بحوث ودراسات

بين الاستراتيجية والمؤقتة..

تحليل: ما مستقبل علاقة المملكة العربية السعودية بـ إخوان اليمن؟

الأمير محمد بن سلمان مع رئيس هيئة الأركان العامة اليمني اللواء محمد المقدشي

لا تزال الحرب في اليمن مستعرة، والسعودية التي تقود تحالفا لدعم الشرعية والحد من الخطر الإيراني، باتت تعاني تراجع في اقتصادها، فالحرب التي يقول خبراء ان الحرب كلفتها الكثير من خزينتها، لكن الرياض تعتقد ان حرب اليمن لا بد منها لإنهاء اطماع ايران في الخليج العربي التي تزعم طهران انه الخليج الفارسي نسبة لها.

علاقة السعودية بالقوى السياسية والقبلية في شمال اليمن شهدت تراجعا كبيرا، خاصة من القبائل التي كانت السعودية تقدم لها اموالا كرواتب شهرية.

فقد بات من المؤكد ان العلاقة السعودية اليمنية (تحديدا مع قوى الشمال اليمني) تسير نحو نفق مظلم خاصة في ظل عجز الجماعة عن تحقيق أي انتصارات في تلال مأرب واحياء تعز اليمنية، في حين يقدم حلفاء الرياض وأبوظبي انتصارات كبيرة في الجنوب على الرغم من قلة الدعم مقارنة بما يقدم شمالا.

تشعر الرياض بخيانتها من قبل قادة الإخوان الذين دفع بهم الأحمر إلى هرم قيادة الجيش الوطني، لكنهم لم يقدموا أي شيء مقارنة بما حصلت عليه تلك القوات من دعم عسكري كبير.

مثل تقدم بضع قوات جنوبية في محور البقع صعدة احراجا لحليف الرياض الشمالي، فالجنرال الأحمر الذي احتضنت السعودية كثيرا، يحاول تجنيب الطائفة الزيدية الهزيمة العسكرية ويحافظ على الزيدية لكي تبقى مهيمنة على البلد.

يحاول الأحمر الذي زار مأرب أكثر من مرة، ان يجعل السعودية ترى ان الحسم العسكري بات مستحيلا وان عليها الجلوس مع طرفي الانقلاب في صنعاء لبحث تسوية سياسية تكون الزيدية هي الحاكم الفعلي لليمن، الأمر الذي يرفضه الكثير من الموالين للأحمر ويطالبون بإنهاء الانقلاب الذي يعني انهاء التمدد الايراني في المنطقة.

مصادر سياسية يمنية قالت لـ(اليوم الثامن)" إن السعودية لم تعد تثق بإخوان اليمن الحلفاء في شمال اليمني بعد تقهقر قواتهم في قتال الحوثيين شمال اليمن".. فيما تؤكد مصادر عسكرية ان من يقاتل في جبهة صرواح هو قائد عسكري جنوبي يدعى العميد الداعري وقد حققت قواته انتصارات وخسر العشرات من العسكريين الجنوبيين في المعارك".

100 ألف جندي ويزيد هي القوة العسكرية التي تم اعدادها في مأرب للحفاظ على الوحدة اليمنية واجتياح الجنوب مرة أخرى وفقا لاتهامات جنوبية.

يعتقد الإخوان ان السعودية تدفع بهم نحو اقتتال طويل مع الحوثيين ينتهي بإنهاك الطرفين، فالرياض ترى في الإخوان خطورة على أمنها مثلهم مثل الحوثيين.

 وسبق للداخلية السعودية ان وضعت اخوان اليمن على قائمة الجماعات الإرهابية، الأمر الذي يدفع الإخوان الى اتهام الرياض بانها هي من سهلت للحوثيين دخول عمران في مطلع يوليو تموز 2014م، ومقتل الجنرال القشيبي القائد العسكري المقرب من الجنرال الأحمر.

 

يعتقد الإخوان أنهم نجحوا في تحالفهم المؤقت إلى حد كبير، بعد ان استولوا على الدعم الذي قدمته دول التحالف العربي لقوات الجيش الوطني التي يسيطرون على قيادتها وتتركز في مأرب وتعز وميدي في غرب اليمن.

استطاع الإخوان عن طريق لجنرال الأحمر اقناع السعودية بان لا حلفاء غيرهم في شمال اليمن، الأمر الذي دفع الرياض إلى ان تقدم لهم دعما عسكريا ضخما في محاولة منها لتحاشي أي انكسار امام الحوثيين.

قائد عسكري في مأرب أكد لـ"اليوم الثامن" ان الترسانة العسكرية التي بناها الإخوان في مأرب قادرة على سحق الانقلابيين في ساعات وليس في ايام، لكن المقدشي لا يريد التقدم، فالحوثيون وقوات صالح لم يعودوا بتلك القوة العسكرية الضخمة، فقواتهم اصبحت مشتتة وفي مرمى نيران طيران التحالف العربي.

نجح التحالف العربي في تدمير ما نسبته 90 % من اسلحة الانقلابيين، لكن مصادر في القوات الجنوبية التي تقاتل في  صعدة أكدت ان الحوثيين وقوات صالح حصلت على أسلحة وصواريخ قدمتها قوات المقدشي.

 والمقدشي هو اركان الجيش اليمني يتهم بانه من الموالين للإخوان ، يقول ساسة سعوديون ان الكثير من اقربائه يقاتلون في صف الحوثيين.

من المؤكد ان العلاقة السعودية مع اخوان اليمن على كف عفريت، لكن السعودية لا تجد أي حليفا لها في شمال اليمن، فالقوى السياسية والقبائل، باتت متحالفة اما مع الانقلابيين او مع الإخوان وكلاهما (الانقلابيون والإخوان) يشكلون خطرا على أمن المملكة العربية السعودية، لكن جزء من نظام المملكة يعتقد ان الإخوان يمكن ان يكونوا حليفا استراتيجيا، فاحد الأمر يحاول اقناع الإدارة السعودية بان لا حليف الى الاخوان والقبائل الموالية لهم.

فالسعودية كانت ولا تزال تقدم رواتب شهرية لزعماء القبائل في محاولة لكسب ودهم، على الرغم من معاداة الكثير منهم وانضمامهم الى صف الانقلابيين بدعوى ان السعودية تقود عدوانا على بلادهم.

 وتبقى العلاقة السعودية مع قوى الشمال اليمني، محفوفة بالمخاطر، فالسلاح الذي تقدمه السعودية بات جزء منه بيد الحوثيين وقوات صالح، وتخشى الرياض ان يصبحه كله بيدهم، خاصة في ظل عدم وجود جدية لقتال الحوثيين وقوات صالح من قبل القوات التي يتزعمها الإخوان في مأرب والمقدر بأكثر من 100 الف مقاتل.

المصدر صحيفة اليوم الثامن 

الدبلوماسية الأمريكية والاعتراف المفقود: أهمية دعم استقلال أرض الصومال اليمن الجنوبي


دور الأم المعاصر في بناء مستقبل أبنائها: تحديات وحلول


هل تقود الحرب في لبنان إلى تغييرات جذرية؟ خبراء يتناولون التأثيرات المحلية والإقليمية


حرب هجينة ومعنويات هشة: هل يصمد النظام الإيراني أمام موجة الأزمات الداخلية والخارجية؟