توسيع مهمة المراقبين الأمميين..

صحيفة دولية: اتفاق الحديدة بوابة بريطانيا للعودة إلى اليمن

من يوقف انتهاكات الحوثيين

واشنطن

تسعى بريطانيا إلى الانفراد بملف اليمن ووضع حل على مقاسها في الحديدة دون مراعاة تعقيدات الملف والأطراف الفاعلة فيه.

وتتحرك لندن بكل ثقلها في مجلس الأمن لتمرير مشروع قرار لتوسيع مهمة المراقبين الدوليين المكلّفين بالإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار في الحديدة، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى الملايين من السكان الذين يواجهون خطر المجاعة.

ويقول يمنيون إن بريطانيا لم تكتف بأن المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بريطاني، بل صارت تريد أن تسيّر الأمور في مجلس الأمن حسب أجندتها وحساباتها، وسط تخوفات من أن لندن تسعى للإمساك بملف الحديدة وتفاصيله في مدخل لتبرير عودتها القوية إلى اليمن.

وتوقّع دبلوماسيون أن يطرح مجلس الأمن الدولي مشروع القرار البريطاني على التصويت الأسبوع المقبل.

وينصّ المشروع على نشر نحو 75 مراقبا في الحديدة ومينائها وفي مرفأي الصليف وراس عيسى لفترة أولية مدّتها ستة أشهر.

وكانت المحادثات اليمنية التي جرت في السويد بإشراف الأمم المتحدة توصّلت إلى اتفاق ينص على نشر الأمم المتحدة فريقا من المراقبين الدوليين.

وتنشر الأمم المتحدة في الوقت الراهن فريقا صغيرا من 16 مراقبا دوليا في اليمن بقيادة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت، بموجب قرار صدر الشهر الماضي إثر التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

وتقول الأمم المتحدة إن وقف إطلاق النار الذي دخل في 18 ديسمبر حيّز التنفيذ صامد عموما، لكن هناك عقبات تعترض انسحاب المتمرّدين من مدينة الحديدة.

ويدعو مشروع القرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “تسريع″ نشر كامل البعثة التي يقودها الجنرال الهولندي باتريك كاميرت.

وينص الاتفاق الموقع في السويد على أن يعقد الطرفان لقاء في يناير الجاري، لكن دبلوماسيين قالوا إن هذا الموعد قد أرجئ.

وسيكون على عاتق البعثة الأممية الجديدة لدعم اتفاق الحديدة تدعيم اتفاق ستوكهولم عبر الإشراف على الهدنة، وانسحاب المقاتلين وضمان أمن المدينة ومينائها.

ويعمل المبعوث الأممي بشكل لافت على عدم إغضاب المتمردين الحوثيين بالرغم من التجاوزات الكثيرة التي عمدوا إليها في تنفيذ الاتفاق ورفضهم الانسحاب وبدلا من ذلك عمدوا إلى التمويه ووضع عناصر تابعة لهم في الموانئ.

ولم يغير هجوم المتمردين على قاعدة العند واستهداف قيادات عسكرية يمنية بارزة رأي غريفيث الذي بدا في كلمته، الأربعاء، أمام مجلس الأمن هادئا وكأن شيئا لم يحصل، وسط تحذيرات يمنية من أن التغطية على تجاوزات المتمردين قد تخدم صورة غريفيث وتطيل إشرافه على الملف اليمني، لكنها لن تزيد المتمردين سوى التعنت وتفتح الطريق إلى عودة المواجهات.

وطالب المبعوث الأممي، الأربعاء، طرفي النزاع بالدفع إلى تحقيق “تقدم كبير” لإرساء الهدنة قبل انعقاد جولة المحادثات المقبلة.

وفي أول ردّ له على استهداف قاعدة العند، كتب مكتب غريفيث في تغريدة على حسابه على موقع تويتر أنه “يحث كل أطراف الصراع على ممارسة ضبط النفس، والامتناع عن المزيد من التصعيد”.

وناشد غريفيث “أطراف الصراع العمل على خلق مناخ موات للحفاظ على الزخم الإيجابي الناتج عن مشاورات السويد وعن استئناف عملية السلام اليمنية”.

واندلعت اشتباكات، صباح السبت، في الحديدة بين القوات الموالية للحكومة والمتمردين الحوثيين، رغم الهدنة الهشة في المدينة.

وتردّدت في القسم الجنوبي من المدينة المطلة على البحر الأحمر في الساعات الأولى من صباح السبت أصوات طلقات مدفعية واشتباكات بالأسلحة الرشاشة.