الحوثي ـ الذي كان يصرخ مع أنصاره بلعن وسب الصحابة في الجامع الكبير بصنعاء ويمنعون الناس من أداء صلاة العشاء ، ويجولون في الشوارع .
عندما بدء الثوار من هنا وهناك يخططون لقتل الإمام احمد الذي تولى الخلافة عن أبيه بعد مقتله عام 1948م.
لقد بدأ ( سعيد الذبحاني الملقب بسعيد إبليس ) في محاولة لقتل الإمام احمد لتخليص الشعب من الطاغية ولكنه اخفق عن ذلك في عام 1962
ثم قام اللقيه والعلفي والهندوانه بالمحاولة الثانية فأخفقوا وبعد عام ونصف سقطت الامامه ولم تدم إمامة البدر بعد أبيه احمد إلا أسبوعا واحدا كان آخر أيامه- في الحكم ليلة الثورة في السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962
لقد قام اليمن الجمهوري وسقطت الامامه كحكم وقامت كحرب ، وعادت الطبيعة القتالية إلى عنفوانها من المعسكرين من السلالة القتالية اليمنية وبالذات لأنها كانت بداية حرب ثوريه نتيجة فرار البدر عززت هذه الوراثية سمو المبادئ عند الثوار وطمع الارتزاق عند أتباع البائدين
لاشك آن هناك أصابع استعماريه كانت تستغل الجو الحربي لإضعاف اليمن المنشود وتجذير الواقع والغاية من هذا هو غياب اليمن المنشود تحت أي راية باعتبار أن الاستعمار سيتعامل مع أي نظام اقرب إلى الاعتدال أو أقل خطورة على المصالح الاستعمارية في المنطقة وقد تعرت هذه النوايا من خلال دعم البائدين من جهة ومن خلال المناورة في الاعتراف بالنظام الجمهوري
*لقد اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية بالنظام الجمهوري بعد شهرين من قيامه وكان الاعتراف كمظله للإستقواء لجأ إليه عن كثب ، ومن أواخر 64 أصبح السلاح الأمريكي بيد الملكيين ، أما بريطانيا وفرنسا فلم تعترفا بالنظام الجمهوري إلى بعد التصالح في بداية السبعينات لكي تجدا موقع ترقب الثورة في الشطر الجنوبي من الوطن
* وعندما تأكدت خطورة المبادئ الوطنية تنوعت وجوه المحاربين فتزايدت إعداد المحاربين القدامى الأوروبيون في مواقع البائدين ، وشكل الانتهازيون والبادئون في نقطه واحده ..القضاء على الثوار
من عام 64 إلى 67 تشكلت الحرب في ثلاث جبهات ثوريون. ، ملكيون.، متآمرون من الطرفين وقد أدى هذا التأمر إلى حصار صنعاء عام 67/68 بنية الضغط عل المحاربين الثوريين لأعلى رؤوس النظام النوفمبري أو أعمدة الجمهورية الثانية باعتبارهم أربعينيين جاءوا إلى سبتمبر على متن الدخان لكي يتآمر ا في ظله فشكلوا غياب الوطن المنشود وشكلوا امتداد الماضي إلى الحاضر مع هذا لم تتخلي الأصالة القتالية عن إي فريق إلى أن المبدئيين كانوا يعاركون يدافعون لانتصار المبادئ..وعندما بدأت الحرب تخفت ..اشتبك الجيش الجمهوري في ( اغسطس68) وكانت المدافع الملكية إلى جانب الدبابات الجمهورية تقصف مواقع الذين حاصروا الحصار الملكي
والسبب أن الثقافة الطائفية من طرف واحد برزت من الشمال على الثوار وقادة الوحدات من ( تعز والجنوب لا لشيء وإنما كانوا يفكرون باستحواذ الحكم لهم وحدهم وتكاملت الصيغة بين الثوريين والقبائل والمشايخ
وهناك حدث ملئ فراغ بعد رحيل العسكرية المصرية
وقد أخذت هذه الثقافة الطارئة إلي حرب طائفيه من طرف واحد هم ثوار وقبائل الشمال وبين الثوريين المبدئيين الذين هجرت قياداتهم إلى الجزائر واقصوا أفراده وطردوا من العاصمة
وعلى اثر ذلك تكالبت القوى الملكية وتوسعت الجبهات الى أربعين جبهة ووصلت إلى تخوم صنعاء وجبالها المحيطة وكانت القذائف تتساقط إلى وسط صنعاء
وهرب كبار القادة الشماليين إلى الحديدة على شاطئ البحر بغية الهرب خيفة من سقوط صنعاء وإعدامهم
وتطلب الأمر إلى استدعاء المهجرين وفق فقه الضرورة لدحر الملكيين ، وبالفعل كان لهذا الأمر أهميه في اللحظات الفارقة وعاد القادة الثوريين المبدئيين وعادوا خلفهم المقصيين وتصدوا جميعا للملكيين وأعوانهم من عرب وشركس ويهود ونحوهم وتم دحرهم

