ترجمات..

تقرير: كيف يهاجم النظام الإيراني أوروبا؟

طهران تحذر من تحالف سرطاني

واشنطن

نشر موقع "شبيجل أونلاين" تقريرًا للكاتب "كريستوف سيدو" تحدث عن جرائم القتل ومحاولات الاغتيال وهجمات القراصنة؛ فخلال الأشهر القليلة الماضية هاجمت إيران الكثير من دول الاتحاد الأوروبي بأنشطة عدوانية، ولم نر ردة الفعل المناسبة لهذه الأعمال من تلك الدول. 

وأضاف التقرير أن تواجد القوات الإيرانية في سوريا لم يعد سرًا، ولا يزال هذه الأمر يسبب قلقًا لإسرائيل والأوروبيين الذين يرون في التواجد الإيراني عقبة أمام السلام في البلد الذي مزقته الحرب الأهلية. 
وعلى على الجانب الآخر، وفي القلب من أوروبا، التي حاولت جاهدةً الوقوف في وجه "ترامب" عقب إعلان الانسحاب أحادي الجانب من الاتفاق النووي، تقوم إيران بالعديد من الأعمال العِدائية والهجمات داخل الأراضي الأوروبية.. وسرد التقرير ما يلي: 

جرائم واغتيالات 

في نهاية يونيو 2018 أحبطت الجهات الأمنية في فرنسا وبلجيكا وألمانيا هجومًا على تجمع للمعارضة الإيرانية قرب باريس، حيث أوقف رجال الشرطة في بروكسل اثنين من البلجيكيين من أصول إيرانية تم العثور في سيارتها على حوالي 500 جرام من مادة "تي إيه تي بي" المتفجرة، وجهاز إشعال. واعترف المتهمان بأنهما حصلا على هذه المواد من خلال "أسد الله أسدي"، الدبلوماسي الإيراني المعتمد في النمسا، وقد ألقى المحققون الألمان القبض عليه في 1 يوليو في منطقة خدمات الطرق السريعة بالقرب من أشافنبورغ، وجرى تسليمه إلى بلجيكا.

 ووفقًا لمكتب المدعي العام الاتحادي، فإن "أسد الله" جرى تعيينه منذ عام 2014 كمستشار ثالث في السفارة الإيرانية في فيينا، وكان مُوكلاً من قبل وزارة الاستخبارات الإيرانية بمحاربة جماعات المعارضة في الداخل والخارج، وخصوصًا حركة "مجاهدي خلق"، والتي كانت هدفًا لهذ الهجوم في اجتماع باريس في يونيو 2018م.

وفي نهاية سبتمبر 2018 كشفت المخابرات الدنماركية عن إحباط هجوم من قبل المخابرات الإيرانية في الدنمارك، وتستخدم إيران عميلاً نرويجيًّا من أصل إيراني في الهجوم على أعضاء من جماعة (ASMLA- النضال العربي لتحرير الأحواز) المعارضة في إيران، والتي تناضل من أجل الانفصال والاعتراف بدولة عربية مستقلة في إقليم تشوستان، الغني بالنفط، والتي تعتبرها الحكومة الإيرانية منظمة إرهابية.

وفي أوائل يناير 2019، اتهمت الحكومة الهولندية جهاز المخابرات العسكرية الإيراني بالمسؤولية عن مقتل شخصين من الإيرانيين المنفيين؛ ففي عام 2015 جرى اغتيال "محمد رضا كلاهي صمدي" رميًا بالرصاص في مدينة ألميرا في وضح النهار، وكان القضاء الإيراني قد حكم عليه بالإعدام غيابيًّا بتهمة قيامة بتفجير في طهران عام 1981، والذي أدى إلى مقتل 73 شخصًا.

كما أعلنت الشرطة الهولندية عن مقتل ناشط سياسي إيراني أسس جماعة قومية عربية تسعى إلى إقامة دولة مستقلة داخل إيران، واتهمت هولندا إيران بالوقوف وراء الجريمة. يذكر أنَّ "أحمد ملا نيسي" (52 عامًا) قد أسس حركة "النضال العربي لتحرير الأهواز"، والتي كانت تسعى إلى تأسيس دولة منفصلة في إقليم خوزستان جنوب غرب إيران الغني بالنفط. 

