تطورات اقليمية
سوريا تدخل مرحلة جديدة..
سقوط الأسد: تداعيات عميقة على النظام الإيراني وحزب الله ومستقبل المقاومة
الرئيس السوري بشار الأسد
مع سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، انطلقت مرحلة جديدة من إعادة تشكيل النفوذ الأجنبي في سوريا. برزت تركيا كرابح أول، بينما كانت إيران أكبر الخاسرين، وتعرضت روسيا لانتكاسة قد تهدد وجودها العسكري في البلاد والشرق الأوسط بأسره.
وأدى سقوط الأسد إلى إحداث صدمة سياسية وعسكرية امتدت من إيران إلى روسيا وتركيا، وأعاد تشكيل خريطة المصالح الإقليمية والدولية في سوريا، مما أثار تحديات معقدة أمام الأطراف المتورطة في الشأن السوري.
فقدت إيران برحيل الأسد شريكا رئيسيا في "محور المقاومة"، ما أضعف نفوذها الإقليمي وشبكة تحالفاتها المسلحة، لا سيما مع حزب الله اللبناني.
علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، وصف الأسد بأنه "الحلقة الذهبية للمقاومة"، مؤكدا أن انهيار نظامه سيضعف مواجهة إسرائيل وحلفائها.
خسرت إيران ممرًا استراتيجيًا لنقل الأسلحة إلى حزب الله، وهو ما قد يُضعف قدرة الحزب على إعادة تسليح نفسه، كما أشار جوناثان بانيكوف، نائب رئيس الاستخبارات الأمريكية السابق لشؤون الشرق الأوسط.
وتواجه إيران مخاوف داخلية من تداعيات مشابهة. ترى الباحثة أنييس لوفالوا أن سقوط نظام الأسد قد يشجع المعارضة الإيرانية، مما يُعيد الزخم إلى الحركات الاحتجاجية التي تراجعت بفعل القبضة الأمنية للحرس الثوري.
وشكّل السقوط السريع للأسد انتكاسة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي خسر حليفًا استراتيجيا دعمته موسكو عسكريا منذ 2015.
وتسعى روسيا إلى الحفاظ على مصالحها الإستراتيجية من خلال الحوار مع السلطة الجديدة. وفي خطوة لافتة، رفعت المعارضة السورية علمها على السفارة السورية في موسكو.
تمتلك روسيا مصالح عسكرية في سوريا تشمل قاعدة طرطوس البحرية ومطار حميميم، مما يجعلها حريصة على ضمان استمرار وجودها العسكري.
مع غياب الأسد، ظهرت تركيا كأكبر المستفيدين من الوضع الجديد، مما يعزز نفوذها في شمال سوريا، ويفتح الباب أمام تعزيز موقعها الإقليمي على حساب منافسيها، خاصة روسيا وإيران.