بحوث ودراسات

مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات..

ورقة بحثية: المجلس الانتقالي الجنوبي.. نموذج لنهضة إعلامية في ظلّ التحديات

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي "عيدروس الزبيدي" ونائبه أحمد سعيد بن بريك خلال فعالية في المكلا 2013م- أرشيف

ورقة بحثية قدمها فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

المقدمة: يعد الإعلام وسيلة هامة وشديدة التأثير في صناعة الرأي العام وفقا لنظريات سياسية وثقافية محددة، وذلك بما له من فاعلية حاسمة في توفير المعلومة التي تصنع القناعات عند الجماهير سيما وان وسائل الإعلام تقوم بالدور الأهم في صياغة الصورة وتعديلها بما يخدم وجهة النظر التي تسعى لنشرها، كما أن للإعلام أيضا دورا أساسيا في بلورة السياسات وصياغة القرار السياسي، عبر الأخبار والمعلومات التي يروجها الإعلام في هذا الحدث أو ذاك خاصة في ظل التحولات والتطورات التكنولوجية المتطورة في الاتصالات حيث الأقمار الصناعية واستخداماتها الايجابية وكذلك السلبية التي تقوم على خلق تشوهات وإفراز إشكالات خطيرة تؤثر في وعي الجماهير ومواقفها السياسية من الأحداث.

إشكالية البحث:

-        ماهية الإعلام الجنوبي؟

-        كيف تعامل نظام مع الإعلام الجنوبي الحكومي والمستقل؟

-        ما هي الإنجازات الإعلامية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي خلال سبع سنوات؟

-        كيف استطاع الإعلام الجنوبي مواجهة المكنية الإعلامية اليمنية المتعددة؟

-        ما الدور الذي حققه الاعلام الجنوبي خلال سبع سنوات من تأسيسه؟

-        ما هي الرؤى التي تسهم في تطوير الاعلام الجنوبي؟

أولا: الأعلام الجنوبي بعد حرب صيف 94م  

كان الجنوبيون كثيرًا في الماضي من إنتاج إعلام حقيقي يعبر عن آمالهم وتطلعاتهم، ومرت بهم مراحل طويلة لم يتمكنوا فيها من امتلاك وسائل إعلام او صحافة مستقلة، إذ لم تشجع الدولة الجنوبية قبل تحقيق الوحدة التعددية في وسائل الإعلام، حيث كانت تحتكر الإعلام لصالح الدولة فقط، فضلا عن كونها لم تشجع الجنوبيين من الدراسة والتخصص في مجالات الإعلام والصحافة، كما كان عليه الحال في الشمال، ومن هذا المنطلق أصبح الإعلام الجنوبي الرسمي يومها حكرا على الصحفيين والإعلاميين القادمين من الشمال، إلا من أعداد قليلة من الجنوبيين لم يكن لهم حضور كبير ومؤثر.

وبعد الوحدة بين الجنوب والشمال، وجد الإعلاميون والصحفيون الجنوبيون، على قلتهم، أنفسهم مهمشين ومستبعدين محاربين، وتقلصت الفرص أمامهم بصورة كبيرة، سواء على مستوى الدراسة والتخصص في مجال الإعلام، أو العمل في وسائل الإعلام الجنوبية الرسمية، التي سيطر عليها نظام صنعاء سيطرة كاملة، لا سيما بعد أحداث حرب صيف 94 المشؤومة، وأصبح الإعلام من يومها موجهًا لخدمة مصالح نظام الهضبة الحاكمة في الجنوب.

ويمكن التأكيد أن المراحل النضالية التي مر بها الجنوب منذ ما بعد حرب الاحتلال اللعينة، لم تكن تحظى بتغطيات إعلامية كبيرة، إلى أن تفجرت ثورة الحراك السلمي في يوليو 2007، وجد الجنوبيون أنفسهم بحاجة لإعلام جنوبي مستقل وحر، لإيصال صوتهم للعالم، ونقل أحداث ثورتهم المتسارعة دون تلوين أو تشويش، لكن ذلك لم يشفع لهم بامتلاك صحف ووسائل إعلام خاصة ومستقلة، بسبب رفض نظام صنعاء منح التراخيص في هذا المجال، وهو ما دفع الشباب الجنوبي بالتوجه للمنتديات والمدونات على مواقع شبكة الإنترنت، في وقت كانت فيه وسائل الإعلام الخارجية أيضا حكرًا على الشماليين، ولم يكن هناك مراسلين جنوبيين لوسائل إعلام خارجية كوكالات أنباء عالمية، وقنوات، وصحف، إلا بالنادر.

