تقارير وتحليلات
"خبراء يحذرون من تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد"..
الاحتجاجات تشتعل في إيران: الغضب من التضخم وعدم المساواة يدفع المتقاعدين والعاملين إلى الشوارع
بينما تجتمع عشرات الآلاف من الإيرانيين في برلين للمشاركة في التجمع السنوي الكبير للمقاومة الإيرانية، تشهد مدن إيرانية عدة موجات من الاحتجاجات والمظاهرات. فقد خرج متقاعدو شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية في عدة مدن، منها تبريز وسنندج وبندر عباس وماريفان، اليوم الاثنين، للاحتجاج على الأوضاع المعيشية المتردية وعدم الاستجابة لمطالبهم.
وفقًا للتقارير، فإن أسباب هذه الاحتجاجات تتضمن عدم تحديث بدلات الرعاية الاجتماعية لعامي 2022 و2023، وتجاهل الإدارة للمادة 89، والمشاكل المتعلقة بالتأمين التكميلي، وعدم دفع مطالبات السنوات السابقة بالمعدل الحالي. وقد أصبحت تجمعات متقاعدي شركة الاتصالات تقليدًا أسبوعيًا يعقد كل يوم اثنين في مختلف مدن إيران.
وفي ظل استمرار هذه الاحتجاجات، أفادت مصادر إخبارية بأن النظام الإيراني لم يتمكن من السيطرة على التضخم، الذي وصل إلى أكثر من 52%، محطمًا الرقم القياسي لمعدل التضخم لمدة 80 عامًا. وبحسب قرار المجلس الأعلى للعمل، فإن الحد الأدنى لأجور العمال المتزوجين ولديهم أطفال يبلغ نحو 11 مليون تومان هذا العام، إلا أن هذا الأجر لا يُدفع للعمال الذين لا يخضعون لقانون العمل.
أدى التضخم وارتفاع الأسعار في السنوات الأخيرة إلى زيادة المشاكل المعيشية لجزء كبير من الشعب الإيراني، ويحذر الخبراء من تدهور الوضع المعيشي هذا العام. ويشير انتشار الاحتجاجات النقابية من قبل مجموعات مختلفة، بما في ذلك المتقاعدين والعاملين في مختلف الصناعات والمعلمين والممرضات والعاملين في مجال الرعاية الصحية، إلى تزايد المشاكل المعيشية في إيران وإهمال السلطات الحاكمة.
وفي يوم الأحد، استمرت احتجاجات المتقاعدين من "مؤسسة الضمان الاجتماعي" و"صناعات الصلب" في عدة مدن إيرانية. وقد وصف المحتجون الحملات الانتخابية لمرشحي الحكومة لاستبدال إبراهيم رئيسي وحمل لقب "الرئيس" بأنها "أكاذيب"، وهتفوا "لم نر العدالة، لن نصوت بعد الآن".
آلاف الإيرانيين يحتشدون السبت في برلين رفضاً لنظام الملالي
يحتشد عشرات الآلاف من الإيرانيين في العاصمة الألمانية برلين، يوم السبت القادم الموافق 29 يونيو 2024م، رفضاً للإنتخابات الرئاسية الصورية لنظام الملالي التي ستقام يوم الجمعة القادم .
وسيرفع المحتشدون خلال تظاهرتهم الشعارات المعبرة عن مطلب الشعب الإيراني بإلغاء الثيوقراطية الحاكمة والتي تم التعبير عنها خلال إنتفاضات 2022م .
وسيوجه الإيرانيون الذين سيقدمون من مختلف أنحاء ألمانيا، رسالة للعالم تكشف الفاشية للسلطة الدينية الحاكمة من خلال الإعدامات الجماعية التي نفذتها والإنتخابات الصورية وتؤكد أن على خيار الشعب الإيراني بإلغاء نظام الملالي وإقامة جمهورية ديمقراطية، على أساس الفصل بين الدين والدولة.
وسيدعو المشاركون الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، إلى إدراج قوات الحرس للنظام الإيراني، على قائمة الإرهاب، والاعتراف نضال 'وحدات المقاومة' في إيران ضد قوات الحرس للنظام.
