الإخوان وراء عدم فك الحصار عن تعز
اليمن: الإخوان المسلمون المحطة الاخيرة؟
يبدو ان الاخوان المسلمين في اليمن ينتظرهم نفس المصير الذى آلت اليه عصابة القاعدة وداعش لا سيما في الارض الجنوبية المحررة . ويبدو ان زمن الخداع وإيهام الآخرين بان الجماعة في اليمن تعمل ضد الحوثنيين وصالح لم يعد مستساغا في الوقت الذي توسم قياداتهم بالغدر والتقية أسوة
بالغدر الذي طبع سلوك الحوثيين بالغدر والعمالة الصارخة لإيران . انكشف امر قيادات الاخوان فرع اليمن الذين في واقع الامر يعملون وراء ظهر المقاومة ووراء ظهور الوطنيين من أعضاء الجماعة وكوادرهاالمخلصة التي ساهمت وبشكل جلي في جهود تحرير الجنوب .كانت القيادات كما كشفت الوثائق تحيك المؤمرات التي تحققت في جبهات الجنوب لتعطيل زخم ضد المقاومة وإجهاض انتصاراتها وكانت في نفس الوقت تدفع ببعض أعضائها للمشاركة في مقاومة الانقلابيين كجزء من المؤامرة لاقناع المقاومة بأنها في الميدان وهي في حقيقة الامر تتحين الفرص في انتصار المنتصر من هذا الفريق آو ذاك ع وضمان مستقبل الجماعة ان مع الشرعية او الانقلابيين
هذا هو ديدن الاخوان المسلمين في اَي بيئة وفِي اَي زمان . هل تذكرون حرب تحرير الجنوب حينما وضع الاخوان كل ما لديهم من الرجال والسلاح تحت تصرف صالح واندفعوا مستغلين كره الجنوبيين للعهد الماركسي آنذاك ونجحوا في ضم آلاف الناقمين على عهد الرفاق الى صفوفهم وتلو تنظيمهم المخاتل وجندوهم لمواجهة اخوانهم وانزال الهزيمة في جنوبيي ٩٤ كانت عيونهم على السلطة ، ونجحوا في عقد صفقة مع صالح قادت الى شغل نَفَر منهم وزارات مهمة ولَم يصدقوا ان حزبهم اصبح الشريك القوي بجانب المؤتمر لقيادة اليمن . ونتذكر كيف ان الاخوان حرصوا على ان يتواجدوا بقوة في الائتلاف مع حزب المؤتمر وسلموا قيادة الحزب لعبد الله بن حسين الأحمر الذي مثل الجناح المدني الضارب في القبلية ونجحوا في استقطاب علي محسن الرجل الثاني في الجيش اليمني وبدأوا يملون شروطهم على صالح منتزعين الكثير من التنازلات واخطرها السماح بإنشاء المعاهد الدينية الاخوانية التي نجحت في تفريخ الكوادر المتطرفة والتي قامت على مدامكها منظمة القاعدة في اليمن .
وياتي الْيَوْمَ الذي تتجمع فيه كمية كبيرة من الوثائق السرية التي تكشف عمق الخيانة التي أوغلت فيها الجماعة وعلى اتساع رقعتها في العالم العربي والتي تتوشي بجلاء عن دور الاخوان التآمري لتمزيق الكيان العربي .
