يستأنف حملته القديمة على المنظمات الدولية..

تقرير: بولتون يُهمش وزير الدفاع جيمس ماتيس

مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون

واشنطن

لفت مايكل هيرش، مراسل بارز لدى موقع "فورين بوليسي"، لتصريحات جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، الأخيرة والتي تجاوز فيها خطاب رئيسه دونالد ترامب، في عدائيته لإيران، ساعياً لتهميش وزير الدفاع، جيمس ماتيس، حيال مهمة القوات الأمريكية في سوريا.

بات واضحاً أن رأيه سائد في السياسة الرسمية الأمريكية. وأصبح يتحدث براحة أكبر، وخاصة بعدما تخلص من جميع من عملوا في مجلس الأمن القومي في إدارة أوباما

فبعدما صمت أشهراً، خرج مستشار الأمن القومي الأمريكي من الظل بطريقة استعراضية في خطابه الذي حاول من خلاله تقويض أو إضعاف مؤسسات دولية أمضى ثلاثين عاماً من خدمته العامة في محاربتها.

وحسب كاتب المقال، لطالما فضل ترامب السياسات الأحادية، وساعد بولتون في تبرير وجهات نظر الرئيس حول مبدأ "أمريكا أولاً"، ووضع صياغة متماسكة لسجل ترامب القياسي في رفض أي عمل متعدد الأطراف.

فقد انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، ثم من الصفقة النووية الإيرانية، وأخيراً من اتفاق الأمم المتحدة العالمي للهجرة. وبوقوف بولتون فخوراً إلى جانبه، أوضح ترامب أنه لم يعد يجد فائدة كبيرة من مجموعة السبع ومن الناتو.

تخلي عن منظمات دولية
ويرى كاتب المقال أن الولايات المتحدة رعت، بعد الحرب العالمية الثانية، كبريات المؤسسات الدولية. وفي ظل ترامب وبولتون، تخلت واشنطن عنها.

ويقال إن مسودة خطاب ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة صاغها ستيفن ميلر، الاقتصادي القومي المتشدد، ولكن بعض العبارات التي استخدمها الرئيس الأمريكي قد تكون مأخوذة من بعض كتابات وتعليقات بولتون في الماضي.

 صدى
وحسب هيرش، عندما قال ترامب: "لن نتنازل عن سيادة أمريكا لصالح بيروقراطية عالمية غير منتخبة ولا مسؤولة" كان يردد صدى خطاب بولتون اللاذع ضد المحكمة الدولية، في بداية سبتمبر( أيلول)، كما كان يطبق سياسة بولتون على مدار أكثر من عشر سنوات.

فقد رفض بولتون عندما كان نائباً لوزير الخارجية في عهد بوش الابن، ثم سفيراً لدى الأمم المتحدة، شرعية "نخب دولية غير منتخبة تعمل لدى مؤسسات دولية، مثل الأمم المتحدة والمحكمة الدولية"، بحجة أنه لا يفترض أن يكون لدى هذه المؤسسات نفوذ على حرية أمريكا في التحرك، لأن دستور الولايات المتحدة لا يعطيها أي دور. ومن الواضح أن ترامب يُوافق هذا الرأي.

حذر
ويشير كاتب المقال إلى تجاهل آراء بولتون طوال سنين. ورغم توخي إدارات سابقة جمهورية وديمقراطية الحذر في تعاملها مع منظمات دولية تابعة للأمم المتحدة مثل محكمة العدل الدولية، إلا أنها لم تصل إلى موقف ترامب وبولتون.

وفي رئاسة جورج بوش الأولى، سعى كولين باول، وزير الخارجية يومها، للتخلص من بولتون، الذي قال حينها أنه "محاط بخصوم". كما رفضت كوندوليزا رايس، تعيين بولتون نائباً لها. وقالت لمساعدين إنها سعيدة لأن بوش أرسله إلى نيويورك سفيراً لدى الأمم المتحدة.

وحسب عدد من المصادر من داخل إدارة بوش، قصدت رايس يومها بقولها إن وجود بولتون في الأمم المتحدة، سيكون أقل ضرراً للإدارة في واشنطن.

حلم

ويرى الكاتب أن بولتون يعيش اليوم حلمه الكبير. وبات واضحاً أن رأيه سائد في السياسة الرسمية الأمريكية. وأصبح يتحدث براحة أكبر، خاصةً بعدما تخلص من جميع من عملوا في مجلس الأمن القومي في إدارة أوباما، ومع سلفه ماكماستر.

ولأن كل ذلك حدث في مكان يعتبره بولتون منطقة معادية له، أي مقر المنظمة الدولية في نيويورك، فقد تحقق لبولتون ما أسعده خاصةً بعدما نقل عنه رغبته بتقليص عدد الطوابق التي تشغلها هيئات الأمم المتحدة إلى عشرة فقط.