تعهدات حبر على ورق
هل اعترفت الحكومة اليمنية بمساعي افشال محافظ عدن؟
شنت وسائل إعلام يمنية موالية للحكومة هجوما لاذعا على محافظ عدن اللواء عيدروس قاسم الزبيدي الذي اتهم اطرافا سياسية موالية للشرعية بالوقوف وراء ازمات عدن.
وطالبت وسائل إعلام يمنية تابعة لتيار الإصلاح بتغيير المحافظ، على خلفية تلميحه بوقوف الحزب وراء الازمات المفتعلة واتهم اطرافا في الحكومة بعرقلة جهود السلطة المحلية التي يراسها.
وقال الزبيدي ان وعود الحكومة الشرعية بخصوص قطاع الكهرباء تبين انها مجرد وعود وتعهدات كحبر على ورق.. مؤكدا انه سوف يتسلم ملف الكهرباء وسيفضله عن كافة الملفات الخدمية الاخرى وسيتخذ اجراءات ضد قوى الفساد.
وقال الزبيدي ان ادارته تتعرض لحرب شرسة من قبل قوى النفوذ التي قال انها تحاول إسقاط ادارته عبر ملف الخدمات.
ودعا الزبيدي الجنوبيين كافة والمقاومة واهالي عدن لتوحيد صفوفهم والتصدي لمحاولات افشال عدن.
واتهم الزبيدي قوى سياسية يمنية قال انها تقف خلف عمليات خلط الاوراق في عدن.
وشدد الزبيدي على ان العمل في ملف الكهرباء سيبدأ قريبا جدا واعدا باتخاذ اجراءات حاسمة.
وعقب ساعات من تصريحات المحافظ، شن مدير مكتب رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر هجوما لاذعا على حكومة عدن.
قال سكرتير رئيس الحكومة، غمدان الشريف" لم تكن وعود الحكومة "حبراً على ورق" ولكنها عملت في كل الأحوال لدعم السلطة المحلية والمواطن منذ عودتها إلى العاصمة المؤقتة عدن العام الماضي وكانت ساعات الانطفاء تصل في اليوم إلى عشرين ساعة وكانت هناك تهديدات بالانطفاء التام والسبب عدم توفير مشتقات نفطية بحسب تصريحات السلطة المحلية أنفسهم".
وزعم ان الحكومة صرفت 38 مليار ريال يمني فقط لشراء الوقود لمحطات التوليد ولكن كانت المتابعات من قبل المعنيين محدودة وكانت أعظمها تكمن في التصريحات الإعلامية فأشرفت الحكومة على العملية وعلمت على مكافحة الفساد ولكن كان لابد من تكاتف الجميع في ذلك وخاصة المسؤولين المعنيين وكان لابد كان من دور فعلي لسلطة المحلية في عدن اكثر واقعية التي نجحت مرات وأخفقت مرات اخرى ولكن هذه هي طبيعة العمل والظروف التي عاشتها اليمن".
وطالب الحكومة المحلية في عدن بالعمل واستغلال الدعم المقدم من الحكومة كما قال الشريف.
وتفاعلت وسائل إعلام موالية لأحزاب يمنية مع تصريحات الشريف، واعتبرتها مؤشر على اعتزام الحكومة اقالة محافظ عدن.. فيما ذهب سياسيون جنوبيون إلى القول ان تصريحات مدير مكتب بن دغر هي تأكيد على مساعي الحكومة افشال المحافظ واجباره على تقديم الاستقالة.
وقال أخرون ان فشل محافظ عدن جاء نتيجة للإدارة التي تعمل معه، حيث يزعم البعض ان الزبيدي اعتمد على المقربين منه، وإقصاء الكفاءات التي كان بإمكانها احداث نقلة نوعية في ادارته للعاصمة عدن.
ويرى مقربون من الزبيدي ان الحكومة اليمنية ارادة افشاله وافشال تجربة الحراك الجنوبي في الحكم.
والزبيدي هو قيادي عسكري جنوبي حكم عليه المخلوع صالح بالإعدام، قبل ان يعود لقيادة جيش جنوبي شكله في الضالع، ساهم في تحرير المحافظة من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح.
وتعرض الزبيدي الذي عين محافظا لعدن قبل عام ونيف لمحاولات اغتيال عديدة نجأ منا بأعجوبة.
ونصب حزب الإصلاح اليمني الموالي للشرعية نفسه في موضع عداء للزبيدي، الأمر الذي دفع إدارة الزبيدي الى اتهام الحزب بالوقوف وراء محاولات اغتياله العديدة.
ويسعى الإصلاح الى السيطرة على عدن، بلباس الحكومة الشرعية، الامر الذي يرفضه الجنوبيون الذين يعدون الحزب بانه احد ابرز القوى الشمالية التي شاركت المخلوع صالح في العدوان الأول على الجنوب.
وتدفع قوى يمنية نحو تأزيم الوضع في عدن، من اجل بسط سيطرتها على الحكم والسلطة في العاصمة التي باتت محل اطماع محلية ودولية.