تحليلات
«إمبراطورية الابتزاز تتهاوى»..
تقرير: هل قلصت إيران (فعلا) من دعم المالي لميليشيات الحوثي؟
مقاتلون موالون لحكومة هادي في شمال اليمن - أرشيف
قالت تقارير إخبارية إن الميليشيا الانقلابية الحوثية المدعومة من إيران في اليمن، تواجه أزمة مالية حرجة، جراء تلك الهزائم والانكسارات، هي الأولى من نوعها منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في 2014، مبينة أن الخسائر الفادحة التي تكبدها «الحوثي»، بعد معارك مأرب، جعلها تلجأ إلى المدنيين، وابتزاز التجار والموسرين لجمع الأموال لدعم ما وصفته بالمجهود الحربي.
وذكر مركز المرجع للدراسات في تقرير نشره السبت "أن عمليات الابتزاز تلك شملت التجار وأصحاب المؤسسات التجارية والمصارف وفرع والبنوك، لطلب الدعم المالي تحت عنوان «دعم جبهات مأرب»، ما دفعها لإنشاء صندوق خاص لحشد المبالغ المالية التي يتم دفعها عبر الإتاوات من المواطنين، أو طلب المساعدة من المواطنين عبر حسابات بنكية و مصرفية أو رسائل عبر الهواتف.
وبين المركز أن الدعم المالي المخصص للهيئة الإعلامية للحوثي توقف للشهر الرابع على التوالي، بسبب توجيهه إلى جبهات مأرب، وأن هذا العجز المالي تسبب في وقوع حالة من التذمر وسط قيادات ومناصري الحوثي وسط اتهامات متبادلة بالفساد.
وتعاني إيران من أزمة اقتصادية قلصت على أثرها في أكتوبر 2020، دعمها المالي للميليشيات الحوثية بمقدار النصف تقريبا، حيث أن الحرس الثوري الإيراني كان يقوم بإرسال مبالغ مالية شهرية للجماعة تقدر بنحو عشرين مليون دولار شهريا، عبر سلسلة من الحوالات المالية من مصارف لبنانية وعربية إلى الداخل اليمني.
ونتيجة لتلك الأزمة المالية، أغلقت جماعة «الحوثي» عددًا من المواقع الإخبارية المحلية التابعة لها، والمئات من الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تخفيض نفقات العشرات من قيادات الصف الأول للميليشيات الحوثية.
وقال المحلل السياسي اليمني «محمود الطاهر» أن ما تعلنه وسائل إعلام الحوثي حول وجود أزمة مالية، غير حقيقي، إذ إن الحوثي لديه أمبراطورية مالية ضخمة في اليمن، جمعها من نهب المساعدات وأموال المواطنين، ورجال الأعمال، وفرض إتاوات على التجار والمواطنين، والمتاجرة بالمساعدت الإنسانية، واختلاق أزمات الوقود، ليبيعها في الأسواق السوداء.
ولفت «الطاهر» في تصريح لـ«المرجع» إلى أن الحوثي يصدر هذه الأخبار لكي يتاجر بها إنسانيًّا، ولكي يضغط على المجتمع الدولي، لفتح مطار صنعاء، وهذه الأخبار ترتبط ما يجري من محادثات في عمان، بهدف الضغط على المجتمع الدولي للقبول بالشروط الحوثية، خاصة وأن الحوثيين يسعون الآن لإنشاء بنك تجاري يمني عماني رأس ماله نص مليار دولار يقوده زعيم الميليشيا «محمد عبد السلام» بهدف نقل الأموال، وتسهيل غسلها في عمان وبشراكة مع حزب الله وإيران.