بحوث ودراسات

دراسة تحليلية اقتصادية تقدم توصيات مهمة لـ"الانتقالي"..

العاصمة عدن وحرب الاقتصاد.. رئيس الحكومة يجب ان يكون جنوبياً

عدن في مواجهة حرب الاقتصاد الأشد إنهاكاً وتدميراً – الدراسة

شددت دراسة تحليلية اقتصادية على ضرورة أن يكون رئيس الحكومة جنوبياً، نظرا لأن مدن الجنوب هي المحررة دون اليمن الشمالي بما في ذلك مدينة تعز التي لا تزال تحت قبضة الاذرع القطرية والإيرانية منذ ثمان سنوات، وهو ما لا يعطي الحق في ان يكون رئيس الحكومة ينتمي الى مدينة ليست محررة من الحوثيين.

وقالت الدراسة التي أعدتها مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات "إن عدن العاصمة الجنوبية، تعرضت لحرب اقتصادية شعواء، بفعل الصراع بين التجار ومنهم رئيس الحكومة المشكلة باتفاق الرياض، الذي دخل المعترك الاقتصادي، محاولا الاستفادة من فترة رئاسته للحكومة".. مشيرة الى أن معين عبدالملك متهم بالتورط في التواطؤ مع مجموعة هائل سعيد انعم ومصرف الكريمي (شركات تجارية من تعز)، استحوذتا على وديعة سعودية قدمت لحكومة معين عبدالملك في العام 2018م، عقب اقالته".

وبعد تحرير عدن، واجهت سلطات عيدروس الزبيدي، - رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الحالي- تحديات كبيرة، أبرزها التحدي الأمني، فالهجمات التي ضربت عدن، اثرت بشكل كبير على المدينة اقتصادياً ومعيشياً، فكانت الامارات العربية المتحدة تقدم مساعدات إنسانية لمساعدة السكان في حين انه تعطل كل شيء بفعل هجمات القاعدة وداعش في عدن.

ومع استعادة العاصمة وضعها الأمني بتشكل قوة أمنية، تحركت عجلة الاقتصاد بشكل كبير جداً بفعل التسهيلات التي قدمتها سلطات عدن حينها، غير ان المشكلة التي واجهت عدن تمثلت في توريد المشتقات النفطية التي ظلت حكرا على التاجر احمد صالح العيسي، نائب مدير مكتب الرئيس للشؤون الاقتصادية، ناهيك عن تحكم مجموعة هائل سعيد انعم بالصادرات والواردات من المواد الغذائية الرئيسية، حيث مثل ميناء عدن خلال السنوات السبع الماضية الشريان الرئيس في ادخال المواد الغذائية والطبية والمتطلبات الأخرى.

لكن اغلب الواردات لا تدخل من الميناء الجمركي، بل تدخل عن طريق ميناء خاص بالمجموعة التجارية اليمنية، وهو الأمر الذي كشف لنا عن معلومات تبدو في غاية الأهمية.

فالعديد من المصادر التي تحدثت الينا خلال بحثنا تبين ان المجموعة التجارية لا تدفع ضرائب بالشكل السليم بل تدفع هبات وأخرى تقدمها على انها دعما لمشاريع تنموية.

تحظى مجموعة هائل سعيد انعم بنفوذ كبير في السلطات المحلية بالعاصمة عدن ناهيك عن العلاقة التي تربط رشاد هائل سعيد انعم برئيس أخر حكومتين "معين عبدالملك"، وفضلا عن ان كلاهما ينتميان الى مدينة تعز اليمنية، الا ان الأخير نجح في التحول من ناشط سياسي فقير في السابق الى واحد من أهم المستثمرين والفضل لمجموعة هائل سعيد انعم وبعض المجموعات التجارية التي مكنته من ممارسة التجارة وانشاء مجموعات تجارية مستغلا صفته كرئيس للحكومة يتمتع بكافة الصلاحيات التي تخول منح التصاريح للشركات اليمنية، خاصة تلك التي تعمل في استيراد المشتقات النفطية، وقد دخل معين عبدالملك في إشكالية كبيرة مع التجار احمد صالح العيسي وهو نائب مدير مكتب هادي لشؤون الاقتصادية، وقد ازيح العيسي واستبدل بدلا عنه مجموعة من التجار اليمنيين الذين لديهم شراكة مع معين عبدالملك.

خلال السنوات السبع الماضية، كان معين عبدالملك وزيرا للأشغال العامة، وهي الحقيبة الوزارية التي توجد لها ميزانية ضخمة وكبيرة ناهيك عن الدعم الذي قدم عن طريق معين من المانحين، وفي طليعتهم السعودية والامارات، لكن لم تنفذ أي مشاريع تنموية من قبل الوزارة التي ظلت في قبضة معين حتى بعد تنصيبا رئيسا للحكومة خلفا لأحمد عبيد بن دغر، ليتم تشكيل حكومة المناصفة العام الماضي لتسحب الوزارة من معين ولكن دون أي تحرك على صعيد المشاريع التنموية من قبل الوزارة باستثناء مشاريع قام بها البرنامج السعودي لإعادة الاعمار.

تبين أن صندوق صيانة الطرق والجسور، ان في خزينته مبلغ تراكمي بلغ 80 مليار ريال يمني، منها 40 مليار ريال دخلت في حساب الصندوق عام 2021 م فقط، أي ما يؤكد ان موارد الصندوق المالية، من العاصمة عدن المحرومة من مشاريع صيانة الطرق، ومنها طريق الجسر البحري الذي تعثر أكثر من مرة وتم سحب أموال طائلة بهدف استكمال المشروع الذي افتتح قبل أكثر من عقد لكن لم يتم استكماله، وفي عهد حكومة احمد عبيد بن دغر، تم سحب أموال باسم استكمال مشروع الجسر البحري الا انه لم ينفذ.

من المعلومات التي حصلنا عليها أن رئيس الحكومة معين عبدالملك، مول انشاء مشاريع صيانة للطرقات في مدينة تعز، بتمويل من موارد عدن العاصمة.

ومن ابرز هذه المشاريع مشروع إعادة تأهيل طريق الوهط طور الباحة تعز، وهو المشروع الذي يصف بالمشروع التجاري الهام للمدينة التي ينتمي اليها معين عبدالملك.

وبينت المعلومات المتوفرة ان معين مول مشروع الطريق الذي يربط بين عدن وتعز بـ 10 مليار ريال يمني من موارد عدن المالية، بالإضافة الى أنه سبق وقام معين عبدالملك بتمويل مشروع طريق تربة تعز، وتمويل مشروع هيجة العبد من قبل صندوق الطرق منذ العام 2019 م، وكل ذلك من موارد عدن المالية.

ومما يؤكد على تعامل معين عبدالملك بجهوية تجاه الجنوب واستنزاف موارد عدن لصالح تعز، مشروع كهرباء زنجبار أبين، الذي نقله معين الى مدينة تعز.

وحملت التوصيات تسـليط الضـوء فـي المرحلـة الحاليـة عـن الاقتصاد والتنميـة لكونهـا الحلقـة الضعف فـي الجنـوب والتـي مـن خلالها العـدو يتربـص بمسـير الثورة وعرقلـة اهدافهـا الاستراتيجية.

وتوفيــر الأمــن الغذائــي والدوائــي والخدمــي لشــعب الجنــوب فــي مختلــف لكــون الشــعب وصـل الـى مرحلـة الفقـرة ممـا قـد يدعـه الأمر بالكفـر بالثـورة وقيادتهـا .

والسـعي الحثيـث الـى توفيـر فـرص عمـل لشـباب الجنـوب قبـل أن تتحـول قدراتهـم لقنابـل مؤقتــة قــد يســتغلها العــدو ضــد شــعبنا لكــون الجــوع والفقــر دافــع رئيــس للخــروج عــن  المبــادئ والقيــم وهــذا مــا يســعى إليــه الخصــم اللــدود.

وشدد على أهمية اتخاذ خطوات ســرعة عاجلــة فــي اســتعادة مؤسســات الجنــوب الإرادية وفــي مقدمتهــا مينــاء مجموعـة هائـل سـعيد انعـم هـذا الملـف الهـام، فهـذه المجموعـة التجاريـة التي ترفض تدفـع الضرائـب بالشكـل القانونـي، حيـث وأنـه يسـتحيل دخـول المنشـئات التجاريـة التـي اسـتحوذت عليهـا نتيجـة مواقفـة الداعمـة للحـرب علـى الجنـوب، لذلـك مـن المهـم إعـادة النظـر فـي اسـتثمار المينـاء، وفـرض رقابـة لمـا يتـم إدخالـه عـن طريـق هـذا المينـاء. وفـق آليـة فـرض مكتـب جمركـي فـي جبـل حديـد يكـون فـي المخـرج مـن الدكـة هـذا المينـاء مهمتـه التفتيـش الدقيـق علـى المواد الخارجـة بمـا يضمـن عـدم تهريـب أي ممنوعـات.

والأشراف المباشــر علــى عمليــة التخزيــن فــي المخــازن المنتشــرة فــي ضواحــي العاصمــة عــدن، ووضــع دراســة مســتعجلة للمنظمــات العاملــة فــي عــدن، ومنــح الأولوية فــي التوظيــف لأبناء عـدن بمـا يضمـن معالجـة للبطالـة المنتشـرة فـي العاصمـة، ويحـد مـن توطيـن الوظيفة اليمنيـة فـي الجنـوب بمـا يسـبب مشـالك مسـتقبلية.

- دعــم انشــاء مصــارف وبنــوك جنوبيــة تحقــق الاستقلالية وإعــادة الأشراف علــى البنــك الأهلي علـى اعتبـار انـه أخـر مـا تبقـى مـن أمـاك الدولـة الجنوبيـة السـابقة، والـذي يقتـرح ان يكـون مديـر البنـك مرشـحا مـن المجلـس الانتقالي الجنوبـي".

مشروع نيوم يثير الجدل: تقارير عن حوادث صادمة ومزاعم سلوكيات غير لائقة


الدور الأميركي في الصراع بين إسرائيل والحوثيين: دعم استخباراتي أم دبلوماسي؟


الإمارات تحث الأطراف السودانية على العودة إلى طاولة الحوار وتدعو لحل عاجل


أمطار غزيرة تكشف هشاشة مخيمات تندوف وتثير الجدل حول مصير المساعدات الإنسانية