بحوث ودراسات
"اليوم الثامن" تقدم دراسة إحصائية تحليلية (ملخص تنفيذي)..
التنظيمات الإرهابية الدولية في اليمن.. ثلاثة عقود من الإرهاب الموجه ضد الجنوب
أصدرت مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، دراسة تحليلية إحصائية، سلطت الضوء على تأريخ الإرهاب في اليمن الجنوبي منذ تسعينات القرن الماضي، حين دخلت في وحدة هشة، جعلت البلد عرضة لهجمات الأفغان العرب الذين تحالف معهم نظام صنعاء خلال حرب صيف 1994م.
وتهدف الدراسة للكشف عن مفهوم الارهاب ونشأته في اليمن ومراحل تطوره وضحاياه ومصادر تموينه وكذلك معرفة الجهود الوطنية الجنوبية والاقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب.
ففي الفصل الأول تناولت الدراسة مصطلحات ومفاهيم الارهاب في الفقه الاصطلاحي العربي والغربي وتطرقت إلى أشكال وأنواع وبواعث الإرهاب الدولي.
ومن ثم تطرقت إلى نشأة الارهاب في اليمن ومصادر تموينه والعوامل التي ساهمت في انتشاره.
ثم جاء في الفصل الثاني تناول ضحايا الارهاب في العاصمة عدن كأنموذج لمحافظات الجنوب (اليمن الجنوبي)، التي تم استهدافها لتكون مسرحا للعمليات الإرهابية الدولية.
وفي الفصل الثالث تناولت الدراسة الجهود الوطنية الجنوبية والعربية (الإماراتية - المصرية) والدولية في سبيل مكافحة الارهاب في شبه الجزيرة العربية.
وتوصلت الدراسة إلى نتائج أهمها أن الارهاب في اليمن تم توظيفه توظيفا سياسيا من قبل القوى السياسية والدينية والقبلية والعسكرية في اليمن بغرض السيطرة على الثروة في محافظات الجنوب في سبيل تموين الارهاب في الجزيرة العربية والعالم.
وكذلك توصلت الدراسة إلى أن الجنوب (وحده) أصبح في مواجهة مباشرة مع الارهاب منذ صيف العام الأول لتوقيع مشروع اتفاقية الوحدة اليمنية بين البلدين الجارين حتى هذه اللحظة.
وكذلك كشف الاحصائيات الميدانية للعمليات الارهابية التي نفذتها تلك التنظيمات في مدن الجنوب للفترة من 2011م – 2022م أن العاصمة عدن وحدها احتلت المرتبة الأولى من بين عواصم العالم في نسبة العمليات الإرهابية ومن ثم تلتها مدينة حضرموت وابين وشبوة ولحج.
وفي ضوء نتائج الدراسة قدمت عدة توصيات: كان في مقدمتها:
- وضع خطة استراتيجية شاملة لمكافحة التنظيمات الارهابية تتضمن الاتي:
- تفعيل التشريعات الوطنية الجنوبية ذات الصلة بمُكافحة الإرهاب.
- تفعيل دور الحماية الوقائية الفكرية والأيدولوجية في سبيل مكافحة الافكار المتطرفة.
- تطوير الاجراءات الامنية والاستخباراتية للقوات المختصة في مكافحة الارهاب.
- التنسيق المستمر مع لجنة مكافحة الارهاب في الأمم المُتحدة على نحو يُحقق مُكافحة فعالة وشاملة لظاهرة الإرهاب تعزيز سُبُل التصدي للطرق المُستحدثة في مجال تمويل الإرهــاب.
- التنسيق مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (إنتربول) والكيانات الإقليمية والعربية لإدراج وإصدار نشرات حمراء للقيادات والكوادر والعناصر الهاربة على المستوى الدولي.
- إدراج أبرز العناصر الهاربة خارج البلاد على القوائم وتجميد أموالهم والعمل على تحجيم قدراتهم في تنفيذ مخططاتهم العدائية الموجهة للساحة الداخلية.
