تطورات اقليمية
مريم رجوي: سيادة الجمهور هي مستقبل إيران
شخصيات أمريكية بارزة تنضم للتجمع الإيراني: خطة العشر نقاط هي طريق الحرية
إيرانيون من 40 ولاية أمريكية يحتشدون في مانهاتن ضد طموحات طهران النووية
في 23 سبتمبر 2025، وبالتزامن مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجمع آلاف الإيرانيين ومؤيدوهم من مختلف أنحاء العالم أمام مقر الأمم المتحدة في نيويورك، للتعبير عن دعمهم لتغيير النظام في إيران وخطة السيدة مريم رجوي المؤلفة من عشر نقاط لإقامة جمهورية ديمقراطية. هذا التجمع، الذي نظمته منظمة الجاليات الإيرانية-الأمريكية، شكل أكبر تجمع للإيرانيين في الولايات المتحدة، حيث احتج المتظاهرون على تصاعد عمليات الإعدام غير المسبوق في إيران، والتي تجاوزت 1800 حالة خلال فترة رئاسة مسعود بزشكيان، وعلى حضور ممثل النظام في الجمعية العامة. طالب المحتجون بإعادة فرض العقوبات الدولية فورًا ووضع النظام الإيراني تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
احتجاجات ومظاهرات عابرة للحدود
على مدى الأيام القليلة الماضية، توافد المشاركون من أكثر من 40 ولاية أمريكية إلى مانهاتن، حيث نظموا مظاهرات ومعارض شوارع ووقفات احتجاجية لإدانة الإعدامات الجماعية. ودعوا الأمم المتحدة ودولها الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف موجة الإعدامات في إيران. جاء هذا التجمع بعد مظاهرة ضخمة شارك فيها عشرات الآلاف من الإيرانيين في بروكسل في 6 سبتمبر، أعربوا خلالها عن دعمهم لرؤية السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، لتغيير النظام من قبل الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة دون تدخل أجنبي.
تحذيرات من طموحات النظام النووية
حذر المتظاهرون في نيويورك من أن أي تأخير أو تنازلات إضافية بشأن الملف النووي ستزيد من قمع طهران وطموحاتها النووية. وشهد التجمع مشاركة شخصيات أمريكية بارزة، من بينها السفيرة كارلا ساندز (السفيرة الأمريكية السابقة لدى الدنمارك)، والسفير سام براونباك (السيناتور السابق وسفير الحرية الدينية الدولية وحاكم ولاية كانساس)، والجنرال تود ولترز (القائد الأعلى السابق لقوات الحلفاء في أوروبا)، وليندا شافيز (المديرة السابقة لمكتب التواصل العام في البيت الأبيض).
رسالة مريم رجوي: سيادة الجمهور
أرسلت السيدة مريم رجوي رسالة إلى التجمع، قائلة: "من باريس وروما وبروكسل إلى نيويورك، حيث تجتمعون اليوم من مختلف الولايات الأمريكية، الرسالة واحدة. إنها صدى أصوات طهران ومشهد وأهواز وتبريز وزاهدان وكرمان وكردستان وجميع أنحاء إيران، وكذلك في السجون وبين السجناء: الإطاحة والتغيير الديمقراطي، جمهورية ديمقراطية، مع الحرية والحقوق الديمقراطية. بحضوركم القوي أمام الأمم المتحدة، يرى العالم أنكم تمثلون الشعب الإيراني، وليس رئيس الجمهورية التابع لولي الفقيه، الذي أعدم 1817 شخصًا في 14 شهرًا من ولايته. لنا كل الحق أن نسأل: ماذا يفعل ممثل نظام معادٍ للإنسانية هنا؟ نظام أثبتت تقارير مقرر الأمم المتحدة بعد ست سنوات من التحقيقات تورطه الكامل في جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية. ألم يحن الوقت، وفقًا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، للاعتراف بنضال ومقاومة وانتفاضة الشعب الإيراني لتغيير هذا النظام؟"
