تقارير وتحليلات
إعدامات وتبادل الاتهامات..
اليمن: الحوثي وصالح.. نهاية تحالف الانقلابيين تقترب
تشهد العلاقات بين حلفاء الظلام، الحوثي وصالح تصعيداً خطيراً مع تواتر الأنباء عن حدوث صدامات مسلحة جديدة وإعدامات ميدانية بين الميليشيات الحوثية وقوات تابعة لصالح في مناطق عديدة أسفرت عن سقوط قتلى خاصة من بين أتباع صالح. فقد تحدثت تقارير عن تنفيذ الحوثيين تصفيات وإعدامات ميدانية بحق أتباع المخلوع صالح في جبهة بيحان وعسيلان، آخر المعاقل التي يتحصنون بها في محافظة شبوة شرق اليمن، التي تشهد هجوماً واسعاً من الجيش الوطني بدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة لاستكمال تحريرها. وجاءت هذه الإعدامات نتيجة خلافات حادة نشبت بين مشرفي الحوثي وعسكريين موالين لصالح في جبهة بيحان، وصلت حد التصفية الجسدية لعناصر كبيرة في صفوف ما كان يسمى الحرس الجمهوري، الموالي لصالح. وأكدت التقارير رفض الضباط الموالين لصالح الانصياع لأوامر مشرفي الحوثي في جبهة القتال.
ولا تعد هذه الحادثة الأولى من نوعها حيال الصدامات بين الجانبين فقد قامت الميليشيات الحوثية بتصفية عدد كبير من ضباط وعناصر القوات الموالية لصالح العام الماضي في أحد سجون معسكرات الحرس الجمهوري التي سيطر عليها الحوثيون، بعد أن رفضت هذه العناصر تنفيذ التوجيهات الصادرة لهم من قبل إحدى القيادات الميدانية التابعة للمليشيات. وأكدت مصادر يمنية في ذلك الوقت أن القيادات الحوثية رفضت الوساطات التي تقدم بها المخلوع صالح من أجل احتواء الخلاف الذي نجم بين الميليشيات والقيادات العسكرية في الحرس الجمهوري. وأشارت المصادر إلى أن الإعدامات الجماعية للضباط في الحرس الجمهوري نفذت بحقهم بتهمة عصيان أوامر عبدالملك الحوثي وعدم انصياعهم إلى التوجيهات الصادرة لهم منه، وهو ما تم تفسيره على أنه يهدف إلى السيطرة بقدر أكبر على مقاليد السلطة في المناطق التي لا تزال خاضعة للانقلابيين في اليمن.
كما جاءت الإعدامات الأخيرة بعد الأنباء التي أكدت قيام الحوثيين بتنفيذ أكبر عملية تسريح في صفوف قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح، واستبدلت الآلاف من الضباط والجنود بعناصر تابعة لها والموالية للحوثي. وفي الإطار نفسه قام الحوثيون باستدراج المئات من قوات الحرس الجمهوري لأخذ دورات ثقافية خاصة بالحوثيين ومذهبهم القائم على الطائفية ويطالبونهم في نهاية الدورة «بالقسم والبيعة لعبد الملك الحوثي والعهد بالسمع والطاعة له»، ومن يقبل تصرف رواتبه، أما من يرفض فلا راتب له. كما قام الحوثيون بتعيين مسلحيهم على رأس قوات الجيش اليمني والأجهزة الأمنية وبعضهم أطفال لا يمتلك الواحد منهم شهادة الثانوية، مؤهلهم الوحيد انتماؤهم لأسرة الحوثي. وتؤكد هذه التطورات أن الحوثيين باتوا يدعمون نفوذهم على حساب أتباع صالح في المناطق التي يسيطرون عليها وذلك وفق نصائح الحليف الأكبر إيران والتي باتت تخشى حدوث تطورات جديدة في اليمن تقضي على أحلامها بدعم نفوذها في هذا البلد. ولعل التطورات التي تشهدها المنطقة حالياً خاصة في ظل تضييق الخناق على قطر، التي باتت الحليف الواضح لإيران في اليمن، قد زاد من سرعة تحركات الحوثيين ضد صالح وأتباعه بما يضمن هيمنتهم على مقاليد الأمور بصورة أكبر ليكونوا ضمن أي تسوية مفترضة للصراع في اليمن.