لكن هذا لم يمنع الجنوبيين الذين وجدوا أنفسهم بحاجة للإعلام أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي أدى إلى إرسال المزيد من الشباب الجنوبي للدراسة في قسم الإعلام بجامعة عدن والتخصص في مجالات الإعلام المختلفة، لإيجاد كادر مؤهل ومحترف قادر على شق طريقه المهنية لخدمة قضيته السياسية العادلة، والتعبير عن ثورته الظافرة التي أخذت في التوسع والانتشار.

وفي هذه المرحلة الثورية السلمية التي مر بها الجنوب، ظهرت قنوات وصحف ومواقع إعلامية جنوبية، لكنها سرعان ما اختفت وتراجعت، إما لقلة الإمكانيات أو بسبب اختراقات النظام الحاكم، الذي سعى لتدمير كل الأصوات الجنوبية المعبرة والمناهضة، ومنها على وجه الخصوص صحيفة الأيام.

-        تدمير قطاع الإذاعة والتلفزيون في عدن.

-        طمس وتدمير ونهب كل ما يتعلق بهاذين القطاعين 

صحيفة الأيام وصحيفة الطريق كانتا الصوتين الوحيدين في الجنوب التي تنقل مأساة الجنوب لكن نظام صنعاء لم يقف عندها بل أعلن عليها الحرب.

قناة عدن لايف تبث من الخارج وكانت مكلفة وبثت بضع سنوات ثم أغلقت.

ثانيا: الحرب الإعلامية اليمنية ضد الجنوب وقضيته وقيادته

تعددت وسائل إعلام اليمنية بمختلف انتماءاتها (اخوانية، عفاشية، حوثية) بالإضافة لذلك مثلت قنوات الجزيرة والحدث والعربية والقنوات الإيرانية المحرضة ضد أهداف الجنوب ودول التحالف العربي وفي مقدمتهم الإمارات العربية المتحدة.

ولا يستهان به في تكوين الاتجاهات والأفكار والتطرف والإرهاب فهي تؤثر بما تقدمه من برامج وأفلام وأخبار عن الأشخاص والأحداث. وتنمي بعض وسائل الإعلام مشاعر الكراهية والعدوانية ل ومن جانب آخر، لقد ساعدت شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) كوسيلة إعلامية عالمية في نشر الأفكار الأيديولوجيات المتطرفة والمنحرفة من خلال بروز فقه جديد عبر هذه الشبكة وهو ما يسمى فقه الإنترنت بما يحتويه من فتاوى فردية مشحونة بالانفعال والكراهية والتحريض على العنف، حتى غنه وصل إلى حد تجنيد الشباب صغار السن والتغرير بهم بدون علم أهلهم وبطرق كثيرة.

وتتأتى خطورة المرجعيات الدينية والنخبوية المختلفة في اليمن بوسائلها الإعلامية من أنها تستهدف الثقافة الجنوبية؛ بإلغاء الخصوصيات الثقافية وجعلها تابعة لثقافة الشمال، وبث وتسيد مفاهيم اجتماعية تفيد بتعبية الجنوب للشمال وتهشيم قاعدة المُقَدَّس بإحلال مفهوم الحاد الجنوب في دينهم، وهتك القيم؛ ومن ثم خلق الذهنية القابلة لتطور القيم وكسر الأمور المحرمة التي تحمي ثبات هذه القيم؛ باعتبارها النواة الصلبة والثابتة التي تتمحور حولها مفردات الهوية الجنوبية وعلى رأسها العقيدة.

