دوري أبطال أوروبا..

حمى احتفالات ليفربول تنتقل من مدريد الى إنكلترا

أول لقب لليفربول منذ سبعة أعوام

ليفربول

بدأت مدينة ليفربول الإنكليزية الأحد الاستعداد لمواصلة احتفالات امتدت حتى وقت متأخر من ليل السبت، احتفالا بتتويج فريقها بلقبه السادس في مسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم بالفوز على مواطنه توتنهام هوتسبر صفر-2.

وحقق ليفربول على ملعب واندا متروبوليتانو في مدريد، لقبه السادس في المسابقة القارية والأول منذ 2005، بهدفي المصري محمد صلاح من ركلة جزاء مبكرة، والبديل البلجيكي ديفوك أوريجي في الدقائق الأخيرة.

وحقق الفريق الأحمر أول ألقابه في مختلف المسابقات منذ سبعة أعوام (كأس الرابطة الإنكليزية 2012)، ونال لقبا أول في عهد مدربه الألماني يورغن كلوب الذي يشرف عليه منذ 2015، علما بأن الأخير تمكن على المستوى الشخصي من تحقيق فوز أول له في آخر سبع مباريات نهائية مع فريقيه الحالي والسابق بوروسيا دورتموند الألماني.

وظهر الأحد، بدأ المشجعون بالعودة الى الشوارع التي شهدت احتفالاتهم الصاخبة ليلا، تحضيرا لجولة الشرف التي سيقوم بها الفريق مع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين، والمتوقع أن تبدأ قرابة الساعة 15.00 ت غ.

ومن المقرر أن تنطلق الجولة من ضاحية وايفتري وصولا لمركز المدينة، قبل أن تختم على واجهتها البحرية حيث نشرت حواجز من الحديد، مع بدء المشجعين بحجز أماكنهم تحضيرا للاحتفال بلقب طال انتظاره.

وقال مارك جيفري (47 عاما) الذي قدم خصيصا مع ابنه، لوكالة فرانس برس "غادرنا المنزل قرابة الساعة السادسة إلا ربع صباحا، ولن نتحرك من مكاننا"، علما بأنه يقيم على مسافة نحو 185 كم من المدينة.

أضاف "تتبقى ساعات (لانطلاق الاحتفالات) لكن من المستحيل أن نتحرك من هنا. لم أتمكن من المشاركة في احتفالات عام 2005 لأنها أقيمت إثنين، ولم أكن لأفرط بالمشاركة في احتفالات هذا العام".

من جهته، قال مارك هودجتس الذي حضر مع ابنه شاين وابنته كيرا "أردنا أن نشتري تذاكر للذهاب الى مدريد، لكن هذا (حضور الاحتفالات) هو أفضل أمر ممكن بعد ذلك"، متابعا "لقد انتظرنا طويلا. ابنتي كانت في الثانية من عمرها فقط عندما أحرزنا اللقب للمرة الأخيرة".

وأعاد اللقب الى مشجعين آخرين ذكرى الاحتفالات السابقة قبل 14 عاما.

وقالت أليشا تبتون (23 عاما) التي حضرت مع والدتها وجدها "أنا متحمسة (...) هذه المرة ستكون أفضل لأنني (في 2005) كنت في التاسعة من العمر. لا نكترث للانتظار طوال فترة بعد الظهر"، مضيفة مع بدء تساقط الأمطار بشكل خفيف "يمكنها أن تمطر طوال اليوم. لا يهم!".

تهاني غوارديولا

وكانت صافرة النهاية ليل السبت أشعلت حماس جماهير ليفربول في مدريد وشمال إنكلترا.

وقال كلوب "كنا عمليا جميعنا نذرف الدمع على أرض الملعب، لأن الأمر كان عاطفيا جدا، كان كبيرا جدا، كان يعني الكثير بالنسبة إلينا".

بالنسبة الى ليفربول، كان مذاق الثأر لذيذا بعد الخسارة الموسم الماضي في نهائي المسابقة القارية أمام ريال مدريد الإسباني 1-3 في مدينة كييف.

