الأعوام الماضية شهدت تراجعا كبيرا

فلسطين: عوائد الفراولة تنقذ مزارعي قطاع غزة

وزارة الزراعة في القطاع تعلن عن بدء موسم تصدير المحصول إلى الأسواق الأوروبية

وكالات (غزة)

يعلق المزارعون في قطاع غزة آمالا كبيرة على المحصول من فاكهة الفراولة من أجل إنعاش جيوبهم الخاوية ومحاولة التأقلم أكثر مع الظروف الاقتصادية الخانقة جراء الحصار الإسرائيلي المستمر.

وغمرت السعادة قلب المزارع عبدالهادي بدر، وهو يقطف حبات التوت الأرضي الصغيرة (الفراولة)، من داخل حقله الزراعي، استعدادا لتصديرها من غزة إلى الأسواق الأوروبية، بعد أن سمحت السلطات الإسرائيلية بذلك.

ويتمنى بدر (22 عاما)، أن تهبه أرضه، في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، كميات وفيرة من محصول الفراولة الحمراء الذي يلقبه المزارعون بـ”الذهب الأحمر” ليتمكن من تصديرها ويحظى بأرباح أكبر.

ويقول “بدأنا بقطف الفراولة لهذا العام، وكلنا أمل في أن يُصدر المحصول بشكل كامل إلى أوروبا دون أي معيقات.. تصديرها للخارج يعني لنا أرباحا كثيرة، بخلاف بيعها في الأسواق المحلية”.

وأشار إلى أن منع تصدير الفراولة للأسواق الأوروبية، في الفترات الماضية، شكل ضررا كبيرا على المزارعين، وكبدهم خسائر فادحة.

ويبلغ سعر الكيلوغرام من الفراولة قرابة دولارين، وهو ما لا يُمكن توفيره في ظل محدودية الدخل للمواطن في قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة، بداية الأسبوع الجاري، عن بدء موسم تصدير محصول الفراولة، إلى الأسواق الأوروبية.

وقال مدير عام التسويق في وزارة الزراعة بغزة، تحسين السقا، إن موسم تصدير الفراولة إلى أوروبا عن طريق إسرائيل، بدأ الخميس الماضي، وتم تصدير 8 أطنان.

300 طن من الفراولة سيتم تصديرها للأسواق الأوروبية والضفة الغربية هذا الموسم، وفقا لوزارة الزراعة

وأضاف “من المتوقع تصدير 300 طن من الفراولة للأسواق الأوروبية والضفة الغربية، بخلاف الموسم السابق الذي تم فيه تصدير 65 طنا”.

وتسمح السلطات الإسرائيلية بتصدير أصناف محدودة من المنتجات الزراعية إلى الأسواق الأوروبية، وأسواق الضفة الغربية وإسرائيل.

ولفت السقا إلى أن المساحات المزروعة بمحصول التوت الأرضي في قطاع غزة، تتقلص يوما بعد يوم بفعل العدوان الإسرائيلي المتكرر وتجريف الأراضي بالإضافة إلى الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالقطاع الزراعي.

ويغطي القطاع الزراعي، وفق إحصائيات وزارة الزراعة حوالي 11 بالمئة من نسبة القوى العاملة في قطاع غزة، أي ما يقارب 44 ألف عامل.

وأكد المسؤول في وزارة الزراعة أن مساحة الأراضي المزروعة بالفراولة تقلصت من 2500 دونم في 2007 إلى 600 دونم فقط، في الوقت الراهن، مقدرا إنتاجها بنحو 1500 طن.

ويعاني سكان غزة من أزمة اقتصادية حادة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ أكثر من عشر سنوات، وهو ما يجعلهم في أسوأ حالاتهم المعيشية، فضلا عن ارتفاع نسبة البطالة لتصل إلى حوالي 40 بالمئة، بحسب الإحصائيات الرسمية.

ويؤكد المزارع ورش آغا (33 عاما) أن زراعة الفراولة في القطاع ضرب من المخاطرة، والأسباب التي يرويها لا تعدو سوى تكلفتها العالية والحصار بين حين وآخر بمنع وصولها إلى الأسواق الأوروبية، ما يشكل خسارة كبيرة له

ويقول إنه رغم ذلك أُصر على زراعتها، لافتا إلى أن تكلفة زراعة الدونم الواحد من الفراولة تصل إلى 3 آلاف دولار تقريبا.

ومن جهته، عبر المزارع يوسف الزق (29 عاما)، عن فرحته، لسماح إسرائيل بتصدير الفراولة. وقال إن “تصدير الفراولة من غزة يعني لنا أرباحا وفيرة، ونتمنى أن يستمر تصديرها على مدار الموسم”.

وأضاف الزق، الذي يمتلك قطعة أرض تقدر بثلاثة آلاف متر مربع “الموسم جيد وتصديرها ينعش الموسم الزراعي، ويعتبر مصدر دخل جيد لنا”.

وتابع “الأعوام الماضية شهدت تراجعا كبيرا في زراعة الفراولة؛ بسبب تأخر تصديرها وإغلاق المعابر بشكل مستمر، كما أن زراعتها مكلفة ماليا”، مؤكدا أن بيع الفراولة في الأسواق المحلية، غير مجد، لأن المواطن، غير قادر على شراء الكيلوغرام الواحد بنحو 3 دولارات.