تحليلات
إخوان السعودية يهاجمون الإمارات..
تقرير: هل تتخلى الرياض عن تحالفها الاستراتيجي مع أبوظبي؟
هل تعود العلاقات السعودية التركية إلى ما كانت عليه قبل مقتل خاشقجي؟
شنت عناصر تنظيم الإخوان المسلمين في المملكة العربية السعودية، هجوما على دولة الإمارات العربية المتحدة التي كانت قد انسحبت من عدن قبل نحو عامين وسلمت مقاليد الملف العسكري والأمني لقائدة التحالف العربي، زاعمين ان أبوظبي تقف وراء تظاهرة لمتقاعدين وعسكريين جنوبيين، أوقفت الرياض رواتبهم منذ نحو ثمانية أشهر، في ظل معاناة كبيرة يعانيها السكان جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانعدام المشتقات النفطية وانطفاء الكهرباء المتواصل عن العاصمة الساحلية.
عناصر إخوانية اعتبرت تظاهرة الجياع بانها تخدم ميليشيات الحوثي التي تسيطر على كل جغرافيا اليمن الشمالي باستثناء مركز محافظة مأرب، محملين التظاهرة التي خرجت الثلاثاء كل إخفاقات السنوات الستة الماضية من الحرب، بما فيها انتكاسات جيش إخوان اليمن في فرضة نهم والجوف ومحيط مأرب المعقل الأخير.
التظاهرة التي جاءت تعبيرا عن حالة الحرب التي يعيشها سكان الجنوب، قوبلت بإدانة سعودية، لكن اعمال القمع الوحشية التي تعرضت لها تظاهرة أخرى في وادي حضرموت، لم تعلق عليها السعودية، الأمر الذي فتح باب التأويل حول تحكم إخوان السعودية في الملف اليمني.
تحكم إخوان السعودية بالملف اليمني، فتح باب التأويل حول مستقبل التحالف الاستراتيجي بين الرياض وأبوظبي وكذا المنامة والقاهرة، الأمر الذي دفع مؤسسة دويتشه فيله الأوروبية التي تبث من ألمانيا إلى التساؤل حول طبيعة التقارب التركي السعودي، وحول ما إذا كان ذلك على حساب دولة الإمارات العربية المتحدة.
وذكرت المؤسسة الإعلامية الأوروبية أن السعودية قد وقعت العام الماضي عقداً مع شركة "فيستل" التركية للصناعات الدفاعية بقيمة 200 مليون دولار، وذلك في إطار التصنيع المشترك لطائرات مسيّرة من طراز "كاريال"، معتبرة ان ذلك مؤشر على قرب التقارب بين انقرة والرياض.
وقالت دويتشه فيله إن إعلان الحوثيين إسقاط الطائرة تركية جاء مع تصعيد هجماتهم على منطقة مأرب، آخر معقل للحكومة في شمال اليمن، وسط أنباء عن "موافقة تركية على طلب سعودي لدعمها في اليمن".
ولفتت الى ان حزب التجمع اليمني للإصلاح (المحسوب على الإخوان المسلمين) قد يكون هو صلة الوصل بين تركيا والسعودية في اليمن، فالسعودية تتعاون مع الحزب القريب إيديولوجياً من الحكومة التركية في نزاعها مع الحوثيين، كما يشارك الحزب في المعارك الأخيرة بمنطقة مأرب.
ورغم أن مسألة مشاركة تركيا في حرب اليمن إلى جانب السعودية لاتزال في إطار التكهنات، وسط غياب مصادر رسمية حتى الآن، إلا أن ذلك قد لا يكون مستبعداً، إذا أخذنا في الاعتبار التدخلات التركية الأخيرة في كل من ليبيا وإقليم ناغورني كاراباخ، والتي أرسلت إليهما تركيا إمدادات عسكرية ومرتزقة سوريين تابعين لها أيضاً.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أكد العام الماضي تجنيد الاستخبارات التركية مرتزقة سوريين في شمال سوريا لإرسالهم إلى حرب اليمن. وبحسب مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، فإن عناصر الاستخبارات التركية قاموا بتشكيل غرفة عمليات في مدينة عفرين السورية لإرسال مرتزقة المعارضة السورية التابعة لتركيا إلى اليمن. وأضاف عبدالرحمن أن المرتزقة الذين يقبلون الذهاب إلى اليمن يحصلون على 500 دولار كدفعة مقدمة ليحصلوا بعد ذلك على راتب شهري يبلغ 900 دولار.
واستبعدت مصادر خليجية أن تتخلى السعودية عن تحالفها الاستراتيجي مع الإمارات العربية المتحدة، معتبرة ان العلاقة الإماراتية السعودية متينة ومصيرية.
وقالت مصدر خليجي – طلب عدم الإشارة الى اسمه – لـ(اليوم الثامن) "ان السعودية تدرك المخاطر الحقيقية ومنها خطر تنظيم الاخوان الإرهابي، والهادف الى ضرب استقرار المملكة وتقسيمها، ومواقف السعودية في هذا الشأن واضحة".
وحول دور الإخوان في تأجيج الصراع الخليجي، قال المصدر "الإخوان هم أعداء الأمة العربية والإسلامية، وهم أدوات إرهابية رخيصة، لذلك القيادة السعودية تدرك الخطر الحقيقي وبيان هيئة علماء السعودية واضحة بهذا الشأن، وهو توجه يكشف الموقف السعودي من جماعة الإخوان الإرهابية.