تصعيد اميركي حيال إيران والصين
إيران والصين؛ حروب دونالد ترامب المقبلة
جيفرانيوز(عمان)
ردت إيران بقسوة على التهديدات التي تطلقها الإدارة الأميركية، معلنة عن سلسلة مناورات شرق طهران لفحص قدراتها الدفاعية في وجه الولايات المتحدة التي هددتها بضربها عسكريا.
ويربط محللون التصعيد الأميركي حيال إيران والصين، التي تستخدم ادارة دونالد ترامب معها لغة تختلف عن الإدارة السابقة، بتصريح سابق لـ ستيف بانون، كبير مستشاري الرئيس الأميركي، حيث توقع نشوب حربين، واحدة في بحر الصين الجنوبي، وأخرى كبيرة في الشرق الأوسط.
وذكّرت صحيفة "The Guardian" البريطانية الخميس الماضي، أن بانون قال في لقاء إذاعي في آذار (مارس) 2016 :"تنتظرنا حرب في بحر الصين الجنوبي، وهي ستندلع بعد 5 أو 10 سنوات ولكن ليس في وقت أبعد من ذلك. ولا يوجد أي شك في هذا الأمر. هم يقيمون جزرا من الرمال ويحولونها إلى حاملات طائرات غير قابلة للغرق، وأيضا ينصبون عليها صواريخهم. وبعد ذلك يأتون إلينا ويقولون مباشرة في وجوهنا - أتعرفون كم هو مهم أن تحفظوا وجوهكم: إن هذا البحر ملكهم منذ قديم الزمان".
ولا يثير الصينيون وحدهم حنق كبير مستشاري ترامب الاستراتيجيين الذي يوصف بـ"الكاردينال الرمادي" وأحيانا يقال إنه "راسبوتين" البيت الأبيض للتعبير عن نفوذه الكبير في الإدارة الأميركية الجديدة، بل المسلمون أيضا يشاركونهم في ذلك.
وقال بانون في هذا الصدد :"لدينا مشكلة مع التوسع الإسلامي وتوسع الصينيين. هم مزودون بدوافع قوية، ووقحون ومتغطرسون. يسيرون إلى الأمام ويعتقدون أن اليهودية والمسيحية الغربية تتراجع"، مضيفا "قد لا يعجب الجميع ذلك، لكن من الجلي أننا نتحرك في اتجاه حرب كبيرة في الشرق الأوسط".
وذكرت الصحيفة البريطانية أن كبير استراتيجيي الإدارة الأميركية الجديدة كان قد اتهم الصين أيضا بقمع الجماعات المسيحية قائلا :"يوجد شيء واحد يخافه الصينيون أكثر من أميركا، إنهم يخافون من المسيحية".
صحيفة "The Guardian" نقلت أن القوات المسلحة الصينية حذرت يوم تنصيب ترامب من إمكانية نشوب حرب بين البلدين، وكتب أحد مسؤوليها على الموقع الإلكتروني للجيش الشعبي أن "حربا ستنشب خلال فترة رئاسة ترامب، وأن اندلاع الحرب ليس مجرد شعار اليوم بل واقعا فعليا".
وكان ستيف باون عُين في منصب كبير مستشاري الرئيس الأميركي الاستراتيجيين في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، وفي 28 كانون الثاني (يناير) ضم بأمر رئاسي إلى مجلس الأمن القومي الدائم.
اما ايران فقد أطلق حرسها الإيراني امس السبت، مناورات في منطقة سمنان العامة شرق العاصمة طهران تحت اسم "المدافعون عن سماء الولاية".
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية أن المناورات تجريها القوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية، مضيفة أنه سيتم خلالها استخدام مختلف أنواع المنظومات الرادارية والصاروخية ومراكز القيادة والتحكم والحرب الإلكترونية.
وبحسب الوكالة فإن مناورات الدفاع الجوي للحرس الثوري تجري بهدف "عرض الاقتدار والجهوزية الدفاعية الشاملة لمواجهة أي تهديد".
وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من فرض واشنطن عقوبات جديدة ضد إيران تستهدف 12 كيانا و13 فردا، وتحذير واشنطن لطهران بأنها لن تتساهل مع ما اعتبرته "استفزازات إيران التي تهدد مصالح الولايات المتحدة ". وذلك ردا على إجرائها تجربة لصاروخ بالستي الأحد الماضي.
بهذا الصدد قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة إن "طهران تلعب بالنار"، مشيرا إلى أن الإيرانيين لا يقدرون كم كان باراك أوباما طيبا معهم، مؤكدا أنه لن يكون مثله.
وأكد ترامب أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة بما فيها توجيه ضربة عسكرية، فيما يتعلق بالرد على إجراء إيران تجربة صاروخية بالستية الأحد الماضي.
وفي السياق ذاته، أكد مايكل فلين، مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، الجمعة أن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "لن تتساهل مع استفزازات إيران التي تهدد مصالح الولايات المتحدة".
وقال فلين في بيان: "لقد ولى زمن غض الطرف عن تصرفات إيران العدوانية تجاه الولايات المتحدة والمجتمع الدولي"، وذلك في انتقاد منه للإدارة الأميركية السابقة.
وأضاف فلين: "لقد كان المجتمع الدولي متساهلا للغاية مع تصرفات إيران السيئة، لم يعد اجتماع مجلس الأمن الدولي في لقاء طارئ وإصدار بيان شديد، بالأمر الكافي".
واتهم فلين طهران بدعم عمليات وصفها بالعنيفة وتزعزع الشرق الأوسط"، قائلا إن إيران "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم"