بحث في خفايا وأسرار تقارير حقوقية..

تقرير: قطر وإخوان اليمن.. تغذية الإرهاب والدفاع عنه

حملة عسكرية في أبين ضد جماعات مسلحة يعتقد أنها موالية أو مدعومة من قطر

فريق الابحاث والدراسات
فريق البحوث والدراسات في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات

انتشرت على شبكة الإنترنت صور لشخص وعليه آثار تعذيب، بينت تقارير صحافية ومصادر أمنية أنه معتقل لدى سجون إخوان اليمن السرية في مدينة تعز، كبرى مدن الشمال اليمني، حيث يتقاسم حلفاء الدوحة المدينة الأكثر سكانا مع حلفاء طهران جماعة الحوثي.

وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي شخصا وعليه آثار ضرب في انحاء متفرقة من جسده، قبل ان تعلن مصادر حقوقية عن تعرض معتقل في سجون الإخوان وسط مدينة تعز لأعمال تعذيب وحشية استخدمت فيها الكهرباء والآلات الحادة.

وتتقاسم العديد من القوى التي تسيطر على اجزاء محررة من الحوثيين، النفوذ في هذه المناطق، وتتمثل هذه القوى في تيار الإخوان الذين تتبعهم قوات عسكرية، بالإضافة إلى تيار السلفيين الذي يتزعمه القيادي السلفي "ابو العباس"، حيث دارت بين الطرفين مواجهات عنيفة خلال العامين الماضيين، خلفت عشرات القتلى والجرحى، ناهيك عن اعمال الاغتيالات التي طالت قيادات من الطرفين.

ويقول سلفيون إن تنظيم الإخوان استعان بعناصر إرهابية لتصفية بعض قياداته وعناصر المقاومة الشعبية المحسوبة على السلفيين والتي تقاتل الحوثيين.

واتهم تيار (ابو العباس) الإخوان بفتح جبهات داخلية لرفع الضغط العسكري على الحوثيين.

وقالت بيانات عدة إن الإخوان يسعون لإقصاء تيار السلفيين الذين يقاتلون الحوثيين، فيما يبدو ان التحالفات الجديدة التي طرأت في اعقاب الازمة الخليجية مع قطر، قد دفعت الإخوان الذين ترعاهم، إلى ايقاف العديد من الجبهات التي يشرفون عليه، غير أنه في تعز توجه لهم اتهامات بارتكاب جرائم وحشية في تعز.

وأكدت تقارير حقوقية وجود عشرات المعتقلات السرية في تعز، فيما انتشرت على الإنترنت صور لأعمال سحل وتعذيب، من بينها مركبة تسحب جثة أحد القتلى وصور أخرى لقتلى جزت رؤوسهم على يد مسلحين متطرفين في المدينة. 

ويقول ناشطون يمنيون إن الجرائم التي ترتكب في تعز على يد جماعات مسلحة بعضها بدافع السرقة والنهب وأخرى جرائم إرهابية.

وعلى الرغم من نشاط العديد من المنظمات الدولية في اليمن المضطرب جراء الحرب، إلا ان جرائم الإخوان والحوثيين في تعز لم تلق اي صدى او اهتمام، وهو ما يفسر لدى البعض ان هذه المنظمات قد سقطت في وحل التمويل القطري.

ويعتقد صحافيون وناشطون يمنيون أن التقارير التي صدرت مؤخرا عن منظمات دولية تفضح الاطراف التي تمول هذه المنظمات التي باتت تستخدم تقاريرها وفقا لسياسية الممول.

وبين  تقرير نشرته منظمة دولية، الحرب التي تخوضها الدوحة ضد عواصم التحالف العربي انطلاقا من عدن، حيث تؤكد العديد من التقارير أن قطر باتت تخطط لإيقاف الحرب على الإرهاب في الجنوب،  المحرر من الحوثيين.

وتساءل كثيرون.. لماذا تهتم قطر بقضية المعتقلين في عدن في حين ان جرائم الحوثيين في صنعاء وصلت إلى حد جرائم الابادة.

وقتل معتقلون في سجون الحوثي بصنعاء جراء اعمال تعذيب واسعة، لكن ذلك لم يحظ باي اهتمام من قبل المنظمات الدولية التي ركزت جل اهتماها على قوات الحزام الأمني التي أنشئت لمحاربة التنظيمات المتطرفة.

 ويؤكد ناشطون أن انتهاكات الإخوان والحوثيين في تعز تعري منظمات الدفع المسبق، التي تمولها الدوحة، فهي منظمات لم تلق اي اهتمام على ما يرتكب في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أو الاخوان، غير انها ركزت كل جهدها على الجنوب، وخاصة على قوات الحزام الأمني في عدن والنخبة في شبوة وحضرموت، الأمر الذي يقول ناشطون إنه تأكيد على ان الدوحة تحارب القوات العسكرية التي تحارب التنظيمات الإرهابية.

