بحوث ودراسات

مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات..

دراسة تحليلية: الجنوب في مواجهة الـ(5) الظواهر الأكثر خطورة.. خطوات للمواجهة والمعالجة

موجة النزوح من الظواهر الخطيرة التي تهدد التغيير الديموغرافي لمدن الجنوب - تصوير راشد مختار لـ "اليوم الثامن"

دراسة بحثية تسلط الضوء على خمس طواهر خطيرة تهدد حاضر ومستقبل الجنوب

تهدف هذه الورقة البحثية إلى تناول الملفات الأكثر خطورة في الشأن الجنوبي، وهي خمسة ملفات تعد من أشد الملفات خطورة في العالم، لا تعود خطورتها على الشأن المحلي فحسب، بل أن خطورتها عابرة للقارات وتتجاوز الحدود الإقليمية والدولية، ومن خطورتها شكلت الهيئات الأممية وشرعت القوانين المحلية والدولية لمواجهتا، لما لها من أثر على المجتمعات جمعا. وامام تلك الخطورة ترك شعبنا في الجنوبي في مواجهة مباشرة لتلك الملفات المدمرة للشعوب والحضارات والإنسانية بمفردة.

 وقد تتبعت هذه الورقة تلك المشكلات وبواعثها وخطورتها والقوى الفاعلة في نشرها ودعمها وكذلك كشف الجهود المحلية والعربية لمحاربتها.

وقد توصلت التقرير الى عدد من النتائج والتوصيات"

الكلمات المفاتيح: الإرهاب. المخدرات- الفساد – النزوح والهجرة- تهريب السلاح

The South... facing the five (5) most dangerous issues in the world

Dr. Sabri Afif 

This research paper aims to address the most dangerous files in southern affairs, which are five files that are considered among the most dangerous files in the world. Their danger is not only related to local affairs, but their danger is cross-continental and transcends regional and international borders. Due to their seriousness, UN bodies were formed and local laws were enacted. and international organizations to confront them, because of their impact on societies as a whole. In the face of this danger, our people in the south are left in direct confrontation with these destructive files for peoples, civilizations and humanity alone.

This paper has traced these problems, their drivers and danger, and the active forces in spreading and supporting them, as well as revealing local and Arab efforts to combat them.

The report reached a number of findings and recommendations.

Keywords: terrorism. Drugs - corruption - displacement and migration - weapons smuggling

-       المقدمة:

إن استهداف شعب الجنوب لم يكن وليد اللحظة بل كان له امتداد لما رافق مشروع الوحدة التي اعتمدت على العناصر الإرهابية والتنظيمات الأيدولوجية الإرهابية فبعد أن سقطت عدن والجنوب بيدي تلك العناصر أصبحت ملجأ وماوئ لكثير من التنظيمات الدينية المتطرفة، فتم السيطرة على كل مقومات الدولة الاقتصادية التحتية  والتنموية والاقتصادية فتحول الشعب في الجنوب من شعب منتج الى شعب مستهلك وعاطل عن العمل، واستمر على ذلك الحال حتى جاءت حرب الاحتلال الثانية من قبل القوات اليمنية في مطلع عام 2015م، والقوى اليمنية بكل مكوناتها السياسية والعسكرية والقبلية والدينية تعمل جاهدة ليل نهار في جعل الجنوب عامة والعاصمة عدن خاصة بؤرة ومستنقع للعنف والتطرف والإرهاب والفساد والمخدرات وكثير من الظواهر السلبية التي تؤثر على السلم الأهلي والسلام في المجتمع.

لقد ترك شعب الجنوب في مواجهة مباشرة كع تلك الملفات دون غطاء عالمي رغم أن هناك بلدان في العالم تتلقى الدعم الكافي لمواجهة تلك المخاطر المحدقة على الجميع.

من خلال هذا الواقع يحاول الباحث الإجابة على الأسئلة البحثية الآتية:

1- ما هي المشكلات الأكثر خطورة في المشهد الجنوبي؟

2- ما الآليات والأدوات التي يلجأ اليها النظام اليمني لتفيد سياسته في تدمير بنية المجتمع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية؟

3-  ما الغاية والذريعة التي لجأ إليها النظام اليمني في استهداف مدن الجنوب بالمخدرات والإرهاب والفساد والهجرة والنزوح؟

4- ما هي الجهود المحلية والدولية للحد من تلك الظواهر الخطيرة؟ 

5- ماهي المعالجات المقترحة لمواجهة تلك المخاطر المحدقة في عدن؟

-       أهداف الدراسة:

الكشف عن تلك المشكلات الخطرة التي أصبحت تؤرق كثيرا من القوى الوطنية الجنوبية وما خلفته تلك الملفات من مآسي وعذبات لشعبنا في الجنوب وما خلفته من ضحايا بشرية ومعنوية.

-       محاور الدراسة:

المحور الأول: ظاهرة الإرهاب

المحور الثاني: ظاهرة الفساد

المحور الثالث: ظاهرة المخدرات

المحور الرابع: ظاهرة النزوح والهجرة

المحور الخامس: ظاهرة تهريب المسيرات

المطلب الأول: ظاهرة الإرهاب

منذ ثلاثة عقود ونيف وعدن بشكل خاص والجنوب بشكل عام تعاني من ظاهرة الإرهاب الدولي فقد صارت أعمال الإرهاب حربًا معلنةً على كل شيء، وأصبحت اشد ضراوة على الدول والشعوب من الحروب التقليدية نظرا لأن في الحروب التقليدية العدو واضح، ووسائله بينة، وأهدافه معلنة، بعكس أعمال الإرهاب، بل وأصبح لها واقع سياسي واجتماعي في كثير من الدول، مستمدا مصدره من جوهر المفاهيم السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه.