التوسع في إبرام اتفاقيات التعاون الأمني مع الدول لتنسيق وتطوير التعاون الأمني في مختلف المجالات لاسيما مكافحة الإرهاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقدمة :
لقد أصبح الإرهاب ظاهرة إجرامية دولية تهدد العلاقات الطبيعية بين الدول وتمثل تهديدًا مباشرًا للنظام العالمي وساهم التطور العلمي والتقني الذي صاحب المجتمع الدولي في العصر الحديث في تسهيل الاتصال والتواصل بين الشعوب ووضع وسائطها المتعددة في متناول الجميع مما أفاد المجرمون وخبثاء النفوس في تنفيذ مخططاتهم الاجرامية في مختلف بقاع الأرض وأصبحت الجريمة غير محصورة بدولة معينة بل صارت تهدد الجميع مما دعا الى محاربة تلك الظاهرة بكل السبل.
ويؤكد الاستقـراء التاريخي لظاهرة العنف في التفاعل البشري، أن الأعمال الإرهابية كظاهرة ترويع وترهيب ليست بالحدث الجديد على ساحة أحداث المجتمع الدولي، فقد عُرفت منذ العصور القديمة، لكونها مرتبطة بظاهرة العنف السياسي التي هي من أقدم الظواهر في المجتمع الإنساني والعلاقات الدولية عموما، غير أن تنامي وتزايد مخاطر الأعمال الإرهابية سواء من حيث مظاهرها أو مداها أو من حيث الوسائل المستخدمة فيها، أو حتى بالنسبة للقائمين عليها، والدوافع والأسباب التي تقف وراءها هو ما شكل حدثا بارزا وغير اعتيادي في التعاطي مع الظاهرة وجعلها نتيجة المتغيرات السابقة محل دراسة وجدل، لم يكن فيما سبق بنفس الحدة والثراء.
فقد بلغت معدلات غير مسبوقة خلال السنوات القليلة الماضية (نهاية القرن الماضي وبداية القرن الجديد)، ولم تعد هذه الأعمال مقتصرة على تهديد أمن هذه الدولة ونظامها، أو تلك، بل أصبحت تهدد المجتمع الدولي ككل بجميع كياناته وأشخاصه، سواء في بنياته الداخلية، أو الاقتصادية أو الاجتماعية او السياسية، أو حتى قيمه الروحية.
وصارت أعمال الإرهاب حربًا معلنةً على كل شيء، وأصبحت اشد ضراوة على الدول والشعوب من الحروب التقليدية نظرا لأن في الحروب التقليدية العدو واضح، ووسائله بينة، وأهدافه معلنة، بعكس أعمال الإرهاب، بل وأصبح لها واقع سياسي واجتماعي في كثير من الدول، مستمدا مصدره من جوهر المفاهيم السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه.
وقد أثار انتشار الأعمال الإرهابية في السنوات الأخيرة وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية إلى زيادة الاهتمام بمواجهة هذه الظاهرة حيث اجمع المجتمع الدولي بمخاطر الأعمال الإرهابية، وعنايته بمواجهتها بالعديد من الاتفاقيات الدولية التي بلغ عـددها ثلاثة عشر اتفاقية فضلا عن القرارات والتوصيات الصادرة عن المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة.
لم يكن الوطن العربي بمنأى عن هذه الظاهرة بل أصبح مأوى لكثير من تلك التنظيمات الإرهابية لاسيما مرحلة مواجهة الوجود الروسي في اليمن الجنوبي وتجلى بوضوح في حرب صيف 94م وخروج دولة الجنوب عن المعادلة السياسية وجد تلك التنظيمات بيئة خصبة بل اصبح شريكة في النظام السياسي الحاكم وتعد مرحلة في ما بين عام2011) م، الى 2021م)؛ من أكثر المراحل تبلورا وظهورا وشكلت خطرا كبيرا على حياة الشعب الجنوبي بشكل خاص ودول الجوار بشكل والاقليم والعالم بشكل عام، لاسيما بعد حرب 2015 حين سلمت السلطات اليمنية معظم محافظات الجنوب (عدن- حضرموت- شبوة- ابين- لحج- المهرة) للتنظيمات الارهابية المدعومة من الاطراف المتصارعة على السلطة في اليمن واستطاعت تلك التنظيمات المحضورة أن تضع لها موطئ قدم وبمساندة من السلطات اليمنية في صنعاء بكافة مكوناتها السياسية والعسكرية؛ بغرض تحقيق أغراض سياسية دنيئة؛ مستغلة الغطاء الديني لتشريج جرامها الارهابية؛ فتعرض المجتمع الجنوبي لعدد من الجرائم الارهابية التي مازالت لهذه اللحظة تحصد أرواح الأبرياء وتدمر حياة كثير من أبناء هذا الشعب العظيم والصابر في مواجهة هذا العدو الدولي المشترك وصار شعب الجنوب يقدم أرواح ابناؤه وامواله وممتلكاته وحرياته للخطر.
