تقارير وتحليلات

"الشراكة بين الأسرة والمدرسة"..

دور الأم المعاصر في بناء مستقبل أبنائها: تحديات وحلول

فريق بحثي من مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات خلال زيارته إلى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - أرشيف

عدن

أنهى فريق البحث في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، بقيادة د. أشجان الفضلي ود. إيزيس المنصوري، استطلاعًا للرأي حول دور الأمهات في دعم أبنائهن دراسيًا، وما يواجهن من تحديات. وقد أظهرت النتائج العديد من الصعوبات التي تواجه الأمهات في مساعدة أبنائهن على التفوق الدراسي، مع تسليط الضوء على العوامل المؤثرة في أداء الطلاب، وتحديد أكثر الاستراتيجيات فعالية التي تتبعها الأمهات لدعم أبنائهن.

وتعد تحديات التحصيل العلمي ظاهرة معقدة تتأثر بعوامل اجتماعية وثقافية ونفسية، مما يجعلها مناسبة للدراسة باستخدام المنهج النوعي، الذي يركز على الفهم العميق للظواهر المعقدة، والوصول إلى الآراء الشخصية والتجارب الفردية للأمهات، لتوفير رؤى قيمة تسهم في تطوير التعليم.

سيساهم هذا البحث في تعميق الفهم لدور الأم في العملية التعليمية، وتحديد احتياجاتها المادية، وتطوير برامج تدريبية مخصصة لدعمها. تم تنظيم لقاءات بؤرية مع 105 أمهات في عدة مديريات في العاصمة عدن، حيث تم الاستماع إلى تجاربهن ومناقشة علاقتهن بالمدارس، وذلك في سبيل تحسين مستوى التحصيل العلمي للأبناء.

اهداف البحث :

- معرفة الصعوبات التي تواجه الامهات في بعض المواد الدراسية

 - فهم مدى رضا الأمهات عن المعلومات التي تقدمها المدارس لدعم أطفالهن دراسيا

- الموارد أو الخدمات التي تحتاج إليها الامهات  في دعم أطفالكن دراسياً

تمهيد

إن نجاح الطلاب في الدراسة هو ثمرة تفاعل مجموعة من العوامل المتداخلة، وفي هذا التقرير سنتناول دور الأمهات ودور المدرسة في تحقيق النجاح الأكاديمي للطلاب. فالأم هي من تلد وتربي، وهي رمز العطاء والحنان والتضحية، وصاحبة البصمة الفريدة في بناء شخصية الأبناء وتشكيل قيمهم وغرس المبادئ الأصيلة في نفوسهم. كما تتحمل الأم مسؤولية التعليم والتوجيه عبر مختلف مراحل النمو.

يُعد التحصيل العلمي تقدماً نحو هدف اكتساب المهارات والمعارف التعليمية، شاملاً طيفاً واسعاً من التخصصات والمواد.

تلعب الأم دوراً أساسياً في تعليم وتنمية أبنائها، فهي المصدر الأول لإشباع حاجاتهم التربوية والتعليمية والنفسية والاجتماعية. تقوم الأمهات بإيصال المعارف والخبرات الأساسية لأبنائهن، وتؤهلهن للقراءة والكتابة، فتضع بذلك الأسس الأولية لبناء شخصيتهم. كما تسهم الأمهات بشكل إيجابي في تعزيز وتطوير مستوى أبنائهن الأكاديمي لتحسين تحصيلهم الدراسي. وتوفر الأم البيئة الأسرية والاجتماعية التي تدعم العملية التعليمية، فتخلق في المنزل بيئة هادئة ومحفزة، تعزز من تركيز الأبناء وتضاعف من دافعهم لتحقيق أفضل المستويات الدراسية.

تشارك الأمهات في دعم أبنائهن من خلال عدة أدوار، إذ يُتوقع منها أن تكون المعلمة الأولى والمربية القديرة. ويتجسد هذا الدعم عبر مشاركاتها المتنوعة والمتكاملة مع أفراد الأسرة، مما يسهم في تحقيق الأهداف والرؤى المشتركة للمجتمع.

 نتائج الدراسة

عند استقصاء الصعوبات التي تواجه الأمهات في مساعدة أطفالهن في مواد دراسية معينة، أظهرت نتائج التحليل أبرز المواد التي تشكل تحديات للأمهات وأطفالهن، مرتبة حسب مستوى الصعوبة:

- الرياضيات: أجمعَت الأمهات على أن مادة الرياضيات تعد الأصعب، وتشكل التحدي الأكبر في مساعدتهن لأطفالهن، إذ تحتل المرتبة الأولى من حيث الصعوبة.