ولقد أثارت التطورات الأخيرة حالة من الغضب بصفوف الموالين لصالح فوجهوا الانتقادات المريرة للحوثيين وظهر ذلك من خلال ردود الأفعال التي أبداها عدد من أبرز الشخصيات الموالية لصالح لقيام ميليشيات الحوثي بتنظيم ما يسمى بـ «يوم الصرخة» في إشارة إلى احتدام الصراع بين طرفي الانقلاب في صنعاء.
وقالوا إن الميليشيات الحوثية تصرف الناس إلى الحديث عن القدس والصرخة بدلًا من الحديث عن حجم الكارثة والخراب والدمار الذي حل باليمن بسبب عتههم، مؤكدين أن «ما جرى يؤكد أن هذه الميليشيات يقودها إنسان شرير انتهازي يلحق شره باليمن واليمنيين البسطاء»، داعين الشعب اليمني إلى أن يصحو من سباته قبل أن يتحول اليمن إلى كومة من الخراب في قبضة عصابة لا تؤمن بالحياة إلا لقادتها الذين يمارسون الكذب ليستمروا في المشهد وفي مقدمتهم زعيمهم عبدالملك الحوثي. وأكدوا أن الحوثيين يحتفون بالموت والخراب لليمن بينما هم وقادتهم يشترون البيوت والسيارات الفارهة بالأموال التي نهبوها ويتمسكون بالحياة.
وعلى الفور وجه الحوثي انتقادات حادة لصالح بعد قيامه بتنسيب وتسجيل ما يقارب 150 ألف شاب من المحافظات كأعضاء جدد في حزب المؤتمر وهو ما تسبب في هلع الحوثي وقياداته. وقال الحوثي «إن المؤتمر ينشغل بما يشبه عمل انتخابي، من خلال تشويه الطرف الآخر» في إشارة منه لجماعته وهو ما وصفه بعض المراقبون أنها رسائل تحمل تهديدات مبطنة لحزب المخلوع صالح كما أوعز الحوثي لخطيب المسجد الكبير في صنعاء المعين من قبل الميليشيا الانقلابية تخصيص خطبة يوم الجمعة الماضي للحديث عن تحركات حزب المخلوع صالح ووصفها بالخيانة.
هذه الصراعات تؤكد أن نهاية التحالف الانقلابي الإجرامي لن يحقق أي نتائج وأن انهياره حتمي وقريب خاصة مع النجاحات التي يحققها الجيش الوطني اليمني بدعم من التحالف العربي على مختلف الجبهات خاصة في صرواح وشبوة وتعز.
قتل وترويع المدنيين
أبدت تقارير لمنظمات دولية القلق الشديد إزاء مقتل عشرات المدنيين خلال عمليات القصف المدفعي الوحشية التي تقوم بها عصابات الانقلابيين على أحياء في مدينة تعز تسيطر عليها قوات الحكومة الشرعية للبلاد.
وأوضحت هذه التقارير أن المتمردين الحوثيين المتحالفين مع المخلوع صالح يشنون هجمات مدفعية متكررة وعشوائية على أحياء سكنية في تعز، ثالث أكبر مدينة في اليمن، في انتهاك لقوانين الحرب، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين بينهم أطفال ونساء، فضلاً عن نشر الخوف والذعر بين الآمنين.
وأكدت أنه يجب على الحوثي وصالح أن يوقفا هذه الهجمات العشوائية فورا.
على صعيد آخر نظمت رابطة أمهات المختطفين في اليمن وقفة احتجاجية ضد قيام جماعة الحوثي والمخلوع صالح بالإعداد لمحاكمة أبنائهن «بشكل سري».
وقال بيان لرابطة أمهات المختطفين إن «الحوثيين وصالح قاموا بالترتيب لمحاكمة المختطفين بسرية تامة».
وأدان البيان، «تمادي الحوثيين تجاه قضية المختطفين فهم لم يكتفوا بإخفاء أبنائهن المختطفين وحرمان أهاليهم من زيارتهم ومنع الطعام والشراب، بل قاموا بانتزاع اعترافات تحت وطأة التعذيب النفسي والجسدي ليعترفوا بتهم لم يرتكبوها والإمضاء عليها إرغاماً».
وطالبت الأمهات في بيانهن المنظمات الحقوقية والإنسانية بسرعة التدخل لإنقاذ جميع المختطفين والكشف الفوري عن مصيرهم.