ويتوقع أن يتحدث خلال الفعالية التي سيحضرها عدد من أعضاء البرلمان وشخصيات سياسية بارزة من ألمانيا، ودول أوروبية أخرى، والولايات المتحدة، كلاً من دكتور. فرانز جوزيف يونج (وزير الدفاع الاتحادي المتقاعد)، والبروفيسور. ريتا سوسموث (رئيسة البوندستاغ المتقاعدة)، والسيناتور الأمريكي السابق روبرت توريسيلي، (ديمقراطي – نيوجيرسي)، والبروفيسور أليخو فيدال كوادراس، (سياسي إسباني بارز – نائب رئيس البرلمان الأوروبي 1999 – 2014)، والذي كان هدفاً لمحاولة اغتيال، قام بها عملاء النظام الإيراني في مدريد، في 9 نوفمبر 2023، لكنه نجا بأعجوبة.
وشهدت الانتخابات البرلمانية التي أجراها الملالي، مقاطعة واسعة النطاق في الجولة الأولى في شهر مارس/آذار الماضي. ولم يشارك سوى 8% ممن يحق لهم التصويت. وفي الجولة الثانية من التصويت في مايو/أيار، حصل المرشح الأول في طهران على 3.5 بالمئة من أصوات المؤهلين للتصويت، بحسب الأرقام الرسمية. ومن المتوقع أن يتم مقاطعة مهزلة الانتخابات الرئاسية يوم 28 يونيو، بأغلبية ساحقة.
مظاهرة كبيرة للإيرانيين في برلين عقب الانتخابات الرئاسية الإيرانية
وفقاً لتقرير تلفزيون راين ماين الألماني، ستقام واحدة من أكبر مظاهرات الإيرانيين في الخارج يوم 29 يونيو/ حزيران في برلين، بعد يوم واحد من الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
في مقابلة مع هذا التلفزيون، أشارت سحر ثنائي، عضو جمعية الإيرانيين المقيمين في فرانكفورت، إلى الوضع السيء لحقوق الإنسان في إيران تحت حكم النظام الديني وقالت:
“يتم إعدام شخص في إيران كل ست ساعات. يخشى النظام الإيراني من الاحتجاجات أكثر لأن استياء الشعب الإيراني لا يزال يتزايد. بعد وفاة إبراهيم رئيسي، دخل النظام الإيراني في أزمة، والمرشد الأعلى قلق بشأن خليفته.”
وتابعت قائلة: “كل هذا يعني أن القمع في إيران لا يزال يتزايد. العنف ضد النساء قد ازداد بشكل كبير، ومن الصعب على النساء السير في الشوارع دون التعرض للضرب أو السجن.”
وأضافت: سحر ثنائي “لقد اختار الشعب الإيراني مرة واحدة في عام 1979 وأطاح بالشاه. كانت الشعارات التي سمعناها في الشوارع أثناء الاحتجاجات واضحة. كان الناس يهتفون: الموت للظالم، سواء كان الشاه أو المرشد، وأعلنوا أنهم يريدون حقوقهم والحرية والأخوة والمساواة في إيران.”
وفي استمرارية الحوار، أشار مذيع تلفزيون فرانكفورت إلى تاريخ الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 28 يونيو قائلاً: “ستقام مظاهرة في برلين بعد يوم واحد من ذلك. ما هو هدف هذه المظاهرة الكبيرة في العاصمة الألمانية؟”
أجابت سحر ثنائي: “هذا التجمع الكبير ينظم بناءً على دعوة من المجلس الوطني للمقاومة، وهو المعارضة الديمقراطية الرئيسية. سيتجمع عشرات الآلاف من الإيرانيين من جميع أنحاء العالم هناك. هدفنا هو توضيح أننا نريد جمهورية ديمقراطية. نريد فصل الدين عن الدولة والمساواة بين الرجل والمرأة في إيران. نريد إيران خالية من الأسلحة النووية وبدون إعدامات.”
وأضافت ثنائي: “كل هذا ملخص في البرنامج المكون من عشر نقاط للسيدة مريم رجوي. هي الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. سنجتمع في برلين ونقول بوضوح أن اختيارنا هو إسقاط النظام الديني وإقامة جمهورية ديمقراطية.”
وفي الختام أكدت سحر ثنائي : “ما نطلبه من المجتمع الدولي هو إنهاء سياسة الاسترضاء التي تضع عقبات كبيرة في طريقنا. يجب عليهم الاستماع إلى نداء الشعب الإيراني. قبل أيام قليلة، تم تصنيف الحرس الثوري في كندا كمنظمة إرهابية. هذا ما نريده من ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى لدعم الثورة الإيرانية.”
ستقام هذه المظاهرة لدعم حقوق الإنسان وإظهار التضامن مع الشعب الإيراني في نضالهم من أجل الحرية والديمقراطية، ومن المتوقع أن تجذب انتباه العالم إلى الوضع السيء في إيران.