وقد أثار انتشار الأعمال الإرهابية في السنوات العقدين الاخيرين وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية إلى زيادة الاهتمام بمواجهة هذه الظاهرة حيث اجمع المجتمع الدولي بمخاطر الأعمال الإرهابية، وعنايته بمواجهتها بالعديد من الاتفاقيات الدولية التي بلغ عـددها ثلاثة عشر اتفاقية فضلا عن القرارات والتوصيات الصادرة عن المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة.

لم يكن الجنوب العربي بمنأى عن هذه الظاهرة بل أصبح مأوى لكثير من تلك التنظيمات الإرهابية لاسيما مرحلة مواجهة الوجود الروسي في اليمن الجنوبي وتجلى بوضوح في حرب صيف 94م وخروج دولة الجنوب عن المعادلة السياسية وجد تلك التنظيمات بيئة خصبة بل اصبح شريكة في النظام السياسي الحاكم وتعد مرحلة ما بين عام2011) م، الى 2022)؛ من أكثر المراحل تبلورا وظهورا وشكلت خطرا كبيرا على حياة الشعب الجنوبي بشكل خاص ودول الجوار بشكل والاقليم والعالم بشكل عام، لاسيما بعد حرب 2015 حين سلمت السلطات اليمنية معظم محافظات الجنوب (عدن- حضرموت- شبوة- ابين- لحج- المهرة) للتنظيمات الارهابية المدعومة من الاطراف المتصارعة على السلطة في اليمن واستطاعت تلك التنظيمات المحضورة أن تضع لها موطئ قدم وبمساندة من السلطات اليمنية في صنعاء بكافة مكوناتها السياسية والعسكرية؛ بغرض تحقيق أغراض سياسية دنيئة؛ مستغلة الغطاء الديني لتشريج جرامها الارهابية؛ فتعرض المجتمع الجنوبي لعدد من الجرائم الارهابية التي مازالت لهذه اللحظة تحصد أرواح الأبرياء وتدمر حياة كثير من أبناء هذا الشعب العظيم والصابر في مواجهة هذا العدو الدولي المشترك وصار شعب الجنوب يقدم  أرواح ابناؤه وامواله وممتلكاته وحرياته للخطر.

 

 

الانتقالي الجنوبي والمواجهة في الميدان:

انطلاقاً من قناعتها المبدئية بضرورة التصدي لظاهرة الإرهاب من خلال الجهود الإقليمية والدولية، لمواجهة الإرهاب إدراكاً من مسؤولية القائد الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية تجاه الشعب الذي اصبح ضحية لتلك العمليات الإرهابية والتي هي ليست وليدة اللحظة بل بدأت منذ بداية التسعينيات وفي الحرب الأخيرة بدأت تأخذ أبعاداً وأشكالاً وصوراً غير مألوفة في مجتمعنا الجنوبي خاصة ومحيطنا الإقليمي والدولي بشكل عام، وتمشياً مع الأهداف السامية لأهداف ثورة شعب الجنوب أقرّت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي "الإستراتيجية الأمنية لمكافحة التطرف المصحوب بالإرهاب والتنسيق مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية وغيرها من الدول العربية التي اكتوت بنيران تالك التنظيمات الإرهابية والتي دعتها الضرورة الى سن التشريعات والمعاهدات التي تحد من ظاهرة الإرهاب، ونحن في دولة الجنوب جزء لا يتجزأ من هذا النسيج العربي نؤمن ونصدق على كل الاتفاقيات العربية والدولية المختصة بمكافحة الإرهاب.

المطلب الثاني:مشكلة المخدرات

ملف المخدرات يعد من أخطر الملفات في العالم وقد شرعت القوانين الدولية والإقليمية لمحاربة، ذكر تقرير المخدرات العالمي لعام 2021، الصادر اليوم عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أن حوالي 275 مليون شخص تعاطوا المخدرات في جميع أنحاء العالم في العام الماضي، في حين عانى أكثر من 36 مليون شخص من اضطرابات تعاطي المخدرات.  ولاحظ التقرير كذلك أن قوة القنب قد ازدادت في السنوات الـ 24 الماضية بما يصل إلى أربع مرات في أجزاء من العالم، حتى مع انخفاض النسبة المئوية للمراهقين الذين يعتبرون المخدرات ضارة بنسبة تصل إلى 40 في المائة، على الرغم من وجود دلائل على أن تعاطي القنب مرتبط بمجموعة متنوعة من الأضرار الصحية وغيرها من الأضرار، خاصة بين المستخدمين المنتظمين على المدى الطويل.

لقد شرع العالم مناسبات وقوانين واتفاقيات وتبادل الحقائق بشأن المخدرات. إنقاذ الأرواح‘، تأكيدا على أهمية تعزيز قاعدة الأدلة وزيادة الوعي العام، حتى يتمكن المجتمع الدولي والحكومات والمجتمع المدني والأسر والشباب من اتخاذ قرارات مستنيرة، وتوجيه الجهود بشكل أفضل لمنع تعاطي المخدرات وعلاجه، والتصدي للتحديات العالمية المتعلقة بالمخدرات."

هناك العديد من الأضرار الأخرى التي تتعلق بالإدمان على المخدرات، مثل الأضرار التي قد تصيب المجتمع وتهدد أمنه وسلامته، بل أصبحت خطراً داهماً يجتاحُ الإنسانية جمعاء، وتنعكس آثارها على المجتمع من مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية.

-     انتشار الجريمة والانحراف: يرتبط إدمان المخدرات بالسلوك الإجرامي، وذلك من ناحيتين، الأولى، أنه جريمة في حد ذاته يعاقب عليها القانون، ومن ناحيةً أخرى هناك علاقة بين تعاطي المخدرات والأفعال التي يجرمها القانون، كجرائم القتل والاغتصاب والسرقة والتشرد والزنى واللواط وكافة الممارسات الجنسية من الاعتداء على المحارم، وذلك حسب عدد لا بأس به من البحوث والإحصاءات، وبذلك يمكن القول أن الجرائم الناجمة عن المخدرات هي جرائم مركبة تنشئ مضاعفات إجرامية خطيرة على المجتمع.