- اللغة الإنجليزية: جاءت اللغة الإنجليزية في المرتبة الثانية بعد الرياضيات، حيث تواجه الأمهات صعوبة في مساعدة أطفالهن في هذه المادة.

- العلوم: تواجه الأمهات صعوبات في فهم بعض المفاهيم العلمية وتفسيرها لأطفالهن، مما يجعل العلوم في المرتبة الثالثة.

- اللغة العربية: تأتي اللغة العربية في المرتبة الرابعة، إذ تواجه بعض الأمهات صعوبة في مساعدة أطفالهن على فهم قواعد اللغة، مثل النحو.

تعكس هذه النتائج الحاجة إلى دعم إضافي للأمهات في هذه المواد، مما يسهم في تحسين مستوى الدعم التعليمي الذي يمكنهن تقديمه لأبنائهن.

جدول(1) يوضح ابرز الصعوبات التي تواجه الأمهات في المواد الدراسية لدى ابنائهن

المادة التي تسبب الصعوبةالنسبة المئوية
الرياضيات40%
اللغة الإنجليزية30%
العلوم20%
اللغة العربية10%

 

شكل رقم (1) يوضح ابرز الصعوبات التي تواجه الأمهات في المواد الدراسية لدى ابنائهن

وعند توجيه سؤال هل تشعري بأن المدرسة توفر لكِ المعلومات الكافية لمساعدتك في دعم طفلك دراسياً؟

نقاط القوة:

  • هناك نسبة من الأمهات يشعرن بأن التواصل مع المدرسة جيد، وخاصة عند وجود معلمون ملتزمون.
  • و بعض الأمهات يشعرن بأن المدرسة توفر معلومات كافية، ولكنها تكون محدودة أو غير مفصلة في بعض الأحيان.
  • ومن خلال اللقاءات اتضح ان العديد من الأمهات تفضل التواصل المباشر مع المعلمين لحل المشكلات وتبادل المعلومات.

نقاط الضعف:

  •  الشكوى الأبرز هي عدم كفاية المعلومات التي تقدمها المدرسة للأمهات حول تقدم أبنائهن وتطورات المنهج.
  • تشعر العديد من الأمهات أن الشرح الذي تقدمه المدرسة غير واضح ولا يساعدهن في مساعدة أطفالهن على فهم الدروس.
  • تشعر بعض الأمهات بأن المدرسة لا تهتم بالفرد، وأن التواصل يقتصر على الحالات الطارئة أو المشكلات.

الجدول رقم (2 ) يوضح نسبة توفر المعلومات الكافية لمساعدة الامهات  في دعم اطفالهن دراسياً

التقييمالنسبة المئوية
معلومات كافية25%
معلومات غير كافية50%
معلومات محدودة15%
معلومات غير واضحة10%

 

يتضح من الجدول اعلاه :

 أن50    % من  الأمهات  يؤكدن ان المعلومات المقدمة غير كافية وهذه النسبة تعد كبيرة حيث انها احتلت المرتبة الاولى مقارنة مع المعلومات التي تؤكد ان المعلومات كافية التي بلغ نسبتها 25% من العينة حيث احتلت المرتبة الثانية بينما جاءت في المرتبة الثالثة المعلومات المحدودة  بنسبة 15% وفي المرتبة الاخير جاءت فقرة معلومات غير واضحة بنسبة 10% .

شكل رقم ( 2) يوضح نسبة توفر المعلومات الكافية لمساعدة الامهات  في دعم اطفالهن دراسياً

وعند الاستفسار  حول الموارد والخدمات  حيث وجه الفريق السؤال للأمهات هل تعرفن أي برامج أو مبادرات تدعم الأمهات في مجال التعليم لكونها ام ؟

من خلال تحليل الإجابات، يتضح أن غالبية الأمهات لا يعرفن عن أي برامج أو مبادرات تدعم الامهات كونها ام  في مساعدة أطفالهن دراسياً لكن هناك برامج للنساء او لأعضاء مجلس الاباء والامهات وهذا يشير إلى وجود فجوة كبيرة في توفير الدعم اللازم للأمهات، وخاصة في المجتمعات التي تمثل هذه العينة.

الاستثناء الوحيد هو إشارة بعض الأمهات إلى وجود برامج داخل المدارس، ولكن دون تحديد طبيعة هذه البرامج أو كيفية الاستفادة منها.

جدول (3) يوضح معرفة البرامج والمبادرات التي تدعم الامهات 

برنامج دعم   الامهاتالنسبة
لا اعرف 80%
يوجد برنامج لا اعرف اسمه10%
يوجد برنامج تعليم كوافير10%

 

الشكل رقم (3) يوضح معرفة البرامج والمبادرات التي تدعم الامهات

 

و لفهم الاحتياجات الأساسية التي تحتاجها الأمهات لمساعدة أطفالهن على تحقيق النجاح الدراسي، و بناءً على الإجابات التي تم جمعها من المقابلات . تم التركيز على تحديد الاحتياجات الأكثر شيوعًا وهي  :

الموارد المادية: تشمل هذه الاحتياجات الكتب، الأدوات المدرسية، الأجهزة الإلكترونية (مثل الحاسوب)، والسبورة، بالإضافة إلى الدعم المالي لشراء هذه المواد.

