بغطاء من الشرعية..
تقرير: هل سلم هادي اليمن إلى الإخوان؟
رفع الستار عن فصول الحكاية وانتهت الرواية واكتمل المشهد الأخير من فصول المخطط ، واتضحت صياغة وسيناريو مؤامرة طبخت فصولها في مطابخ فنادق الرياض وإسطنبول.
بعد سعي الإخوان المسلمين الحثيث لإزاحة المجلس الانتقالي الجنوبي ، الممثل الشرعي لشعب الجنوب ، من التمثيل الدولي على طاولة الأمم المتحدة في محادثات جنيف المرتقبة المزمع انعقادها في نهاية الأسبوع الحالي , بغطاء واسم "هادي" وقرار (إخواني) مع سبق الإصرار السياسي والمكر الإخواني وما صاحبها من قرارات سابقة من تعيينات إخوانية عن طريق ظل "الرئيس" مدير مكتب الرئيس هادي الجندي الخفي للإخوان المسلمين "العليمي" وعرقلة الكثير من القرارات والتعيينات التي تصب في مسار الإصلاح الإداري والاقتصادي والسياسي والعسكري في حسم الاقتتال في جبهات الشمال وعمل مخطط وسيناريو يجعل من هادي الرئيس (العاجز) و (الفاشل) في إدارة البلاد وإقحامه في مواجهة "شعبية" ارتضى هادي أن يكون شعب الجنوب حطب وقودها غير مدرك بأن هذه النار ستحرقه أولًا وستنهي مسيرة حياته السياسية وسترمي بها إلى مزبلة التاريخ.
أخونة حكومة الشرعية
لعل من الأهمية بمكان أن نشير في هذه التناولة إلى أن حزب الإصلاح اليمني قد عمل ومنذ البداية بذكاء ودهاء سياسي حين بدأ مخطط الإطاحة بالرئيس هادي من خلال أخونة حكومة الشرعية وتحويلها إلى حكومة إخوانية تحكم زمام الأمور بغطاء "هادي" ، فكان حزب الإصلاح اليمني هو حزب هادي دون منازع ؛ حيث عمل على تقويته ودعمه من حيث لا يعلم ولا يدري ولا يعي نهاية وعواقب الأمور ونتائج تلك الشيطنة الإخوانية.
اليوم وبعد أكثر من ثلاثة أعوام منذ بداية المخطط الإخواني ها هي البلاد تغرق في وحل من الفساد والفوضى والانهيار الاقتصادي وتردي الأوضاع المعيشية للمواطن وانهيار العملة وانعدام المشتقات النفطية, ونهب وديعة بنكية بـ 2 مليار دولار وصرفيات مذهلة ورواتب خيالية لعتاولة شرعية "الإخوان" وحاشية الرئيس هادي وغليان وغضب الشارع , وارتفاع أصوات البطون الخاوية وعدم مقدرتها على الاستمرار والصبر والتحمل أكثر من ذلك .
كل ذلك كان مخططًا له , ومعدًا مسبقًا , من إخراج وإعداد ومونتاج الإخوة الإخوانيين من أجل الوصول إلى المرحلة الأخيرة من فصول الحكاية وهي توكيل كبيرهم ومرشدهم ومعلمهم وساحرهم (الأحمر) وتفويضه وتسليمه مقاليد السلطة من قبل هادي بعد أن يصل الرجل إلى مرحلة اليأس والإفلاس السياسي والانهيار الصحي والذي لا يجد أمام كل تلك الأمور خيارًا سوى تسليم الجمل بما حمل للعجوز الأحمر.
هل وقع هادي في فخ الإخوان وخسر الرهان؟
راهن الكثيرون على عقلية هادي كثيرًا وعلى قوة الصبر الذي يمتلكه الرجل ، واستدل الكثيرون على أحداث صنعاء وصولًا إلى عدن وانتهاءً بتفكيك أسطورة العائلة العفاشية وذهب البعض على المراهنة عليه بإيقاع الإخوان في التشرذم والتفكك ، ولكن واقع الأحداث والمتغيرات على الأرض يتحدث عكس ذلك ويوحي بغير ذلك ؛ حيث فرضت جماعة الإخوان سياسة الأمر الواقع وجعل هادي غطاءً دوليًا حافظت عليه الجماعة الإخوانية تحسبًا لأي ضربات خارجية إقليمية تصيب كيانهم ، وظلت تتمسك بـ"هادي" ، وظن الجميع بأن الإخوان وقعوا في فخ هادي بينما هم من أوقعوا هادي في فخ المواجهة مع الشعب وفي مصيدة "السقوط" وفخ الارتهان اللا إرادي .
نعم ؛ وقع هادي في فخ السقوط والاستسلام للمشروع والمخطط الإخواني وخسر الرهان واعتلا الإخوان عرش الحكومة الشرعية وكرسي الحكم عن طريق علي محسن الأحمر وبذلك يكون هادي سلم الإخوان الحكم والدولة بعد سنين عجاف مرت بها الجماعة الإخوانية ، وبغطاء هادي الشرعي خدع الإخوان العالم الدولي والإقليمي واعتلوا سدة وكرسي "الحكم" وخسر هادي الرهان ووقع في فخ "الإطاحة الإخوانية " بعد ثلاث عجاف وصل الإخوان الى الحكم عن طريق المارشال (هادي) ؛ فهل تكون هي البداية لحقبة إخوانية تستحوذ وتستولي على الحكم في العالم العربي؟ وهل تكون البداية من اليمن وتفتح آفاق وملامح ومعالم ولادة الدولة المتعسرة الإخوانية بعد مخاض سياسي عسير نجحت ولادته في اليمن؟.
فصول درامية
فصول درامية وسيناريو يقود إلى حقبة قد تشهد الكثير من المواجهات والصراعات وتفرز العديد من النتائج والمعطيات في قادم المرحلة التي فرضتها معطيات ومغامرات ضبابية تحولت إلى واقع يرمي بظلاله على الواقع السياسي والعسكري والاقتصادي.