- أن يتعرض أصحابها للتدهور الخُلقي، والاجتماعي، والتفكك الأسري، الانحدار الخُلقي والاجتماعي 

-     ومن المظاهر الأخرى للخسائر الاقتصادية، ما ينفق على تجارتها وتهريبها أو جلبها إلى المجتمع من مصادر خارجية، حيثُ أن ذلك يستهلك مبالغ كبيرة تخرجُ من المجتمع مما يشكلُ خسائر للاقتصاد القومي - يتعاطون المخدرات يصبحون غير قادرين على الإنتاج، لا يستطيعون العمل، أو القيام بأي شيء مفيد لأنفسهم أو مجتمعهم، وهم في نفس الوقت يحتاجون إلى المال لشراء المخدرات التي يرتفع ثمنها يوماً بعد يوم، وهنا يصبحُ المتعاطي غير قادر على إعالة نفسه، أو القيام بأعبائه المالية تجاه أولاده وأهله.

 

أن تغلغل المخدرات والخمور في مدينة عدن وحضروت ولحج وشبوه والمهرة وابين دون غيرها بات واضحاً وبشكل كبير ولم يعد هناك حرج من بيعه للشباب والقاصرين، خاصة مع أسعار هذه المواد المنخفضة نسبياً والتي بات بمتناول أي شخص الحصول عليها دون عناء وفي أي وقت، مشيراً إلى أن المروجين للمواد المخدرة التي تدخل عن طريق البحر.

وقد تزايدت عمليات ترويج المخدرات بهذا الشكل بعد أن كان يتم ترويجها في أوساط الشباب على شكل سجائر وخلطات المعسل وهو التبغ المستخدم في “الشيشة” وأشكال أخرى، بما يمّكن من ترويجها في أوساط الشباب والبالغين.

 الجهود الأمنية في عدن

طلقت قوات الحزام الأمني حملة أمنية واسعة لملاحقة عصابات الاتجار والترويج للمخدرات، وحققت الحملة بعد ساعات من اطلاقها إنجاز أمني كبير وذلك بتمكنها من إلقاء القبض على شبكة عصابات واسعة من مروجي المخدرات وتجارها وضبط كميات من المخدرات كانت بحوزتهم في العاصمة عدن ومحافظة لحج.

وفي تفاصيل العملية الأمنية, أكد العميد جلال ناصر الربيعي أركان قوات الحزام الأمني, قائد حزام عدن، ضبط 65 كيلو جرام من مادتي الحشيش والشبو, كما تم إلقاء القبض على 12 من تجّار ومروجي المخدرات وأوضح أركان قوات الحزام الأمني أن “القطاع الأول لحزام عدن قام باستجواب المدعو (ص.أ.ا) والذي تم ضبطه متلبسا بحيازة مواد مخدرة والاتجار بها في مدينة إنماء حيث حصلت قيادة القطاع من خلال اعترافاته على معلومات هامة لمواقع وهوية اثنين من مروجي المخدرات في محافظة لحج، وأضاف العميد الربيعي: “قامت قوات الحزام الأمني بالتنسيق مع مدير أمن لحج وقائد حزام لحج ومدير المخدرات بالأحزمة الأمنية واشراف النيابة المختصة بمداهمة وكر مروجي المخدرات في مديرية تبن بلحج حيث تم ضبط 33 كيلوغرام من الحشيش وكيلوغرام من مادة الشبو المخدر والقبض على شخصين من مروجي المخدرات, واللذين بدورهما اعترفا بوجود وكر آخر في منطقة الممدارة بالشيخ عثمان، ليتم بعد ذلك مداهمة الموقع وضبط 30 كيلو جرام من الحشيش المخدر والقبض على أثنين أخرين”.

وأشار العميد الربيعي إلى أن التحقيقات كشفت وجود وكر ثالث توجد فيه كمية من المخدرات ليتم مداهمة الموقع الكائن في مديرية المنصورة وضبط كمية من المخدرات والعثور على كمية أخرى حاول المتهمين إتلافها لتلافي القبض عليهم متلبسين، ليتم تحريز كيلو غرام من الحشيش والقبض على بقية المطلوبين. 

مؤكدا أن قوات الحزام الأمني بعدن وفي إطار مواجهة انتشار ظاهرة المخدرات قامت بتأهيل فريق خاص لمكافحة المخدرات لتحقق قوات الحزام هذا الإنجاز النوعي من خلال القبض على تجّار المخدرات وبحوزتهم هذه الكميات الكبيرة من المخدرات

وأشاد العميد الربيعي بالجهود الجبارة التي بذلتها قيادة القطاع الأول التي توجت بهذا النجاح الامني والذي يضاف إلى سجل نجاحات وانجازات الأجهزة الأمنية الهادفة للقضاء على المخدرات ومروجيها وتجفيف منابعها والوصل لكل العصابات الاجرامية التي تتاجر به.

وقال قائد قوات الطوارئ والدعم الأمني بالتواهي النقيب عرفات الوكالة ": إن الحملة على تجار المخدرات والمروجين لها مستمرة دون هوادة ولن تتوقف حتى القضاء على هذه الآفة الخبيثة التي تسببت في الكثير من الكوارث وضياع المئات من الشباب في عدن وبقية محافظات الجنوب مقدما الشكر الجزيل للمواطنين الشرفاء من أبناء التواهي ورجال قوات الطوارئ والدعم الأمني وشرطة التواهي وادارة مكافحة المخدرات التابعة لإدارة أمن عدن على الجهود التي يبذلونها في مجال عملهم.