- أهمية الدراسة:
إن دراسة ظاهرة الارهاب ونشأتها ومراحل تطورها في العالم بشكل عام وفي اليمن على وجه الخصوص أمر تدعو إليه ضرورة الواقع وواجب الضمير الإنساني والديني والوطني، فكل الباحثين والمهتمين والفاعلين في المجتمع معنيون برصد وتتبع ظاهرة الارهاب وتحليل أبعادها ومخاطرها حتى لا ينبت الارهاب والعنف في بنية المجتمع نبتا ويصبح ثقافة وسلوك يمارس دون أن يجد له رادعا، ومن المسلم أن ظاهرة الارهاب اصبحت من اكثر الظواهر شيوعا وخطرا وهذا ما جعل دراستنا أمرا ملحا تمليه قوة الحضور واتساع الطرح.
وتتمثل أهمية الدراسة بأنها تتناول قضية خطيرة ومؤثرة على حياة الشعوب وواقعهم السياسي والديني والاقتصادي والعسكري والفكري لاسيما أن الحرب مع هذا العدو مازال مستمرا ما لم يقضى عليه وتجفف منابعه الفكرية والمادية؛ بالإضافة لذلك تحقيق أهداف وطنية ودينية وفكرية لدى الأجيال القادمة مجذرة من تلك النبة الشيطانية العابرة للقارات وتوضيح مدى آثارها التدميرية ضد الإنسان والأوطان. بغرض الوصول إلى مجتمع خال من العنف والتطرف والارهاب.
وتكمن أهمية هذه الدراسة بأنها تجسد التضحيات التي قدمها شعب الجنوب العربي في مواجهة تلك العصابات الاجرامية وما خلفته تلك المواجهة غير المتكافئة من خسائر في الأرواح وما تلتها من حالة رعب وخوف في اذهان المجتمع،.
وكذلك تكمن أهمية هذا الموضوع في أنه يبحث في دراسة وتقييم الجهود الدولية في مكافحة تلك الظاهرة من خلال وضع الأطر القانونية والأمنية وتسخير الوسائل والإمكانات المادية والتقنية في متناول جميع الدول وفق آليات التعاون البيني والدولي.
- أهداف الدراسة:
تسعى الدراسة لتحقيق عدد من الاهداف هي :
1) معرفة مدى فاعلية آليات المجموعة الدولية في معالجة الأعمال الإرهابية، لكون الظاهرة الإرهابية تهدد السلم واستقرار الدول على مختلف الأصعدة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا
2) تتبع نشأة تلك العصابات الاجرامية ومراحل تطورها ومصادر دعمها وتمويلها تنامي ظاهرة الأعمال الإرهابية في كثير من اليمن ووصول مداها إلى أكثر المحافظات تحصينا.
3) كشف البواعث والأسباب التي أسهمت في ظهور تلك التنظيمات الارهابية اليمن، وتحديد المنابع الفكرية والمالية لتلك التنظيمات بغرض تجفيفها واستئصالها.
4) إبراز الدور - الوطني للقوات المسلحة والامن والمقاومة وفئات المجتمع الجنوبي - في مكافحة هذا العدو الايديولوجي الموجة ضد الإنسان والأوطان.
5) كشف الدور الذي لعبته دول التحالف العربي في مواجهة تلك الفئة الضالة واستئصالها من محافظات الجنوب.
6) نشر الوعي داخل صفوف المجتمع بخطر التطرف والارهاب وتوظيف الدين لأغراض سياسية بحتة، والعمل الدؤوب خلق وعي مجتمعي من خطر تلك العصابات والوصول مجتمع خال من العنف والتطرف والإرهاب.
7) إبراز التضحيات الجسيمة التي قدمها شعب الجنوب في سبيل استئصال تلك الآفة الدولية الاجرامية.
8) تذكير الأجيال القادمة بخطر تلك الأفكار الإجرامية التي دمرت الوطن والإنسان.