مواجهة المشروع النووي
في إشارة إلى طموحات النظام النووية، أضافت: "لو لم تكن هناك سياسة مهادنة لعقد من الزمان، ولو لم تُعلق القرارات الأممية، لما كانت هناك حاجة للحرب. ثبت أن النظام الديني لن يتخلى عن مشروعه النووي، والآن، في اللحظة الأخيرة، ليس أمام أوروبا خيار سوى تفعيل آلية 'العودة السريعة' للعقوبات. أليس صحيحًا أنه لو لم تكشف المقاومة الإيرانية قبل 23 عامًا عن المواقع والمشاريع النووية السرية للنظام، لكان الملالي قد تسلحوا بالقنبلة النووية منذ زمن طويل؟ ألم تكن الـ133 سلسلة من الكشوفات التي قدمتها المقاومة الإيرانية أعظم خدمة للسلام والأمن في الشرق الأوسط والعالم، خدمة بلا مقابل، ودون حتى كلمة شكر؟"
كارلا ساندز: رفض الديكتاتورية بكل أشكالها
تحدثت السفيرة كارلا ساندز عن أزمة حقوق الإنسان في إيران، مشيرة إلى إعدام 173 شخصًا في أغسطس 2025 وحده. وانتقدت محاولات إحياء النظام الملكي، قائلة: "بعضهم يسعى لإحياء الملكيات الفاشلة. رضا بهلوي يقدم نفسه كقائد مستقبلي، لكن خطته هي ديكتاتورية متخفية بشعارات عصرية، سلطة مركزية بيد رجل واحد، دون انتخابات أو مساءلة. هذا ليس ديمقراطية، بل ديكتاتورية. الشعب الإيراني رفض الشاه والملالي، ولن يعود إلى الوراء، ولن يستبدل العمامة بتاج." وأشادت بدور منظمة مجاهدي خلق في كشف البرنامج النووي السري للنظام، مؤكدة أنها تمثل تهديدًا وجوديًا للنظام.
تود ولترز: خطة العشر نقاط للحرية
أعرب الجنرال تود ولترز عن غضبه من جرائم النظام، وقال: "نظام يصدر الإرهاب ويقمع أي شرارة للحياة المدنية المستقلة لا يمثل تطلعات الشعب الإيراني. المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قادر على تحقيق هذا التغيير، وخطة مريم رجوي المؤلفة من عشر نقاط تمثل النضال من أجل حرية إيران وعدالتها وديمقراطيتها."
سام براونباك: ثورة بقيادة الشباب والنساء
أشار السفير سام براونباك إلى أن النظام الإيراني يسعى لامتلاك سلاح نووي، وقد جلب البؤس لشعبه على مدى 45 عامًا. وأكد أن النظام يخشى شعبه أكثر من إسرائيل، مشيدًا بالمقاومة الإيرانية كثورة تقودها النساء والشباب.
ليندا شافيز: مريم رجوي رمز التغيير
أكدت ليندا شافيز أن النظام الثيوقراطي الإيراني حرم الشعب من حريته لأكثر من 46 عامًا، وأشادت بمريم رجوي كرمز للتغيير، قائلة: "أرى في السيدة رجوي منارة للتغيير. كامرأة فقدت عائلتها وأصدقاءها بسبب نظام قاتل، هي تعرف أكثر من غيرها ما فعله الأياتولله بإيران."
صوت الشباب والمجتمعات الإيرانية
شاركت مجموعات من الشباب الإيراني والمهنيين وممثلي الجاليات الإيرانية في التجمع، مؤكدين دعمهم لدعوة السيدة رجوي لتغيير النظام من قبل الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، مشددين على أن إيران حرة وديمقراطية هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
ختامًا: دعوة للحرية
اختتمت السيدة رجوي رسالتها قائلة: "رسالتنا لمستقبل إيران بسيطة: سيادة الجمهور. هاتان الكلمتان فقط! جمهورية الشعب. لا نريد ملالي ولا شاه. انتهى زمن كل أشكال الديكتاتورية، سواء كانت دينية أو ملكية. لن نعود إلى الماضي، وقد ثرنا على الديكتاتورية الدينية الحالية."