دعوات عربية ودولية لإدانة "الادعاءات الباطلة"..
غضب عربي من خريطة إسرائيلية تضم أراضٍ فلسطينية وأجزاء من الدول المجاورة
حسابات رسمية إسرائيلية تنشر خرائط مزعومة، فيما يدعو وزير مالية الدولة العبرية لضم الضفة وبناء مستوطنات بغزة.
أدانت دول عربية، الأربعاء، نشر وزارة الخارجية الإسرائيلية خريطة تزعم أنها "تاريخية" تشمل أراضي فلسطينية محتلة وأجزاء من الأردن ولبنان وسوريا، محذرة من خطورة هذه الممارسات "الاستفزازية".
جاءت المواقف الرافضة من الإمارات والسعودية والكويت وقطر وجامعة الدول العربية، بعد إدانات مماثلة من الأردن وفلسطين. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد نشرت عبر حساب "إسرائيل بالعربية" على منصة "إكس"، خريطة زعمت أنها تستند إلى تاريخ إسرائيلي يمتد لآلاف السنين، ما أثار موجة غضب واسعة.
أكدت وزارة الخارجية الإماراتية أن نشر الخريطة يمثل "إمعانًا في تكريس الاحتلال وانتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية". وأضافت أن مثل هذه التصرفات "تهدد التصعيد الخطير وتُعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية السعودية الخريطة "ادعاءً باطلًا" يعكس "نوايا الاحتلال في تكريس سياساته الاستعمارية". وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة وضمان احترام سيادة الدول وحدودها.
وأدانت الكويت بدورها هذه الادعاءات ووصفتها بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي" يسهم في تأجيج التوترات. وجددت موقفها الثابت بدعم القضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967.
أما قطر، فقد أكدت أن هذه الادعاءات تعيق فرص السلام، خاصة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أودت بحياة الآلاف.
وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، نشر الخريطة بأنه "ليس تصرفًا عابرًا"، بل يعكس "تطرفًا يمينيًا وهوسًا دينيًا يهدد استقرار المنطقة". وأضاف أن الخريطة تعكس نوايا إسرائيلية لإعادة استعمار غزة وتوسيع الاحتلال في الضفة الغربية.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس البرلمان العربي محمد اليماحي رفضه القاطع لهذه الخريطة التي تسعى لإنكار حقوق الشعب الفلسطيني، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لوقف هذه الانتهاكات.
وأدانت وزارة الخارجية الأردنية الخريطة المزعومة، مؤكدة أنها تمثل تصعيدًا خطيرًا يأتي بالتزامن مع دعوات من وزير المالية الإسرائيلي لضم الضفة الغربية وإنشاء مستوطنات في غزة.
من جهتها، وصفت الرئاسة الفلسطينية الخريطة بأنها "خرق فاضح للقوانين الدولية"، داعية إلى تحرك دولي لوقف هذه الادعاءات التي تكرس الاحتلال.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد دعوات من اليمين الإسرائيلي المتطرف لإقامة "إسرائيل الكبرى" بين النيل والفرات، وتزايد النشاطات الاستيطانية في الأراضي المحتلة. كما كشف الإعلام الإسرائيلي أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يخطط لإدراج قضية ضم الضفة الغربية ضمن جدول أعمال حكومته، بالتزامن مع تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهامه.
منذ عقود، تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان وترفض الانسحاب منها، بينما تسعى دول عربية إلى مواجهة هذه السياسات ودعم الحقوق الفلسطينية. يتزامن هذا مع وقف هش لإطلاق النار في لبنان بعد حرب واسعة شنتها إسرائيل، واستغلالها للاضطرابات في سوريا لزيادة توسعها في الجولان المحتل.