- إشكـالية الدراسة:
تكتسب الدراسات ذات البعد الأمني، وذات الصلة بالعلاقات الدولية، أهمية خاصة، لذلك سيحاول البحث في موضوع مفهوم الارهاب ونشاته ومراحل تطوره ومصادر تموينه وضحاياه؟ وكذا تساؤلات فرعية تتمثل في: ما حجم التضحيات التي تولدت من الاعمال الارهابية في اليمن وكذلك كشف دور التنسيق العربي الإقليمي والدولي في نجاح مواجهة التنظيمات الارهابية في اليمن المواجهة؟ وما تداعيات الحرب اليمنية على عملية مواجهة الأعمال الإرهابية؟
تتمحور مشكلة الدراسة حول نشأة الارهاب في اليمن ومراحل تطوره ومصادر تموينه وتفرعت منه عدد من الاسئلة تمثلت في الاتي:
- ما هو الارهاب، المفهوم المصادر الجهود الدولية لمكافحته؟.
- التعريف بأسباب انتشار الارهاب في محافظات الجنوب ؟
- ما هي الحصيلة المترتبة من عمليات الارهاب الاجرامية في مدينة عدن انموذجا؟
- منهجيــة الدراسة :
انتهجت الدراسة عدة مناهج هي على التوالي:
أولا: المنهج التاريخي ، ونعني به استدعاء لتاريخ الظاهرة والظروف التاريخية التي نشأت فيها ومراحل تطورها .
ثانيا: المنهج التحليلي، ونعني به عرض وتفكيك ظاهرة الأعمال الإرهابية وكشف عناصرها وطرح الرؤى الغربية والعربية للظاهرة خاصة في تحديد المفاهيم المتعلقة بها بين مركز على الوصف ومؤكدا على الأسباب، وتحليل أبعاد الظاهرة الجرمية، وصولا من خلال التحليل إلى تحديد نقاط الاختلاف والاشتراك مع الظواهر والمفاهيم المشابهة.
- حدود الدراسة :
- الحدود الموضوعية :التنظيمات الارهابية الدولية في اليمن النشأة والتطور ومصادر التموين.
- الحدود الزمانية: من 2011- 2022م
- الصعوبات والمعوقات:
وقد واجهتنا بعض الصعوبات في تحليل ظاهرة الارهاب ودراستها الميدانية، ويأتي في مقدمتها:
1ـ قلة المراجع المرتبطة بموضوع الإرهاب في الواقع العربي عموماً وفي الواقع اليمني خصوصًا.
3ـ كثرة العمليات الارهابية التي تركزت في فترة الدراسة وصعوبة جمعها وتصنيفها خاصة وأن طبيعة الظاهرة الذي تقوم الدراسة على استقصائها تشكل خطرا امنيا على حياة الباحثين لاسيما أن الحرب مازالت قائمة بين تلك التنظيمات والمجتمع.
5- الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية التي يمر بها الوطن...وغيرها من الصعوبات التي ذللها الله وأعانني على تجاوزها .
- خطــة الدراسة:
بناء على ما سبق من موضوع الدراسة ومشكلته واجراءات التحليل تقع هذه خطة الدراسة بعد المقدمة العامة التي تحيط بالدراسة علما في مقدمة وثلاثة ففي الفصل الأول بـ: المفاهيم الإرهابية مقاربة مفاهيمية، وقد تضمن هذا الفصل ثلاثة مباحث، يتعلق الأول بـ مفهوم الأعمال الإرهابية وتميزها عن بعض المفاهيم، و يتعلق الثاني بـ: تعريف أنواع وبواعث الأعمال الإرهابية، الارهاب في اليمن نشأته ومصادر تموينه.
وتناول في الفصل الثاني: عنوان: ضحايا العمليات الارهابية في الجنوب العاصمة عدن نموذجا، وفي الفصل الثالث عرض أهم الجهود والانجازات والانتصارات الوطنية الجنوبي والعربية والدولية في مواجهة الارهاب الدولة.
وتختم الدراسة بنتائج وتوصيات تتضمن خلاصة لأساسيات ما جاء في الدراسة ولجملة التوصيات المقترحة منها.