وفي بداية أبريل 2018م هاجم القراصنة الإيرانيون مواقع للجامعات والشركات في أنحاء كثيرة من العالم، واستطاعوا الحصول على الكثير من المستندات والوثائق من 23 جامعة ألمانية على الأقل، بما في ذلك نتائج أبحاث غير منشورة وأطروحات، وتقارير مؤتمرات، وبعد تحقيقات النائب العام الألماني في القضية تبين أن مصدر هذه الهجمات يأتي من مؤسسة تابعة للحرس الثوري الإيراني.

ويذلك يتضح أن ما تصنعه إيران من اعتداء صارح على دول الاتحاد الأوروبي عن طريق هذه الهجمات يأتي ردًّا على موقف الاتحاد من التمسك بالاتفاقية النووية، التي يَعتبرها الاتحاد أداة مهمة لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والحيلولة دون نشوب حرب محتملة مع طهران.

واشنطن تمتدح سياسة العقوبات الألمانية ضد طهران 

كان من المتوقع أن ترد الحكومات الأوروبية على هذه الجرائم الإيرانية من قتل واغتيالات بالوسائل الدبلوماسية، ولذلك بادرت ألمانيا بهذا الإجراء، حيث حظرت على شركة ماهان الإيرانية للطيران استخدام الأجواء والمطارات الألمانية لاستغلالها من قبل النظام الإيراني في نقل معدات عسكرية، لكن في الوقت نفسه تسير سياسة بروكسل في الاتجاه المعاكس، حيث تسعى بروكسل لتجنيب إيران للعقوبات الأمريكية. 

صراع القوة بين إسرائيل وطهران

نشر موقع "فيلت" تقريرًا للكاتب "جل يارون" تحدث عن الصراع بين تل أبيب وطهران، مشيرًا إلى أن ذلك يبشر بمرحلة تنبئ عن حرب مفتوحة ضد إيران يمكن أن تحدد بشكل حاسم مستقبل منطقة الشرق الأوسط. 

ولفت التقرير إلى أن إسرائيل تريد أن تقول بأنها لن تسمح بوجود القوات الإيرانية على حدودها بعد انتهاء الحرب الأهلية وتمكن قوات الأسد من السيطرة على زمام الأمور هناك، وأنه متى بقيت القوات الإيرانية فإن المواجهة ستبقى مفتوحة بين الطرفين؛ فالأمر يتعلق بتوزيع القوى في المنطقة.

وعرض التقرير تساؤلاً هو: لماذا تخلى الإسرائيليون عن سياسة التكتم والصمت هذه المرة؟ وأجاب بأن هناك من يقول إن ذلك حدث بسبب الانتخابات ورغبة نتنياهو في كسب المزيد من الأصوات، ولكن الأهم يبقى في تغيير الاستراتيجية لتغيُر أسبابها، فبعد 8 سنوات يبدو أن الأسد وحلفاءه (روسيا وإيران) قد ربحوا الحرب هناك، ولذا تريد إيران توفير ممر أرضي إلى البحر الأبيض المتوسط للحيلولة دون وقوع هجوم أمريكي، أو على الأقل لإمكانية صده.

 وفي الوقت نفسه تسعى إيران إلى البقاء العسكري القوي في سوريا لتهديد إسرائيل ومنعها من محاولة التفكير في ضرب المفاعل النووي، وبالتالي فإن هذا التواجد يعد بمثابة الضربة الوقائية ضد الهجوم الإسرائيلي، وقد شجع قرار انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، طهران على تكثيف جهودها في هذا الصدد؛ فوجود الجنود الأمريكيين كان بمثابة ضمانة لإسرائيل بأن روسيا وإيران لا يمكنهما تجاهل مصالحها في سوريا، ولكن الآن تقف إسرائيل بمفردها على الجبهة الشمالية في المعركة ضد طهران، ومن هناك اختلف القصف الأخير على الأهداف الإيرانية كمًا وكيفًا ليوصل رسالة للإيرانيين بأن إسرائيل لن تترك موطئ قدم للإيرانيين، لا سيما بعد تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي في الأسبوع الماضي: "إنّ تَراكُم الهجمات الأخيرة يثبت أننا مصممون أكثر من أي وقت مضى على اتخاذ إجراءات وقائية ضد إيران في سوريا، وننصح الإيرانيين بترك سوريا على وجه السرعة، وإلا لن يتوقف الهجوم".

