شدد على أهمية إحترام إرادة الشعب في الجنوب..
نعمان: اليمنيون فشلوا في إقامة أسس دولة وطنية
قال الدكتور ياسين نعمان سفير اليمن في لندن خلال ندوة في مجلس حقوق الإنسان بجنيف "إن اليمنيين فشلوا في إقامة أسس الدولة الوطنية.. مشددا على ضرورة إحترام إرادة الشعب في الجنوب. وتحصلت صحيفة اليوم الثامن على النص الحرفي لكلمة نعمان جاء فيها "يشرفني أن أكون هنا معكم اليوم في هذا الحدث المميز الذي يسلط الضوء على الأزمة في اليمن والأوضاع المأساوية التي تسبب بها هذا الصراع القائم. أود أن أركز تحديداً على بعض النقاط المتعلقة بالعملية السلمية والأسئلة المتعلقة بها التي تحتاج لإجابة ، من أجل توضيح أن اليمن تحتاج لسلام مستدام مستمر بدلاً عن تسوية. ما الذي أعنيه بسلام مستمر ومستدام؟ - إذا نظرنا بضعة عقود إلى الوراء للمشهد السياسي بإمكاننا بسهولة أن نكشف حقيقة أن فشل اليمنيين في إقامة أسس الدولة الوطنية السليمة تشير ضمناً لنقص في جدية النخبة الحاكمة تجاه هذه المسألة الأساسية. الصراعات المتكررة في هذه البلاد تركزت بالعادة على هذا السؤال. فهذه الصراعات نشأت بسبب إعاقة إنشاء الدولة. وقد تم استبدالها بنخب وقوى مختلفة مما جعل الباب مفتوحاً لاشتعالها مجدداً. - بناء الدولة الديمقراطية الوطنية المدنية كان المطلب الرئيسي للناس في المظاهرات عامي 2007-2011 . وقد أصبح هذا الهدف الذي طال انتظاره المخرج للأساسي للحوار الوطني عام 2013 حيث شاركت فيه كل القوى السياسية والمجتمعية على قدم المساواة تبعاً لثقلها في النسيج السياسي والمجتمعي. ما الذي حدث بعدها؟ - نفس القوى التي وقفت تاريخيا ضد بناء الدولة انقلبت على العملية السياسية التوافقية ومخرجات الحوار الوطني، فميليشياتهم احتلت البلاد واجتاحتها بالقوة وعطلت العملية السياسية. - السؤال الذي يمكن طرحه هنا هو: أي سلام يمكن الوصول إليه وإنجازه مع هؤلاء الذين داسوا على مخرجات الحوار الوطني وألغوا كل الجهود التي مهدت الطريق قدماً للمستقبل؟ لا داعي لتأكيد طبيعة، ومغالطات ، وعجز هذه القوى التي حكمت البلد لعقود وجعلته فقيراً ، متخلفاً ، محروماً من الخدمات الاجتماعية والضروريات، فالظلم والفوارق المجتمعية قد تسببت في انتشار المحرومين والفقراء في طول البلاد وعرضها. كيف ستأتي هذه القوى للسلام أو تشارك في عملية تهدف لتحقيق فكرة الدولة لأجل كل الناس على أساس المواطنة ، والعدالة والمساواة؟ رغم ذلك،أياً كانت الصعوبات التي تقف في طريق تحقيق سلام مستدام مع هؤلاء الانقلابيين، يجب علينا أن نعمل بجد وبلا كلل على كل الأصعدة لتأمين الظروف من أجل الوصول لهذا الهدف (سلام نهائي ومستدام). اتساقاً مع الاتجاهات السابقة أود أن ألخص رؤيتي في بضع نقاط: 1- السلام والحرب في اليمن عملية لا يمكن النظر إليها باعتبارها مجرد أمنية أو مغامرة من قبل بعض القوى والجماعات. فهي سؤال مرتبط بالإرادة اليمنية والقدرة على تأسيس دولتهم الوطنية، والمدنية التي تستطيع حماية البلد من التمزق على أسس طائفية. هذه الدولة ستمكن اليمنيين من مواجهة معظم المسائل المعقدة بشكل سلمي ومن خلال الآليات الديمقراطية. وأحد هذه الأسئلة هو القضية الجنوبية . يجب أن ننظر لهذه القضية من الزاوية التي من خلالها يمكن فهم آليات الاستقرار على أساس احترام الاختيارات السياسية للناس. 