..
ولكن بعد ذلك تم سحل القائد الكبير عبد الرقيب عبد الوهاب بعد مخادعته وقتله من قبل رفيق سلاحه وهو حسن العمري وعلي سيف الخولاني ..، والهجمة على كل من لا ينتمي لطائفة الشمال وسجن الممول الوحيد للقادة الثوريين إبان حصار صنعاء ( المناضل رجل الأعمال سلام علي ثابت الاديمي)
في حزيران 74قامت الجمهورية الثالثة رافعه شعار سبتمبر مقصيه السبتمبريين تحت شعار التصحيح وبحكم إفراز قوى جديدة وكفاءات شابه ونضج للقيادة ومما لاشك فيه أن للباحث كان يتلمس ويتابع في صباه حركة نوفمبر وإعداد القائد إبراهيم الحمدي أثناء تولي القاضي عبد الرحمن الارياني رئيس المجلس الجمهوري أثناء نزوحه إلى تعز منذ عام 71/74 حيث كانت القوى الموالية نفسها الطاردة لكل نفس ثوري معتدل خارج الطائفة
وكان المقدم إبراهيم الحمدي يشغل قائد الاحتياط العام وترقى إلى نائب رئيس الوزراء قبيل التنازل له عن الحكم من قبل القاضي الارياني وعمل سبق من ثوره مضادة كانت تحاك على النظام الجمهوري الذي ظل مصمما ومصرا عليه القاضي الارياني منذ مؤتمر حرض واشترط على نفسه أن يعودوا المناوئين الملكيين لليمن في ظل المصالحة التي تمت بعهده وعلى إثره قامت حركته المسمى بحركة نوفمبر واتسمت قيادته بالحكمة وامتدت علاقته إلى كل دول العالم...غير أن الانقلابيين مافتئوا وان يحاولوا النيل منه ومن تجربته..وكان الاتفاق بين القاضي والحمدي على أن يخضع الشيخ الأحمر والشيخ سنان أبو لحوم إلى الاستقالة بجانب الرئيس الذي خطه بخطه وعين الحمدي رئيسا للحفاظ على المكتسبات وهذا مأتم وأعلن البيان الأول لمجلس قيادة الثورة في نفس اليوم الذي ودع فيها الرئيس الارياني من مطار تعز
اشتهرت فترة إبراهيم الحمدي بالأنموذج العصري الحديث من حيث حداثة الفكرة والهيكلية القيادية للحكومة الشابة العلمية و.في حين جمد السبتمبريين الملكيين الذين لم يغيروا إلا بزتهم وقناعهم استفاد من دروس الماضي وحيد مشايخ وقبائل الشمال وسجن مشايخ اب
أنجز مشاريع لا يحصى عددها في كل أنحاء اليمن خلال ثلاث سنوات ونيف عمم العدل ونشر الخدمات وأقام الخطط والبرامج التنموية البرنامج الإنمائي الأول والثاني والخطة الخمسية الأولى..لم يستدين دولارا واحدا لأنه اوجد بنيه اقتصادية سليمة واستنفذ كل البرنامجين وحقق وفرا في الاحتياطي النقدي
إضافة إلى نشر الخدمات للمواطن اليمني نشر أيضا العلم و البنى التحتية وحدث الجيش والأمن وأعيد المقصيين من الوحدات العسكرية تحت قيادة أخيه عبد الله الحمدي والقيادة العامة بقيادة المقدم عبد الله عبد العالم نائب رئيس مجلس القيادة قائد قوات المضلات الذي ينحدر من محافظة تعز
تعاقد على مشاريع عده أثناء زيارته لأوروبا مثل التلفزيون وغيره
لكن إبراهيم الحمدي الذي أحبه شعبه وأحبهم باستثناء المنتفعين الطائفيين ..كان رجلا عاديا متواضعا
* لم يتوانوا إلا وان يتكالبون عليه ويعدوا له وليمة الغد ر ويقتلوه هو وأخيه غدرا في وليمة غداء أعدها نائبه المقدم احمد الغشمي الهمداني من صنعاء
ومن ثم تولى الغشمي القيادة ورئاسة الجمهورية لمدة ثمانية أشهر ولم يؤسس شيء سوى قتل ومطاردة وإقصاء من عملوا مع إبراهيم الحمدي
وحرك القوه العسكرية لضرب الحجرية بالمدفعية والدبابات وقنابل النابالم وقتل كل مشايخ الحجرية ومحافظة تعز بوجه عام وتنفيذ من (علي عبد الله صالح قائد لواء تعز آنذاك
استمر الغشمي ثمانية أشهر في الرئاسة وقتل بحقيبة ملغومة في مقر القيادة العامة جاءته من عدن انتقاما لإبراهيم الحمدي الذي كان يهم قبل اغتياله بالزيارة إلى عدن للتباحث حول الوحدة وفي نفس الوقت اغتيل سالمين في عدن الذي حظر تشييع جنازة إبراهيم في صنعاء وتوعد للآخذ بالثأر له وهنالك كانت صراعات أيضا في الجنوب وكان قتل سالمين عبر طائرات من أديس بابا التي كانت تحت سيطرة المعسكر الشيوعي بما يدلل بان الجناح الماركسي في الجنوب هو المتهم بقتله.
-----------------------------------

باحث ومؤرخ في صحيفة اليوم الثامن

انقسام الناخبين الأميركيين يضع مستقبل الكونغرس والبيت الأبيض أمام تحديات جديدة


الرياض وواشنطن تقتربان من اتفاقية أمنية بعيدًا عن ملف التطبيع مع إسرائيل


السيستاني يدعو تجنيب العراق مصير غزة ولبنان ويحث على حصر السلاح بيد الدولة


نجاح النسخة الأولى من مسابقة الصيد السياحي بالداخلة بمشاركة دولية واسعة (صور)