  المطلب  الثالث: مشكلة الفساد

الفساد في اللغة هو: "خروج الشيء عن الاعتدال قليلا كان الخروج عنه أو كثيرا، ويضاده الصلاح. ويستعمل ذلك في النفس، والبدن، والأشياء الخارجة عن الاستقامة، يقال: فسد فسادا وفسودا، وأفسده غيره"

فساد في معاجم اللغة هو في (فسد) ضد صَلُحَ (والفساد) لغة البطلان، فيقال فسد الشيء أي بطُلَ واضمحل، ويأتي التعبير على معانٍ عدة بحسب موقعه. التعريف العام لمفهوم الفساد عربياً بأنه اللهو واللعب وأخذ المال ظلماً من دون وجه حق، مما يجعل تلك التعابير المتعددة عن مفهوم الفساد، توجه المصطلح نحو إفراز معنى يناقض المدلول السلبي للفساد، فهو ضد الجد القائم على فعل الائتمان على ما هو تحت اليد (القدرة والتصرف).

يعرف معجم أوكسفورد الإنكليزي الفساد بانه «انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة». وقد يعنى الفساد: التلف إذا ارتبط المعنى بسلعة ما وهو لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الحياة.

ويصبح الفساد بمفهومه العام هو التغير من الحالة المثالية إلى حالة دون الحالة المثالية. والكمال لله عز وجل. بمعنى التغير للأسوأ. ويكون هنا ضد الإحسان وضد التحول أو التغير إلى الحالة المثالية.

عرّف البنك الدولي الفساد بأنه شكل من أشكال خيانة الأمانة أو الجريمة يرتكبها شخص أو منظمة يُعهد إليها بمركز سلطة؛ وذلك من أجل الحصول على مزايا غير مشروعة أو إساءة استخدام تلك السلطة لصالح الفرد. يمكن للفساد أن يشمل العديد من الأنشطة التي تتضمن الرشوة والاختلاس، ويتضمن أيضًا ممارسات تُعد قانونية في العديد من البلدان. يحدث الفساد السياسي عندما يتصرف صاحب المنصب أو أي موظف حكومي آخر بصفة رسمية لتحقيق مكاسب شخصية. 

الفساد والجريمة هما حدثين اجتماعيين متوطنين يظهران بشكل منتظم في جميع البلدان تقريبًا على نطاق عالمي بدرجات ونسب متفاوتة. تخصص كل دولة موارد محلية للسيطرة على الفساد وتنظيمه وردع الجريمة. غالبًا ما تُلخَّص الاستراتيجيات التي تُتَّخَذ من أجل مكافحة الفساد تحت مظلة مصطلح مكافحة الفساد. إن مبادرات الأمم المتحدة العالمية مثل الهدف 16 للتنمية المستدامة لها أيضًا هدف موجَّه من المفترض أن يقلل بشكل كبير من الفساد بجميع أشكاله.

أشار القرآن الكريم إلى مسألة مهمة جدا ألا وهي أثر النظام السياسي في تدمير وتمزيق وانهيار وحدة المجتمع وتهديد وجوده من الأساس من خلال افساد المجتمع وافساد ما في الأرض. فالقرآن الكريم مرة يطرح مسألة الحكم وطبيعته في اشاعة ظاهرة الفساد من طغيان واستبداد واسراف وتعالي وتكبر واحتقار الآخرين وهذا ما نجده في الأنظمة المستبدة الدكتاتورية، فأجهزة الدولة كلها مسخرة لخدمة الحاكم وحاشيته، فمصالح الأمة والمجتمع مسحوقة وكرامتهم مهدورة. فنزوات الحاكم قرارات وشهواته فوق مصالح المجتمع، فتصبح إمكانيًات الأمة والمجتمع الاقتصادية والفنية والاجتماعية وغيرها من امكانيًات أسيرة بيد ذلك الحاكم المستبد.

القرآن الكريم اشار إلى حقيقة اجتماعية مهمة وهي لفت الانتباه إلى اثر تلك الانظمة السياسية الظالمة في تخريب وحدة المجتمعات وسقوطها وهدم روابطها وتمزيقها وقد اشار القرآن الكريم صراحة؛ ان تلك الانظمة هي السبب في فساد المجتمع نتيجة استبداد وطغيان الحكام من خلال السيطرة على المواقع العليا في أجهزة الدولة، لتحقيق مصالح خاصة لنخبة محددة وعادة ما يتم اقتناص الدولة بوسائل عديدة منها أدوات ووسائل الفساد السياسي.

-        أشكال الفساد في الجنوب  

-       جشع المال والرغبات.

-       مستويات أعلى من السوق والاحتكار السياسي

-       ضعف المشاركة المدنية وضعف الشفافية السياسية

-       مستويات أعلى من البيروقراطية وهياكل إدارية غير فعالة

-       حرية الصحافة منخفضة

-       حرية اقتصادية منخفضة

-       انقسامات سياسية كبيرة ومستويات عالية من المحسوبية داخل المجموعة

-       عدم المساواة بين الجنسين

-       الفقر

-       عدم الاستقرار السياسي

-       عدوى من الدولة اليمنية مجاورة فاسدة

-       انخفاض مستويات التعليم

-       عدم الالتزام تجاه المجتمع

-       تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

أنواع الفساد

-        الفساد الأخلاقي والتشريعي

الفساد التعليمي والثقافي

الفساد البيئي

الفساد الأمني

الفساد الإعلامي

الفساد المالي

الفساد الإداري

تجليات الفساد في الجنوب:

1-  تفتقر الحكومات المتعاقبة في إدارة المشهد في المحافظات المحررة لخطة عمل استراتيجية سواء قصيرة أو متوسطة الأجل وذلك لسببين الأول أنّ الحكومة لم تستطع تحديد الموارد وذلك يظهر من خلال عدم إعلان الحكومة موازنتها السنوية لمدة عامين كاملين.

2- تفشي الفساد الإداري والسياسي والأخلاقي لدى معظم مسؤولي الشرعية بحيث أصبح الفساد انحراف أو تدمير النزاهة في أداء الوظائف العامة من خلال الرشوة والمحاباة». وقد يعنى الفساد: التلف إذا ارتبط المعنى بسلعة ما وهو لفظ شامل لكافة النواحي السلبية في الحياة.

