بريطانيا ترفض توقيع البيان الختامي
مؤتمر باريس يؤكد على حل الدولتين
البوابة(ابو ظبي)
أكدت نحو 70 دولة يوم الأحد أن إنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن أن يتحقق إلا بالحل الخاص بإقامة دولتين وحذرت من أنها لن تعترف بأي خطوات أحادية الجانب يتخذها أي طرف من شأنها تهديد المفاوضات.
وتجنب البيان النهائي لمؤتمر سلام الشرق الأوسط الذي عقد في باريس الأحد أي انتقاد صريح لخطط الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس لكنه قال إن مؤتمرا جديدا سيعقد بحلول نهاية العام للأطراف المعنية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت في اشارة الى القرارات التي تدعو اسرائيل الى الانسحاب من الاراضي المحتلة منذ حرب العام 1967 "من المفيد التذكير بالاساس، والاساس هو حدود العام 1967 وقرارات الامم المتحدة الاساسية".
وقد اعربت بريطانيا عن "تحفظاتها" بشأن المؤتمر ورفضت التوقيع على البيان الختامي.
وقال بيان لوزارة الخارجية "لدينا تحفظات معينة تجاه مؤتمر دولي الهدف منه دفع السلام بين الجانبين ولا يشملهما- في الواقع إنه يأتي ضد رغبة الإسرائيليين ويأتي قبل أيام فقط من الانتقال إلى رئيس أمريكي جديد في الوقت الذي ستكون فيه الولايات المتحدة الضامن النهائي لأي اتفاق."
ولا يشارك ممثلون عن الفلسطينيين أو الإسرائيليين في الاجتماع الذي يبعث برسالة إلى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مفادها أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للمضي قدما لتحقيق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتعهد ترامب بإتباع سياسات أكثر موالاة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب -حيث أقيمت قبل 68 عاما- إلى القدس مما يضفي شرعية على القدس كعاصمة لإسرائيل رغم الاعتراضات الدولية.
ووصف وزير الخارجية الفرنسي هذه الخطوة بالاستفزازية وقال إنه ستكون لها عواقب خطيرة على الأرض.
وقال للقناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي إنه "لا يمكن للمرء أن يتبنى هذا الموقف الأحادي الواضح. يجب أن تهيئ الظروف للسلام."
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت إنه بعث برسالة مكتوبة إلى ترامب يقول فيها إن نقل السفارة الأمريكية للقدس سيقوض عملية السلام ويحرم الولايات المتحدة من دورها كوسيط نزيه وقد يؤدي إلى تراجع الفلسطينيين عن اعترافهم بدولة إسرائيل.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب ختام مؤتمر باريس إن إدراج أي إشارة إلى خطط إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في البيان الختامي كان سيصبح أمرا غير ملائم.
وقال كيري للصحفيين بعد المؤتمر "نوقش الأمر (نقل السفارة) علانية في الداخل وهذا ليس له صلة بالمحافل الدولية في هذا التوقيت. هذا غير مناسب."
تطمينات
وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان كيري تعهد لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بان لا يؤدي المؤتمر الى مزيد من الخطوات ضد الدولة العبرية في الامم المتحدة او اي محفل دولي اخر.
واوضحت ذات المصادر ان كيري تحدث هاتفيا مع نتانياهو ووعده بان لا تكون هناك اية متابعات للمؤتمر في مجلس الامن الدولي قبل مغادرة الرئيس الاميركي باراك اوباما منصبه في العشرين من الشهر الجاري.
واكد وزير الخارجية الاميركي انه في حال جرى تقديم اي مشروع قرار في مجلس الامن خلال هذه الفترة، فان الولايات المتحدة سوف تعارضه.
ونقلت صحيفة "هارتس" عن مصدر دبلوماسي اسرائيلي قوله ان كيري وضع نتانياهو في صورة الجهود التي تبذلها واشنطن من اجل التخفيف من لغة البيان الذي سيصدر في ختام المؤتمر.
واضاف المصدر ان نتانياهو ابلغ كيري بان اسرائيل قد دفعت بالفعل ثمنا دبلوماسيا نتيجة قرار الولايات المتحدة الامتناع عن التصويت على قرار مجلس الامن بخصوص المستوطنات، و"لا تريد المزيد من الضرر".
وذكرت فرنسا أن المؤتمر لا يهدف لفرض أي شيء على إسرائيل أو الفلسطينيين بل للقول إن المفاوضات المباشرة هي السبيل الوحيد لحل الصراع.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي الأحد إن هذا المؤتمر من بين الملامح الأخيرة لعالم الأمس "غدا سيبدو مختلفا وهذا الغد أصبح وشيكا جدا."
وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل إدارة الرئيس باراك أوباما وتراجعت بشدة الشهر الماضي عندما امتنعت واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار بمجلس الأمن الدولي يطالب بالكف عن بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأرض المحتلة.
استعداد للتفاوض
وفي تعقيبه على نتائج المؤتمر، أكد الرئيس الفلسطيني استعداده لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل.
وأبدى عباس في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) الاستعداد لـ”استئناف المفاوضات حول جميع قرارات الوضع النهائي لصنع سلام شامل، ودائم في إطار آلية دولية، وجدول زمني محدد، ووفق المرجعيات الدولية، ومبادئ مدريد ومبادرة السلام العربية، وقرار مجلس الأمن 2334 وبيان باريس″.
ورحب عباس بانعقاد المؤتمر الدولي للسلام في باريس الذي عقد “بهدف حشد الدعم الدولي لصنع السلام والحفاظ على حل الدولتين”.
واعتبر أن بيان مؤتمر باريس “أكد وثبت جميع المرجعيات الدولية وبما فيها مبادئ، وركائز القانون الدولي، ورفضه لجميع الإملاءات، والاستيطان، وفرض الوقائع على الأرض وبما فيها في القدس″.
ودعا إلى ضرورة متابعة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334 وبيان باريس، وبما يقود إلى إلزام سلطة الاحتلال الإسرائيلي، بوقف النشاطات الاستيطانية، وبما فيها في القدس وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة، والكف عن تدمير حل الدولتين عن طريق الإملاءات باستخدام القوة.
كما دعا جميع الدول التي ما زالت لم تعترف بدولة فلسطين إلى القيام بذلك تماما مثل 138 دولة، آخرها كانت دولة الفاتيكان، التي اعترفت بدولة فلسطين “حفاظا على السلام والحفاظ على حل الدولتين ونشر الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.
وأعلن عباس أنه سيلتقي أولاند خلال الأسابيع المقبلة من أجل “بحث سبل صنع السلام”، كما رحب بوزير الخارجية الفرنسي الذي أعلن عن رغبته في زيارة فلسطين لمتابعة نتائج مؤتمر باريس