بالوقائع والتواريخ..
الاتحاد الظبيانية: الحوثيون "يد إيران" العابثة في اليمن
علاقة آثمة جمعت السلطات الإيرانية وميليشيات الحوثي منذ السنوات الأولى لنشأة الميليشيات الإرهابية، غير أن هذه العلاقة المشبوهة ازدادت وتطورت بشكل لافت للنظر على مدى السنوات العشر الأخيرة، حيث تصر إيران على دعم الحوثيين، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً، وهو الأمر الذي يحاول النظام الإيراني أن يخفيه تارة وينفيه تارة أخرى حتى لا يتعرض لعقوبات دولية. وفي سطور التقرير التالي، ترصد «الاتحاد» بعض الوقائع التي تؤكد الدعم الإيراني العسكري والسياسي والإعلامي لميليشيات الحوثي.
في 2009، أعلنت الحكومة اليمنية عن ضبطها لسفينة إيرانية محملة بالأسلحة لدعم الحوثيين، وفي 13 ديسمبر من العام نفسه، دعا وزير الخارجية اليمني في ذلك الوقت، أبوبكر القربي، إيران إلى التوقف عن دعم الحوثيين.
في سبتمبر 2012، أعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أثناء زيارته الولايات المتحدة الأميركية عن ضبط خلايا تابعة لطهران في صنعاء، وفي العام نفسه اتهم رئيس الأمن القومي اليمني، علي حسن الأحمدي، طهران بدعم الحوثيين عسكرياً، وذلك من أجل إيجاد موطئ قدم لها في اليمن.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نقلت في 2012 تصريحات منسوبة إلى مسؤول أميركي وآخر هندي تؤكد خبر اعتراض شحنة أسلحة مرسلة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إلى رجل أعمال مقرب من الحوثيين.
في يناير 2013، كررت الحكومة اليمنية تأكيداتها بشأن الدعم الإيراني للحوثيين، وأعلنت عن ضبطها لقوارب إيرانية محملة بأسلحة ومتفجرات وصواريخ مضادة للطائرات كانت في طريقها إلى الميليشيات الحوثية الإرهابية، وكشف وزير الداخلية اليمني في ذلك الوقت، عبدالقادر قحطان، أن القوارب الإيرانية كانت تحمل 48 طناً من الأسلحة والمتفجرات، وقدمت السلطات اليمنية طلباً إلى مجلس الأمن للتحقيق في هذه القضية، واستجاب مجلس الأمن للطلب اليمني.
ارتباط الحوثيين بايران ازداد بشكل كبير بعد الانقلاب العسكري الذي قاده الحوثيون في سبتمبر 2014 ضد السلطات الشرعية في اليمن، واحتلوا العاصمة اليمنية صنعاء وأجزاء أخرى من المحافظات اليمنية، ففي الوقت الذي سحبت فيه غالبية دول العالم سفاراتها من اليمن، فتحت إيران جسراً جوياً مباشراً مع الحوثيين، وتعهدت السلطات الإيرانية بتأمين الوقود للمناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، بالإضافة إلى اعتبار طهران الانقلاب الحوثي «ثورة شعبية». وكشف تقرير أصدرته منظمة «كونفليكت أرمامنت ريسرتش»، عن العثور على قنابل على جانبي طريق في اليمن تشبه قنابل استخدمتها ميليشيا «حزب الله» الإرهابية، وكذلك استخدمتها ميليشيات شيعية موالية لإيران في العراق والبحرين، مما يشير إلى أن المصدر واحد وهو طهران.
وأكد تيم ميتشيتي، رئيس العمليات الإقليمية لدى منظمة «كونفليكت أرمامنت ريسرتش» أنه لم يعد من الممكن إنكار دعم إيران للحوثيين بعد الآن بمجرد اقتفاء أثر المكونات التي صنعت منها القنابل إلى موزعين إيرانيين.
