مارس الفهلوة والآن في حالة ارتباك..
كيف تآمر تنظيم "إخوان اليمن" ضد التحالف العربي؟
لم يستطع حزب التجمع اليمني للإصلاح، أن يعلي من شأن المصالح العليا للبلاد على حساب إيديولوجياته، التي تنتمي إلى فكر جماعة الإخوان الإرهابية، ورغم نفيه المتكرر لذلك في بياناته، فإن الواقع وطبيعة تصرفاته تثبت عكس ذلك، متخذًُا من الانتهازية مسلكًا ومرجعًا له.
ومع سيطرة ميليشيات «الحوثي» على أجزاء من العاصمة اليمنية صنعاء، فى 21 سبتمبر 2014، بعد أن استولوا على مقرات قيادة الفرقة السادسة والفرقة الأولى مدرع، والقيادة العليا للقوات المسلحة، ودائرة التوجيه المعنوي، دون مقاومة تُذكر، ثم تقدمهم مرة أخرى تجاه القصر الرئاسي في صنعاء، يناير 2015، دون أي رد فعل للقوات اليمنية، هرب الرئيس عبد ربه هادي منصور إلى عدن، واعتبرها عاصمته المؤقتة، متخذًُا من قصر معاشيق مقرًا للحكم، وفتح الباب أمام الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران للسيطرة على مفاصل الدولة اليمنية، بعد أن سلم أفراد الحراسة في إذاعة صنعاء ورئاسة الوزراء ووزارتي الصحة والإعلام مواقعهم دون قتال، لميليشيا الحوثي، ما أدى إلى تدخل قوات التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، بهدف الحفاظ على الشرعية الدستورية، وحماية أمن واستقرار الشعب اليمني.
كيف تآمر إخوان اليمن
ارتبك حزب التجمع اليمني للإصلاح كثيرًا مع التدخل العربي في الأزمة اليمنية، إذ ساهمت هذه الخطوة في خلط أوراقه ومنع مخططه للسيطرة على الدولة اليمنية بالتعاون مع الميليشيا الحوثية، على الرغم من جميع الخلافات الإيديولوجية بين الطرفين.
وظل «الإصلاح» لمدة 8 أيام يفكر في تأييد أو رفض هذا التدخل، إلى أن قرر إعلان التأييد الصوري للعملية العسكرية العربية مع استمرار سياسته الخفية على أرض الواقع، محاولًا السيطرة على المناصب الحكومية الرسمية، ما يمهد لأخونة الدولة.
قتال صوري
وعلى الرغم من الحرب التي تشنها قوات التحالف العربي للحفاظ على الشرعية الدستورية في اليمن، فإن التنظيمات الإرهابية تعمل على إعادة تسليم مواقع استرتيجية مرة أخرى إلى الحوثيين، سواء بالهروب من القواعد العسكرية، أو من خلال إجراء مواجهات صورية.
ويمكن الاستدلال على هذا الأمر بواسطة المواجهات التي تجرى في المناطق المحررة داخل اليمن، ففي يونيو 2018 وداخل جبهة قانية وخدار العرجا وغول سالم وسفح وجبل العر بمحافظة البيضاء، قامت القوة العسكرية للواء 117 المحسوب على حزب التجمع اليمني للإصلاح بتسليم تلك المواقع لقوات الحوثي بعد قتال صوري، كما سهل ضباط وجنود اللواء 117 خروج الأسلحة والجنود من جبال الخليقة، والتي تعتبر أكبر مخزون لأسلحة الحوثيين في المنطقة.
ثم تكرر الأمر في مدينة تعز، والتي تعد المعقل الرئيسي للحزب الإخواني في الدولة اليمنية، حيث تحتوي على القيادات الرئيسية للقوات العسكرية التابعة لحزب الإصلاح، وعلى الرغم من ذلك، استطاعت ميليشيات الحوثي السيطرة على المدينة دون وجود أي مقاومة تذكر، وبدلًا من أن يقاوم أعضاء التجمع اليمني للإصلاح عن مدينتهم، أعلن الحزب إجراء اتفاقية تعايش وتفاهم مع قيادات ميليشيا الحوثي، وهي المبادرة الأفضل للحوثي طوال الأزمة اليمنية.
واعتبرت هذه الاتفاقية الباب الخلفي لتسليم المدن اليمنية واحدة تلو الأخرى ليد ميليشيا الحوثي، إذ سلمت قيادات حزب الإصلاح في مختلف المدن اليمنية مقاليد الحكم بها إلى الحوثيين، وذلك من خلال توقيع اتفاقية تعايش وتفاهم معهم، ما يضمن الحصول على مزيد من المكاسب السياسية والأمنية على أرض الواقع، بغض النظر عن خيانتهم للشعب اليمني وللشرعية الدستورية.
ويتضح أن حزب التجمع اليمني للإصلاح لم يقف بإيجابية وقوة إلى جوار التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، على الرغم من حسن نوايا التحالف، ولكنه فضل التحالف مع ميليشيا نظام الملالي في خيانة واضحة للشعب اليمني، ولم تقتصر خيانة الإصلاح على الجانب السياسي فقط، لكنها امتدت إلى الجانب العسكري والميداني أيضًا.