كما أن الموجة العدائية الحديثة للقوى اليمينة بكل اطيافها على الجنوب ليست كولونيالية عسكرية، كما أنها ليست غزواً ثقافياً بالمعنى التقليدي؛ إنما هي حملة استئصال ثقافي تستهدف عقيدة الجنوب؛ لأن العقيدة مصدر قوة الهوية للعرب والمسلمين.

-         لقد حققت تلك الوسائل الإعلامية اهدافها عبر أساليب علمية مدروسة، مستخدماً في ذلك أسلوب الخطاب المباشر وغير المباشر ( الإيحاء )، يدعمه في جهده هذا خبراء مختصون وخبراء في المجال الإعلامي من خلالها استطاع صناعة الرأي العام وتمويل مالي ضخم قدمته عدد من دول الجور .

وهكذا تمت ادارة الصراع الاعلامي من قبل ذوي الخبرة في التأليف والتمثيل والتلحين والانتاج والاخراج .... فأُنتجت المسلسلات والتمثيليات والاغاني والتحقيقات الاخبارية المفتعلة، التي تهدف الى التشكيك بعقيدتنا وديننا وهويتنا العربية وخلق قناعة عامة رافضة ومنتقدة لها، وكان كل شيء سيئاً من وجهة نظر هذا الاعلام، ويمكن تحليل عناصر الخطاب الإعلامي المعادي ووسائله على النحو الآتي:

1ـ تحويل هزائم التنظيمات الارهابية إلى انتصارات ومنجزات مزيفة:

2 ـ استثمار الثقافة الدينية لأغراض سياسية وعسكرية:

4 ـ إشاعة فكرة واحدية الأمة والهوية والخلافة الإسلامية:

5 ـ المكائد والمؤامرات واشاعة الاخبار المزيفة:

6ـ اضفاء الشرعية على الأعمال الإرهابية المسلحة.

ثالثا: جهود المجلس الانتقالي الجنوبي في تأسيس الاعلام الجنوبي

كما أشرنا سلفان أن الاعلام الجنوبي تعرض لتدمير ممنهج في منظومته ابتداء من بنيته التحتية وانتهاء بكادره الذي تعرض للاقصاء والتهميش منذ احتلال الجنوب في يوليو 1994، وقد شكل اعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017 وتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي مرحلة جديدة في تاريخه لها خصائصها وسماتها ووسائلها، ممكن نجمل تلك الإنجازات في الخطوات التالية:

 الخطوة الأولى:

صنع المجلس بمواقفه التفافًا إعلاميًا مساندًا حوله، ثم قامت القيادة بتأهيل 50 إعلاميا في دورات محترفة بجمهورية مصر العربية لدى أكثر المؤسسات احترافا وبشهادات معتمدة من كلية كمبردج البريطانية لتعلم فنون الإعلام الحديث، وأثمرت هذه الجهود عن إعلام جنوبي يصنع الحدث حاليا وأصبح قوة يحسب لها حساب بجهود الجميع وفي المقدمة القوة المساندة من شباب جنوبي وطني متطوع لخدمة شعبه وقضيته وقيادته وكان الجميع درع للجنوب وهزم آلة عالمية لدول وأحزاب ومرتزقة الإعلام.

الخطوة الثانية:

 بدأت القيادة الجنوبية بتدشين الاعلام الرسمي بافتتاح اذاعة هنا عدن في 9 فبراير 2019 وقناة عدن المستقلة في 13 مايو 2019 من العاصمة عدن ليدخل الاعلام الجنوبي مرحلة جديدة في تطوره، ومن ثم وضع استراتيجية للخطاب الاعلامي الجنوبي من جملة من الثوابت والمرتكزات من بينها التأكيد على مركزية الهوية الوطنية الجنوبية، وتعزيز الثوابت والقيم والمبادئ لشعب الجنوب وفي مقدمتها مبدأ التسامح والتصالح، وتوضيح مواقف شعب الجنوب المؤيدة للتحالف العربي، فشعب الجنوب شريك فاعل واساسي مع التحالف العربي في معركة الدفاع عن المشروع العربي وغيرها من الثوابت والمرتكزات.

