وكالة روسية تسلط الضوء دور أبوظبي في التحالف..
تقرير: ماذا تفعل قوات الإمارات المسلحة في جنوب اليمن؟
سلطت وكالة انباء روسية الضوء على الدور الذي تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة الشريك الفاعل التحالف العربي بجنوب اليمن، وذلك في اعقاب تزايد الحملات الإعلامية الممولة قطريا وإيرانيا ضد دور أبوظبي في الحرب ضد الحوثيين والتنظيمات الإرهابية.
وناقشت وكالة سبوتنيك الروسية مع نخبة من المحللين السياسيين الجنوبيين، ابعاد الهجوم الإعلامي من قبل الحوثيين وإخوان اليمن على أبوظبي، وطرحت سؤالا عريضا "ما هي حقيقة الدور الإماراتي في اليمن، وكيف ينظر إليه الجنوبيون والخلافات التي يتم الحديث عنها مع الرياض".
ونقلت الوكالة عن منصور صالح المحلل السياسي الجنوبي قوله "إن الإمارات لعبت دوراً محوريا مهماً في حرب اليمن، وكان لحضورها تأثيره الأساسي في قلب موازين القوى لصالح الشرعية اليمنية ولولا وجود الإمارات ودورها المؤثر سياسياً وعسكريا لكانت الأوضاع قد حُسمت مبكراً لصالح جماعة الحوثي وكانت الشرعية قد أصبحت سطرا هامشياً في حكاية من الماضي.
وأضاف صالح، على المستوى السياسي: "لعبت الإمارات إلى جانب السعودية، قائدة التحالف العربي، دوراً كبيراً في حشد الدعم والتأييد الدوليين للشرعية اليمنية ورفض الانقلاب، بالاستفادة من علاقاتهما الدولية المتينة من القوى المؤثرة على القرار الدولي".
وتابع: "لذلك يمكن الجزم أنه لولا التحالف العربي وتدخله في الوقت المناسب لكانت اللحظة الأخيرة في عمر الشرعية اليمنية هي تلك التي غادر فيها الرئيس هادي وحكومته وقادة الجيش حدود اليمن إلى دول الجوار ولا يمكن تصور حال اليمن والمنطقة فيما لو لم تقم عاصفة الحزم ويتدخل أشقاء اليمن بهذا الثقل والإصرار على مواجهة جماعة الحوثي".
أما من الناحية العسكرية، قال صالح: "كان للوجود العسكري الإماراتي القوي على الأرض والمشاركة المميزة لسلاح الجو الاماراتي دورهما في التأثير على مجريات المعركة، وسجل الإماراتيون حضورا قوياً وصادقاً في خوض الحرب على الحوثيين أكثر تفانياً ومصداقية من مشاركة قوى يمنية معنية وأكثر تضررا من الحوثي".
وأضاف صالح:"كذلك كان للطيران الإماراتي إسهامه في دعم إسناد عمليات المقاومة الجنوبية والتهامية على الأرض، وشل حركة وقوة المليشيات".
وأشار إلى مساهمة "منظومة الدفاعات الجوية الإماراتية في حماية وتأمين مناطق كثيرة وكذا مقرات الشرعية وقياداتها البارزة من صواريخ وطائرات الحوثي وتحديداً في معقل الإخوان "مأرب"، وعلينا أن نتصور أنه لولا وجود الدفاعات والقوات الإماراتية لسيطر عليها الحوثيون في ساعات معدودة وبأقل الخسائر".
وتابع صالح بقوله: "خلال أربع سنوات من المعارك أظهر المقاتلون الاماراتيون كفاءة ومهارة عاليتين وتميزوا بشجاعة كبيرة، وقدموا من التضحيات في هذه الحرب ضد الحوثي ما لم تقدمه قوى بارزة في الشرعية اليمنية التي تنتقد الدور الإماراتي اليوم، ومن ذلك تقديم الجيش الإماراتي أكثر من خمسين جندي وضابط قضوا في ساعة واحدة في مأرب من بينهم ضباط ينتمون لأسرة عريقة ومشائخ بارزون ومن صناع القرار في بلدهم، في حين أن أصغر ضابط في الشرعية اليمنية قد فر وأسرته في ساعات الحرب الأولى ويقيم في الخارج مستفيدا من كل الامتيازات المادية وتحوّل قادة الجيش اليمني إلى تجار ومستثمرين على حساب الحرب وبفضل الفساد ونهب مساعدات التحالف".
وأشار المحلل السياسي، من الناحية الاقتصادية: "ساهمت الإمارات العربية المتحدة إضافة إلى السعودية في الحفاظ على الاقتصاد اليمني الهش أصلاً من الانهيار، من خلال حزم مساعدات مستمرة بنحو عشرين مليار درهم (نحو خمسة مليار ريال) قدمتها الإمارات بمفردها، وعلى المستوى الإنساني فقد تجاوز وسبق الحضور الإماراتي الجميع في تقديم الغوث العاجل وحملات الاغاثة التي نفذها الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية التي سارعت منذ اللحظات الأولى لعاصفة الحزم في مارس 2015 في تقديم الإغاثة العاجلة للسكان بعد هروب الشرعية اليمنية وتخليها عن كل مهامها وتحولها هي بذاتها إلى عبء على التحالف العربي".