2. لمساعدة اليمن في تخطي الصراع القائم يظل من المهم الانطلاق من جذور المشكلة، على سبيل المثال: الأسباب الرئيسية التي أشعلت الحرب والتي ولدت المأساة الحالية. 3. المبادئ التي تم تفصيلها من قبل الأمم المتحدة على أسس المرجعيات الثلاثة، والتي تم التوافق عليها من قبل جميع الأطراف في أوقات سابقة ينبغي احترامها إذا أردنا المضي قدماً تجاه العملية السلمية. 4. هذه هي الطريقة الوحيدة التي بإمكاننا خلالها أن نمضي باتجاه مقاربة بناءة للتعامل بشكل صحيح وعادل مع هذه المشكلة. 5. الوضع الإنساني والفوضى هما نتيجتين مباشرتين لهذا الصراع الذي تسبب به الانقلابيون الذين يريدون أن يصرفوا النظر عن أخطاءهم بالمبالغة في تصوير هذه النتائج على حساب السبب الأساسي لهذا الصراع. ولذلك جابهوا بالرفض كل الجهود والمناشدات لمواصلة العملية السياسية السلمية مما جعل العملية السياسية تصل لطريق مسدود. فهم لا يهمهم الوضع الإنساني أو انتشار الوباءات الخ ، على العكس كل هذه الأزمة أصبحت من أدواتهم لتضخيم معاناة الناس للمساومة على حل اعتباطي يخدم اجندتهم. 6. المسبب الرئيسي لهذا الصراع لم يكن انقلاباً عسكرياً محضاً، هذا الانقلاب الذي أصبح كارثة ساحقة بتداعيات ممتدة إقليمياً. ومع ذلك ، فإن هذه التداعيات لا يمكن التغاضي عنها إذا علمنا أن الانقلاب هو امتداد للمخطط الايراني في المنطقة والذي يهدف لتفكيك الدول في المنطقة من اجل إعادة إنشاءها على أسس التقسيم الطائفي. 7. أولئك الذين يريدون أن يضعوا إيران على قدم المساواة مع دول الخليج العربي وخصوصا ممن لها علاقة باليمن كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ،يريدون تجنب حقيقة بأن اليمن لديها روابط قوية تاريخيا ، جيوسياسياً ، ثقافياً ، وروابط الدم مع هذه الدول. فمصيرهم المشترك حقيقي ولا لبس فيه. أكثر من ثلاثة مليون يمني يعملون ويكسبون رزقهم من خلال العمل في هذه الدول. بل إنهم يشكلون ما نسبته ثلاثين في المئة من إجمالي السكان فيها. 8. أي محاولة لجر اليمن لصراع مع هذه الدول لن تكون سوى مغامرة غير محسوبة. فمصير اليمن لا يمكن أن يتحدد بعيداً عن الحقائق المذكورة أعلاه. 9. الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي قد رحبت مراراً بكل جهود السلام وعملت بكل جهدها لإنهاء هذه الحرب من أجل الناس الذين يعانون ظروفاً غاية في السوء، وبينما هذه الجهود والمناشدات تم رفضها من قبل تحالف (الحوثي-صالح). وقد كان آخر رفض متجسداً بموقفهم المتهور من البيان الرئاسي لمجلس الأمن في 15 يونيو 2017 ومقترح المبعوث الخاص بالأمين العام للأمم لمتحدة والمتعلق بميناء الحديدة لتجنب أي مواجهات عسكرية في تلك المنطقة من البلاد.