الخطوة الثالث:

تأسيس قطاعات إعلامية، قطاع الإذاعة والتلفزيون والصحافة والاعلام الحديث، ومركز التدريب والتأهيل الاعلامي وتأسيس عشرات من المواقع الإلكترونية الجنوبية، وتدريب المئات من الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين ومن الجنسيين في الداخل والخارج، وكذلك فتح قنوات التواصل مع عدد من الصحفيين العرب والأجانب لمناصرة قضية شعب الجنوب.

الخطوة الرابعة:

تأسيس الهيئات والكيانات الصحفية والإعلامية، نحو تأسيس هيئة جنوبية خاصة بالإعلام الجنوبي، وتشكيل كيان نقابي مهني، يمثل حاضنا للمئات من الإعلاميين والصحفيين الجنوبيين، وتوسيع مساحة الحرية، وتأهيل الكوادر الإعلامية والصحفية، ودعم امتلاك وسائل الإعلام للراغبين في ذلك من المستثمرين والناشطين وكذلك إقرار نقابة الصحفيين الجنوبيين ميثاق الشرف الإعلامي الذي ينظم العلاقة بين وسائل الإعلام. 

رابعا: دور الإعلام الوطني الجنوبي في مواجهة الاعلام المضاد

إن النهج الإعلامي الذي يتسم بالخلل والتشويه والتحريض على العرب عامة وعلى جنوبنا العربي الاصيل يتطلب من كل مواطن عربي واع مدرك لأبعاد هذه الحرب الإعلامية وعي حقيقة أهدافها والقيام بتعرية هذا الإعلام الحاقد وكشف أهدافه المعادية للأمة، كما يتطلب من الجميع إدراك حقيقة هذا الإعلام والتوقف عندما ينشره ويبثه من إشاعات وتحريض للنيل من هذا قيادات شعب الجنوب المناضلة وشعبنا العربي ومقاومته المتمسكة بالثوابت الوطنية الجنوبية والعربية والمدافعة عن عقيدتها ومقدساتها هويتها.

إن الاعلام الوطني الجنوبي حقق عدد من الانجازات وقدم كثيرا من التضحيات نوجزها في الاتي: 

1-   مرحلة الدفاع عن المكتسبات الوطنية:

لقد عملت وسائل الإعلام الوطني الجنوبي في المرحلة الأولى على صدّ ضربات الضخ الإعلامي والكثير من الأخبار المضللة، وكان الخيار بغضّ النظر عما يمكن أن نفعله: هل لدينا مقومات واستراتيجية إعلامية واضحة بهذا الاتجاه؟ هل لدينا أدوات لكي نقف في مواجهة مكنة إعلامية كبيرة والمواجهة بعقيدة ووطنية والدفاع عن الوطن؟

2-   مرحلة الهجوم وكشف المستور:

 بدأت هذا المرحلة مع بداية تأسيس الكيان السياسي الجنوبي عام 2027م حيث بدأ العمل بطريقة مختلفة حين انتقل الإعلام إلى مرحلة كشف التضليل الإعلامي والتقنيات التي استخدمت والردّ عليه، حيث أن الإعلام استمد قوته وعزيمته من القوات المسلحة والمقاومة الجنوبية بقيادة والرئيس المناضل/ عيدروس قاسم الزبيدي، الذي كان يعبّر عن تقديره لكل إنجازات الإعلام، فقدّم الإعلاميون أرواحهم وهم يقومون بأداء واجبهم، وبات جميع الجنوبيين مذيعين ومحررين ومراسلين، حيث أصبح المواطن صانعاً للحدث وللرأي.

 أن الاعلاميين الجنوبيين بمختلف أطيافهم في الداخل والخارج لا أحد يشكّ بمقدراتهم ولكن كان ينقصهم في الانتقال من الدفاع إلى الهجوم الأدوات والبيئة الإعلامية المناسبة، وهذا يفرض على الإعلام اليوم أن تكون له آلياته الخاصة للوصول إلى طموحاته وتلبية ما يريده المواطن الجنوبي.

