تطورات اقليمية
نتنياهو يهاجم قادة الغرب بعد موجة الاعتراف بفلسطين..
11 دولة تعترف بفلسطين خلال يومين.. والرد الإسرائيلي: لن تكون هناك دولة فلسطينية
تحولات دبلوماسية تضع القضية الفلسطينية في صدارة الأجندة الدولية من جديد
أعلنت عدة دول غربية بشكل مفاجئ خلال الأيام الأخيرة اعترافها بدولة فلسطين. ففي يوم الأحد 21 سبتمبر 2025، أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال (من خلال بيان مشترك) اعترافها رسمياً بدولة فلسطين. وفي يوم الاثنين 22 سبتمبر 2025، انضمت فرنسا إلى خمس دول أوروبية أخرى (أندورا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وموناكو) لإعلان اعترافها بالفلسطينيين . يُشار إلى أنّ هذه الاعترافات أتت قبيل أسبوع القمّة الدولية في نيويورك واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجاءت كردّ فعل على الأزمة الإنسانية في غزة ودعوات لاستئناف حل الدولتين.
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيانه يوم الأربعاء إن تلك الاعترافات تمثّل “استسلاماً مخزياً” لإرهاب الفلسطينيين ولن تُلزم إسرائيل بأيّ شكل، مؤكّداً أن “لن تكون هناك دولة فلسطينية”. ونقلته وكالات الأنباء عن قائلٍ إن الاعتراف «هبة كبيرة للإرهاب» وأن “أمر إقامة دولة فلسطينية… لن يحدث” (لن تتحقق). وأشار نتنياهو، قبيل توجهه إلى نيويورك، إلى أنه سيُدين في خطابه أمام الجمعية العامة قادة هذه الدول، قائلاً إنهم «بدلاً من إدانة القتلة… يريدون منحهم دولة… هذا لن يحدث». وأوضح أيضاً أنه سيلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الإثنين المقبل لبحث الحرب في غزة والتصعيد العسكري مع إيران هذا الصيف، من دون الإعلان فوراً عن أي رد إسرائيلي محدّد على التحركات الجديدة.
على الصعيد السياسي، بادر رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى تحريك الدبلوماسية للتعبير عن اعتراضه. فقد تواصل وزير الخارجية غيديون ساعر هاتفيًا مع شخصيات معارضة في بريطانيا وأستراليا احتجاجًا على الاعترافات. إذ تحدّث مع نايجل فراج زعيم حزب «ريفورم بريطانيا» وعمدة حزب المحافظين كيمي بادينوك، حيث أثنى على موقفهم المعارض لإعلان رئيس الوزراء البريطاني قرار الاعتراف ودعا إلى التمييز بين الشعب والحكومة البريطانية. كما تحدّث ساعر مع زعيمة المعارضة الأسترالية سوسان لي، التي وعدت بعكس قرار الحكومة الأسترالية فور تغييرها، وشكرها على معارضتها للاعتراف بدولة فلسطينية.
الصيغة الدستورية الأمريكية ظلت متحفظة علناً، لكن الإدارة الأمريكية حذّرت حلفاءها غربيّاً من اتخاذ هذه الخطوة. فقد هدد ترامب رئيس وزراء كندا بربط الاعتراف بعراقيل في اتفاق تجاري، وكان قد أكد سابقاً معارضته لأي اعتراف منفرد بالفلسطينيين. وعلى خط موازٍ، عبّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن الترحيب بهذه الاعترافات واعتبرها خطوة تمهّد الطريق لإقامة دولتيْن تعيشان جنبًا إلى جنب بسلام وأمن. وحثّ عباس الدول المترددة على الانضمام إلى هذه الخطوة.
من المقرر أن يكون ملف الاعتراف بدولة فلسطين في قلب خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة يوم الجمعة المُقبل، إلى جانب التحديات الأمنية الأخرى. وقد أعلن نتنياهو أنه سيناقش في نيويورك وإنهاء حرب غزة والصراع مع إيران ضمن أولويات لقائه بالرئيس ترامب، قبل أن يعلن إسرائيلياً عن أي خطوات ردية جديدة