إيران تريد أن تصنع ما لم يصنعه النازيون

وحول الحد من النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، نشر موقع "فيلت" تقريرًا للكاتب "ألان بوزنر" تحدث فيه عن هجوم إيران على المشاركين في مؤتمر يقام ببولندا هذا الأسبوع وترعاه أمريكا لمجابهة السياسة الإيرانية المُزعزعة للاستقرار في المنطقة، وأشار التقرير إلى أن طهران باتت تُظهر إيران وجهها القبيح والمُعادي للسامية، في حين تشترك بولندا وواشنطن في تطوير استراتيجيات لمواجهة النظام الإيراني.

وحول سياسة حكومة ترامب في الشرق الأوسط قال التقرير إنها تتسم بالعشوائية كما كان الأمر في عهد أوباما، لكن الخطوط العريضة لاستراتيجيته أصبحت واضحة، حيث تم تصويب البوصلة نحو إيران، العامل الرئيس في زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك سيدعم ترامب الدول العربية ضد طهران، آملاً في قدرة المقاومة المشتركة للعرب والإسرائيليين على صد مزاعم الهيمنة الإيرانية والمساهمة في توفر قوة دفع جديدة لنزع فتيل النزاع حول فلسطين. 

وتابع التقرير: "ورغم أن هذه الاستراتيجية واقعية وتستند إلى تحليل صحيح، إلا أنها غير قابلة للتنفيذ من قبل الولايات المتحدة؛ فالنرجسي الذي يعتلي عرش واشنطن في هذه الفترة لا يفهم قيمة العمل المشترك، ويفضل القرارات الأحادية التي تثير وسائل الإعلام".

وأكد أن مما يوضح هذه السياسة دعوة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والحكومة البولندية لأكثر من 70 دولة للمشاركة في المؤتمر بمدينة وارسو حول "السلام والاستقرار والحرية والأمن"، بهدف وضع استراتيجيات موحدة لمجابهة إيران، لكن اللافت للنظر حقًا هو رد فعل طهران حول هذا المؤتمر، حيث غرد وزير الخارجية جواد شريف قائلاً: "نود أن نعلن للبلد المضيف والمشاركين في المؤتمر المعادي لطهران أن كل من يشارك في هذا المشهد الأمريكي مصيره إلى زوال".

 من جانب آخر قاطعت روسيا المؤتمر كما كان متوقعًا، ومع ذلك فمن غير المفهوم أن تتخلى رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، عن بولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، فيما زعمت إيران أن أجيالها القادمة ستستحوذ من المعرفة والإدراك ما يمكنهم من إزالة هذا السرطان الوبائي وفعل مالم يستطع فعله النازيون. 

التحايل على اتفاقية اللاجئين مع تركيا

كذلك فقد نشر موقع "فيلت" أيضًا تقريرًا للكاتب "مانويل بيوردر" لفت إلى الخلل والعيوب التي ظهرت في اتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، والتي تستخدمها أنقرة كورقة ضغط ضد دول الاتحاد الأوروبي، وكيف أن هذه الاتفاقية لم تحقق الجدوى المرجوة منها حتى الآن.

وقال التقرير إن الحكومة الفيدرالية أعلنت عن إحراز نجاح هذا الأسبوع فيما يخص تراجع أعداد اللاجئين الوافدين إلى أوروبا، والذي يجب أن لا يتجاوز (18000) لاجئ، وهو ما حدث بالفعل، ومع ذلك لم تؤدِ الاتفاقية دورها، وعلى الرغم من أن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا يعدّ أهم الركائز المهمة لسياسة الهجرة، إلا أنه يُعاني من مشاكل حقيقية في التطبيق على أرض الواقع.

اليونان تُعيد القليل فقط من المهاجرين إلى تركيا

وينص البند الأول في اتفاقية اللاجئين المُبرمة بين أوروبا وتركيا على وجوب إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى تركيا على الفور، وهو ما لم يحدث على الاطلاق، فقد أعلنت وزارة الداخلية الألمانية نقلًا عن مفوضية شئون اللاجئين والهجرة التابعة للأمم المتحدة أنه منذ أبريل 2016 وحتى الآن جرى إعادة 1800 لاجئ فقط بينهم 337 سوريًّا إلى تركيا.