3-   مرحلة تثبيت الوعي السياسي لدى افراد المجتمع:

أن مرحلة المشكلات الاقتصادي والخدمية في محافظات جنوبنا الحبيب والتي يصنعها العدو اليوم هي الأصعب بالنسبة لهم ولصنّاع القرار وللمواطنين الجنوبيين، ففي المرحلة الأولى والثانية كانت المعركة معركة وجود ودفاع عن الوطن، والجميع صمد من أجل ذلك، أما اليوم فرصد الشارع الجنوبي في ظل وضع معيشي صعب للغاية يتطلب برأيها وجود استراتيجيات واضحة المعالم وتوفير المعلومة للإعلاميين من قبل صنّاع القرار في المجلس وحكومة المناصفة؛ ليكونوا صلة وصل بينها وبين الشارع وسط الحصار الذي يدفع ثمنه المواطن، إن الإعلام اليوم لا يرقى إلى مستوى الهموم الكبيرة التي يعاني منها المواطن الذي يريد أن يرى حلولاً لمشكلاته وشفافية في تفسير الأمور، مع أننا مقصّرون في موضوع الصحافة الاستقصائية التي هي ضرورة في هذه المرحلة، ونجاحها يحتاج إلى دعم الإعلاميين بكل الإمكانيات.

-       توحيد الخطاب الإعلامي الجنوبي.

إن الدارس للخطاب الإعلامي الجنوبي يرى ان يسعى الى التحول العملي نحو خطاب متزن وعقلاني يواكب متطلبات المرحلة شكلا ومضمونا ودائما ما يبحث عن الديمومة في سبيل مواجهة التحديات التي تعيق مسير قضيته وهذا ما بذله خلال السنوات الست المنصرمة منذ تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، بمعنى أن الخطاب الإعلامي الجنوبي صار خطاب موحدا من خلال إيجاد فاعل سياسي متزن يشمل الجميع، بشكل عملي لضمان صيرورة خطاب فاعل ومرن يشمل الجميع بلا استثناء وقدار على تجاوز الاختلافات والأزمات التي تنشا هنا وهناك، والعمل وفق تفاهمات مشتركة تضمن استمرارية الاستقرار السياسي وتشكيل نواة لممارسة النفس الديمقراطي.

المخاطر والتحديات

1)   استطاع الإعلام المضاد أن يشوش في ذهن المتلقي الجنوبي من خلال شبكة اعلامية متخصصة تعمل ليل نهار بتزييف الوعي الجماهيري مستغلين صراعات فكرية وسياسية ترسخت عند بعض النفوس عبر الزمن لاسيما مفردات الحملات الاعلامية الموجهة والمعززة لثقافة العنف والتطرف والإرهاب. 

2)   يمكن بكل سهولة استدراج المواطن الجنوبي ليتخذ موفقا معاديا لقيادة ثورته وكيانه السياسي وقواته المسلحة دون أن يعلم أنه يعمل على تمزيق وطنه ويدمر هدف وطني تناضل من أجله أمته منذ سنين.

3)   معظم المواقف السياسية والعسكرية تبنى على أساس العاطفة والشعارات الرنانة التي تخاطب الغرائز لا العقول وعلى هذا تمر المؤامرات المحاكة في اقبية المخابرات اليمينة المشتركة والمستندة على دراسات وبحوث نفسية وعلم الاجتماع بسهولة ومن دون عناء كبير حيث تجد أرض خصبة في نفوس من تم إعدادهم مسبقا لتمرير المؤامرات ضد شعبا وتنفذه تلك المكينة الاعلامية في الداخل والخارج.

4)   يتبنى الاعلام المعادي استراتيجية اعلامية مضادة هي الفشل في كل شيء من خلال السياسات التي تصنعها قياداتها في الميدان وتنفذها وسائلهم الإعلامية في الإعلام المتعدد عبر إعلام يخاطب عقولهم وغرائزهم وفكرهم.

5)  استطاع الإعلام المعادي أن يركز على الشعور بخيبة الأمل وانعدام الثقة رغم الانتصارات التي حققتها قيادات شعب الجنوب في كافة المجالات السياسية والدبلوماسية والعسكرية.