كشف المهاجم المصري محمد صلاح الذي سجل ثاني أسرع هدف في تاريخ المباريات النهائية للمسابقة القارية بافتتاحه التسجيل من ركلة جزاء بعد دقيقة و48 ثانية، انه استمد حافزه من خيبة أمل نهائي العام الماضي عندما اضطر لمغادرة الملعب باكيا بعد إصابة في كتفه تسبب بها المدافع سيرخيو راموس.

وقال "قبل المباراة، نظرت الى صورة العام الماضي (المباراة النهائية) وشعرنا بخيبة أمل كبيرة لخسارتنا النهائي"، متابعا "لقد خاب أملي كثيرا بعد الاصابة، خرجت بعد قرابة ثلاثين دقيقة (من صافرة البداية) وخسرنا المباراة. هذا الأمر حفزني للفوز اليوم. عندما تعرف ماذا يعني شعور الخسارة، تقول لنفسك 'لنذهب ونفوز بذلك (الكأس) '.

وأتى التتويج القاري لليفربول بعد نحو ثلاثة أسابيع من فشله في تحقيق لقب أول في بطولة إنكلترا منذ 1990، اذ لم تكفه النقاط الـ97 التي جمعها للتغلب على مانشستر سيتي الذي تفوق في المرحلة الأخيرة بفارق نقطة واحدة فقط واحتفظ باللقب.

وكشف كلوب أنه تلقى في غمرة احتفالات السبت، اتصال تهنئة من مدرب سيتي الإسباني جوسيب غوارديولا. وأوضح "وعدنا بعضنا البعض بأننا سنتنافس معا مجددا الموسم المقبل"، مضيفا "سنعمل على (الفوز) بكل شيء وسنرى ما اذا في امكاننا الحصول على شيء ما".

التتويج باللقب السادس في المسابقة القارية الأهم (بعد 1977 و1978 و1981 و1984 و2005)، فتح شهية لاعبي ليفربول على العودة مجددا في الموسم المقبل ومحاولة انتزاع اللقب المحلي الذي طال انتظاره.

وقال المدافع الهولندي فيرجيل فان دايك الذي اختير أفضل لاعب في نهائي دوري الابطال، كما كان أفضل لاعب هذا الموسم في الدوري الإنكليزي بحسب رابطة اللاعبين المحترفين، إن فريقه يضع اللقب المحلي نصب عينيه في الموسم المقبل.

وقال "عندما نعاود مجددا (منافسات الدوري) في تموز/يوليو المقبل، سيبدأ الجميع من الصفر ويعمل الجميع لتحقيق أهدافهم"، متابعا "من الواضح اننا نريد أن ننافس على كل كأس إن كان ذلك ممكنا. لدينا التشكيلة من أجل ذلك، ولكنكم شاهدتم في هذا الموسم (ضياع اللقب بفارق نقطة)".

ولدى فريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، حاول العائد من الإصابة المهاجم هاري كاين وزميله الكوري الجنوبي سون هيونغ-مين تغيير النتيجة، لكن الضربة القاضية جاءت بقدم البديل البلجيكي ديفوك أوريجي الذي سجل الهدف الثاني لفريقه في الدقائق الأخيرة، معيدا الى الاذهان تألقه في ذهاب الدور نصف النهائي أمام برشلونة عندما ساهم بهدفين من رباعية فريقه.

"ليست سوى البداية"

عاد ليفربول الى الحياة بقدوم كلوب الى مدينة "البيتلز"، ولكنه احتاج الى رفع الكأس ذات الأذنين الكبيرتين لتكريس حضوره.

وعن تطور فريقه قال كلوب "أنا مهتم حقا بالتطوير، ولكن أفهم أنه يتوجب علينا الفوز بالألقاب، ومن المهم جدا بعد الآن ألا تسأل الناس طوال الوقت بشأن الفوز (بالالقاب)".

وتابع "الآن فزنا بشيء، وسنتابع، ونريد الفوز بالألقاب، 100 بالمئة"، مضيفا "إنها ليست سوى البداية لهذه المجموعة، وهي مجموعة رائعة (...) أمامهم أفضل الأوقات في مسيرتهم مستقبلا".