احتمالات أولية..
تقرير: ما الذي دفع روسيا لاحتجاز السفن الأوكرانية؟

تتخذ موسكو بضع خطوات إلى الأمام وتنتظر الرد
وذكرت أن مجموعة صغيرة من السفن أبحرت في تلك المنطقة منذ شهر، لكن في هذه المرة، احتجزت روسيا السفن الثلاث في ما وصفته الكاتبة بالاستفزاز المدبر بعناية.
لم تشكل هذه الأحداث مفاجأةً، ومع أن البعض وجد الأمر مناسباً للنسيان، يبقى أن الحرب بين أوكرانيا وروسيا لا تزال مستمرة. لكن المفاجأة الوحيدة، ربما تكون في التوقيت.
احتمالات أولية
تكتب أبلبوم أنه ربما قد لا يوجد سبب محدد. كان هنالك عدد من الصدامات في المياه حول القرم أخيراً، منذ بنى الروس جسراً هناك. وربما يكون ما حصل تذكيراً روسياً دورياً بأن موسكو لن تنهني احتلالها غير الشرعي.
ويمكن أن يكون هجوم موسكو على البحرية الأوكرانية ملائماً لمشروع إقليمي أكبر، أي الضغط الطويل المدى على ميناء ماريوبول، وعلى منطقة كبيرة في الساحل الأوكراني والتي يمكن فصلها عن سائر البحر الأسود بإغلاق مضيق كيرتش.
عامل داخلي
وربما يكون التحرك الروسي منسجماً أيضاً مع لحظة مهمة في السياسات الروسية الداخلية، إذ يأتي التحرك العسكري بعد موجات واسعة من المظاهرات ضد قانون التقاعد والاقتصاد المتباطئ.
بعد الأخبار التي وصفتها روسيا بأنها استفزاز أوكراني، ربط ألكسي نافالني أبرز ناشط روسي معارض ما حدث بتراجع شعبية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحسب استطلاعات رأي حديثة. وتوقع نافالني المزيد من الأخبار الروسية التي تتحدث عن استفزازات عسكرية أوكرانية مدعومة من الغرب.
روزنامة أوكرانية
تتابع أبلبوم أنه يمكن أن يكون التوقيت قد اختير في وقت تراقب موسكو الروزنامة السياسية في أوكرانيا والتي تتجه إلى انتخابات رئاسية في مارس (آذار) المقبل.
وربما تريد روسيا ضخ عنصر استقطاب في مجتمع منقسم. وقد يكون ما حصل رداً على قرار الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية بالانفصال عن روسيا. وهنالك احتمال أيضاً أن تكون موسكو راغبة في تأجيل الانتخابات الأوكرانية، ولعلها نجحت في تغيير الأجواء السياسية في البلاد.
وفي اجتماع ليلي متأخر يوم الأحد الماضي، قرر الرئيس بترو بوروشنكو المتراجع كثيراً في استطلاعات الرأي، فرض أحكام عرفية في بعض أنحاء أوكرانيا، ووافق المجلس النيابي على ذلك يوم الاثنين. ولم يتضح بعد ما الذي يعنيه الأمر، الذي يبدو كأنه يشمل التعبئة العسكرية، علماً أن بوروشنكو نفى فرض قيود على الإعلام أو التجمعات العامة، أو تأجيل للانتخابات. ولكن الاتهامات حول التدخل في الاستحقاق الانتخابي بدأت في الانتشار.
ماذا عن العامل الدولي؟
ومن التفسيرات الممكنة للسلوك الروسي، تقترح أبلبوم أن يكون التوقيت مرتبطاً بالسياسات الدولية. فبريطانيا التي تشكل واحدة من أكثر الدول تشدداً في مسألة العقوبات مهتمة اليوم بمعركتها حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولا تبدو في أجواء القلق على أوكرانيا.
ومن جهة أخرى تبدو إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منقسمة ومشتتة وهي تستعد للدخول في منافسة مع الديموقراطيين ضمن المجلس النيابي الجديد. أما الاتحاد الأوروبي وكندا وبولندا، فأطلقت بيانات تدين التصرفات الروسية قبل سماع أي إدانة أمريكية.
وحتى يوم الاثنين، لم تعلق وزارة الخارجية الأمريكية على الأحداث في مضيق كيرش. أما استنكار ممثلة واشنطن في الأمم المتحدة نيكي هالي للتحركات الروسية "غير القانونية" فجاء بعد ساعات من صدور البيانات الأخرى.
رهان روسي
مهما تكن الدوافع الأخرى وراء هذا الهجوم، ربما تكون ردود الفعل الضعيفة، هي ما يراهن عليه الروس حسب الكاتبة، تتخذ موسكو بضع خطوات إلى الأمام، وتنتظر الرد. وإذا لم يكن هناك أي رد، فستتقدم أكثر.
وإذا كان هنالك رد فعل معين فستنتظر حتى تهدأ المشاعر، لتعاود التحرك. ربما تنتهي هذه الحادثة عند هذا الحد، وربما لاتتواصل. لكن أبلبوم تدعو القراء لاعتبار ما حدث إنذاراً: إذا لم تكن هنالك استراتيجية أوسع لإنهاء الحرب، فإن ما حدث سيكون هو النمط السائد في السنوات المقبلة.