تحليلات

الذكرى الـ31 لما كان يعرف بالوحدة..

تقرير: يمن شمالي مقسم.. طائفية في صنعاء وفزر جهوي في تعز

يشكو سكان تعز وإب من الاضطهاد الزيدي لهم ويطالبون بالانفصال عن صنعاء - أرشيف

تظاهر الالاف في مدينة تعز اليمنية الخاضعة لسيطرة الاخوان الموالين لقطر والحوثيين الموالين لإيران (بالتقاسم)، في احتفال رمزي بذكرى ما كان يعرف بالوحدة اليمنية التي تمت في مطلع تسعينيات القرن الماضي بين عدن وصنعاء، وانتهت بالانقلاب على اتفاقيتها بالحرب في صيف العام 1994م.

وردد المتظاهرون هتافات ترفض كل اشكال الوحدة مع اليمن الشمالي الخاضع لسيطرة الحوثيين بما في ذلك عاصمة البلاد صنعاء، وهتفه المتظاهرون بعبارات "جهوية"، "لا وحدة مع الزيود"؛ في إشارة الى الحوثيين والأقلية الزيدية التي تحكم اليمن منذ عهد المملكة المتوكلية التي كانت تحكم اليمن الشمالي.

 

ويقر سياسيون يمنيون شماليون "ان الجنوب" كان القاسم المشترك بين القوى اليمنية الشمالية، فعلى الرغم من اقتناع قطاع واسع من اليمنيين الشماليين باستحالة عودة "الوحدة مع الجنوب"، الا انهم يخشون من عودة الصراع وهيمنة قبائل الزيود على ما كان يعرف باليمن الأسفل.

وعلى الرغم من ان الوحدة اليمنية فشلت بعد اربع سنوات من توقيع اتفاقيتها، بالحرب وفتاوى التكفير الشهيرة التي اطلقها علماء الاخوان، الا ان الرئيس التوافقي اليمني الذي انتهت ولايته في العام 2014م، عبدربه منصور هادي المنحدر من الجنوب، لم يستطع الحفاظ على الوحدة اليمنية، من خلال مشروع التقسيم للجنوب الى اقليمين، بل على العكس من ذلك عمد إلى تعزيز دعوات الاستقلال عن صنعاء، من جراء تصدير الإخوان للحروب باسم شرعيته صوب (أبين) مسقط رأسه، والذي اصبح مرتعا للتنظيمات الإرهابية.

الا ان الانقسام الشمالي لم يكن وليد اللحظة بل ان الصراع يظل متجذرا وعميقا منذ قيام ما كان يعرف بالمملكة المتوكلية، قبل مجيء الجمهورية العربية اليمنية التي لم تغير في الامر شيء، فالملكيون أصبحوا جمهوريين ولكن نظام الملكية ظل يحكم من قبل "الهضبة الزيدية"، قبل ان يعود الحوثيون إلى الحكم بشعارات أخرى، لكنها تصف – وفق يمنيين – الى عودة نظام المملكة المتوكلية.

 

تقدر احصائيات مقتل نحو مائتين وخمسين ألف يمني بينهم مخفيون إلى اليوم لا يعرف مصيرهم، خلال الحروب ما عرف باليمن الأسفل، والمتوزع بين تعز وإب والبيضاء وريمة.

وبرر نظام صنعاء ان زعيم الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب عبدالفتاح إسماعيل هو من مول حركة مقاومة مسلحة للنظام، الذي أتى بعد اغتيال الرئيس إبراهيم الحمدي.

وقد افرز هذا الصراع انقسامات لا تزال إلى اليوم، حيث ينظر سكان اليمن الأسفل الى سكان الهضبة الزيدية بأنهم يحاربونهم على أساس طائفي، وفي هذا الرواية تعززها المواقف الحوثية، حيث عمد الحوثيون وهم زيود الى تهجير اليمنيين الذين ينتمون الى اليمن الأسفل وصادرت ممتلكات الكثير منهم في صنعاء، بشعار انهم مؤيدون للتحالف العربي الذي تقوده السعودية.

ويفرض الحوثيون الموالون لإيران حصارا محكما على تعز منذ ست سنوات، لكن اخوان اليمن وضمن مشروع تمددهم في المناطق المحررة في تعز، استغلوا هذا الخلاف "الطائفي والجهوي"، الى إطلاق معركة جهوية ضد النازحين من صنعاء في ريف تعز اليمنية، وعمدوا على طردهم صوب ميناء المخأ الخاضع لسيطرة القوات الجنوبية وقوات المقاومة الوطنية اليمنية.

وقال يمنيون تحدثوا لمراسل صحيفة اليوم الثامن "ان الانقسام الاجتماعي والسياسي لا يمكن ان يحل في ظل إصرار الهضبة الزيدية على الهيمنة على اليمنيين في تعز وإب والحديدة".

وعوضا عن ذلك يطالب سكان تهامة باستعادة دولتهم التي كانت قائمة قبل نحو قرن من الزمان، وقد جعلت القوى الزيدية تهامة كغنية وثروة خاصة بهم وحرمان أهل الأرض من التمتع بخيرات عروس البحر الأحمر.

وعلى الرغم من ان الرئيس اليمني المنتهية ولايته أطلق مشروعا اقترحته قطر، لتقسيم اليمن الى ستة أقاليم الا ان الحوثيين رفضوا هذا المشروع، وهو المبرر الذي جعلهم ينقلبون على هادي ويطيحون به من الحكم.

ويرفض الزيود أي شكل من اشكال "الدولة الاتحادية"، التي يعتقدون انها حصرتهم في جغرافيا اليمن الشمالي الزيدي دون أي منفذ على البحر، ولكن هذا المشروع انتهى بفرض الحوثيين "سلطة أمر واقع في صنعاء"، وأصبح من الاستحالة الحديث اليوم عن يمن اتحادي من ستة أقاليم، وأربعة من هذه الأقاليم في قبضة الحوثيين الموالين لإيران باستثناء شارعين الأول في تعز والأخر في مأرب.

وعلى الرغم من اقتراب الحوثيين من السيطرة على "مارب"، يسعى الاخوان "وهم أيضا جماعة زيدية"، الى احكام قبضتهم على الثروات النفطية في الجنوب، وهو الأمر الذي يقول خبراء انه يعيد فرز الحرب على أساس طائفي "شيعي سني، او زيدي شافعي".

واقر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد حسن الشهر بخلفية الصراع في اليمن، قائلا في مقابلة سابقة مع قناة الغد المشرق "ان الصراع في اليمن صراع طائفي بين الزيود الذين تمثلهم قبائل حاشد وبكيل التي أعلنت الولاء للحوثيين، وبين الشوافع السنة في الجنوب واليمن الأسفل".

وعلى الرغم من رفض الجنوبيين "أي توصيف للصراع في اليمن على انه صراع مذهبي"، الا انهم يؤكدون على حقهم في استعادة دولتهم، المحتلة من قبل "كل الشمال الزيدي والشافعي، دون تمييز".

تقرير: جولة ترامب الخليجية تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط وتهمش إسرائيل


دراسة تحليلية: كيف يُهرَّب السلاح إلى الحوثيين في اليمن؟ الفاعلون والمسارات من 2014 حتى 2025


محادثات روسية أوكرانية مباشرة في إسطنبول: آمال حذرة بغياب بوتين وزيلينسكي


الحوثيون يلتزمون بوقف الهجمات على أمريكا ويستثنون إسرائيل: مستقبل غامض في البحر الأحمر