دفن اتفاقية السويد في أنفاق الحديدة..
تقرير: الحوثيون يحشدون بدعم إيراني لمعركة كبرى

قوات التحالف العربي في اليمن

في ظل تنصلهم من مشاورات ستوكهولم المعروفة باتفاقية السويد، يستعد الحوثيون لخوض معركة جديدة داخل الحديدة، فيما تتأهب القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي لليمن، لأي اختراقات ومعركة قادمة مع ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، ما جعل الاتفاقية تعاني غيبوبة الموت في انتظار دفنها.
تطور جديد على أرض المعركة جاء متزامنًا مع تصويت مجلس الأمن اليوم، على مشروع قرار قدمته بريطانيا بشأن اليمن، يقضي بنشر فريق أممي مكون من 75 فردًا في محافظة الحديدة، إضافة إلى بنود أخرى، تتعلق بدعم تنفيذ اتفاق السويد.
وقال الخبير العسكري اليمني، العقيد يحيى أبوحاتم، إن ميليشيا الحوثي تعمل منذ 3 أشهر على تجهيز محطات حرب إلكترونية في كل من جبال ريمة المتاخمة وجبال المحويت وحجة وصنعاء، وبنفس الوتيرة تتزود بالطائرات المسيرة والخبراء، وتحفر الخنادق الطويلة في صنعاء والحديدة وتستعد للمعركة والمفاجأة.
وأضاف الخبير العسكري اليمني، في تغريدات على «تويتر» أن هناك أعدادًا كبيرة من الخبراء الإيرانيين للقيام بمهام تدريب الحثوثيين على القتال وحفر الأنفاق، وكذلك استخدام طائرات بدون طيار، وكذلك تعظيم قدرات الحوثي في الحرب «الإلكترونية».
وكشفت مصادر يمنية عن نقل ميليشيات الحوثي للعديد من عناصرها الإرهابية من صنعاء وعمران إلى الحديدة، وكذلك التسريع من مخططات حفر الأنفاق، ووضع قواتها في مناطق آهلة بالسكان لتكون دروعًا بشرية لهم.
وأوضحت المصادر أن هناك نشاطًا عسكريًّا مكثفًا من قبل الميليشيا في مناطق شرق مدينة الخوبة وجبال الملح وجبل جدع، شرق وجنوب شرق مديرية اللحية بمدينة الحديدة، وأن القوات اليمنية المشتركة رصدت نشاطًا عسكريًّا متزايدًا في الحديدة، بما يؤشر على وجود معركة قادة في المدينة الساحلية.
وأوضحت المصادر أن ميليشيا الحوثي استغلت الهدنة في الحديدة وتوقف عمليات طيران التحالف، والذي كان يستهدف أي رتل عسكري تابع للميليشيا في الحديدة لتعزيز جبهتها العسكرية بالمقاتلين.
وفي تصريحات له، أعلن حسن زيد، وزير الشباب والرياضة في حكومة الانقلاب الحوثية، وأمين عام حزب الحق الحوثي، على صفحته بفيس بوك أمس الثلاثاء 15 يناير، أن محاولة الميليشيا تأتي لإيجاد ثغرة لـ«التملص» من اتفاق السويد وعودة العمليات العسكرية في الحديدة.
وتابع «زيد» في منشور له على «فيسبوك»: «إن ما بعد مشاورات السويد ليس كما قبلها، لقد أدخلنا الشيطان بحسن نوايانا في نفق مظلم نسأل الله أن يخرجنا منه»، في إشارة إلى الورطة التي وقع فيها الحوثيون بتوقيعهم اتفاق السويد.
وفي وقت سابق خرج محمد عبدالسلام، رئيس وفد ميليشيا الحوثي في مفاوضات السويد، بتصريحات يتهم فيها المبعوث الأممي مارت جريفيث بالخروج عن اتفاق السويد، وتنفيذ أجندات أخرى، قائلًا في تغريدة له عبر حسابه على موقع «تويتر»: «عدم إحراز أي تقدم في الحديدة على صعيد تنفيذ اتفاق ستوكهولم يعود بالأساس إلى خروج رئيس لجنة التنسيق الأممية عن مسار الاتفاق بتنفيذ أجندة أخرى، ويبدو أن المهمة أكبر من قدراته، وما لم يتدارك جريفيث الأمر فمن الصعوبة بمكان البحث في أي شأن آخر».
حديث «عبدالسلام» يتناقض مع الواقع، فميليشيات الحوثي منذ اللحظة الأولى وهي تنتهك اتفاق السويد، وقد أعلنت خلية التنسيق في مركز العمليات المتقدم بمحور «الحديدة» (التابعة للجيش اليمني) رصد 464 خرقًا ارتكبته ميليشيا الحوثي، منذ بدء سريان الهدنة في 18 ديسمبر الماضي وحتى 9 يناير الحالي.
من جانبه، قال القيادي في المؤتمر الشعبي العام، كامل الخوداني، إن ميليشيا الحوثي الكهنوتية دخلت اتفاق السويد بهدف واحد لاغير هو عملية التقاط الأنفاس وإعادة ترتيب صفوفها بعد الخسائر الفادحة التي تلقتها على يد المقاومة اليمنية المشتركة خلال معارك الحديدة.
وأضاف «الخوداني» في تصريح لـ«المرجع»، أن الحكومة الشرعية والتحالف دخلوا مفاوضات السويد وهم على يقين بفشل النتائج، ولكن الهدف كان هو تعرية الحوثي، واليوم أصبح الجميع يدرك أن المسار التفاوضي لن يكون مجديًا لصالح الشعب اليمني في ظل العند والمراوغة الواضحة من قبل الحوثيين في تنفيذ الاتفاق.
وتابع «الخوداني» أن ميليشيا الكهنوت لن تقوم بتنفيذ أي اتفاق، فهي توصلت لعشرات الاتفاقيات خلال الـ4 سنوات الماضية ولم تنفذ أي اتفاق منها، بل دائمًا ما كانت تلجأ إلى المفاوضات في وقت تحتاج فيه لإعادة ترتيب صفوفها، مشددًا على أن الحل العسكري قائم في الحديدة، في ظل مراوغة الحوثي وهروبه من أي اتفاق.