اعتبرت لجنة خبراء تابعة للسلطات الصحّية الأميركية إنّ استخدام لّقاح "جونسون أند جونسون" المضادّ لكوفيد-19 "موصى به" للبالغين وأعطت الضوء الاخضر لاستئناف عمليات التطعيم به في أميركا وانهاء تعليق استخدامه.
وأوصت اللجنة التي اجتمعت بطلب من "المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها"، الوكالة الأساسية المسؤولة عن الصحّة العامة في الولايات المتّحدة باستئناف عمليات التطعيم في الولايات المتّحدة بلقاح "جونسون أند جونسون".
قالت الهيئات التنظيمية الرئيسية للقطاع الصحي الأميركي إن الولايات المتحدة ستستأنف استخدام لقاح شركة جونسون آند جونسون لتنهي تعليقا استمر عشرة أيام للتحقيق في صلة اللقاح بحالات تجلط دموي نادرة للغاية لكن قد تكون مميتة.
وقالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء في بيان مشترك إنه سيتم تحذير الأنظمة الصحية ومن يحصلون على اللقاح من مخاطر مضاعفات قد تكون مميتة تتضمن تجلطات دموية حادة وانخفاض الصفائح الدموية.
وذكرت إدارة الغذاء والدواء أن القرار يسري بأثر فوري، فيما يمهد لاستئناف التطعيم باللقاح السبت على أقرب تقدير.
وقالت روشيل والينسكي مديرة المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها "بناء على تحليل معمق، هناك صلة على الأرجح، لكن المخاطر ضئيلة للغاية".
وكانت السلطات الصحية في الولايات المتّحدة علّقت في 13 نيسان/أبريل الجاري عمليات التطعيم بلقاح الشركة الدوائية الأميركية العملاقة لترك المجال لاجراء تحقيق في الأسباب التي جعلت عدداً من النساء اللواتي تلقّين هذا اللقاح يُصبن بتجلّطات دموية خطرة مصحوبة بانخفاض في مستويات الصفائح الدموية.
وكان 7,98 مليون أميركي تلقّوا لقاح "جونسون أند جونسون" قبل أن يصدر قرار تعليق عمليات التطعيم به.
ولقاح "جونسون أند جونسون" الذي يتميّز خصوصاً بأنّه من جرعة واحدة، حصل على ترخيص من وكالة الأدوية الأميركية ضمن الآلية الطارئة في نهاية شباط/فبراير.
وبحسب بيانات قدّمت الجمعة فإنّه من أصل 3,99 مليون امرأة تلقّين هذا اللّقاح في الولايات المتّحدة أصيبت 15 امرأة بجلطات دموية خطرة وثلاث منهن توفّين.
بناء على تحليل معمق، هناك صلة على الأرجح، لكن المخاطر ضئيلة للغاية
والغالبية العظمى من هؤلاء النساء (13 من أصل 15) تقلّ أعمارهن عن 50 عاماً، في حين أنّ المرأتين الباقيتين عمرهما يتراوح بين 50 و64 عاماً.
ولم تسجّل أيّ حالة تجلّط مشابهة لدى أيّ رجل.
والجمعة سلّط خبراء الضوء على الفوائد العديدة التي يتيحها هذا اللّقاح الأحادي الجرعة والذي يمكن تخزينه في البرادات المنزلية وإيصاله بسهولة إلى الفئات الهشّة، مقابل مخاطر نادرة جداً لحدوث تجلّطات يمكن أن تكون لها عواقب عصبية مدمّرة حتى عندما لا تكون مميتة.
وثبت أنّ لقاح فعّال بنسبة 66% في الوقاية من العوارض المتوسّطة إلى الشديدة من كوفيد-19، وفقًا للتجارب السريرية التي أجريت على ما يقرب من 40 ألف شخص بالغ في العديد من البلدان حول العالم.
وعلى الرّغم من عدم ثبوت العلاقة بين اللّقاح وهذه الجلطات الدموية النادرة، فإنّ العلماء يعتبرونه "السبب المحتمل" لهذه الظاهرة التي رصدت أيضاً لدى بعض الأشخاص الذين تلقّوا لقاح استرازينيكا.
وكانت الهيئة الأوروبية الناظمة للأدوية قالت إنّ التجلط الدموي يجب أن يُدرج كأثر جانبي "نادر جداً" للقاح "جونسون أند جونسون" الذي تبقى منافعه أكبر من مخاطره.
وقالت الهيئة الأوروبية الناظمة للأدوية إنها وجدت "رابطاً محتملاً" بين اللقاح والتجلط الدموي، مشيرة إلى أن لجنة السلامة التابعة لها "خلصت إلى أن تحذيراً حول احتمال الإصابة بتجلط دموي غير اعتيادي مع صفائح دم متدنية يجب أن يضاف إلى المعلومات حول المنتج".