من جهة أخرى، سبق للأسطول الخامس الأميركي الذي يوجد مقره بالبحرين، أن أعلن أكثر من مرة عن مصادرة شحنات أسلحة كانت مرسلة من إيران في طريقها إلى اليمن، وقد جرت بعض عمليات مصادرة هذه الأسلحة في مطلع 2016، وفي واحدة من هذه المرات تم اعتراض 3 سفن تقليدية للشحن داخل مياه الخليج العربي تحمل الآلاف من بنادق «الكلاشنيكوف»، وبنادق قنص، وأخرى آلية و«آر بي جي»، وصواريخ مضادة للدبابات. وكانت الأمم المتحدة ودول غربية أعلنت أن صاروخ «بركان» الذي أنتجه الحوثيون يعكس سمات من صاروخ «قيام» الباليستي الإيراني، ما يؤكد أن طهران، إما تشاركت في تكنولوجيا صناعة هذه الصواريخ مع الحوثيين أو هربت صواريخ مفككة إليهم وتولوا هم لاحقاً إعادة بنائها. وكشف فيديو أنتجته وزارة الثقافة والإعلام اليمنية عن أوجه الدعم العسكري والمالي والإعلامي والسياسي والحقوقي من إيران للميليشيات الحوثية، حيث خصص الحرس الثوري الإيراني منذ عام 2010 ميزانية ما بين 10 و25 مليون دولار سنوياً لدعم الحوثيين، مشيراً إلى أن لجنة إيرانية تسمى بـ«نصرة الشعب اليمني» برئاسة الضابط الإيراني إسماعيل أحمدي تقوم بجمع التبرعات لصالح الحوثيين، فضلاً عن إنشاء ودعم قنوات تلفزيونية ناطقة باسم الميليشيات الحوثية، كالمسيرة والساحات تدار من لبنان. وأوضح فيديو وزارة الثقافة والإعلام اليمنية أن إيران تقوم بتدريب مقاتلين خارج اليمن وداخلها، وتساعد الحوثيين في صناعة الصواريخ والألغام. كما تقوم طهران بدعم وتوجيه مراكز أبحاث لمساندة الحوثيين، وتدريب ناشطين وإعلاميين حوثيين داخل لبنان وإيران. وفي وقت سابق، كشف إعلاميون وناشطون يمنيون عن وجود لجنة إيرانية بمقر السفارة الإيرانية باليمن تدير شؤون ميليشيات الحوثي الإرهابية، وتشرف هذه اللجنة على شبكة واسعة من الخبراء الإيرانيين وعناصر من ميليشيات «حزب الله»، يتولون مهام إدارة شؤون الميليشيات الحوثية.
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، اعترف قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، بتقديم دعم مباشر لميليشيات الحوثي، حيث أكد في مؤتمر صحفي نقلته وسائل الإعلام أن مساعدة إيران لليمن يقصد الحوثيين تحمل طابعاً استشارياً ومعنوياً بشكل أساسي، وأنها ستستمر في المستقبل.
وقال جعفري: «السيادة في اليمن اليوم في يد جماعة أنصار الله الحوثية، ومساعدات إيران لهم في حدود الدعم الاستشاري والمعنوي الذي يحتاج له اليمن غالباً، وإيران لن تألوا جهداً في تقديم هذا العون».
وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة قد أعلنت في العشرين من يونيو 2018 عن ضبطها أسلحة ومعدات عسكرية إيرانية خلال عمليات قوات التحالف العربي في الساحل الغربي باليمن، حيث عرضت القوات المسلحة الإماراتية 6 طائرات من دون طيار، و32 لغماً بحرياً وبرياً، وقاذفات صواريخ مضادة للدروع، وأسلحة قنص، فضلاً عن عرض 40 صورة لسفن وأسلحة ضخمة تم تدميرها واعتراضها من قبل قوات التحالف العربي. يضاف إلى ذلك أنه تم الكشف عن تزويد إيران للميليشيات الحوثية بخبراء تصنيع وتطوير الأسلحة واستخدامها، وأظهرت بعض الصور والتقارير استخدام اللغة الفارسية على تلك الأسلحة.
وفي يونيو 2018 أيضاً، أكد السفير الأميركي لدى اليمن، ماثيو تولر، أثناء لقائه رئيس الحكومة اليمنية، أحمد بن دغر أن دعم إيران لميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن لن يستمر طويلاً، مؤكداً رفض بلاده الكامل للدعم الإيراني للحوثيين وتزويدهم بالصواريخ الباليستية لاستهداف السعودية وتهديد الملاحة الدولية.
الاتحاد