فمن مصر التي ركب فيها الاخوان الموجة لسرقة ثورة الشباب وبلغ فيهم الخداع لدفع قيادات يسارية ناصرية وماركسية لمنح مرشح الاخوان محمد مرسي اصواتهم تجاوبا مع الوعود التي قطعوها على أنفسهم لتشكيل حكومة ائتلاف وطني يضم كل القوى الوطنية المصرية . فإذا بالغدر والخيانة يكشف عن معدن الاخوان وعن سلوكياتهم المشينة واستعدادهم لنقض العهود والتخلي عن الوعود فاَي زيف واي كذب يمارسه دعاة الفضيلة وهم ابعد ما يكونون عن الفضيلة . لقد شاءت إرادة الله وحيوية الشعب المصري ان يتم إسقاط الجماعة وحكومتها ورميهم في مزبلة التاريخ
وفِي تونس ومع ما للنهضة من خصوصية كما يشاع ينأ بهم عن اخوان مصر فلم يحكم الاخوان سوى لدورة واحدة حين تكشف للشعب التونسي وجهها القبيح. فيفتي الغنوشي ببراءة مجرمي داعش ويبرأون من جرائم الذبح والحرق ونصب المقابر الجماعية لمعارضيها فينتفض الشعب التونسي ويسقط النهضة ويمنح الأغلبية للعلمانيين . وفِي ليبيا تزفر الجماعة نفسها الأخير وكذا في العراق وسوريا وعلى وشك تكرار التجربة في اليمن
ظل الاخوان يلعبون على التناقضات بين القوى السياسية في اليمن ويتنقلون من حضن الى اخر .فمن تناقض بين نظام صالح الدكتاتوري القبلي مقابل النظام الماركسي الارعن في الجنوب ، ونجحوا في تدجين صالح وايهامه بأنهم الحليف المخلص حتى قيام الوحدة ١٩٩٠
ثم بداوا يلعبون على تناقض سلطة الوحدة وبايدي سفاحيهم يسقط اكثر من ١٢٠قتيل من قيادات وكوادر الحزب الاشتراكي الشريك في دولة الوحدة، ولَم يجد الناس تفسيرا لموقف رئيس الحزب عبد الله الأحمر اثناء التوقيع على اتفاقية عمان حين ارفق توقيعك بعبارة شريطة ان يعود البيض الى صنعاء سوى ان الاخوان كأنوا يخططون لاغتياله والتخلص من شخص بدا في ذلك الحين وكأنه ندا قويا لصالح ولنفوذ الاخوان .
وهم الان يمضون في تحاذقهم للعب على تناقض اكثر حدية وأشد خطورة طرفه الاول انقلابيون يعملون لصالح ايران والنفوذ الفارسي في اليمن وبين سلطة شرعية ترتكز على إرادة شعبية واسعة ومقاومة شرسة وجيش مؤهل يتنامى دوره العسكري يوما بعد يوم
هذا ما بدا واضحا وجليا ضمن الحقائق التي كشف عنها مؤخرا في صحافة الامارات ، اذ تبين من مصادر موثوقه بان الاخوان وراء تاخير فك الحصار عن مدينة تعز عبر ما وفروه من معلومات للعدو الحوثي وعبر تخاذلهم في المواجهات التي يشغلون فيها مواقع قيادية محسوبين على الشرعية وفرق التصدي للعدو الحوثي . وربما يتعزز الشك في ولاء الاخوان للشرعية عبر وقوع دفعة جديدة من الوثائق التي عثر عليها في شبوة والتي تكشف عن التنسيق بين القاعدة والاخوان ،ولا عجب فجماعة الاخوان كانوا ولا يزالون الحاضنة الأساس لتفريخ كل حركات التطرّف في المنطقة ولن تكن اليمن هنا استثناء
الان وقبل فوات الاوان وتحت واقتناعا بان هناك اخوة شرفاء ينتمون الى جماعة الاخوان تحت وهم التصديق بانه دفاعا عن الاسلام الذي يرفعه قادة الاخوان . لهولاء نقول لم يكن الاسلام ملازما للخداع والتآمر وتزييف الحقائق واستباحة الدماء . ونحن ندرك بان الغيرة على الاسلام وراء تمسككم بالانتماء للجماعة . ولان الغالبية العظماء منكم اصحاب مؤهلات عالية ويشغلون مناصب قيادية فان نبل المشاعر والصدق مع الله والنفس يتطلب التامل في مآلات سياسة الكيل بمكيالين الذي يوصم ممارسات جماعة الاخوان وعدم التورع في اقتراف جرائم الخداع والخيانة والتضحية بالقيم الاسلامية السمحاء من اجل الوصول الى قمة السلطة . مجرد التفكير في الوصول للسلطة باي ثمن خيانه للإسلام والمسلمين
اني بلغت اللهم فاشهد
استاذ الاعلام بجامعة الشارقة