بحوث ودراسات
مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات..
استراتيجيات التغير الديموغرافي في الجنوب.. مراحلها آلياتها وطرق مواجهتها
يعد الصراع على الديموغرافيا والجغرافيا لبّ الصراع الجنوبي - اليمني. خلال قرن ونيف من الزمن لاسيما عام 1918 عندما اتخذ النظام الامامي التوسعي اسم اليمن هوية لنظامه الملكي، حدثت تحولات في حال الديموغرافيا الجنوبية؛ ما أحدث تغيرات جيوسياسية وتحولات في علاقات القوة وتوزيع الموارد والسيطرة عليها. وتتناول هذه الدراسة مفهوم الديموغرافوبيا ومركباته وإسقاطاته في واقع حالة الجنوب الهوية والأرض والانسان، للاستدلال من خلاله على حالة الصراع الجنوبي / اليمني - وتَعرِض الواقع الديموغرافي في مدن الجنوب وتحلله على محاور موجات النزوح والهجرة المنظمة من اليمن الى الجنوب بغرض الهيمنة والاستيطان وضم الفرع الى الأصل كما يزعمون.
وتحاول هذه الورقة البحثية مناقشة الاليات والخطط التي تم توظيفها في التخطيط الحيزي والسيطرة على صناعة القرار لتنفيذ سياسية السيطرة على مقدرات الجنوب السياسية والاقتصادية والثقافية. كما تحاول وضع استشراف للمستقبل ومناقشة تبعاته، اعتمادًا على منهجية الرصد والتحليل الناقد للمعطيات التي يجري تجميعها من مصادر إحصائية.
وقد توصلت هذه القراءة لعدد من النتائج والتوصيات.
لتنزيل الدراسة كاملة أضغط هنا
- المقدمة:
إن تحول الديمغرافي هو التغيير الذي يحدث في الهيكل السكاني لدولة ما على مر الزمن. يمكن أن يتضمن هذا الإحصاء ارتفاع معدلات الولادة أو الوفيات، أو تغيير في النسل والهجرة والاستقرار السكاني. يمكن أن يترتب على التحول الديمغرافي العديد من التحديات والمخاطر التي تهدد الهويات السياسية. وبالتالي، فإن التحولات الديمغرافية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على المجتمعات والدول في المستقبل>
لقد حدثت العديد من الهجرات القسرية عبر التاريخ وقد تلازمت مع وجود الإنسان منذ نشأته الأولى واتخذت صورًا وأشكالًا مختلفة، وقد اتسمت في العصور القديمة بالوحشية والقسوة وإهدار آدمية الإنسان وفي العصر الحديث ومع كثرة النزاعات المسلحة بالإضافة إلى التطور الرهيب الذي وصلت إليه الأسلحة المستعملة أثناء العمليات العدائية وتطور الأساليب التي يستعملها أطراف النزاع لترحيل وإبعاد المدنيين من مواطنهم، أدت إلى زيادة استهداف المدنيين وزيادة المخاطر التي تتهددهم نتيجة مثل هذه الأعمال. لكن هذا لا يعني انعدام قواعد حماية السكان المدنيين من أعمال الترحيل والإبعاد القسري التي تستهدفه التي ظهرت بوادرها في الحضارات القديمة وتطورت في الأديان السماوية وارتقت في العصر الحديث>
من خلال هذا الواقع يحاول الباحث الإجابة على الأسئلة البحثية الآتية:
1- ما الواقع الديمغرافي في مدن الجنوب؟
2- ما الآليات والأدوات التي يلجأ اليها النظام اليمني لتفيد سياسته ضد الهوية الجنوبية
3- ما الغاية والذريعة التي لجأ إليها النظام اليمني بمختلف طمس الهوية واحتلال الجنوب؟
4- أبرز المدن الجنوبية التي شملها النزوح والهجرة المنظمة؟
5- ما مستقبل الجنوب الهوية والأرض والانسان في ظل التغيير الديمغرافي؟
كما أن الباحث يتناول عملية النزوح والهجرة اليمنية الى الجنوب بغرض التغيير الديمغرافي القسري التي قام بها النظام اليمني لأن عملية الهجرة والنزوح لها عواقب مستقبلية كبيرة ولأنها ممنهجة وتمتلك أدوات قاهرة.
أما ما تقوم به بعض الأطراف الأخرى فإنها تأتي في إطار الانتقام والفوضى كما إنه تقوم به جماعات وأفراد وليس دولًا لا يترتب عليها ذلك الأثر الكبير.
وسياسة النزوح والهجرة بغرض التغير الديمغرافي في العصر الحديث والمعاصر تستمر أعمال التغييب القسري أو التهجير القسري (أوربا -الاتحاد السوفياتي). ولكن التهجير الأفظع والسياسي هو ما جرى في فلسطين (بقرار دولي من الأمم المتحدة) وما نراه اليوم في الجنوب لا يقل خطرا من تلك السياسات التهجيرية في سورية والعراق واليمن لكون تلك الدولة ذات الارتباط بالنظام الإيراني الطائفي لها الخطة نفسها ضد الشعوب العربية.