تطورات اقليمية

أدلة موثقة من المعارضة الإيرانية..

تناقضات النظام الإيراني: بين الإنكار الرسمي والاعترافات غير المباشرة بدعم الحوثيين

مقدمة

يواصل النظام الإيراني نهجه العدواني في المنطقة، معتمدًا على سياسة تصدير الأزمات والتدخل في شؤون الدول الأخرى عبر دعم ميليشياته المسلحة، وعلى رأسها الحوثيون في اليمن. وقد كشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في تقارير حديثة عن دور طهران في تسليح وتوجيه هذه الجماعة، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي ولحركة التجارة الدولية.

أدلة واضحة على تدخل النظام الإيراني

وفقًا لتقارير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، يتجاوز الدعم الإيراني للحوثيين حدود المساعدات اللوجستية ليصل إلى مستوى القيادة الاستراتيجية. وتشير المعلومات إلى أن علي خامنئي، المرشد الأعلى للنظام، يشرف مباشرة على قرارات هذه الجماعة المسلحة. كما أكدت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية أن اللواء عبد الرضا شهلايي، أحد كبار قادة قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، هو المسؤول عن تنسيق الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة التي ينفذها الحوثيون ضد السفن في البحر الأحمر.

شهلايي، المعروف باسم "الحاج يوسف"، يدير العمليات من مقر قوة القدس في طهران، وهو شخصية بارزة في الأنشطة الإرهابية الإيرانية، حيث تورط سابقًا في محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن عام 2011 والهجوم على القوات الأمريكية في كربلاء عام 2007. وقد رصدت الولايات المتحدة مكافأة 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله.

كما كشف تقرير منظمة مجاهدي خلق أن هناك قيادات أخرى متورطة في إدارة عمليات الحوثيين، أبرزهم اللواء إسماعيل قاآني، قائد قوة القدس، واللواء محمد رضا فلاح زاده، نائب قاآني، إضافةً إلى غلام علي رشيد، رئيس هيئة أركان "خاتم الأنبياء". وتؤكد هذه التقارير أن القرارات العملياتية للحوثيين تُتخذ في اجتماعات رفيعة المستوى في طهران تحت إشراف خامنئي مباشرةً.

إضافة إلى ذلك، كشفت المعارضة الإيرانية عن أن السفارة الإيرانية في صنعاء، التي تُدار بالكامل من قبل قوة القدس دون أي وجود دبلوماسي رسمي، تحولت إلى غرفة عمليات عسكرية تستخدمها طهران لتوجيه العمليات الحوثية. كما أكدت التقارير أن حزب الله اللبناني، بإشراف الحرس الثوري الإيراني، يدرب المقاتلين الحوثيين على استخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة.

تناقضات النظام الإيراني في تصريحاته حول الحوثيين

في الوقت الذي تنفي فيه طهران رسميًا دعمها للحوثيين، كشفت تصريحات العديد من قادة النظام عن تناقضات واضحة في مواقفهم. ففي فبراير 2025، وخلال خطبة الجمعة، وصف أحمد علم الهدى، إمام جمعة مشهد والمقرب من خامنئي، الهجمات الحوثية بأنها "إظهار لعزة وقوة الأمة الإسلامية"، معتبرًا أن الحوثيين "جنود مقاومة مجهولون".

كما أشاد محمد جواد حاج علي أكبري، إمام جمعة طهران المؤقت، بـ "مقاومة اليمنيين"، مشيرًا إلى أن صمود الحوثيين جعلهم نموذجًا يحتذى به في العالم الإسلامي.

هذه التصريحات تتناقض مع ما أعلنه خامنئي في ديسمبر 2024، عندما قال: "الجمهورية الإسلامية لا تمتلك قوات وكيلة، والحوثيون يقاتلون بدافع إيمانهم وليس بتوجيه منا". كما زعم حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، في مارس 2025، أن "الحوثيين مستقلون ولا يتلقون أي دعم منا".

لكن هذه الادعاءات تتناقض بشكل صارخ مع تصريحات سابقة لمسؤولين إيرانيين، مثل اللواء حسين همداني، الذي قُتل في سوريا عام 2015، حيث اعترف بأن "الميليشيات التابعة لإيران تبعد الحرب عن الحدود الإيرانية".

تهديدات إقليمية وعالمية

كشفت تقارير المعارضة الإيرانية أن تدخل النظام الإيراني في اليمن ليس مجرد دعم لجماعة محلية، بل يهدف إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وتعريض التجارة العالمية للخطر. فمنذ أكتوبر 2023، نفذ الحوثيون أكثر من 100 هجوم على سفن تجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى غرق سفينتين ومقتل أربعة بحارة.

وبحسب التقارير التي حصلت عليها منظمة مجاهدي خلق، فإن قوة القدس أنشأت شبكة إقليمية تنسق بين الحوثيين وميليشيات أخرى مثل حزب الله العراقي واللبناني، ما يعزز من المخاطر الأمنية في المنطقة.

رد الفعل الدولي

في مواجهة هذه التهديدات، اتخذت الولايات المتحدة موقفًا حازمًا. ففي مارس 2025، وبعد سلسلة من الهجمات الحوثية، نفذت واشنطن ضربات جوية واسعة ضد مواقع الميليشيات المدعومة من إيران. كما حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي خامنئي قائلًا: "كل طلقة يطلقها الحوثيون ستُعتبر صادرة من إيران، وسنرد بقوة ساحقة".

وأكد مستشار الأمن القومي الأمريكي أن السفن الإيرانية قد تُستهدف، وقادة كبار في الحرس الثوري قد يتم تصفيتهم في حال استمرار طهران بدعم الحوثيين.

دعوة إلى تحرك دولي

أكد شاهين قبادي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، أن النظام الإيراني هو "أكبر راعٍ للإرهاب في العالم"، محذرًا من أن تهديداته ستستمر ما لم يحدث تغيير جذري في طهران.

كما أكدت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، خلال شهادتها أمام الكونغرس الأمريكي في فبراير 2025 أن "الحل الوحيد لأزمة إيران هو إسقاط النظام على يد الشعب ومقاومته المنظمة".

وطالبت المقاومة الإيرانية المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة تشمل:

  • إدراج الحرس الثوري بالكامل على قوائم الإرهاب.
  • إعادة فرض عقوبات دولية صارمة على النظام الإيراني.
  • دعم المقاومة الإيرانية كبديل ديمقراطي للنظام الحالي.

خاتمة

إن التدخل الإيراني في اليمن ليس مجرد دعم سياسي أو لوجستي، بل إدارة مباشرة للعمليات العسكرية والتخريبية التي تهدد الأمن الإقليمي والتجارة العالمية. وقد كشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بأدلة دامغة دور طهران في تمويل وتسليح الحوثيين.

في ظل هذه التهديدات المتزايدة، فإن أي تساهل دولي مع النظام الإيراني لن يؤدي إلا إلى المزيد من الحروب والدمار. لذا، فإن دعم المعارضة الإيرانية ومنح الشعب الإيراني الفرصة لإسقاط هذا النظام، هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

تحت راية ترامب.. الولايات المتحدة توازن بين العقوبات والتحالفات في الشرق الأوسط


المدن المطلة على ساحل البحر الأحمر.. مواسم الأعياد بين التنوع الثقافي والتكافل الاجتماعي


البرهان في السعودية: محاولة لتسوية تناقضات السياسة الخارجية بعد انتصار الخرطوم


من الرهائن إلى الإرهاب: كيف تسيطر إيران على السياسة الأوروبية