قضايا وحريات
فرق الألغام إيرانية المنشأ حوثية الصنع والاستخدام..
تقرير: الحوثيون.. التفنن بالقتل والإجرام بحق الشعب اليمني شمالا وجنوب
تثبت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران وذراعها في اليمن التفنن بالقتل والإجرام وتكرس يوما عن يوم مسيرة القتل والانتهاكات بحق الشعب اليمني شمالا وجنوب وتمارس خرق القانون الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان بما فيها الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والبرتوكولات واتفاقيات حقوق الانسان .
العبوات الناسفة
يقول مدير التخطيط والتدريب في المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام عدن صالح المنتصر إن الفرق الميدانية تمكنت من 2015 حتى ديسمبر 2021 من نزع18143 عبوة ناسفة، مشيرا إلى أن العبوات الناسفة المبتكرة هي من أخطر الأسلحة ومن أي سلاح كان لأنها تستخدم لأول مرة في الحرب باليمن ولم يتدرب عليها فرق النزع ولا العسكريين من قبل الا من خلال هذه الحرب وبسبب اكتشافها والتعامل معها .
وأضاف أنها تسببت بسقوط ضحايا من الفرق الميدانية ومنهم خبراء في مجال الألغام ولجأ المركز الى تأهيل وتدريب فرق القذائف والنزع للتعامل مع هذه العبوات الناسفة المبتكرة محليا من قبل الحوثي .
وأشار إلى أن الحوثي جعل من الألغام مضادة للدبابات الغام مضادة للأفراد من خلال الدواسات بمعنى ان اللغم المضاد للدبابات محتاج لوزن كبير فوق 200كلجم وهو مخصص للدبابات وسيارات وعربات وليس افراد ولكن زودوها بدوسات خفيفة جدا بحيث لو حصلها ضغط بنسبة عشرة كيلو تنفجر وتأخذ مساحة كبيرة جدا ومعظم ضحايا البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام من هذه الأصناف العبوات المبتكرة والالغام المضادة للدبابات المزودة بالدواسات .
وذكر المنتصر أن الطرف المتسبب هم الحوثيين فهم الذين تفننوا وابتكروا هذه الاشياء بشكل فضيع جدا وتفننوا في أساليب القتل وهذا ما جعل الشعب اليمني بمواطنيه متأثرين من هذه الانواع المستخدمة في هذا العمل الإجرامي الخطير .
مجرم حرب بشهادة دولية
تقول منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقريرها السنوي لعام 2021م، أن جماعة الحوثي استخدمت الألغام الأرضية المضادة للأفراد في انتهاك "لاتفاقية حظر الألغام" .
ورصدت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في تقريرها التاسع خلال الفترة من اغسطس 2020 إلى يوليو 2021 عن التحقيق في 130 حالة زراعة ألغام فردية، نتج عنها 61 قتيلاً، بينهم 11طفلاً و8نساء، كما سقط 89جريحاً بينهم 17 طفلاً و6 نساء، وبحسب التقرير فإن هذا النوع من الانتهاكات تنفرد بها جماعة الحوثي.
وأفاد فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة المعني باليمن، في أحدث تقرير له أن الحوثيين استخدموا الألغام الأرضية المضادة للأفراد بشكل واسع، مما قد يرقى إلى جرائم حرب.
وحول الألغام والأجسام المتفجرة وثقت “مواطنة” خلال العام 2021، ما يقارب 36 واقعة انفجار ألغام، راح ضحيتها من حيث الإصابة 82 جريحا بينهم 46 طفلًا و16 امرأة. تتحمل جماعة أنصار الله (الحوثيون) مسؤولية زراعة جميع الألغام.
قتل مختلف أشكاله
وذكرت تقارير حقوقية محلية ودولية تصريحات لمسؤولين ذات صلة أن العبوات الناسفة والألغام صنعت بمختلف الأشكال والأنواع فمنها ما صنع على شكل ولون الطبيعية أحجار وخرسانات وبلوك بردين وزرعت ووضعت في الأحياء المأهولة والسكنية وعلى جانبي الطرقات ومنها ما صنع على شكل ألعاب أطفال وأدوات منزلية وطبخ ووضعت بالقرب من منازل المواطنين وساحات اللعب وتجمعات الأطفال والطرقات كما أنها وضعت داخل المنازل وصولاً إلى تحت أسرة المواطنين.
وتشير التقديرات الرسمية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أن أكثر من 8 آلاف مدني قتلوا جراء الألغام التي زرعتها جماعة الحوثي منذ بدء الحرب في البلاد نهاية العام 2014. ووفق تصريحات لجهات حكومية ومراكز متخصصة في نزع الألغام، حسب مؤسسة الصحافة الإنسانية 2022، أن الحرب والألغام أدت إلى أكثر من 9 ألف من الضحايا المصابين والمعاقين من النساء والأطفال وكبار السن والرجال في ثمان محافظات يمنية هي عدن لحج أبين الضالع تعز الحديدة مأرب الجوف.