3-  استخدام السلطة لصالح الفرد جعلهم ممارسات فساد كبرى بطريقة قانونية. يحدث الفساد السياسي عندما يتصرف صاحب المنصب أو أي موظف حكومي آخر بصفة رسمية لتحقيق مكاسب شخصية.  

4- دولة الفساد في المؤسسات الحكومية في المحافظات المحررة تمثل في الاتي:

-       مستويات أعلى من السوق والاحتكار السياسي للاقتصاد

-       غياب مسؤولي الجنوب عن المشهد الاقتصادي والخدمي غياب شبه كلي.

-       ضعف المشاركة المدنية وضعف الشفافية السياسية

-       مستويات أعلى من البيروقراطية وهياكل إدارية غير فعال

-        غياب الطرف الجنوبي في المجال الاقتصادي في كل المستويات

-       انقسامات سياسية كبيرة ومستويات عالية من المحسوبية داخل المجموعة

-       عدم الاستقرار السياسي

-       تحالفات وزراء مع جماعة الحوثي في صنعاء

-       انخفاض مستويات التعليم

-       عدم الالتزام تجاه المجتمع

-       تدهور الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية.  

 

 

المطلب الرابع: ظاهرة تهريب السلاح

إن تهريب الطائرات المسيرة الإيرانية إلى الحوثيين في صنعاء، واحدة من أبرز القضايا التي يجري البحث عنها لمعرفة كيف تصل هذه الأسلحة الفتاكة إلى الأذرع الإيرانية في اليمن، فالموانئ البرية والبحرية تبدو شديدة الرقابة وتخضع لمعايير كبيرة من بينها إعادة التفتيش للسفن في ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية، ناهيك عما تفرضه الأجهزة الأمنية في معابر وموانئ برية، لكن في الآونة الأخيرة زعم ناشطون سعوديون ويمنيون يقيمون في الرياض عن تورط ميناء عدن في تهريب الطائرات المسيرة إلى الحوثيين.

على الرغم من التهدئة في جبهات القتال وانتظار الشرعية ما سوف تتوصل إليه الجهود الدولية والوساطة العمانية في مباحثات الحوثي والسعودية، إلا أن مليشيا الحوثي لا تتوقف عن التسليح واستقدام الطائرات المسيرة والصواريخ من إيران عبر التهريب في مؤشر إلى أن مزاعم التحركات نحو السلام وإنهاء الحرب اليمنية نوع من الاستراتيجية التي تتبعها العصابة للاستعداد لجولة من الحرب، في الوقت الذي تكون القوات الحكومية غير مستعدة لها بعد أن خلدت قواتها في الجبهات إلى الراحة والسكون غير مدركة لما يجري خلف كواليس المفاوضات من ترتيبات لمعركة قادمة.

تقوم عصابة الحوثي باستعدادات حربية في الحصول على المزيد من المسيرات والصواريخ، خاصة بعد فتح التحالف ميناء الحديدة على مصراعيه للسفن التي تدخل بحمولاتها دون تفتيش أو رقابة، استغلته الحوثيين في صالحها بشن حرب اقتصادية تعويضا عن توقف الحرب واكتفت بعدد من التسللات والقصف بالمسيرات لمواقع الحيش في تعز والضالع والحديدة ومأرب، وظلت تتدفق إليها الأسلحة من إيران عبر ميناء الحديدة والمهرة دون توقف، والهدف تأمين الحوثي بالسلاح قبل دخول تعهد إيران بوقف دعم الحوثي بالسلاح حيز التنقيد.

تمكنت بعض النقاط العسكرية والأمنية المنتشرة في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية من ضبط الكثير من شحنات الصواريخ والطائرات المسيرة القادمة من مناطق الشرعية في طريقها إلى الحوثيين، مما يكشف حجم تواطؤ تجار الحروب مع تلك العصابة وتسهيل دخول الأسلحة، خاصة القادمة من منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان وعبر لحج طريق الباحة تعز

وإذا كانت قد ضبطت شحنات من تلك الاسلحة يبقى السؤال: كم عدد الشحنات التي لم تتمكن النقاط من اكتشافها وبمرت بسلام إلى الحوثيين؟! أكثر من مرة تتهم قيادات إخوانية بأنها تتواطأ مع مليشيا الحوثي في تسهيل عملية تهريب المسيرات من مناطق الشرعية إلى الحوثيين عبر طريق طور الباحة باتجاه الحوبان والتي تقع أغلب نقاطها تحت سيطرة الإخوان ممثلة بابوبكر الجبولي قائد اللواء الرابع مشاة جبلي. وأشارت أصابع الاتهام إلى الإخوان بعد فضيحة الصهريج الخاص بالمشتقات النفطية التي حملت أسلحة كانت في طريقها إلى عصابة الحوثي وتم التغطية على الفضيحة وكأن شيئا لم يكن.

وفي شبوة، تسلم تنظيم القاعدة مسيرات استهدف بها القوات الحكومية في بيحان، في تخادم بين القاعدة والحوثي سواء في تهريب الأسلحة أو استهداف المعسكرات دون أن تقوم الحكومة ممثلة بوزارة الدفاع بمحاسبة المتورطين، وهو ما يسهل عمل الحوثيين في الاستعداد لما بعد النتائج التي قد تخرج بها مفاوضاتهم مع السعودية والتي بحسب سياسيين لن تكون سوى مماطلة وفرض المزيد من الاشتتراطات الجديدة والابتزازات لكسب الوقت وإدخال المزيد من الأسلحة في استباق ما سوف تؤول إليه عودة العلاقات السعودية الإيرانية ومدى التزام إيران في عدم دعم أذرعها بالسلاح، ومن ضمنها مليشيا الحوثي الانقلابية في صنعاء.

