المعركة الفاصلة
متمردو اليمن يحاولون تفادي معركة الحديدة
يحاول متمرّدو اليمن استثمار التحذيرات الأممية والدولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد، في تفادي معركة فاصلة بمحافظة الحديدة تلوح وشيكة وتبدو فرصة جماعة الحوثي المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح في كسبها شبه منعدمة في ظل الحديث عن مقدّرات كبيرة شرع التحالف العربي في رصدها لتلك المعركة.
ويتوقّع أن تمثّل استعادة الحديدة بمينائها الاستراتيجي الواقع على الساحل الغربي لليمن منعطفا حاسما في مسار تحرير المناطق اليمنية وإنهاء التمرّد، كون ذلك الميناء يمثّل آخر شريان بحري لإمداد المتمرّدين بالسلاح الإيراني المهرّب.
وتتحدّث مصادر يمنية عن الشروع في جمع قوات قوامها 11 لواء للمشاركة في الحملة على الحديدة.
وحذرت الحكومة الموازية التي شكّلها المتمرّدون في صنعاء من أن أي استهداف لميناء الحديدة سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية، وقد يدخل البلاد في مجاعة.
وجاء ذلك خلال لقاء “وزير الخارجية” في حكومة الحوثي وصالح، هشام شرف، بالمنسق المقيم للأمم المتحدة بصنعاء جيمي ماكجولدرك، حيث سلمه رسالة عاجلة موجهة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئاسة وأعضاء مجلس الأمن الدولي، بحسب وكالة الأنباء الخاضعة للحوثيين.
وأشارت الرسالة إلى أن “ميناء الحديدة يُعد الشريان الرئيس لدخول المواد الغذائية والعلاجية لما يقارب 80 بالمئة من الشعب اليمني، وكذا منفذ دخول المساعدات الإنسانية للمنظمات الدولية العاملة في اليمن”.
غير أنّ تقارير موثوقة متعدّدة المصادر تتحدّث عن استخدام المتمرّدين للميناء كمنفذ لتلقي الأسلحة الإيرانية، فضلا عن تحويلهم وجهة المساعدات التي تصل عبره واستخدامها في مجهودهم الحربي بالبلاد.
ومنذ أسابيع، تطالب الأمم المتحدة بتجنيب ميناء الحديدة المعارك، وهي المطالبة ذاتها التي يحاول المتمرّدون استغلالها، رغم تأكيدات التحالف العربي والحكومة الشرعية المعترف بها دوليا لوجود منافذ بديلة جاهزة لإدخال المساعدات إلى اليمن.
وقال مسؤول يمني إنّ الحكومة تعمل على تشغيل ميناء المخا الذي تم تحريره من الحوثيين، ليكون بديلا لميناء الحديدة لاستقبال المواد الإغاثية.