تطورات اقليمية

دبلوماسية نشطة..

أمير قطر في موسكو: هل تنجح الدوحة حيث فشل الآخرون في ملف أوكرانيا وسوريا؟

أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني

الدوحة

تُجسّد زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى روسيا في أبريل 2025 طموح الدوحة لتعزيز دورها كـ"وسيط شامل" على الساحة الدولية، حيث تسعى قطر إلى توسيع نطاق وساطتها لتشمل ملفات معقدة مثل الحرب في أوكرانيا، العلاقات الروسية-السورية، والوجود التركي في سوريا. تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم أزمات متشابكة، مما يعزز من فرص قطر للعب دور دبلوماسي بارز، خاصة مع تراجع دورها الوساطي في غزة.

أهداف الزيارة: الوساطة في أوكرانيا
تتصدر أزمة أوكرانيا قائمة الملفات التي يناقشها الشيخ تميم مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفقًا لتصريحات رسمية، تسعى قطر إلى دعم جهود التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. تتمتع قطر بموقف مقبول لدى الأطراف المعنية:

روسيا: ترحب بدور قطر الوساطي، حيث يثمّن الكرملين "الحوار السري" مع الدوحة حول القضايا الحساسة.

أوكرانيا: تبحث عن وسيط موثوق لتحقيق تقدم دبلوماسي.

الولايات المتحدة: يدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يرغب في إنهاء الحرب، دور قطر كوسيط.

تُعزز هذه الظروف فرص قطر، خاصة بعد توقف جهود وسطاء آخرين مثل السعودية، التي استضافت محادثات أمريكية-روسية وأوكرانية دون تحقيق اختراق. كما ساهمت قطر سابقًا في إعادة أطفال أوكرانيين إلى عائلاتهم، مما يعكس خبرتها في الوساطة الإنسانية.

الملف السوري: قنوات تواصل بين موسكو ودمشق
يحتل الملف السوري مكانة بارزة في محادثات الشيخ تميم وبوتين، حيث تسعى قطر إلى فتح قنوات تواصل بين روسيا وحكومة أحمد الشرع في دمشق. تزامنت زيارة الشيخ تميم إلى روسيا مع استقباله للشرع في الدوحة، مما يعكس تنسيقًا دبلوماسيًا دقيقًا. تتمتع قطر بميزات تجعلها وسيطًا مفضلاً:

العلاقة مع سوريا: دعمت قطر الثورة السورية لأكثر من عقد، وتُعدّ اليوم داعمًا رئيسيًا لحكومة الشرع، بما في ذلك مساعدات في قطاع الكهرباء.

الثقة الروسية: تُعتبر قطر أكثر مرونة من تركيا، التي عّقدت الوجود الروسي في سوريا بسبب طموحاتها الخاصة.

تشير منشورات على منصة إكس إلى أن قطر قد تتوسط لإعادة العلاقات بين روسيا وحكومة سوريا، بما في ذلك عودة القوات الروسية إلى قاعدتها في اللاذقية، بناءً على طلب من أحمد الشرع خلال زيارته للدوحة.

دعم لبنان: تعزيز الاستقرار الإقليمي
إلى جانب أوكرانيا وسوريا، تُظهر قطر اهتمامًا بدعم الاستقرار في لبنان. استقبل الشيخ تميم الرئيس اللبناني جوزيف عون، وأعلنت قطر تجديد هبة بقيمة 60 مليون دولار لدعم رواتب الجيش اللبناني، إضافة إلى 162 آلية عسكرية. يهدف هذا الدعم إلى تمكين الجيش اللبناني من لعب دور محوري في المرحلة الانتقالية، خاصة في ظل تراجع نفوذ حزب الله.

الطاقة والاقتصاد العالمي
تناولت المحادثات بين الشيخ تميم وبوتين قضايا الطاقة، خاصة الغاز الطبيعي المسال، في ظل تأثير الحرب الأوكرانية على سلاسل التوريد العالمية. أكد وزير الدولة القطري محمد الخليفي أن الحوار مع روسيا يسهم في استقرار أسواق الطاقة، مما يدعم الاقتصاد العالمي. كما تُعدّ قطر شريكًا استراتيجيًا محتملاً لأوروبا في تنويع مصادر الغاز بعيدًا عن روسيا.

تحديات الوساطة القطرية
رغم خبرتها في الوساطة بين أطراف متصارعة، مثل حماس وإسرائيل أو طالبان والولايات المتحدة، تواجه قطر تحديات في الملفات الجديدة:

أوكرانيا: تعقيدات الحرب وصعوبة التوصل إلى تسوية شاملة بين موسكو وكييف قد تُعيق تحقيق اختراق.

سوريا: التنافس التركي-الروسي قد يُعرقل جهود قطر في إعادة تنظيم العلاقات بين دمشق وموسكو.

الانتقادات الدولية: واجهت قطر انتقادات سابقة بسبب علاقاتها مع أطراف مثل حماس، مما قد يؤثر على صورتها كوسيط محايد.

تُبرز زيارة أمير قطر إلى روسيا طموح الدوحة لتعزيز دورها كوسيط عالمي في أزمات معقدة مثل أوكرانيا وسوريا، مستفيدة من علاقاتها المميزة مع الأطراف الدولية والإقليمية. من خلال دبلوماسيتها النشطة ودعمها للاستقرار في لبنان وقطاع الطاقة، تسعى قطر إلى الحفاظ على مكانتها كلاعب دبلوماسي لا غنى عنه. ومع ذلك، يبقى نجاحها مرهونًا بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والإقليمية المعقدة.

سكتة قلبية مفاجئة تودي بحياة الفنان الكوميدي سليمان عيد عن عمر 63 عامًا


إسرائيل تطلق نظام إنذار مبكر جديد لـ "الصواريخ الباليستية" القادمة من اليمن وإيران


14 غارة تهز الحديدة: تداعيات الضربات الأمريكية على ميناء رأس عيسى الحيوي للحوثيين


طهران تستقبل وزير الدفاع السعودي: بحث التوازنات الإقليمية في ظل التحديات الأمنية