تقارير وتحليلات
رغم الغموض الذي يُحيط بنتائج زيارة الوفد العماني إلى صنعاء..
تقرير: الوضع في اليمن.. معقد للغاية والحل النهائي بعيد المنال
رغم الغموض الذي يُحيط بنتائج زيارة الوفد العماني إلى صنعاء، إلا أن هناك تفاؤلاً كبيراً بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وتخفيف الأزمة الإنسانية وغيرها من الإجراءات التي تُمهد للدخول في المسار السياسي لحل الأزمة اليمنية.
وكتب يحيى كشيمة، طالب دكتوراه في العلاقات الدولية في جامعة جيلين، لموقع "مودرن دبلوماسي"، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أولى، منذ توليه منصبه في 20 يناير(كانون الثاني) أهمية لانهاء الحرب في اليمن، وعيّن تيم ليندركينغ مبعوثاً خاصاً إلى اليمن لإنهاء "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، كما وصفتها الأمم المتحدة.
وبعد قرابة أربعة أشهر من تعيينه، وبعد عدة زيارات للمنطقة، ولقاءات عديدة، بالتنسيق مع عُمان، مع ممثلين عن جماعة الحوثي في مسقط، عاد ليندركينغ إلى الولايات المتحدة خالي الوفاض، معلناً أن الحوثيين مسؤولون عن فشل وقف إطلاق النار في اليمن.
وبعد يومين فقط، وصل وفد عماني من المكتب السلطاني إلى صنعاء. فهل تتوج الجهود العمانية بالنجاح؟
رسالة أمريكية للحوثيين
وأعلن المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام "زيارة وفد من المكتب السلطاني العماني لصنعاء لبحث الأوضاع في اليمن وترتيب الأوضاع الإنسانية ودفع عملية السلام قدماً".
لكن مراقبين اعتبروا أن الوفد حمل رسالة أمريكية لقائد الحوثيين في محاولة أخيرة للضغط على الجماعة لقبول وقف إطلاق النار، ومواصلة الجهود لإنهاء الحرب وتحقيق السلام، خاصة بعد فشل الجميع.
طرف محايد
وتحظى عمان باحترام وثقة الحوثيين، الذين احتضنتهم ومفاوضيهم منذ سنوات، ووفرت لهم منبراً سياسياً ونقطة اتصال مع الأطراف الدولية المعنية بحل المشكلة اليمنية، مثل الأحزاب السياسية الأخرى الموالية للحكومة الشرعية.
على الصعيد الإقليمي، تحافظ عمان على علاقات تاريخية قوية مع إيران، وهي عضو في مجلس التعاون الخليجي، وهذه الميزة تُمكنها من تقريب وجهات النظر بين الجانبين للوصول إلى وقف إطلاق النار، وإنهاء الأزمة اليمنية.
تصميم دولي على إنهاء الحرب
والآن، تحظى عمان بثقة واحترام الأطراف المحلية والإقليمية والدولية التي لجأت إليها أخيراً، وجميعها تضغط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الأزمة، بعد القناعة بأنه لا جدوى من القتال. ولذلك، فإن لزيارة الوفد العماني العلنية إلى صنعاء دلالات كبيرة وتعد مؤشراً مهماً على تصميم جميع الأطراف على انفراج الأزمة اليمنية.
ويتطلّع المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، إلى وقف الحرب في اليمن. وكذلك الأمر بالنسبة للسعودية، التي قدّمت بالفعل مبادرة لإنهاء الأزمة مع انشغال إيران ببرنامجها النووي ورفع العقوبات.
لا فائدة من الحل العسكري
وبالمثل، توصلت الأطراف المحلية المتصارعة إلى قناعة راسخة بأن الحل العسكري عقيم، خاصة بعد محاولة الحوثيين الفاشلة منذ أشهر السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز، وآخر معاقل الحكومة في الشمال.
وخلص كشيمة إلى أن الوضع في اليمن معقد للغاية وأن الحل النهائي لا يزال بعيد المنال، لكن وقف إطلاق النار وبداية المفاوضات، قد تكون بادرة أمل ونقطة نور في النفق المظلم لليمنيين الذين عانوا منذ سنوات من الحرب وآثارها المدمرة.
---------------------------
المصدر| 24