بسبب الاختلاف بين مؤسسات أخذ القرار..
دبلوماسية أميركية مرتبكة تجاه اليمن
لفتت الأنظار تصريحات متضاربة صادرة عن المؤسسات الأميركية تجاه الوضع في اليمن بعد مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على أيدي الميليشيات الحوثية المسيطرة على صنعاء، ما يعكس اختلافا في تقييم الوضع، وأن الأميركيين يقلّبون خياراتهم في التعامل مع الحوثيين.
وفيما حذرت أوساط أميركية من أن القلق في الكونغرس بسبب الوضع الإنساني في اليمن قد يحدّ من المساعدات الأميركية للسعودية، فإن البيت الأبيض بدا الأقرب إلى التقاط ما يجري وتحميل المتمردين الحوثيين مسؤولية الأزمة في صنعاء وعدم الاكتفاء بمطالبة الرياض بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
ودعا البيت الأبيض الجمعة، في بيان مغاير تماما لمواقف أميركية سابقة، الحوثيين إلى السماح بتوزيع المواد الغذائية والأدوية والوقود واتهمهم بالقمع السياسي والوحشية.
وقال البيان إن الولايات المتحدة تندد بقمع المسلحين الحوثيين للمعارضين السياسيين في اليمن بما في ذلك قتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
ويرى مراقبون للشأن اليمني أن الارتباك في الموقف الأميركي من اليمن يعود إلى تعدد مؤسسات القرار، لكنه يتجه إلى الوضوح بعد ما اكتشفت واشنطن أن المتمردين الحوثيين ليسوا جهة سياسية يمكن الوثوق بها أو محاورتها، وأنهم مجموعة متشددة تصفي خصومها دون أي رادع.
ويرجح المراقبون حدوث تحول وشيك في مواقف المجتمع الدولي تجاه الملف اليمني في ظل خلو العاصمة صنعاء من أي مظاهر للتنوع السياسي وإحكام الميليشيات المرتبطة بإيران سيطرتها على العاصمة وبعض المحافظات عقب التخلص من الشراكة مع الرئيس السابق وحزبه.
ويلفتون إلى أن الرئيس الراحل كان يتمتع بعلاقات دولية واسعة اكتسبها من رئاسته لليمن خلال أكثر من ثلاثة عقود، وهو الأمر الذي استثمره طوال السنوات الثلاث الماضية في تخفيف الضغط على المتمردين، إضافة إلى أن حزب المؤتمر ظل يمسك بجزء هام من ملف العلاقات الخارجية عبر وزير الخارجية في حكومة الانقلاب هشام شرف الذي تشير العديد من التقارير إلى أنه بات رهن الإقامة الجبرية من قبل الحوثيين.
واعتبر المحلل السياسي اليمني فارس البيل في تصريح لـ”العرب” أن بيان البيت الأبيض مهم ونوعي، لافتا إلى أنه بدا أكثر وضوحا من كل التصريحات الأميركية السابقة إزاء الحالة اليمنية.
ورحب عضو اللجنة الدائمة في حزب المؤتمر الشعبي محمد علي علاو في تصريح لـ”العرب” من واشنطن بالموقف الأميركي، قائلا “نعتبر هذا الموقف بداية النهاية لهيمنة الحوثيين وإيران في اليمن، كما ندرك جيدا أنه تغير إيجابي يثبت صحة شكوانا حول جرائم إيران وميليشياتها في اليمن، وتعبير عن نجاعة التحركات الدبلوماسية للتحالف العربي”.
وبينما شيع الآلاف من اليمنيين جثمان الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام ورئيس وفد المؤتمر في مشاورات السلام اليمنية عارف الزوكا في مسقط رأسه بمحافظة شبوة شرقي اليمن، تحدثت مصادر إعلامية عن إقدام الجماعة الحوثية على دفن جثمان الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في مسقط رأسه بسنحان من دون أي تشييع والاكتفاء بحضور عدد قليل من أقاربه.
ميدانيا، واصل الجيش الوطني اليمني والمقاومة الجنوبية بدعم من التحالف العربي التقدم نحو مركز محافظة الحديدة. وقالت مصادر محلية لـ”العرب” إن عمليات تمشيط واسعة يقوم بها التحالف العربي بطائرات الأباتشي لمنطقة “حيس″ والخط الواصل إلى مدينة “زبيد” التاريخية جنوب الحديدة، بعد السيطرة على ميناء “الحمية” العسكري وأجزاء من مديرية الجراحي.
واتهم الحوثيون نجل شقيق الرئيس السابق وقائد قواته طارق محمد صالح بالتورط في تسليم مدينة الخوخة للقوات التابعة للشرعية من خلال الإيعاز لكتيبتين من الحرس الجمهوري كانتا تؤمنان المدينة بتسليمها للتحالف والجيش الوطني.
وذكرت مصادر إعلامية إماراتية قرب انطلاق عملية عسكرية ضخمة من مدينة المخا الساحلية خلال الأيام القادمة بهدف تحرير مختلف مناطق محافظة الحديدة والشريط الساحلي وصولا إلى محافظة حجة.
وأشارت المصادر إلى قيام نجل الرئيس السابق وقائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح بدور محوري في قيادة هذه القوات التي من المؤمل أن تنضم إليها قوات ضاربة من الحرس الجمهوري السابق في مختلف مناطق اليمن.
وفي محافظة صعدة تمكن الجيش الوطني اليمني من تحرير عدد من المواقع العسكرية في جبهة البقع. ووفقا لقائد محور صعدة العميد عبيد الأثلة فقد تقدمت قوات الشرعية في جبال سلاطح والخشبة بمنطقة خليقا شرق منطقة البقع.