دعوى قضائية أمريكية..

تقرير: جمال بنعمر.. كيف أصبح متهما بالعمالة لصالح قطر؟

المبعوث الأممي الأسبق الخاص إلى اليمن جمال بن عمر مع زعيم المتمردين الحوثيين عبدالملك الحوثي

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

 رفع جامع التبرعات الجمهوري إليوت برودي -المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين الماضي- دعوى قضائية ضد المبعوث الأممي الأسبق الخاص إلى اليمن جمال بن عمر، متهماً إياه بأنه عميل غير معلن لقطر داخل الولايات المتحدة للتأثير على سياسة أميركا، بحسب ما تناقلته وسائل إعلام أميركية، الثلاثاء 24 يوليو 2018.
 
واتهم برودي، قطر بالوقوف وراء شبكة من العملاء غير المعلنين لدى السلطات الأميركية يعملون داخل الولايات المتحدة، ومن بينهم الموفد الأممي السابق إلى اليمن جمال بن عمر.
 
وبحسب الجمهوري برودي، "بناءً على توجيهات المسؤولين القطريين، قام وكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة، جمال بن عمر، الذي عمل مبعوثًا خاصًا لليمن ومستشارًا خاصًا للأمين العام السابق بان كي مون، بتنسيق نشر المواد المسروقة من أجهزة كمبيوتر برودي للمنظمات الإعلامية الأميركية".
 
وقد رفع إليوت برويدي في مارس الماضي، دعوى قضائية أمام المحكمة في لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا ضد دولة قطر، اتهم فيها قطر ووكلاء لها داخل أميركا باختراق حسابات بريده الإلكترونية، وتقديم الوثائق المسروقة إلى وسائل الإعلام بهدف نشر تقارير تنال منها بسبب معارضته الشديدة لقطر.
 
واتهم برويدي، في الدعوى التي أقامها أمام المحكمة الجزئية الأميركية في لوس أنجلوس، قطر ووكلاء لها باختراق حسابات البريد الإلكتروني التي تخصه هو وزوجته وتقديم الوثائق المسروقة، عبر أعضاء جماعات ضغط في الولايات المتحدة، إلى وسائل الإعلام بهدف نشر تقارير تنال منه.
 
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، في تقرير لها، أن بن عمر كان قد اتّهم من قبل يمنيين بالانحياز للميليشيات الحوثية، وأن قيادة التحالف الداعم للشرعية في اليمن أنهت مشاركة قطر في التحالف بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب، ودعمها لتنظيماته في اليمن مثل القاعدة وداعش، وتعاملها مع الميليشيات الانقلابية، ما يتناقض مع أهداف التحالف التي من أهمها محاربة الإرهاب.
 
وقالت: إن بن عمر رفض التعليق على هذه الاتهامات كما رفض التعليق عليها أيضا المتحدث باسم السفارة القطرية في واشنطن، معربة عن استغرابها لعدم صدور أي تعليق من الأمم المتحدة وإشادة المتحدث باسم الأمم المتحدة مع ذلك بالجهود الدؤوبة للمبعوث السابق لليمن.
 
غير أن التطورات المتعلقة بالقضية الجديدة هذه الأيام، لا سيما اتهام برويدي للمبعوث الأممي السابق إلى اليمن بالقيام بأعمال تجسس لصالح قطر، تميط اللثام عن الأنشطة التي قام بها الرجل في اليمن والتي لطالما اعتبرت محابية لموقف الحوثيين.
 
التحقيق في الأمر
 
وقد أكدت مصادر دبلوماسية أميركية أن البيت الأبيض يدرس بعناية تقارير تحدثت عن تورط قطر في دعم الحوثيين في اليمن على الرغم من أن الدوحة كانت جزءا من التحالف العربي قبل أن تجبر على مغادرة التحالف بعد قرار مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقاطعة قطر في 5 يونيو 2017.
 
وتداولت المؤسسات المعنية المعلومات الجديدة حول تورط الدبلوماسي المغربي جمال بن عمر في العمل لحساب قطر حين كان يشغل منصب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن بين أبريل 2011 وأبريل 2015.
 
وقالت المصادر: إن الاتهامات التي كالها رجل الأعمال الأميركي إليوت برويدي ضد بن عمر تستدعي تحقيقات معمقة ستشارك فيها مؤسسات الأمن الكبرى في الولايات المتحدة.
 
ورأى مراقبون أن قطر من خلال تجنيدها للمبعوث الأممي السابق كانت تقدم خدمات مباشرة لإيران ولأجندتها داخل الصراع في اليمن.
 
وكانت صحيفة نيويورك تايمز، قد اعتبرت في مارس الماضي الدعوى المقدمة من قبل برويدي هي أولى المحاولات القضائية لإخضاع حكومة أجنبية للمحاسبة في المحاكم الأميركية بتهمة التجسس الإلكتروني.
 
ونقلت عن محامي برويدي أن "الدوحة اخترقت رسائل إلكترونية تضمّنت بعض آراء برويدي في قضايا الشرق الأوسط"، وسرّبتها باسم "مجهول" لمجموعة من الصحافيين.
 
ولفتت مصادر أميركية -متابعة لهذه القضية- إلى أن التحقيقات ستركز على دور قطر في العبث بأمن اليمن كما بأمن منطقة الخليج من خلال دعم الحوثيين والعمل لصالح إيران.
 
وأضافت، أن قرار إدارة ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات "تاريخية" ضد إيران سيتعارض مع أنشطة قطر الداعمة لطهران وأجندتها الإقليمية.
 
ورأت المصادر، أن القضية تفتح أيضا ملف قيام قطر وإيران باختراق منظمة الأمم المتحدة في نيويورك في قلب الولايات المتحدة، كما تدعم حجج الرئيس الأميركي المنتقدة لعمل المنظمة الأممية والمشكك بأجنداتها.