ويعزي ناشطون الاتهامات بوقوف قطر والإخوان وراء التنظيمات الإرهابية إلى التقارير التي تطالب بالإفراج عن عناصر بعضها متورطة في تفجيرات إرهابية في عدن.

ويقول مسؤولون أمنيون في عدن إن اطرافا في حكومة هادي تعرقل اعادة تفعيل القضاء في العاصمة المحررة من الحوثيين منذ منتصف العام 2015م، حيث يسيطر على سلطة القضاء من خلال قيادات إخوانية.

وباتت بعض الاطراف الموالية للحكومة الشرعية في محل اتهامات بعرقلة القضاء، والسعي للإفراج عن عناصر تسببت في مقتل وجرح المئات أغلبهم مدنيون في تفجيرات بعدن، غير ان الاجهزة الأمنية لم تعلن ذلك صراحة.

وفقا لشهادات الكثير من سكان تعز، فإن عمليات سحل واعدامات دون محاكمة واغتيالات ونهب للمتاجر، باتت مسلسلا يوميا تألفه تعز، كبرى مدن الشمال اليمني، وهو الأمر الذي يدعو للتساؤل "أين المنظمات الدولية وتقاريرها عن مدينة تعز ومزاعم السجون السرية في المدينة؟".

لكن التقارير التي انتشرت مؤخرا عن مزاعم وجود انتهاكات في عدن، دفعت اطرافا في الشرعية إلى استخدام ذلك لابتزاز التحالف العربي.

وأعلن مسؤولون في حكومة هادي التي يقاتل التحالف العربي لإعادتها إلى صنعاء، وقوفهم في صف الحلف المضاد (إيران وقطر وتركيا)، في محاولة للابتزاز.

ومع كل تقرير ينشر حول وجود مزاعم اعمال تعذيب وسجون سرية، تقول تقارير صحافية ان بعض المسؤولين في الحكومة الشرعية يسربون معلومات إلى المنظمات الدولية بهدف ابتزاز التحالف العربي.

ورفض مسؤولون في حكومة هادي التعليق على تقارير نشرت مؤخرا زعمت وجود أعمال تعذيب في عدن، وهو ما جعل البعض يعتقد ان التقارير تلك خرجت من مطابخ الشرعية لمحاولة ابتزاز دولة الإمارات العضو الفاعل في تحالف دعم الشرعية، فالإمارات التي نفت علاقتها بتلك السجون، تؤكد انها تواصل دعم معركة التصدي للحوثيين والإرهابيين وان السجون تتبع الحكومة الشرعية التي ألتزمت الصمت، ولم تعلق الحكومة على تلك التقارير المتكررة.

وحاول مسؤولون في حكومة هادي وضع قوات الحزام الأمني على قائمة المليشيات، الا ان ذلك فشل، قبل ان يعلن بعض حلفاء التنظيم الإخواني موقفه من هذه القوات وطالب بضرورة دمجها في الداخلية، بعد ان نجحت في تطهير مدن الجنوب من التنظيمات الإرهابية.

وقال مصدر مسؤول يمني في الرياض "إن هناك قوى تسعى لإيقاف الحرب على الإرهاب، وهي من تعرقل البت في قضايا المعتقلين".

وتسعى قطر إلى استخدام قضية المعتقلين لتأليب الشارع اليمني والجنوب ضد دول التحالف العربي، دون ادراك ان المعني بتلك السجون هي الحكومة الشرعية، التي تعتقل ناشطين بتهمة الاساءة لها، لكنها ترفض البت في قضايا معتقلين متهمين في قضايا إرهابية.

وتضع مصادر حكومية قطر في قائم الدول الداعمة للانقلابيين، إعلاميا وعسكريا وسياسياً، لكن لا أحد يجرؤ على مناهضة قطر خشية من اقالته من منصب، جراء سيطرة الإخوان الموالين للدوحة على القرار الحكومي.

ويقول مسؤولون على استحياء ان قطر هي من تمول الإرهاب في الجنوب منذ العام 1994م، لكن الدعم القطري للتنظيمات زاد منذ العام 2012م، اي عقب وصول الإخوان إلى حكم اليمن عقب الاطاحة بالرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

وأطلق ابرز معتقلي تنظيم القاعدة من سجن صنعاء المركزي في واقعة فرار أثارت حالة من الاستغراب .. كيف يهرب سجناء من وسط صنعاء، دون اي تحرك للأجهزة الأمنية التي تنتشر في كل مكان بالعاصمة اليمنية؟.

وحملت قوى يمنية وزير داخلية الإخوان عبده الترب بالوقوف وراء تهريب معتقلي القاعدة من السجن المركزي في صنعاء.

وتخوض السعودية والإمارات معارك عدة في اليمن، لعل منها الحرب ضد تدخلات الدوحة التي أفصحت عن تحالفها مع إيران وتركيا.