نتائج الدراسة:
وقد جاءت الدراسة لتبدأ بالمقدمة عرضنا فيها لموضوع البحث ومنهجه وأهدافه وأسباب دراسته، ومن ثم جاءت الدراسة بتمهيد وثلاثة فصول تبتدئ وقد توصلت الدراسة نتيجة عامة مفادها:
إن شعب الجنوب لم يواجه مأساة أسوأ من تلك التي أنتجتها الاستراتيجية اليمينة، ولا تزال هذه المأساة تعصف بالجنوب حتى اللحظة، ولم تعد ظاهرة الإرهاب تشكل أولوية لدى الأمريكيين والأنظمة المتحالفة معهم، أما بالنسبة لشعوب المنطقة فإن فرق الموت تعددت وأصبح القتل مجاني وعلى قارعة الطريق. ثمة خطورة في أن تصبح تلك التنظيمات مشروعاً في المنطقة إذا أن ظل الخذلان الذي تعرض له الجنوب العربي ومشروعه التحرري، في هذه المرحلة، حيث استهدف المجلس الانتقالي وما زال يستهدف؛ لأن حامله الأساسي هم الجنوبيون واستهدفت المقاومة لأن معظم محتواها من أبناء الجنوب ومن المعلوم للجميع لا يمكن للمنطقة أن تتعافى من ظاهرة الإرهاب إلا بالتخلص من جماعة الاخوان المسلمين ومليشياتها الارهابية في الجنوب؛ لكونهم النواة الداعمة لتلك التنظيمات الارهابية.
وفيما يخص النتائج التفصيلية: فقد كانت نتائجها كالاتي:
في الفصل الأول : وأهم النتائج التفصيلية التي توصلت إليها الدراسة في هذا الفصل:
(1) أن التنظيمات الارهابية في اليمن تعمل وفق برامج سياسية منذ عودتهم من افغانستان حتى اللحظة حيث عمل التنظيم على اختراق نظام الحكم في اليمن واصبح شريكا في السلطة اليمنية حتى اللحظة.
(2) أن معظم الاموال والارصدة والشركات في اليمن منذ احتلال الجنوب حتى اللحظة هي منابع مشبوهة تمول الارهاب عالميا.
(3) أن السلطات السياسية في اليمن وفي مقدمتها السلطة القضائية والسلطة التشريعية تماهمت بالكامل مع التنظيمات الارهابية حيث وفرت اها الحماية القانونية والتشريعية، ولم يقف الحد هنا بل صارت معظم تلك القيادات الارهابية في مقدمة تلك المؤسستين السياديتين (المجلس التشريعي- والسلطة القضائية) حيث عملت الاولى على تعطيل قانون تشريع مكافحة الارهاب والسلطة القضائية ادارت حوارات مشبوهة في سبيل اخراج تلمك العناصر الاجرامية من السجون بحجة القانون اليمني لا يشرع لمكافحة الارهاب.
***
في الفصل الثاني، توصلت الدراسة الى أهم النتائج التفصيلية التي توصلت إليها الدراسة في هذا الفصل:
(1) إن فتوى صيف (94) مازالت سارية المفعول حيث استباح الارهاب مدن الجنوب فقط فمن بين (22) محافظة يمنية ضربت العمليات الانتحارية والارهابية محافظات الجنوب( عدن لحج ابين حضرموت شبوة الضالع) بنسبة ((97 % ) بينما المحافظات اليمنية الاخرى(15) محافظة نالت نسبة (3%) وهذه النتيجة تكفي لكشف زيف النظام اليمني في مكافحة الارهاب وكشف أن الارهاب السياسي القادم من صنعاء بشقيه الحوثي والإخواني مقصده الرئيس هو احتلال الجنوب ونهبه وتحويله الى نقطة ارهاب عالمي.
(2) كشف الدراسة الاحصائية أن العاصمة عدن التي تعد رمزية سياسية واقتصادية استراتيجية احتل المرتبة الاولى عالميا في عدد العمليات الارهابية الانتحارية بنسبة كبيرة جدا .
(3) بينت الدراسة ان الاعوام 2015- 2016- 2017م كانت اكثر الاعوام دموية وهي الاعوام التي برزت فيها الدور الوطني لشعب الجنوب في مواجهة الحوثيين والاخوان المسلمين من عدن ومدن الجنوب وهذا دليلا واضحا أن تلك الاطراف هي الداع الرئيس لتلك التنظيمات الارهابية.
في الفصل الثالث، وأهم النتائج التفصيلية التي توصلت إليها الدراسة في هذا الفصل:
1) كشف الدراسة حجم المسؤولية التي تحملها المجلس الانتقالي الجنوبي في مواجهة تلك التنظيمات التي اصبحت تحكم معظم عواصم مدن الجنوب.
2) كشفت الدراسة الدور الوطني الجنوبي التي بذلته القوات المسلحة والمقاومة الجنوبية في مواجهة تلك المليشيات الارهابية في سبيل كل مدن الجنوب ( عدن لحج ابين حضرموت شبوة الضالع..)