ولا تقوم السلطات اليونانية بترحيل اللاجئين السوريين إلى تركيا إذا كانوا لا يرغبون في ذلك، ولعل السبب في ذلك، كما أعلن رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، هو موقف ائتلاف اليسار المتحفظ، الذي يرفض عملية ترحيل طالبي اللجوء إلى تركيا. في الوقت نفسه ينتقد الخبير في شئون الهجرة "جيرالد كناوس" مبادرة "الاستقرار" الأوروبية، التي تلزم دول الاتحاد الأوروبي ببذل المزيد من الجهد لضمان سلامة المرحلين إلى تركيا. 

لكن ما مدى تطبيق بنود الاتفاقية في الوقت الحالي على أرض الواقع؟ تظهر الإحصائيات أن تفعيل بنود الاتفاقية لا وجود له على أرض الواقع، حيث إن إجمالي عدد اللاجئين غير الشرعيين الذي وصلوا عبر بحر إيجه إلى اليونان (وفقًا لإحصائيات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في عامي 2017 و 2018 فقط) وصل لنحو (62000) مهاجر، يقيم معظمهم في الجزر اليونانية، وبدلًا من إعادة اللاجئين إلى تركيا (خارج دول الاتحاد الأوروبي) كما تنص الاتفاقية، ظل معظم المهاجرين في اليونان، ولذلك تنتقد السلطات الألمانية مخالفة هذا البند الحاسم في الاتفاقية.

لسوء أحوال المعيشة.. مناطق نفوذ الأسد تعلن التمرد والعصيان 

نشر موقع "مينا وتش" تقريرًا للكاتب "توماس أوستين ساكين" تحدث عن كثرة الموت في الأراضي السورية وحتى في الأماكن التي تقع تحت سيطرة النظام، ففي الأيام الأخيرة أصبح الكثير من السوريين ينتقد نظام الأسد بعدما حصد البرد القارس أرواح الكثير من الأطفال والكبار، وكأنه محكوم على السوريين في ظل بقاء الأسد الموت، فمن لم يمت بالسلاح سيكون مصيره  الموت بالبرد أو الجوع أو المرض.

في المدن السورية، التي تقع تحت سيطرة النظام، ازداد الغضب تجاه النظام على مدار الأشهر الماضية بسبب نقص الإمدادات، وارتفاع الأسعار، ورغم أنه كان من الصعب أن يجهر السوريون بالشكوى علنًا بسبب الخوف من أجهزة الاستخبارات المنتشرة في كل مكان، إلا أن الجميع بدأ يضجر بالشكوى، ما يظهر تغيرا كبيرًا بين صفون المؤيدين للنظام. 

وفي رسالة موجهة إلى الأسد؛ تساءل "نبيل حمدان"، من اللاذقية: "سيدي! ألا ترى صرخات الاستغاثة ممن يعانون من هذا الوضع المأسوي في هذا البلد؟ سيدي!، هل هناك في حكومتكم من يتجمد لأنه يعيش دون غاز أو كهرباء أو وقود أو ماء، أومن يعاني من ارتفاع الأسعار؟ هل تستطيع حقًّا أن تدرك مآسي تلك العائلات ؟". وهدد "حمدان" بالانتحار إذا لم يتم حل كل تلك الأزمات. 

من جهة أخرى قام بعض الفنانين المحسوبين على بشار الأسد مثل الفنانة "شكران مرتجى"، والفنانين و"أيمن زيدان"، و"بشار إسماعيل" بإرسال رسائل مماثلة للأسد؛ فالمناطق التي يسيطر عليها النظام حاليًا ليس بها كهرباء أو مياه أو وقود، في ظل مرور البلاد بتقلبات مناخية كبيرة مصاحبة بتساقط للثلوج والأمطار. 

وفي ظل هذه الأزمة الاقتصادية يقف الناس في طوابير طويلة للحصول على الغاز الذي يمكن أن يقيهم من شدة البرد، ولكنهم في النهاية لا يستطيعون وهذا فقط بعض مما يعانيه الشعب السوري.