زرعها الحوثيون بطرق عشوائية..

السعودية تطلق مشروعًا إنسانيا لنزع الألغام في اليمن

خلال تدشين المشروع الإنساني "مسام"

وكالات
 أطلقت السعودية مشروعًا إنسانيًا جديدًا بهدف نزع الألغام التي زرعها الحوثيون بطرق عشوائية في الأراضي اليمنية، وخصوصًا في محافظات مأرب وعدن وصنعاء وتعز، ولمساعدة الشعب اليمني على التغلب على المآسي الإنسانية الناجمة من انتشار الألغام.

أعلن الدكتور عبد الله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة، إطلاق المشروع الوطني الإنساني (مسام)، الذي يهدف إلى نزع الألغام في اليمن، ويسعى إلى تطهير الأراضي اليمنية من مخلفات الحروب المتفجرة التي أودت بحياة الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ.

وأوضح المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن تكلفة المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" 40 مليون دولار، وسيكون المشروع لمدة عام على خمس مراحل تبدأ بالتجهيز والتدريب وإعداد الفرق الميدانية لنزع الألغام، ثم الانتشار في الميدان، ونقل الخبرة للكوادر اليمنية".

أضاف الربيعة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد الاثنين في الرياض، بحضور الأمراء وكبار المسؤولين والدبلوماسيين وممثلي المنظمات الدولية والأممية عقب حفل تدشين مشروع "مسام"، أن المشروع، سيعمل بشراكة على أرض الميدان مع البرنامج الوطني اليمني لنزع الألغام، إذ سيكون خير من يعاون الشعب اليمني على نزع الألغام، التي أصبحت تمثل كارثة إنسانية في اليمن.

وأشار الربيعة إلى أن العمل الإنساني يمثل أولوية قصوى للمملكة في كل المناطق التي تم تحريرها، موضحًا أنه تم إطلاق جسر بري سعودي لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى كل المحتاجين في محافظة الحديدة، كما سينطلق جسر جوي من الرياض، للحديدة يوم غد، وتسيير عدد من السفن التي تستعد للانطلاق من جازان، مضيفًا أن مركز الملك سلمان للإغاثة قام بدور كبير لمساعدة الأشقاء في اليمن، تمثّل في تقديم 262 مشروعاً، تعدّت تكلفتها الإجمالية مليار و600 مليون دولار أميركي.

وأشار المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة، إلى أن جهود المركز في اليمن توزعت على مشاريع الأمن الغذائي، والصحي، والإيوائي، والدعم المجتمعي، والتعليم وغيرها من البرامج الإغاثية المهمة والضرورية، منوهاً بأن المملكة تتقدم اليوم بمبادرة إنسانية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، تتمثل في المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام".

دعم اللاجئين

وقال الدكتور الربيعة تم حتى الآن حصر ما تعداده أكثر من 600 ألف لغم في المناطق التي تم تحريرها من الميليشيات الانقلابية، إضافة إلى 130 ألف لغم بحري مضاد للزوارق والسفن وهي من الألغام المحرمة دولياً، و40 ألف لغم في محافظة مأرب، و16 ألف لغم في جزيرة ميون.

قام مركز الملك سلمان للإغاثة من خلال مركز الأطراف الصناعية بمحافظة مأرب في اليمن قام بتركيب 305 أطراف صناعية لأكثر من 195 ضحية تعرّضت لبتر بأحد الأطراف بسبب هذه الألغام التي لا تفرّق بين ضحاياه، فهي تستهدف النساء والأطفال الذين يشكلونمعظم ضحاياها، إضافة إلى قيام المركز بتوفير العلاج والتأهيل اللازم لعدد كبير من المصابين الذين تراوحت أعمارهم بين 12 و72 عاماً، إذ بلغ عدد المصابين الذين تلقوا علاجاً في مركز الأطراف بمأرب خلال المرحلتين الأولى والثانية 11 سيدة، و12 طفلاً و346 رجلاً، حيث ما زالت المرحلة الثانية مستمرة إلى هذا اليوم.

وأكد الربيعة في ختام كلمته أن المملكة قدّمت خلال السنوات الثلاث الماضية مساعدات لليمن بقيمة تجاوزت 11 مليار دولار أميركي، تنوّعت بين مساعدات إنسانية وأخرى لدعم اللاجئين، ومساعدات تنموية لدعم الاقتصاد والبنك المركزي اليمني.

من جانبه أكد مدير المشروع السعودي لنزع الألغام "مسام" أسامة القصيبي، قدرة المشروع على التغلب على جميع الألغام المبتكرة من قبل الميليشيات المسلحة، وكذلك العبوات الناسفة، مشيرًا إلى أن المشروع يستخدم أحدث ما توصلت إليه التقنية والأجهزة المتطورة في نزع الألغام، ولن يواجه مشاكل مستقبلية من هذا النوع.

مليون لغم

من جانبه، قال وزير خارجية الجمهورية اليمنية خالد حسين اليماني إن مشروع نزع الألغام في اليمن مشروع الحياة في مواجهة مشروع الموت، الذي يضاف إلى سجل الخير والعطاء لمركز الملك سلمان للإغاثة تجاه الشعب اليمني، مشيراً إلى أن الانقلابيين الحوثيين تسببوا من خلال الحرب التي أشعلوها ونتيجة نهبهم موارد الدولة في المناطق التي يسيطرون عليها بكارثة إنسانية كبيرة، إذ تُشير الإحصائيات الأولية إلى أن الميليشيات الحوثية زرعت نحو مليون لغم في أنحاء متفرقة من اليمن.

وأكد وزير الخارجية اليمني أن إعلان مركز الملك سلمان للإغاثة اليوم عن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن، يعتبر مبادرة إنسانية فاعلة في طريق تخليص اليمن من مخاطر هذا الخطر الذي تسبب به الانقلابيون.

وقال مدير البرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن أمين العقيلي، إنه تم زراعة الألغام في اليمن بطريقة عشوائية وبأعداد كبيرة جدًا، قد تصل إلى ملايين الألغام، ويتجاوز تأثيرها الأنسان والحيوان في اليمن، ويصل تأثير الألغام البحرية منها للتأثير على الملاحة الدولية.