3) كشفت الدراسة الدور المحوري لدولة الامارات العربية المتحدة في دعم المكون السياسي والعسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي دار تلك المعارك البطولية ضد تلك المليشيات الارهابية الاجرامية.
4) كشف الدراسة قوة التشريعات العربية في مواجهة الارهاب وكيف اسهمت تلك الدول وفي مقدمتها مصر والامارات في محاربة حركات الاسلام السياسي المتطرف.
5) أن التشريعات الدولية كثفت المعاهدات والاتفاقيات التي تجرم ظاهرة الارهاب وتجفف منابعه ومكافحة بكل الوسائل والطرق في سبيل القضاء عليه.
هذا ما استطعنا أن نأتي به، وما الكمال إلا لله رب العالمين، وبه نستعين على أمور الدنيا والدين.
- التوصيات:
أولاً : المنظومة التشريعية والفكرية :
1- تشكيل لجنة وطنية لمكافحة الارهاب في قوائم الجمعية الوطنية الجنوبية تعمل على إعداد مسودة تشريع قانون طوارئ مكافحة الارهاب في الجنوب لكون الارهاب استفحل في هذه المنطقة الاستراتيجية في العالم.
2- تلتزم اللجنة الوطنية بمُواجهة الإرهاب قانونيا وتشريعيا بكافة صورة وأشكاله، وتعقب مصادر تمويله. ويُنظم القانون أحكام وإجراءات مُكافحة الإرهاب والتعويض العادل عن الأضرار الجسيمة عنه وبسببه.
3- التشبيك مع الدولة العربية والاقليمية التي تبنَّت الدولة في دساتيرها مُكافحة الإرهاب لكونه يُعد التزاماً على عاتقها لحماية أمنها القومي.
4- الارهاب يستهدف حماية أحد المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وهو الحق في الحياة، وذلك في إطــار مُقاربتها الشاملة لمكافحة الإرهاب. لذا يتوجب على الجمعية الوطنية تبني هذه المسألة لما لها تثير كبير في المجتمع الدولي.
5- انطلاقا من الالتزام الدستوري والمعاهدات والاتفاقيات الدولية الاقليمية والعالمية بمُكافحة الإرهاب يتوجب القيام بما يُحقق مُكافحة فعالة وشاملة لظاهرة الإرهاب بكافة أبعادها، كما استهدفت التشريعات تعزيز سُبُل التصدي للطرق المُستحدثة في مجال تمويل الإرهــاب.
6- الاهتمام بكافة وسائل المواجهة الفكرية الدعوية والتثقيفية والتوعوية الوقائية والمعالجة الشاملة في سبيل مقاربة فكرية لاستقطاب الشباب المغرر بهم وحماية الشباب من مخاطر الارهاب.
ثانيا: التعاون الأمني على المستوى الدولي:
1- وضع حزمة من الخطط الامنية الانية والمستقبلية والاستراتيجية في تعزيز سُبُل التصدي للطرق المُستحدثة في مجال تمويل الإرهــاب والتنسيق مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (إنتربول) والكيانات الإقليمية والعربية لإدراج وإصدار نشرات حمراء للقيادات والكوادر والعناصر الهاربة على المستوى الدولي.
2- إدراج أبرز العناصر الهاربة خارج البلاد على القوائم وتجميد أموالهم والعمل على تحجيم قدراتهم في تنفيذ مخططاتهم العدائية الموجهة للساحة الداخلية>
3- التوسع في إبرام اتفاقيات التعاون الأمني مع الدول لتنسيق وتطوير التعاون الأمني في مختلف المجالات لاسيما مكافحة الإرهاب.
ثالثا: المحور الأمني:
1- التدريب والتأهيل الكافي والحديث لقوات مكافحة الارهاب في كافة مدن الجنوب.
2- رصد التنظيمات المتطرفة والإرهابية وكشف هياكلها التنظيمية وتحديد عناصرها وقيادتها ومخططاتها.
3- تقويض قدرات التنظيمات الإرهابية من خلال استهدافها أمنياً وقانونياً والتأثير على مخططاتها العدائية.
4- تحديد العناصر الإجرامية التي تستغلها التنظيمات الإرهابية في تنفيذ أعمال عنف بمقابل مادي دون الانتماء لها بهدف التربح فقط، واتخاذ الإجراءات القانونية تجاهها.
