لعبة المصالح..
تقرير: تحالف «أردوغان والملالي» لإنقاذ نفط إيران

وقف الاستثناءات الممنوحة لثماني دول باستيراد النفط الإيراني وتشديد العقوبات على نظام الملالي

كشف قرار الولايات المتحدة الأمريكية بوقف الاستثناءات الممنوحة لثماني دول باستيراد النفط الإيراني وتشديد العقوبات على نظام الملالي للوصول إلى صادراته النفطية إلى الصفر، عن تحالف جديد يجمع بين إيران وتركيا، فالثانية تحاول باستماتة إقناع واشنطن باستمرار وصول النفط إلى أنقرة.انقطاع النفط الإيراني
تسعى تركيا للتواصل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ من أجل استمرار وصول صادرات النفط الإيراني إلى موانئها؛ حيث قال «حامي أقصوي» المتحدث باسم الخارجية التركية، إن «بلاده تسعى لإقناع الولايات المتحدة بالسماح لشركة توبراش للتكرير، أكبر مستورد نفط في البلاد، بمواصلة شراء النفط الخام من إيران بدون التعرض لعقوبات».
وكانت تركيا واحدة من الدول الثماني، التي حصلت على إعفاءات أمريكية من عقوبات على مشتري النفط الإيراني العام الماضي، لكن مع حلول مايو 2019 ستكون تركيا معرضة لعقوبات أمريكية حال استمرت في استيراد النفط الإيراني.
ويقول طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إن: «العلاقات التركية الإيرانية تقوم على أساس لعبة مقايضة سياسية عنوانها المصالح المشتركة المتبادلة والفوائد الثنائية، في ظل مواجهة عدو مشترك هو أمريكا».
وأضاف لـ«المرجع» أنه: «في ظل الضغوط الأمريكية وتصميم إدارة الرئيس ترامب على تنفيذ العقوبات ضد إيران بوقف صادراتها النفطية، تسعى طهران إلى إيجاد حلفاء يضمنون تصريف مواردها، ومساعدتها في تخطي الأزمة، وتركيا هنا تعد الحليف المميز، في ظل توتر علاقاتها أيضًا مع واشنطن».
فيما تشتبك الولايات المتحدة مع تركيا في ملفات كثيرة بينها تسوية الوضع في سوريا، وصفقة الأسلحة الروسية، وصفقة القرن الإسرائيلية.
وتطالب أنقرة بالداعية التركي «فتح الله غولن» المقيم اختياريًّا في بنسلفانيا في الولايات المتحدة، متهمة إياه بقيادة ما تطلق عليه اسم "الكيان الموازي" المسؤول عن محاولة الانقلاب التي جرت في يوليو 2016.
ومن بين الخلافات بين أنقرة وواشنطن، طبيعة التواجد الكردي في شمال وشمال شرق سوريا؛ حيث ترى واشنطن القوات الكردية المتعاونة مع قوات سوريا الديمقراطية «قسد» حليفة لها في حربها ضد تنظيم داعش الإرهابي، لكن تركيا ترفض هذا التواجد وتعتبره خطرًا على أمنها، وتعتبر هذه الفصائل الكردية إرهابية، وتمثل امتدادًا سوريًّا لحزب العمال الكردستاني في تركيا، والمصنف لدى حكومة أردوغان إرهابيًّا.
ضرر التعاون الإقليمي
ترى تركيا أن القرار الأمريكي يلحق الضرر بالتعاون الإقليمي والعلاقات التجارية لتركيا، وعلى الرغم من اعتراض مستوردي النفط الإيراني على قرار ترامب، لكن يبدو أنهم قد يتراجعون مثل الصين، على عكس الوضع في تركيا.
وإيران أكبر مورد للنفط إلى تركيا التي تعتمد تقريبًا بالكامل على الواردات لتلبية احتياجاتها من الطاقة.
و قال رئيس البرلمان التركي «بن علي يلدريم»، في تصريحات نهاية العام الماضي، إن «تركيا وإيران إخوة وأصدقاء ويعيشان جنبًا إلى جنب منذ قرون وحتى الآن، وإن تركيا تعتبر أي مشكلة تتعرض لها إيران مشكلتها الخاصة».
وعلى الرغم من الصراع الظاهر بين تركيا وإيران في ملفات مثل الوضع السوري واليمني، أصبحت بوتقة الأزمة الاقتصادية واضطراب العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية خاصة في عهد الرئيس الحالي ترامب، جعلت علاقة "المصلحة المشتركة" تتغلب على الخلاف، ليتصافح خاميني وأردوغان عدة مرات "تصافح الأصدقاء".
أزمة الاقتصاد
تمر تركيا وإيران بأزمة اقتصادية نتيجة تهاوي العملة المحلية (الليرة التركية) أمام الدولار الأمريكي؛ نتيجة لسوء العلاقات مع أمريكا، وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وكذلك توقعات انكماش النمو الاقتصادي الإيراني مع تطبيق العقوبات الأمريكية بشكل مشدد.
وفي ظل توتر العلاقات بين تركيا وواشنطن بسبب عدم الاتفاق على صيغة للمساعدة التركية في أوضع السوري، والضغوط المتلاحقة من واشنطن على إيران بعد انسحابها من الاتفاق النواب يبحث أردوغان والخميني عن نافذة تسمح لها بالتنفس في ظلِّ هذا الاحتقان.