تطورات اقليمية
تحديات الحوار الخليجي الإيراني وتنوع الشراكات..
الخليج مركز الدبلوماسية: زيارة ترامب تتزامن مع حوارات إقليمية حاسمة
ترامب في الخليج: محاولة لاستعادة الثقة وتأمين صفقات اقتصادية.
يتوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط في أول زيارة خارجية رسمية له منذ توليه الرئاسة في ولايته الثانية يناير 2025، مؤكدًا بذلك الأهمية الاستراتيجية لدول الخليج في سياسة واشنطن الخارجن في المنطقة.
تشمل الزيارة السعودية وقطر والإمارات، حيث يسعى ترامب لتعزيز العلاقات مع هذه الدول بعد فترة من التوتر خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن، التي شهدت تراجعًا في الثقة الخليجية تجاه السياسة الأمريكية بسبب إهمال الأمن القومي الخليجي وفتح قنوات تواصل مع إيران دون مراعاة مصالح دول الخليج.
أهداف الزيارة
استعادة الثقة الخليجية: يهدف ترامب إلى تبديد مخاوف دول الخليج من السياسات الأمريكية السابقة، مع التركيز على تعزيز الشراكة الاستراتيجية في ملفات المنطقة، خاصة في ظل مواقفه الحازمة تجاه إيران والبرنامج النووي الإيراني.
السياسة النفطية: يسعى ترامب للحصول على دعم خليجي لتعديل استراتيجية إنتاج النفط وزيادة الإنتاج لخفض الأسعار، وهو ما بدأت السعودية بتنفيذه ضمن تحالف "أوبك+".
تنويع الشراكات: يواجه ترامب تحديًا في ظل تحول دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، نحو تنويع شراكاتها الاقتصادية والاستثمارية بعيدًا عن الحصرية مع الشركات الأمريكية.
الملف النووي الإيراني: ستكون المباحثات حول البرنامج النووي الإيراني محورًا رئيسيًا، خاصة مع انعقاد جولة رابعة من المفاوضات بين واشنطن وطهران في مسقط بالتزامن مع الزيارة.
التحديات
الحوار الخليجي-الإيراني: تسعى دول الخليج، خاصة السعودية، إلى استمرار الحوار مع إيران والحوثيين بدلاً من المواجهة، وهو توجه عززته سياسات بايدن السلبية. هذا التوجه يعقّد محاولات ترامب لإحياء تحالف دفاعي ضد إيران.
التطبيع مع إسرائيل: يبدو أن ترامب لا يعطي الأولوية لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل في الوقت الحالي، خاصة مع استبعاد إسرائيل من الزيارة والتوترات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. السعودية تشترط تقدمًا نحو إقامة دولة فلسطينية قبل أي تطبيع.
الخلاف حول تسمية الخليج: حذرت إيران من تغيير تسمية "الخليج الفارسي" إلى "الخليج العربي"، مما قد يُعقد الأجواء الدبلوماسية.
التطورات الإقليمية
السعودية وإيران: تزامنت زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى الرياض مع جولة ترامب، في رسالة واضحة من السعودية وإيران بأن الحوار سيستمر بغض النظر عن موقف واشنطن.
غزة: تستغل إسرائيل موعد الزيارة كمهلة لمحادثات وقف إطلاق النار مع حماس، مهددة بتوسيع عملياتها العسكرية في حال الفشل. ترامب يفضل عدم التدخل مباشرة، بينما تعمل الولايات المتحدة على خطة لإيصال المساعدات إلى غزة.
أدوار دول الخليج: تلعب قطر دورًا بارزًا في الوساطة بين إسرائيل وحماس، بينما تستضيف السعودية مباحثات حول الحرب في أوكرانيا، مما يعكس الدور الجيوسياسي المتزايد للمنطقة.
النتائج المتوقعة
صفقات اقتصادية: من المتوقع إبرام صفقات في مجالات الدفاع، النقل الجوي، الطاقة، والذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والدول الخليجية.
تعزيز الشراكة: على الرغم من التحديات، ستحصل واشنطن على وعود استثمارية وتعاون اقتصادي، لكن دون التزام خليجي واضح بحلف دفاعي ضد إيران.
مركزية الخليج: تؤكد الزيارة مكانة الخليج كمركز جيوسياسي ومالي، كما أشارت الباحثة آنا جايكوبز من معهد دول الخليج العربي في واشنطن.
تعد زيارة ترامب إلى الخليج خطوة لإصلاح العلاقات مع دول المنطقة بعد سنوات من التوتر، لكنها تواجه تحديات تتمثل في التوجهات الخليجية الجديدة نحو الحوار مع إيران، تنويع الشراكات، وإعطاء الأولوية للمصالح الاقتصادية. ستحدد نتائج الزيارة مدى نجاح ترامب في إعادة تشكيل التحالفات الاستراتيجية في المنطقة، مع بقاء ملفات التطبيع والملف النووي الإيراني على نار هادئة في انتظار تطورات لاحقة.