عرض الصحف العربية..

تقرير: إيران ووكلاؤها في مرمى النيران الأمريكية

صحف

24

فيما تتصاعدت حدة الأزمة الإيرانية، رصدت صحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، تداعيات القرار الأمريكي باتخاذ تدابير أمنية إضافية في منطقة الخليج، عقب تهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز.

وأشارت الصحف، إلى أن التحركات الأمريكية لا تهدف فقط إلى التصدي لإيران، بل أيضاً لوكلائها بالمنطقة.

ردع إيران

وفي التفاصيل، أشارت صحيفة الشرق الأوسط إلى تحريك واشنطن لأسطولها "لردع إيران ووكلائها في المنطقة". وقال عدد من المحللين وفقاً للصحيفة، إن الخطوة الأمريكية الحالية فضلاً عن البيان الذي أصدره مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الخاص باتخاذ تدابير أمنية إضافية للولايات المتحدة في الخليج، يأتيان بعد تلميحات غير مباشرة وتصريحات أخرى علنية من المسؤولين الإيرانيين يهددون بإعاقة الملاحة في مضيق هرمز، وهو المضيق الذي يمثل للولايات المتحدة أهمية كبيرة فضلاً عن كونه أحد أهم طرق ناقلات النفط في العالم.
وأوضح المحللون أنه من الناحية النظرية، فإن إيران قد تحاول نشر سفنها البحرية لاعتراض سفن النفط أو زرع الألغام بما يؤدي لإغلاق المضيق، لكن من الناحية العملية، فإن الجيش الأمريكي لديه وجود عسكري قوي في المنطقة بما في ذلك مقر الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في البحرين، ولذا يستبعد الخبراء إقدام إيران على تنفيذ تهديداتها بإغلاق المضيق، خصوصاً أنها خرجت بتهديدات مماثلة مرات عدة.

ضاقت السبل على حكام طهران

من جهته، قال الكاتب ماجد السامرائي في مقال بصحيفة العرب، إن "أركان نظام خامنئي بدأوا يشتغلون على تجريب سبل مواجهة المرحلة الجديدة من العقوبات الأمريكية الهادفة إلى تغيير سلوكهم التخريبي والتوسعي في المنطقة العربية، وليس إلى تغيير نظامهم السياسي وكبح جماح صناعة القنبلة النووية، وتعطيل مشروعهم الإمبراطوري المتناقض مع أبسط مفاهيم العصر الحديث والتخلص من الازدواجية بين الدولة المدنية الحديثة والدولة الأوتوقراطية الحالمة بالسيطرة على العالم الإسلامي، مع أن حاكمها يدرك أن هذا المشروع التوسعي المغطى بالشعار الشيعي لا يجد مساحة زمنية ولا مكانية له في العالم الجديد حتى ضمن موصوفات الدين الإسلامي".
وتطرق السامرائي إلى تحليله للنظام الإيراني، قائلاً إن "اعتقاد طهران أن المحدودية السياسية للأزمة مع واشنطن دون الأمم المتحدة تمنحها القدرة على المناورة أو استعطاف العالم، هي مراهنة غير مجدية". وأوضح أنه "إذا كان حكام طهران يعتقدون بأنهم يمتلكون قدراً كافياً من الاحتياطات السياسية التي دائما ما يتهمون نظام صدام حسين بعدم امتلاكها، فإن عليهم استباق الانهيارات المقبلة والقبول بأقل الأضرار وهي التنازل عن كبرياء الإمبراطورية، وترك العراق وشعوب المنطقة أحرارا وآمنين في أوطانهم".

توقعات أمريكية

بدورها، اهتمت صحيفة الجريدة الكويتية بالداخل الإيراني أيضاً، حيث كشفت في تقرير لها، أنها علمت من مصادر إيرانية رفيعة، أن طهران أعلنت قبل أيام استنفاراً عاماً في صفوف قواتها المسلحة. وأشارت المصادر إلى أن ذلك يأتي بعد أن رصدت السُّلطات الإيرانية مخططاً للاعتداء على سفن أمريكية وخليجية من قبل عناصر من منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة، وتسليم أنفسهم للقوات الأمريكية على أساس أنهم أعضاء في الحرس الثوري، بهدف التسبب في حرب بالمنطقة.
وكشفت الصحيفة، أن هذه التحركات تأتي بعد دخول قرار واشنطن، بعدم تجديد الإعفاءات الممنوحة للدول التي تشتري النفط الخام الإيراني حيز التنفيذ، في إطار تشديد العقوبات على طهران، بعد خروج واشنطن من الاتفاق النووي، وغداة الإعلان الأمريكي عن فرض عقوبات على الصادرات الإيرانية من اليورانيوم المخصب التي يجيزها الاتفاق النووي.

إجراءات وقائية

من جانبه، قال المستشار الاستراتيجي في الكونغرس الأمريكي جيمس جيفري،  في تصريح خاص لصحيفة الاتحاد الإمارتية، إن إرسال القوة الأمريكية إلى المنطقة إجراء وقائي. وإنه يتعين الإبقاء على استراتيجية الوقاية الأمريكية من دون وضع خط أحمر علني محدد لها، لكن مع التفكير في العواقب التي ستؤدي إلى تغير باتجاه الشروع في الجهود الدبلوماسية في اللحظة الأخيرة ثم اتخاذ عمل عسكري.
وقال جيفري إنه خاطب الكونغرس والبيت الأبيض في دراسة سابقة، شدد فيها على ضرورة تعزيز القدرات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة في وقت تصعد فيه إيران ووكلاؤها من عملياتهم التوسعية.
وشدد المسؤول الأمريكي في حديثه للصحيفة على أنه "يجب على الولايات المتحدة أن تحقق فوزاً حاسماً وقاطعاً عند أي استخدام للقوة. وهو ما تسعى الولايات المتحدة لإيصاله لإيران، فالأمر يشبه استعراضاً عسكرياً كبيراً، لا أعتقد أنه سيؤدي إلى مواجهة عسكرية في الفترة القريبة".

وأوضح أن الإبقاء على الوجود الأمريكي في المنطقة يعتبر كافياً لتحقيق الردع والفوز في أي صراع مع إيران، وينبغي أن يمثل الأولوية الدفاعية الأولى للولايات المتحدة، محذراً من أن عجز واشنطن على الحفاظ على الاستقرار ودعم حلفائها في الشرق الأوسط، ستكون له آثار سلبية عميقة على الأهداف الأمنية الأميركية المتوازية في شرق آسيا وفي أماكن أخرى.