ثالثا: المعالجات والتوصيات    

1-  التخطيط الإعلامي الاستراتيجي الشامل يحتاج بشكل أساسي على مدى توفر سند إعلامي استراتيجي، لذلك أصبح الإعلام الاستراتيجي أحد القوى التي تعتمد عليها الدول، لأنه يمثل قدرة الدولة على التواصل مع الجمهور وقدرتها في التأثير عليه، وان الضعف في ذلك يعني منح الفرصة لإعلام الغير للتواصل مع الجمهور وبالتالي تشكيله وفق رؤية أخرى قد تكو مناقضة كليا لمتطلبات الدولة، كما يعني الإعلام الاستراتيجي على المستوى الخارجي القدرة على التواصل مع الجمهور العالمي وتشكيل رأي عالمي، مما يعطي الفرصة لتمرير مصالح الدولة على الساحة الدولية والعكس صحيح من خلال الاتي:

-        امتلاك القوة الاستراتيجية من وسائل اتصال حديثة

-        تحقيق السيطرة الاعلامية في التواصل مع الناس

-       توفير السند المطلوب لتحقيق الرؤية والغاية والهدف المنشود

2-  تحديد المشكلات المطلوبة مواجهتها اعلاميا ووضع خطط مسبقة للأداء من خلال تحليل المعطيات النفسية والفكرية والاجتماعية والسياسية وغيرها بما يمكن من معرفة المدخل المناسب للجمهور المناسب. فيما يتعلق بمضمون الرسالة الإعلامية ومجال التحرير، والتخطيط المادي(المالي والإداري والتكنولوجي) يتولى التخطيط للأقسام المختلفة للمؤسسة الصحفية لتطويرها وتوسيع نطاق خدماتها وزيادة انتشارها.

3-  إقامة دورات تدريبية وتأهيله لعدد كبير من الإعلاميين في مجال الإعلامي السياسي والحربي ومواجهة كل التحديات الإعلامية التي تشن ضد شعب الجنوب. في سبيل شبكة إعلامية مركزية مختصة بالأعلام السياسي والحربي والثقافي والاقتصادي وتشكل فروعها في كافة مديريات الجنوب 96 مديرية وكل مديرية ترتبط بحافظاتها ويتم من خلالها تبادل كل المهام الإعلامية السياسية والحربية.

4-  العمل على تشكيل لجنة إعلامية تسهم في الكشف عن دور القنوات والكتاب والمواقع المعادية لقضية شعبنا وهويته والرد على افتراءاتها وتزييفها، وتسعى لمتابعة كل التوجهات الإعلامية المحلية والإقليمية والدولية ومعرفة توجهاتها وسياساتها. في سبيل إعداد خطط المواجهة مع تلك التوجهات المتعددة.

5-  إقامة تشبيك وتنسيق مشترك مع كافة المؤسسات الاعلامية الجنوبية والمحلية والعربية المناصرة لقضية شعب وتنفيذ فعاليات مشتركة تعزز الدور الاعلامية الجنوبي في سبيل نصرة قضية شعب الجنوب العادلة.

6-  صياغة رؤية جديدة للتعاطي مع المتغيرات الداخلية والخارجية والتي باتت على المحك لا سيما في مرحلة ما بعد اللقاء التشاوري الوطني الجنوبي.

 المراجع:

1) الدعاية وسيلة من وسائل الحرب النفسية، حسين الشرعة، معهد اليرموك للدراسات، م9، ص9_ 32

2) تقنية الاقناع في الاعلام الجماهيري، فريال مهنا، طلاس للدراسات والترجمة والنشر،

3) الاسس العلمية لنظرية الاعلام، جيهان، دار الفكر العربي، القاهرة.1986م

4) الرأي العام وتأثره بالدعاية والإعلان، محمد حاتم، مكتبة لبنان، بيروت، 1989م.

5) استراتيجية الانتقال من الثورة الى الدولة_ قراءة في تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي، إصدارات مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات- عام 2022م.

نساء إيران في طليعة الكفاح من أجل العدالة والمساواة


محكمة الجنايات المصرية ترفع أسماء مئات الأشخاص من قوائم "الكيانات الإرهابية"


التحالف الحوثي-الروسي: تجنيد مقاتلين يمنيين للقتال في جبهات أوكرانيا


تسييس الاستخبارات الأميركية: تهديد جديد للأمن القومي في عهد ترامب