وتتهم الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بزراعة أكثر من مليون لغم في مناطق واسعة من البلاد.
واوضح مسؤولون في الألغام في تصريحات سابقة أن هناك عبوات ناسفة بواسطة أشعة بواسطة كاميرا وكثير من العبوات الناسفة خطيرة جدا ولأول مرة يصادفها المهندسين وراح ضحيتها الكثير من الأفراد من العاملين في النزع ومنتسبي التعامل مع الألغام والتي تسببت ما يقارب 31 شهيد من 2015 حتى2021 .
وكشف تقريرصادر عن “مركز بحوث مراقبة التسلح” البريطاني (CAR) 2018 أن “المتمردين الحوثيين يمتلكون ماكينات تصنيع متفجرات محلية، ذات مكونات إيرانية المنشأ، لها قدرات عالية على إنتاج العبوات الناسفة والألغام بأنواعها كافة”.
وقال جيمس بيفان ، المدير التنفيذي لأبحاث تسليح النزاعات: "التقرير يكشف الاستخدام المكثف للألغام الأرضية والعبوات البدائية الصنع في جميع أنحاء اليمن".
"الغالبية العظمى من الألغام الأرضية التي يتم استردادها مرتجلة وموحدة ومنتجة بكميات كبيرة محليًا من قبل قوات الحوثيين على نطاق لم تحققه إلا في السابق قوات الدولة الإسلامية في العراق وسوريا".
حوثية الصنع
تحمل الألغام الأرضية المصنعة محليًا في اليمن، الموثقة من قبل المركز ، مواصفات عامة، جرى تصنيعها في خط إنتاج بمكونات إيرانية المنشأ، وغالبيتها تحمل أرقامًا متسلسلة، ما يؤكد على ضخامة الإنتاجية واحترافيتها.
جميع هذه الألغام متطابقة من ناحية التصميم، أو تشبه إلى حد كبير الألغام التقليدية المعروفة. ولاحظ الباحثون كذلك أن الحوثيين عملوا على توحيد منتجات العبوات الناسفة، من ناحية المواد المتفجرة والأزرار، وأضافوا عليها أرقامًا تسلسلية ،ويبدو أن استخدامها مقصور على قوات الحوثيين ، ولم يتم استردادها من أطراف أخرى في النزاع اليمني.
جرى توثيق 3 أنواع من الألغام الأرضية محلية الصنع:
أولًا: ألغام توجيهية صغيرة من نوع كليمور (Claymore). يعتقد الباحثون أن الحوثيين استندوا في تصنيع هذا النوع إلى ألغام صينية الصنع من طراز (150 A GLD).
ثانيًا: ألغام توجيهية تشبه إلى حد كبير الألغام الإيرانية الشهيرة من طراز (M18A2).
ثالثًا: ألغام مضادة للمركبات تشبه الألغام السوفييتية من طرازي (TM-46) و(TM-57).
ويفيد التقرير البريطاني أن هذه الألغام جرى استخدامها بشكل حصري من قبل قوات الحوثي، وأن ليس هناك دلائل على استخدامها من قبل أطراف أخرى في الصراع اليمني.
ووثق المركز نوعين من العبوات المتفجرة، كلاهما ذو أرقام تسلسلية وتصاميم متطابقة. النوع الأول قنابل محلية محسنة، والنوع الثاني نظام صاروخي جوي محمول، يعمل من خلال مقبض يدوي.
تحمل الملصقات المطبوعة على المتفجرات الكثير من الأرقام التسلسلية، ما يشير إلى إنتاجٍ ضخمٍ ونظام توزيع منظم. وقد عثر الباحثون على إرشادات أساسية، جرى توزيعها على مستخدمي العبوات ذوي المهارات المنخفضة.
بصمات إيران
وجد الباحثون الميدانيون أن المكونات الإلكترونية المستخدمة في العبوات المتفجرة محلية التصنيع هي إيرانية خالصة، تشمل أجهزة تحكم إلكتروني، وأجهزة استشعار، وأجهزة إرسال واستقبال.
جرى تصنيع هذه الإلكترونيات في طهران عام 2008، وهذا ما وثقه المركز البريطاني في تقرير سابق له. ووجد الفريق البحثي كذلك أن بعض الحوثيين أزالوا بعض العلامات عن مكونات العبوات، في محاولة لإخفاء مصدرها.
كما وثق الخبراء البريطانيون عشرات العبوات الناسفة المخفية على الصخور، لا سيما في محافظتي تعز والحديدة.