رديف لجيش مأرب..
تقرير: إخوان اليمن يبنون جيشاً طائفياً في تعز
كشف تقرير يمني عن قيام تنظيم الإخوان في اليمن الموالي لقطر ببناء جيش طائفي في مدينة تعز كبرى مدن الشمال اليمني، اعد بأنه رديف لقوات مأرب الإخوانية.
وقالت تقارير اخبارية يمنية ان سكان بلدة الشمايتين بمحافظة تعز وسط اليمن، استنكروا استحداث تنظيم الإصلاح، مواقع عسكرية في المناطق الآهلة بالسكان، مؤكدين أنها تمثل خطراً على المنطقة وتهديداً للسلم الاجتماعي.
وبحسب "موقع نيوز يمن" فقد طالب الأهالي، في بيان رسمي صدر عن الهيئة المجتمعية لأبناء الشمايتين قيادة محور تعز بسرعة تنفيذ قرار محافظ المحافظة والسلطة المحلية والأحزاب السياسية، بنقل المعسكر المستحدث في منطقة الأصابح.
وكان حزب الإصلاح استحدث معسكراً تدريبياً في منطقة الأصابح تابعاً للواء الرابع مشاة الذي تم تشكيله من مجاميع إصلاحية غالبيتها تنتمي للقطاع التربوي للحزب الذي تحول إلى مخزن للقوى البشرية ولم يقتصر النشاط المسلح على الجناح العسكري.
وقال البيان: "لقد فوجئ أبناء منطقة العفاء أصابح والعزل المجاورة في يوم السبت الموافق الـ 7 من يوليو 2018م باستحداث معسكر تابع للواء الرابع مشاه جبلي في ساحة المعهد التقني في المنطقة والتي تحيط به تجمعات سكانية كبيرة من عزل الأصابح وأديم والحضارم والقريشة والصنعة والزكيره والعديد من المدارس وطلاب هذه المناطق في جامعة التربة".
وأوضح أن ذلك أثار مخاوف الأهالي من سقوط قذائف حربية إلى وسط السكان والخشية من نزوح الأهالي عن ديارهم.
وأضاف البيان، أن الواجهات والشخصيات الاجتماعية والمكونات الأهلية في المنطقة عقدت اجتماعات موسعة لبحث المشكلة وجرى اختيار هيئة مجتمعية لمتابعة الجهات المختصة بالسلطة المحلية والقيادة العسكرية بطلب رفع المعسكر المستحدث وعدم القبول بإنشاء أي معسكرات في المناطق المأهولة بالسكان.
وناشدت الهيئة قيادة اللواء الرابع مشاه جبلي أن يتفهموا مخاوف ومطالب السكان والتوجيه برفع المعسكر.
وبحسب مراقبين، فإن استحداث معسكر في الشمايتين يندرج ضمن الصراع الذي تخوضه بعض القيادات العسكرية في تعز مع اللواء 35 وقياداته بهدف فكفكته وضرب حاضنته الشعبية في تعز عموما ومنطقة الحجرية على وجه الخصوص.
وبررت القيادة العسكرية الموالية للإصلاح في تعز استحداث المعسكر بتأهيل المنضمين من أبناء مديرية الشمايتين في اللواء الرابع جبلي، وأن التواجد محدد بفترة زمنية، غير أن المعلومات تؤكد أن هذا المعسكر الهدف الرئيس منه تمكين الإصلاح من السيطرة على التربة، أهم مدينة في تعز، ومحاصرة اللواء 35 في نطاق جغرافي غير مرتبط بالجنوب ولا بمدينة تعز.
ويسعى الإصلاح إلى وضع كماشة على ألوية عسكرية في الجيش الوطني لحشرها بين فكيها، طرفها اللواء الرابع مشاة جبلي واللواء الخامس حرس رئاسي الذي يقوده وشكله عدنان رزيق بدعم من ناصر هادي وبتمويل قطري ونطاق الفك الأول من الكماشة التربة هيجة العبد والأصابح بينما الفك الآخر في الضباب ومدخل مدينة تعز، حيث يتواجد اللواء الخامس واللواء 17 مشاه في مناطق جبل حبشي المحاذية للضباب.
وتتواجد قوات من ألوية في الجيش الوطني في مناطق مواجهات مع المليشيات الحوثية بينما يتفرغ الإصلاح لترتيب تموضع قواته وفق أهدافه المبيتة لإحكام السيطرة عسكرياً على تعز.
ويقع اللواء المستحدث في القبيطة بمحافظة لحج، غير أن هذا اللواء الذي يقوده أحد أصهار خالد فاضل التربوي الإصلاحي الجبولي ظهر مؤخراً كشوكة إخوانية تتحرك لوضع عثرات في طريق تواجد اللواء 35 بقيادة العميد عدنان الحمادي الذي تتعامل معه أجنحة الإصلاح كخطر عليها في تعز.
وتشكل مناطق الحجرية وصبر وجبل حبشي مناطق غير صديقة للإصلاح اجتماعياً نظراً للإرث اليساري والقومي الموجود في هذه المناطق وكذلك تعايش هذه المكونات مع المؤتمر الشعبي العام كقوى محلية واجتماعية توحدت ثقافياً وفكرياً ضد أيديولوجية الإخوان التي تعاطت باستمرار مع اليسار والقوميين كأعداء رغم تواجدهم في تحالف سياسي واحد.
القلق الإصلاحي من هذه المناطق دفع قيادة الحزب إلى اعتماد خيارات عسكرية لتعزيز حضورها مستفيدة من السيطرة الإخوانية على القرار العسكري في تعز وانكفاء الحمادي على ممارسة دوره العسكري فقط وغياب الحزب الاشتراكي والمؤتمر مما أتاح للإصلاح حرية الحركة والتمدد تحت مسميات مختلفة.
ويواصل الإصلاح رسم خارطة التموضع العسكري بناءً على أطماع النفوذ والتمدد السياسي كواقع في تعز ولم يعد هناك من مبررات لإنكار هذا المشروع وليس بعيداً على من يعتبر مبنى مكتب التربية في شارع جمال بتعز موقعاً عسكرياً مهماً أن يتحرك للتواجد في التربة أو عروس صبر أو نادي الصقر في مدخل تعز أو حتى في سائلة هيجة العبد.
وقال مسؤول محلي: "هذا الجنون الإصلاحي لتوزيع قواته على أكبر مساحة في تعز لا يعني القبول بكل ما يستحدثه كأمر واقع وعليه الاعتبار من المغامرة الحوثية التي حاولت ابتلاع اليمن مرتدية البزة العسكرية للجيش اليمني في حين يحاول الإصلاح ابتلاع تعز مرتدياً جعبة الجيش الوطني".
ويقول مهتمون إنه إذا لم يستجب الإصلاح لهذا الرفض المجتمعي فقد تتحول المطالبات إلى رفض مسلح لهذا التواجد، عندها سيكون الإصلاح أمام خيار مواجهة المجتمعات المنتفضة بالقوة أو الخروج المذل له من هذه المناطق، وفي الحالتين يخسر الإصلاح من رصيده النازف بسبب جشع التمدد وغواية أفضلية تمثيل تعز.