وتابع: "كما سارعت الإمارات عند تحرير عدن وكذلك عند تحرير كل منطقة إلى تنفيذ مشاريع عاجلة لاعادة تأهيل البنى التحتية ومنها المرافق الصحية والتعليمية وخدمات المياه والكهرباء وإعادة تأهيل الموانئ والمطارات وإغاثة الأسر الأكثر تضرراً.
وأضاف:"وصلت الإمارات إلى مناطق نائية بعيدة لم يسبق أن وصلت إليها أيٍ من الحكومات اليمنية المتعاقب، وأحدثت بها طفرة استفاد منها المواطنون، كما حدث في جزيرة سقطرى".
وأشار إلى أن الإمارات كذلك "اهتمت بالجوانب الثقافية والرياضية بل وصل الأمر إلى إقامة مهرجانات الأعراس الجماعية للشباب العاجزين عن الزواج وكل ذلك ساهم في تقديم الإمارات بوجهها، السند القوي والصادق لاشقائه وأظهر كذلك وجهها الانساني الذي حازتقدير الكثير لكنه كذلك أثار حفيظة القوى التي كانت تريد الاستحواذ على هذا الدعم واستثماره لصالح مشاريعها الحزبية وإعادة إنتاج نفسها بعد أن لفظها الشارع وتحديداً في الجنوب".
وفي السياق ذاته قال مأمون المهجمي المتحدث باسم قوات العمالقة في الجنوب اليمني لـ"سبوتنيك"، إن دولة الإمارات العربية المتحدة "لها دور كبير في معركة اليمن ضد الميلشيا الانقلابية الحوثية المدعومة من إيران".
وتابع: "لقد لبت أبو ظبي نداء الرئيس هادي عندما طلب النصرة على المخطط الحوثي الإيراني الذي انقلب على الحكومة وسيطر على جميع مؤسسات الدولة، عندها تحرك التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لإسناد الشعب اليمني وحفاظا على الهوية العربية، وكانت دولة الإمارات العربية المتحدة هي ثاني أكبر دولة في التحالف العربي".
وأضاف المهجمي: "أضف إلى ذلك الدعم السخي بمختلف أنواع الأسلحة والاسناد الجوي للعمليات العسكرية، والتضحية بالأرواح من الإماراتيين والتي مزجت دمائهم بدماء إخوانهم اليمنيين ليعيش الشعب اليمني حرا أبي بهويته العربية، بالإضافة إلى ضرب المخزون البشري للعدو في الساحل الغربي، كما كان الدعم اللوجستي كبيرا ونوعيا جعل الميليشيا الحوثية تصرخ وتستنجد من جبهة الساحل الغربي الممثلة بقوات العمالقة والقوات المشتركة والتي تعمل بدعم كامل من دولة الإمارات العربية ضمن التحالف العربي".
وأشار الناطق باسم قوات العمالقة، إلى "الانتصارات الكبيرة التي تم تحقيقها في جبهة الساحل الغربي وتحرير 500 كيلوا متر ابتداء من عدن حتى الحديدة كان لدولة الامارات نصيبا كبيرا في هذا النصر العظيم، في الوقت ذاته كان الهلال الأحمر الإماراتي يمثل أكسجين الحياة لأبناء الساحل الغربي، من إقامة المخيمات وتأمين الغذاء والدواء وجميع سبل الحياة للفارين من المحاور المتضررة ومن مناطق سيطرة الانقلاب".
ومن جانبه قال العميد ثابت حسين الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني لـ"سبوتنيك"، إن دور الإمارات لم يقتصر على مشاركتها المحورية والحاسمة في الحرب جوا وبرا لتحرير الجنوب وأجزاء واسعة من الشمال فحسب، بل تعدى ذلك لتقديم الدعم اللوجستي للقوات اليمنية في المناطق المحررة والتدريب والتسليح والتأهيل وتكوين شبكة دفاع جوي فعال والقيام بأعمال إغاثة كبيرة ودعم الخدمات ومكافحة الإرهاب والفساد والفوضى التي خلفتها الحرب والعهد السابق.
وأضاف الخبير العسكري، دور الإمارات في اليمن هو الأهم والأبرز على الأرض منذ انطلاق عاصفة الحزم وحتى الآن، وتابع: "كل دول التحالف وعلى رأسها السعودية والإمارات تدخلت في هذه الحرب بناء على طلب الرئيس الشرعي هادي بعد تقديرها للأخطار التي شكلها انقلاب الحوثيين (حلفاء إيران) في صنعاء ومن ثم غزوهم للجنوب على غرار غزو ١٩٩٤".
وحول الاتهامات الموجهة للدور الإماراتي في اليمن قال حسين: "بالتأكيد اليمن شماله وجنوبه وموقعها الاستراتيجي كان حاضرا في أجندات التحالف العربي وخاصة السعودية والإمارات ومن خلفهما دول إقليمية وعظمى، لكل أطراف الحرب في الداخل والخارج أجندتها ومصالحها الخاصة، ومن وجهة نظري الشخصية، دور الإمارات ونواياها تجاه الجنوب إيجابية بشكل عام مع وجود بعض الغموض والشكوك التي ربما تكون متعلقة بالموقف السعودي أو الأمريكي".