الأدب والفن
كتب لـ(اليوم الثامن) عن أول رحلة بشرية الى الفضاء..
الرئيس ناصر يستضيف أول رائدة فضاء ويقدم لها فاكهة الباباي
كشف رئيس اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد عن استضافته لأول رائدة فضاء في منزله بالعاصمة عدن في العام1983م، وهي فالنتينا تريشكوفا، التي قال ناصر ان الاتحاد السوفياتي نجح في عام 1963م بإرسالها إلى الفضاء كأول امرأة.
وكتب الرئيس علي ناصر مقالة مطولة أرسلها لصحيفة اليوم الثامن عن الذكرى الـ60 لأول رحلة إلى الفضاء :"يصادف 12 أبريل اليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء، ذكرى انطلاق أول مركبة فضائية دارت حول الأرض لأول مرة في التاريخ.
شهد مثل هذا اليوم 12 أبريل 1961م أول رحلة بشرية فضائية قام بها إنسان عندما انطلق المواطن السوفياتي يوري غاغارين إلى الفضاء الخارجي ليفتح بذلك الباب أمام استكشاف الانسان للفضاء..
حينها تابعنا كما تابع العالم في تلك الفترة هذا الإنجاز العلمي الكبير في فترة كان يجري فيها السباق بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية على غزو الفضاء. بعدها بثمان سنوات نجحت أميركا في عام 1969م بإنزال أول انسان على سطح القمر هو رائد الفضاء أرمسترونج.
وقبل ذلك نجح الاتحاد السوفياتي في عام 1963م بإرسال أول امرأة إلى الفضاء هي فالنتينا تريشكوفا، وكما استقبلت مصر يوري غاغارين استقبلت عدن تريشكوفا عام 1983م وكان لي شرف استقبالها حيث جرى لها استقبال جماهيري كبير تتقدمه قيادة اتحاد نساء اليمن الديمقراطية والمسؤولون والمواطنون الذين احتفلوا بقدوم أول رائدة فضاء تكريماً وتقديراً لدور هذه المرأة في غزو الفضاء.. ونُظم لها برنامج حافل لزيارة المعالم التاريخية في عدن واللقاء مع المسؤولين، كما وضعت إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري للشهداء في التواهي. وقد استقبلتها شخصياً في دار الرئاسة و كانت تشغل حينها رئيس جمعية الصداقة اليمنية العربية السوفياتية، وقلدتها وساماً تذكارياً..
وأتذكر انني استضفتها في منزلي وتناولنا طعام الغداء على الطريقة اليمنية الجنوبية وبعد تناول الغداء قُدمت لنا فاكهة الباباي، وكانت اليمن الجنوبي تنتج أفضل الأنواع منها،
وقالت أنها فاكهة لذيذة، وأخبرتني أنها علمت من السيد بروتنتس مسؤول الحزب الشيوعي السوفياتي عن اليمن والعالم الثالث أنه قد شفي من مرضه بعد أن تناول فاكهة الباباي التي كنا نرسلها له بانتظام على طائرة الإيرفلوت إلى موسكو، وأبدت رغبتها في إرسال الباباي لها أيضاً الى موسكو وكانت تعتبرها بمثابة علاج لها..
طبعاً لم أجد من اللائق ان اسألها عن مرضها ولا عن مرض بروتنتس، فقد كان السوفيات يعتبرون مرض قادتهم من الأسرار العليا للدولة التي لا يمكن الاطلاع عليها إلى درجة أنه عند مرض الأمين العام ورئيس الدولة يعلنون أنه مريض بالإنفلونزا حتى لو كان مريضاً بمرض خطير.
وكان بروتنتس قد أخبرني شخصياً في أحد الزيارات أنه قد شُفي من مرضه وكُتبت له الحياة بفضل تناوله فاكهة الباباي التي كنا نرسلها له وشكرنا حينها على ذلك.
وفي عصر تقدم فيه العلم والتكنولوجيا ولم يعد فيه حكراً على دولتين فقط، بل خاضت غماره العديد من بلدان العالم بما فيها من العالم الثالث مثل الهند والصين وغيرهما، نتمنى اليوم أن يكون السباق في منطقتنا العربية والعالم على العلم والاكتشاف والاختراعات
بدلاً من السباق على تصنيع أحدث الأسلحة والصواريخ والدبابات والطائرات التي يجري تصنيعها وتصديرها الى الدول العربية والدول الفقيرة الأخرى في العالم لتحصد أرواح الأبرياء وهم يحصدون المال ثمن دماء أبناء هذه الشعوب الأكثر فقراً وتخلفاً لأكثر من ١٠٠عام..
آما حان الوقت أن يستيقظ الضمير العالمي من أجل وقف هذه الحروب، كما ناشد الأمين العام للأمم المتحدة في العام الماضي بوقف الحروب في اليمن والعالم..