الخدمات التعليمية: تشمل هذه الاحتياجات الدورات التدريبية للأمهات، وبرامج تعليمية إضافية للأطفال، ودورات لتطوير مهارات المعلمين.

البنية التحتية: تشمل هذه الاحتياجات توفير الكهرباء، والإنترنت، ومساحة مخصصة للدراسة.

جدول رقم (4) يفسر الاحتياجات التي تريدها الامهات لتصبح اكثر دعما لأطفالهن 

المواد والخدماتالنسبة
الموارد المادية (كتب، أدوات، أموال)50%
الخدمات التعليمية (دورات، برامج)20%
البنية التحتية (كهرباء، إنترنت)20%
غير ذلك (مثل الكادر التعليمي)10%

 

يتضح من الجدول اعلاه  ان قلة توفر المواد المادية  والمالية والخدمات العامة يعتبر تحديا ماديا امام الامهات ودورهن تجاه دعم اطفالهن دراسيا

شكل رقم (4) يفسر الاحتياجات التي تريدها الامهات لتصبح اكثر دعما لأطفالهن 

 

 

الخلاصة

يمثل غياب برامج الدعم للأمهات تحديًا كبيرًا في مسيرة التعليم. من الضروري أن تتكاتف الجهود لتوفير البرامج والموارد التي تمكّن الأمهات من القيام بدورهن التربوي على أكمل وجه. يتضح أن التحديات ليست مستقلة، بل متداخلة، حيث يؤدي الفقر مثلاً إلى صعوبات في توفير بيئة دراسية مناسبة، مما يؤثر على تركيز الطفل وقدرته على التعلم. كما أن التواصل الفعّال بين الأهل والمدرسة يعد عاملاً حيويًا في تعزيز نجاح العملية التعليمية.

أظهرت الدراسة أن بعض المواد الدراسية تشكل صعوبة أكبر، مما يستدعي توفير دورات تدريبية شاملة للأمهات لتمكينهن من دعم أطفالهن بفعالية. يجب أن تركز هذه الدورات على تطوير مهارات الأمهات في التعليم والتواصل والتنمية الشخصية.

وأخيرًا، ينبغي أخذ السياق الثقافي والاجتماعي بعين الاعتبار عند تصميم الحلول، حيث تختلف الأولويات والتحديات من مجتمع إلى آخر، مما يتطلب حلولًا مخصصة تتناسب مع احتياجات كل مجتمع.

التوصيات :

  1. يمكن تطوير برامج مخصصة للأمهات الأميات أو ذوات التعليم المنخفض، لتزويدهن بالمهارات اللازمة لمساعدة أطفالهن.
  2. تقديم مساعدات مالية للأسر الفقيرة لتغطية تكاليف التعليم والمواد الدراسية.
  3.  توفير وجبات غذائية صحية للأطفال لتعزيز قدرتهم على التعلم 
  4. يجب تسهيل الوصول إلى هذه البرامج من خلال توفير معلومات واضحة وشاملة عنها، وتبسيط إجراءات التسجيل والاستفادة منها.
  5. يجب تطوير برامج متنوعة تلبي احتياجات الأمهات المختلفة، سواء كانت تتعلق بالتعليم أو الدعم النفسي أو الاجتماعي.
  6. يجب تعزيز التعاون بين المدارس والمؤسسات الحكومية والمنظمات غير الحكومية لتوفير برامج دعم شاملة للأمهات.
  7. اقتراح مواضيع لدراسات مستقبلية يمكن أن تستكشف هذه القضايا بشكل أعمق.
  8. بحاجة إلى معلومات أكثر تفصيلاً حول تقدم أطفالهن، وطرق تحسين أدائهم، والمناهج الدراسية المستخدمة.
  9. استخدام وسائل الإعلام المختلفة (التلفزيون، الراديو، وسائل التواصل الاجتماعي) لنشر الوعي

مشاريع تنموية إماراتية جديدة في اليمن: دعم للتعليم والطاقة بالساحل الغربي


محكمة الجنايات الدولية تُصدر مذكرات توقيف بحق نتنياهو والغرب ينقسم


إيران على صفيح ساخن: الغضب الشعبي يتصاعد بسبب الأزمات الاقتصادية


محمد محدثين: النظام الإيراني أمام مفترق طرق حاسم وأزمات متفاقمة