رغم التشديدات الأمنية الكبيرة من التحالف والشرعية اليمنية على المنافذ الحدودية ظلت سلطنة عمان منفذا يتم من خلاله تهريب الأسلحة والطائرات المسيرة إلى الحوثيين منذ بداية الحرب، فإما أن الحكومة العُمانية تغض الطرف عن استمرار تدفق الأسلحة للحوثيين عبرها أو أنها متواطئة حيث يدل تكرار عمليات التهريب على عدم ضبط الحكومة لأمورها، وتحديدا في محافظة المهرة، كونها نقطة الانطلاق لعمليات التهريب.

أصبح من الضرورة ضبط الشرعية لممرات المهرة الحدودية سواء في الجانب السياسي بالتنسيق مع عُمان وحلفائها وكذلك على المستوى الأمني، من ناحية مراقبة المنطقة بشكل كبير.

الجدير بالذكر إن أكثر منفذ يتم منه تهريب الأسلحة للحوثيين هو المنفذ العُماني، حسب التقارير المهتمة بهذا الشأن. وتتصاعد عمليات تهريب الأسلحة من وجهات ومواقع جغرافية مختلفة صوب اليمن، على الرغم من الحظر المفروض بقرار مجلس الأمن منذ أبريل 2015، ما يزيد من استمرار الصراع في اليمن.

وفي عدن أعلن إن شحنة محركات طائرات الدرونز التي تم ضبطها في منفذ شحن الحدودي مع سلطنة عمان كانت في شاحنة مملوكة للتاجر المهري (س.و.ق) وبلغ عدد المحركات 100 محرك موزعة في 25 صندوقا كرتونيا.

ودأبت السلطات الأمنية على الكشف في مرات سابقة عن ضبط كميات مختلفة من المعدات العسكرية المهربة إلى الحوثيين، غير أن مصادر مطلعة أكدت أن عدد الشحنات التي تم ضبطها لا يمثل شيئا بالنسبة إلى الشحنات التي وصلت بالفعل إلى الحوثيين عبر شبكات متخصصة في المحافظات التي تمر خلالها تلك الشحنات القادمة من سلطنة عمان.

إن عمليات التهريب هذه ليست جديدة فمن المعروف أن المهرة تعتبر من أبرز مسارات تهريب السلاح إلى الحوثيين سواء كان مصدره إيران أو مزودو وتجار الأسلحة المختلفين، وتساعد في ذلك الحدود البرية الطويلة مع سلطنة عمان ذات العلاقات المتينة مع جماعة الحوثي، بالإضافة إلى الشبكات المحلية في المهرة التي تتلقّى دعماً خارجياً وتناهض الشرعية اليمنية والتحالف.

 وأكدوا إن الحكومة اليمنية لا تستطيع ضبط حدودها البحرية الطويلة، لذلك فإن تهريب الأسلحة يستمر رغم الرقابة الدولية والبحرية التابعة للتحالف والمنتشرة في المياه الإقليمية اليمنية".

ومجملا ليس للحوثي أي وجود عسكري في شرقي اليمن "المهرة"، لكنه يستطيع العمل عبر عصابات محدودة تنفذ مهام محددة، وهي في المحصلة تصب في المصلحة الإيرانية".

المطلب الخامس: قضايا النزوح والهجرة

تعريف النزوح:

النزوح لغة: نزح ما ينزح وينزح، نزحاً ونزوحاً فهو نازح، والمفعول منزوح، نزحت الدار، بعدت، نزح عن بلاده، رحل عنها، نزح إلى مكان آخر، انتقل، والنازح المسافر عن بلاده، بعيد عنها، مبعد عنها، استقر النازحون في الخيام.([1])

يعرَف النزوح (بأنه حركة الفرد أو المجموعة من مكان إلى آخر داخل حدود الدولة، ويتم النزوح رغماً عن إرادة النازح بسبب مؤثر خارجي مهدد للحياة كالمجاعة أو الحرب أو الجفاف والتصحر أو أي كوارث أخرى تدفع النازح إلى مغادرة موقعه والتوجه إلى موقع آخر طمعا في الخلاص من تلك الظروف.([2])

أيضا يمكن تعريف النزوح بأنه ترك الشخص منطقته ليستقر في مكان آخر وهو ذات الهجرة ولكن من منظور بلد المنشأ. وتسمى حركة الإنسان قبل إقامة الحدود السياسية أو داخل دولة واحدة، "النزوح".

وهناك العديد من الأسباب التي قد تؤدى للنزوح، بعضها أسباب سياسية أو اقتصادية، أو لأسباب شخصية مثل العثور على زوج أثناء زيارة لبلد آخر، والنزوح للبقاء معهم. كما يفضل الكثير من كبار السن الذين يعيشون في الدول الغنية بالمناخ البارد، الانتقال إلى مناخ أكثر دفئا عند التقاعد.

كما يعرف النازحون داخلياً بأنهم أشخاص أجبروا على النزوح عن ديارهم مع بقائهم داخل حدود بلادهم. وتتمثل الخصائص الرئيسية للنزوح الداخلي في طبيعته القسرية وحقيقة أن السكان المتأثرين لا يعبرون الحدود المعترف بها دولياً.

تتعدد أسباب النزوح بتعدد الظروف الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية التي تعاني منها المجتمعات، وتلك الأسباب هي ما يدفع الإنسان إلى ترك منطقته والبحث عن الاستقرار في مكان أخر.

وتتنوع أسباب النزوح من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى، إلا إن أبرز ما يدفع الإنسان إلى النزوح داخليا أو خارجيا هي النزاعات المسلحة التي تشكل خطرا على حياة الإنسان في مناطق النزاعات والصراعات المسلحة. ويمكن حصر أهم أسباب النزوح في الآتي:

1.         الصراعات السياسية والنزاعات المسلحة والاقتتال الداخلي.

2.         عدم الالتزام بحماية حقوق الإنسان والانفلات الأمني كالنهب المسلح وعصابات الإجرام بالإضافة إلى الاضطهاد المؤسسي والتطهير العرقي والإبادة الجماعية والعمليات الإرهابية.