5- كشف ملابسات ارتكاب الحوادث الإرهابية من خلال استخدام التقنيات الحديثة.
6- مكافحة جرائم غسل الأموال والجريمة المنظمة بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية في ضوء ارتباطها بصورة مباشرة بعمليات تمويل الإرهاب.
7- مكافحة ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب من خلال إحكام الرقابة على المنافذ الشرعية واكتشاف أية محاولات لدخول العناصر الإرهابية للبلاد.
8- مكافحة عمليات التسلل عبر الحدود ومواجهة عصابات التهريب الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة ومنع وصولها للعناصر الإرهابية.
9- اتخاذ الإجراءات الرقابية والقانونية لمكافحة الحيازة غير المشروعة للأسلحة النارية والذخائر والمفرقعات للحد من قدرات العناصر المتطرفة على ارتكاب الأعمال العدائية.
10- إجراءات الكشف والمواجهة والملاحقة لتنظيم الإخوان الإرهابي.
11- كشف هياكل الجناح المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابي والوقوف على مخططاته وتوجيه الضربات الاستباقية لتقويض حركة عناصره وقطع الدعم اللوجيستي عنها وملاحقة عناصره الهاربة.
12- رصد الشائعات والادعاءات التي تروج لها عناصر التنظيم وأبواقه الإعلامية لاستثارة المواطنين وتأليبهم ضد الدولة ومؤسساتها، وتحديد القائمين على ذلك وتقنين الإجراءات تجاههم، والتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية ووسائل الإعلام لتنفيذ تلك الشائعات والادعاءات.
13- تفعيل إجراءات إدراج عناصر التنظيم وقياداته على قائمة الإرهابيين الوطنية بالتنسيق مع النيابة العامة، وأجهزة الدولة .
- في المنظور الاعلامي والحقوقي:
1- تسليط الضور على الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها التنظيمات الارهابية عبر وسائل الاعلام المختلفة وترجمتها إلى أكثر من لغة عالمية.
2- المطالبة بالتعويضات المعنوية والمادية لضحايا الإرهاب التي يتعرضون للقتل والاختطاف والسجن والتشريد ويمارس عليهم كل انواع الانتهاكات.
3- رفع التقارير الشهرية والسنوية لكل الانتهاكات التي ترتكبها العصابات الارهابية إلى المحافل والمحاكم الدولية والمطالبة بمحاكمة زعماء تلك العصابات الدولية التي تنتهك القانون الانساني بأبشع الصور.
- المصادر والمراجع:
أولا: القران الكريم
ثانيا: المصادر العربية :
1- الارهاب الدولي بين التجريم والمكافحة، حسنين المحمدي بوادي، دار الفكر الجامعي ط 2006م.
2- الإرهاب الدولي، دراسة ناقدة، محمد عزيز شكري دار العلم للملايين، الطبعة -1-، 1991م
3- الإرهاب الدولي، مع دراسة للاتفاقيات الدولية والقرارات الصادرة عن المنظمات الدولية، مخيمر عبد العزيز عبد الهادي، دار النهضة العربية، طبعة سنة 1986م.
4- الإرهاب الدولي ومسؤولية شركات الطيران يحي أحمد البنا، ، منشأة المعارف الإسكندرية، ط 1994م.
5- الإرهاب في القانون الجنائي، مؤنس محب الدين رسالة دكتوراه، كلية الحقوق- جامعة المنصورة، مصر1983م.
6- إرهاب الدولي في ظل المتغيرات الدولية، أحمد حسين سويدان، ، منشورات الحلبي الحقوقية، الطبعة -1- 2005م.
7- الارهاب السياسي، د ادونيس العكرة ار الطليعة، القاهرة ، 1991، ط1
8- التعاون الدولي ومكافحة الإرهاب/ د, عبد المغني جبران الزهر/ مجلة العلوم الاجتماعية الانسانية جامعة عدن ، المجلد العاشر/ العدد الثاني والعشرين/ يناير يونيو 2077م.
9- تعريف الإرهاب الدولي بين الاعتبارات السياسية والاعتبارات الموضوعية، محمد عبد المطلب الخشن، الطبعة -1، دار الجامعة الجديدة، الإسكندرية، 2007م.
10- الاتجاهات الحديثة في القانون الدول الجزائي، علي محمد جعفر المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، طبعة-1-2007م.