3.         التدهور الاقتصادي وعدم وجود تنمية متوازنة والشعور بالغبن والمنافسة على الثروة والسلطة.

الكوارث الطبيعية والفيضانات والجفاف والتصحر والبراكين والزلازل والمجاعات والأوبئة الفتاكة.

 

-       تعريف الهجرة :

تعرِّف وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة (IOM) المهاجر بأنه أي شخص ينتقل أو انتقل عبر حدود دولية أو داخل دولة بعيدًا عن مكان إقامته المعتاد، بغض النظر عن: أولا الوضع القانوني للشخص، وثانيا ما إذا كانت الحركة طوعية أو غير طوعية، وثالثا ما هي أسباب الحركة، أو رابعا ما هي مدة الإقامة.

تعد الأزمات السياسية والاقتصادية التي تشهدها دول العالم الثالث والحروب والصراعات الأهلية، أبرز ما يدفع المواطنين إلى الهجرة، يضاف إلى ذلك الشعور بالحرمان السياسي، والحرمان من الحق في العيش الكريم، ومغريات الهجرة.

1-النزوح أبناء المدن اليمنية الى الجنوب.

لم تقف القوى  (اليمنية) عند هذا الحد من التآمر والعدوان على سيادة شعب الجنوب فها هم اليوم يعملون ليل نهار على توطين أقدامهم مرة أخرى عبر موجات نزوح يومية كبيرة مستغلين الوضع الإنساني والانفلات الأمني للمناطق المحررة لكي يتسنى لهم إسقاط عدن والجنوب من جديد والعودة للمربع الأول، فقد بدأت ملامح تلك حملة الاجتياح تظهر هنا وهناك، ليشعلوا من بعدها حربهم وفتنتهم ليتمكنوا من تنفيذ مخططاتهم العدوانية على شعب الجنوب.

فعدن والمحافظات الجنوبية الأخرى تشهد موجة نزوح كبيرة تقدر بمئات الآلاف جميعها قادمة من الشمال إلى الجنوب ومن مناطق مختلفة لا تعاني من نزاع مسلح وتحت ذرائع مختلفة كاستلام الرواتب وتحظى بتسهيلات كبيرة من الحكومة وهذا الأمر لا بد من الوقوف أمامه بجدية ووقفه بأي طريقة لمنع تكرار التاريخ ومنع سقوط الجنوب مرة أخرى في الفوضى إذا لم يكن الاحتلال.

وقال الباحث المختص في الجغرافيا السكانية د. رزق الجابري "ان عملية النزوح إلى مدن الجنوب مهولة وكبيرة وهي تندرج في إطار الاستيطان والتغيير الديمغرافي للجنوب".. مشيرا الى انه منذ العام 2017م، لا توجد أي احصائيات حقيقية لأعداد النزوح الكبيرة صوب الجنوب.

وقال الجابري في مقابلة مع قناة عدن المستقلة ان النازحين اليمنيين انشأوا العديد من مدن النزوح في وادي حضرموت وصولا إلى المهرة.

وقال د. صلاح سالم الباحث في التغيير الديمغرافي "إن ما يحصل في الجنوب هي عملية نزوح ممنهجة لتوطين اليمنيين بغية استمرار قوى النفوذ في نهب موارد الجنوب الطبيعية".. مطالبا بوضع حد لعملية النزوح الممنهج الهادف الى تغيير في التركيبة السكانية في الجنوب".

وفي عدن، قالت مصادر حكومية لصحيفة اليوم الثامن إن معين عبدالملك شكل لجنة إدارة النزوح في عدن وان هذا الملف يدار من قبله، الأمر الذي دفعه إلى استخدام التمويل في بناء مساكن شعبية للنازحين في الجبال، الأمر الذي وضع المجلس الانتقالي الجنوبي في مشكلة حقيقية".

وقالت صحيفة الأيام الصادرة في العاصمة عدن إن اتحاد نساء اليمن، أطلق الاربعاء، حوارا محليا فاعلا، خلال مؤتمر (إطلاق حوار النساء والفتيات النازحات)، ضمن مشروع حوار السلام والعمل الإنساني للنساء والفتيات النازحات في اليمن، بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، لإدماج النازحين في المجتمع الجنوبي"

بحسب مصادر حقوقية فأن المؤتمر المعلن يهدف الى دعم النازحين اليمنيين ضمن استراتيجية إعادة ادماجهم في المجتمع الجنوبي الذي يعيش فيه نحو مليوني نازح تركوا بلادهم الخاضعة لسيطرة الأذرع الإيرانية وذهبوا نحو المدن المحررة.

وأكد اتحاد نساء اليمن "بأن تأسيس منصة الحوار الميدانية التي تنطلق من عدن هي مبادرة محلية للمجتمع المدني تجمع من وصفهم بـ"أصحاب الحق" في الدمج بالمجتمع ومعالجة أوضاعهم المعيشية والصحية والتعليمية".

وبرر اتحاد نساء اليمن موجة النزوح صوب الجنوب بأن الحرب الدائرة حصدت آلاف المدنيين وشرَّدت داخليا مئات الآلاف وأدت إلى ارتفاع معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي. بينما هو العكس فأن الظروف التي تعيشها المحافظات النازحون منها أكثر أمننا من المحافظات الجنوبية.  

2-    ظاهرة الهجرة من القرن الافريقي الى مدن الجنوب

عاني المهاجرون واللاجئون في أغلب الأحيان من الضغوط الكبيرة، والإصابات الجسمية والاكتئاب والقلق نتيجة انفصالهم عن أحبائهم، وخاصة في مرحلة ما قبل الهجرة والمرحلة الانتقالية، يلي هذا كل من «التنافر الثقافي»، و«العوائق اللغوية»، والعنصرية، والتمييز، والمحن الاقتصادية، والاكتظاظ، والعزلة الاجتماعية وفقدان المكانة، ومن الشائع التعرض لصعوبات الحصول على العمل والخوف من الترحيل. كثيرًا ما يختبر اللاجئون مخاوفًا متعلقة بصحة أحبائهم وسلامتهم بعد تركهم وراءهم بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن إمكانية العودة إلى بلدهم الأصلي. يلجأ البعض إلى تعاطي المخدرات كآلية تأقلم في محاولة منهم للتعامل مع هذه الضغوطات.

 

قد يستخدم المهاجرون واللاجئون الأنماط والسلوكيات الشائعة في بلدهم الأصلي لتعاطي المواد وإساءة استخدامها، أو قد يتبنون المواقف والسلوكيات والمعايير المتعلقة بتعاطي المواد وإساءة استخدامها في الثقافة السائدة الجديدة التي دخلوا فيها.

ويزداد خطر انتشار المخدرات والحشيش والمواد المسكرة، مع ازدياد توافد اللاجئين الأفارقة إلى مدينة عدن، ومعظم هؤلاء اللاجئين يتعاطون المخدرات والحشيش ويحملون أمراضاً معدية أيضاً، كما يزداد خطر انتشار المواد المسكرة والمخدرات مع وقف سلطات عدن بقيادة وزير الداخلية في حكومة المنفى الموالية للرياض، عمليات ترحيل اللاجئين الأفارقة الذين يتوافدون إلى عدن عبر البحر والذين باتوا ينتشرون في مدينة عدن بشكل كبير ولافت الأمر الذي زاد من مخاوف المواطنين وتصاعد التحذيرات.

أشارت المنظمة الدولية للهجرة إلى أن ارتفاع عدد الوافدين يشكل سببا للقلق الشديد في بلد يعاني الآن من عامه الثامن من الصراع.

وقالت كريستا روتنشتاينر، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن: "نحن قلقون بشكل متزايد بشأن سلامة ورفاهية الأشخاص الذين يتنقلون عبر اليمن." وأضافت أن فرق المنظمة تلتقي كل يوم بالمهاجرين الذين أصيبوا في النزاع أو تقطعت بهم السبل خلال رحلاتهم.

وعند وصولهم إلى اليمن، يواجه المهاجرون رحلات محفوفة بالمخاطر إلى دول الخليج بحثا عن عمل. غالبا ما يسافرون عبر الخطوط الأمامية للنزاع ويواجهون انتهاكات جسيمة مثل الاحتجاز في ظروف غير إنسانية والاستغلال والنقل القسري عبر خطوط السيطرة.

وغالبا ما تُبلغ النساء والفتيات عن تعرّضهن للعنف القائم على النوع الاجتماعي أو سوء المعاملة أو الاستغلال، وعادة ما يكون ذلك على أيدي المتاجرين والمهرّبين.

 

-        التوصيات

فيما يخص الإرهاب:

مما سبق يتوجب القيام بالآتي:

أولاً: إيجاد المنظومة التشريعية والفكرية:

ثاني: التعاون الأمني على المستوى الدولي:

ثالثا: دعم وتدريب المواجهة العسكرية والأمنية:

وفيما يخص المخدرات:

أولا: الحاجة الى برامج علاجية وصحية لمساعدة الشباب الضحايا.. رفع الوعي في المدارس والأندية الرياضية والتجمعات السكانية

ثانيا: ايجاد القانون والاجهزة الضبطية المتخصصة الواعية. ودعوة الجهات الأمنية مراقبة البحار والموانئ والشواطئ.... والسواحل.. والمنافذ البرية.

ثالثا: دعم وتعزيز، دور منظمات المجتمع المدني في، تعزيز، الوعي، المجتمعي والتحذير من مخاطر المخدرات.. ودعوة الجهات المختصة في وزارة الشباب والرياضة في الاندية الرياضية والشعبية في كل نواحي المجتمع..

وفيما يخص الفساد توصي الدراسة بالآتي:

أولا: التواصل مع دول التحالف العربي للضغط على الحكومة بتنفيذ بنود اتفاقية الرياض وفي مقدمتها المجال الاقتصادي والخدمي.

ثانيا: الضغط على ممثلي الجنوب في، حكومة المناصفة تحمل، المسؤولية وطرح قضية المواطن الجنوبي في مقدمة ملفات التفاوض. 

ثالثا: إنهاء الاحتكار في صفقات استيراد المشتقات النفطية، وتفعيل المجلس الاقتصادي الأعلى للحكومة، والتدقيق بشفافية في نفقات الدولة المتعلقة في شراء الوقود لتوليد الكهرباء وصرف مرتبات موظفي القطاعين العسكري والأمني وموظفي القطاع العام.

وفيما يخص تهريب الطائرات المسيرة

أولا: مراقبون عمليات التهريب وتنفيذ محاكمات لكل المتساهلين في هذه الجرائم الوطنية.

ثانيا: إلزام الدول المصدرة لهذه الطائرات بالالتزامات الأمنية.

وفيما يخص ظاهرة النزوح والهجرة توصي الدراسة بالآتي:

أولا: تطبيق لوائح النزوح والهجرة ووضع تلك الكتل البشرية في مخيمات خارج المدن.

ثانيا: مساعدة النازحين والمهاجرين للعودة الى مناطقهم وبلادنهم.

مصادر

[1]- ابن منظور، لسان العرب، دار المعارف، القاهرة،1955، ص3333.

[2]- خفاجي، تعريف-النزوح-واللجوء-والهجرة، صحيفة دنيا الوطن، 2015.

نساء إيران في طليعة الكفاح من أجل العدالة والمساواة


محكمة الجنايات المصرية ترفع أسماء مئات الأشخاص من قوائم "الكيانات الإرهابية"


التحالف الحوثي-الروسي: تجنيد مقاتلين يمنيين للقتال في جبهات أوكرانيا


تسييس الاستخبارات الأميركية: تهديد جديد للأمن القومي في عهد ترامب